تقنيات التعليم الرقمي ودورها في تدويل مؤسسات التعليم العالي، الجامعة المغربية نموذجا
أستاذ محاضر مؤهل
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة،
جامعة محمد الأول - المغرب.
ملخص
تشهد التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات تأثيرًا كبيرًا على العالم، حيث أصبح من السهل الوصول إلى المعلومات والتفاعل عبر الإنترنت. ينعكس هذا التطور على مجالات متعددة من الحياة، بما في ذلك التعليم والتربية، حيث تم دمج التكنولوجيا في البيئة التعليمية لإنشاء أنماط جديدة من التعليم مثل التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد. هذا التحول تم تبنيه من قبل العديد من مؤسسات التعليم العالي في المغرب، بما في ذلك الجامعات، من خلال توظيف التكنولوجيا لتحسين العملية التعليمية، مما يسمح بتفاعل أكبر بين الطلاب والمحاضرين، وتوفير المرونة والفورية، وزيادة السعة والسرعة، وتحقيق التمركز حول الطالب. هذه التحولات تهدف إلى تحويل بيئة الصف التقليدية إلى بيئة مفتوحة تسهل التفاعل وتعزز تجربة التعلم بوسائل متعددة مثل الصوت والصورة.
Rapid developments in the field of technology and information technology are having a major impact on the world, making it easier to access information and interact online. This development is reflected in various aspects of life, including education and upbringing, as technology has been integrated into the educational environment to create new patterns of education such as e-learning and distance education. This shift has been adopted by many higher education institutions in Morocco, including universities, by employing technology to improve the educational process, allowing for greater interaction between students and lecturers, providing flexibility and immediacy, increasing capacity and speed, and achieving student-centeredness. These transformations aim to transform the traditional classroom environment into an open environment that facilitates interaction and enhances the learning experience through multimedia such as sound and image.
كلمات مفتاحية: التعليم الرقمي - تدويل - الجامعة المغربية - التعليم الجامعي - العولمة.
Keywords : Digital education - Internationalization - Moroccan university - Higher education - Globalization.
يعرف العالم تطورات سريعة على المستويين التقني والتكنولوجي بالأخص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ما أدى إلى سهولة تدفق المعلومات والانفتاح على الفضاء العالمي، ومست بوادر هذا التطور مختلف مجالات الحياة، منها التربية والتعليم من خلال دمج التكنولوجيا التعليمية في الفضاء البيداغوجي، مما نتج عنه العديد من أنماط التعليم والتعلم منها التعليم الإلكتروني، والتعليم الافتراضي، والتعليم عن بعد ، إذ شرعت العديد من مؤسسات التربوية من بينها مؤسسات التعليم العالي ومن بينها الجامعات المغربية، في تطبيق مثل هذه الأنماط على مستوى هذه المؤسسات تقنية التعليم طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي ما جعل النمط يعتبر بيت التي ينادي بها جميع المتدخلين في الشأن البيداغوجي بمؤسسات التعليم العالي ببلادنا لتمتعه بخصائص ومزايا عدة أهمها التفاعلية بين الطلبة والأستاذ المرونة والفورية الحد السعة الكبيرة وسرعة التوفير التمركز حول المتعلم وبإمكانه إن يغطي عدداً كبيرا من المستخدمين في وقت واحد مما سيغير بيئة الصف التقليدية من بيئة محدودة المصادر إلى بيئة مفتوحة تساعد الطالب على التفاعل مع الدرس الإلكتروني بالصوت والصورة.
لقد أصبحت تطبيقات التعليم الرقمي واقعا، وأضحت الحاجة إليه ملحة، خاصة في الآونة الأخيرة، وما شهده العالم من أوضاع صحية خطيرة (انتشار فيروس كورونا)، فكانت تكنولوجيا التعليم بديلا ناجعا في الحالات الطارئة بعد فرض غلق المؤسسات التعليمية وإلغاء الحضور الإجباري المباشر وتوقف الأمر على رفع المحاضرات بمختلف الصيغ المكتوبة أو المسموعة أو البصرية وتخصيص عدد كبير من منصات التدريس الرقمي. مثل: Google classrooms – Moodle
ولكي ينجح مشروع تنزيل التعليم الرقمي ببلادنا باعتباره جسرا نحو تدويل الجامعة المغربية، تجاوز عدة تحديات في الوسط البيداغوجي بهذه المدارس، كتوفير البنى التحتية المناسبة لمثل هذا النوع من التدريس. وتزويدها بوسائل الاتصال السريعة من أنترنت وحواسيب وبرمجيات… إضافة إلى وجود صناعة معلوماتية، تسهم في تطوير البرمجيات. وكل ما تحتاجه تقنيات في مجال هذا المجال وخاصة ما بعد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، كالتكوين، والتدريب المستمر لأعضاء هيئة التدريس، وكذا الطلبة على هذا النوع من التدريس.
- إشكالية الدراسة
نتيجة للتطور الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة في حقل التربية والتعليم في كافة المستويات ومن بينها مستوى التعليم العالي، لذلك أصبح تجديد الأساليب النمطية والطرائق التقليدية التي لم تعد تسهم بفعالية كبيرة تنجح في تحقيق فعالية وجودة مؤسسات التعليم العالي، هذا الوضع يدفعنا، كفاعلين في حقلي التربية والتكوين إلى التفكير في إيجاد وسائل وأساليب جديدة، ومنها توظيف تقنيات التعليم الرقمي في تطوير الممارسة التربوية واعتماد حكامة ناجعة لربح رهان جودة التعليم العالي و تدويل الجامعة المغربية والهدف تحقيق التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق يمكن صياغة الإشكالية المركزية في السؤال التالي:
إلى أي حد يمكن، يساهم إدماج تقنيات التعليم الرقمي في تدويل مؤسسات التعليم العالي وتحقيق الارتقاء البيداغوجي كما ونوعا؟
- صياغة فرضية الدراسة
للفرضية دور مهم في ترشيد البحوث العلمية، لأنها تضع البحث في إطار محدد، يستطيع من خلاله الباحث التقيد بخطوات أساسية للوصول إلى نتائج علمية صحيحة لذلك سنحاول في هذه البحث التحقق من الفرضية التالية:
يساهم إدماج تقنيات التعليم الرقمي في تدويل مؤسسات التعليم العالي وتحقيق الارتقاء البيداغوجي كما ونوعا وخاصة الجامعة المغربية؟
- أهداف الدراسة
نهدف من وراء هذه الورقة العلمية المتمحورة حول مساهمة تقنيات التعليم الرقمي في تدويل مؤسسات التعليم العالي وتحقيق الارتقاء البيداغوجي كما ونوعا، ولذلك تسعى هذه الورقة العلمية إلى:
-التحسيس بأهمية استثمار تقنيات التعليم الرقمي في تدويل مؤسسات التعليم العالي؛
-تقديم مقترحات وأفكار عملية لتجاوز المشاكل المرتبطة بتحقيق التحول الرقمي بالجامعة المغربية.
- المنهج المعتمد في الدراسة
بناء على الأهداف المحددة آنفا، اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي في التأطير النظري للإشكالية المطروحة، مع الانفتاح على مقترحات وأفكار عملية من أجل المساعدة في تنزيل أهداف الدراسة على أرض الواقع، ومن هذا المنطلق، فقد صمّمت محاور الورقة العلمية وعناصرها الجزئية بصورة تؤطر الموضوع وتًلمّ بأهمّ جوانبه؛ وتجيب عن إشكاليته وفق الآتي:
المحور الأول: مصطلحات الدراسة: التعليم الرقمي، الجامعة المغربية
شكل تحديد المفاهيم من المشكلات الأساسية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وخاصة التربوية منها؛ حيث تتعدد وتتداخل تعريفات المفهوم الواحد حسب الانتماءات الخاصة بكل باحث ومفكر، هذا وتعد المفاهيم هي القوالب التي يستعين بها الباحث لأجل تخطيط صورة منظمة لكافة المعارف والحقائق التي تحيط به، وفى سياق هذه الورقة البحثية، سأحاول الوقوف على أهم المفاهيم المؤطرة نظريا للإشكالية المطروحة، من بينها ما يلي:
التعليم: يستخدم للدلالة على العمليات التي يقوم بها المدرس لنقل المعلومات للطلاب[1].
التعليم الرقمي: يقصد به الاستفادة من المخترعات والصناعات الحديثة في مجال التعليم [2]
الجامعة: إن مصطلح جامعة university مأخوذ من كلمة universitas التي تعني الاتحاد الذي يضم ويجمع أقوى الأسر نفوذا في مجال السياسة في المدينة من أجل السلطة [3] . واستخدمت كلمة جامعة لتدل على التجمع للأساتذة والطلاب من مختلف البلدان والشعوب، وقد عرفها قاموس أكسفورد بأنها مؤسسة تربوية توفر التعليم وتسيير البحث في العديد من فروع المعرفة المختلفة وتمنح الدرجات العلمية[4].
وحسـب القانـون 00.01[5]، فهـي عبـارة عـن مؤسسـات عموميـة تتمتـع بالشـخصية المعنوية وبالاستقلالية الإدارية والمالية، تقـوم عـادة بتقديـم التعليـم والتكويــنات الأساسية وتمنـح الشـهادات المتعلقة بهـا. كمـا تنظـم تكويــنات مسـتمرة لفائـدة الأشخاص المنخرطين أو غيــر المنخرطين فـي الحيـاة العمليـة، مـن أجـل الاستجابة لحاجيـات فرديـة وأخـرى جماعيـة، مـع التمتـع بالاستقلالية البيداغوجيـة والعلميـة والثقافيـة. وهـي إمـا متخصصـة أو متعـددة التخصصـات.
وبناء على هذه التعريفات نستنتج، أن الجامعة عبارة تنظيم اجتماعي رسمي يتم داخلها تفاعل اجتماعي بين عناصرها المختلفة من علاقات وقيم سائدة بين أطراف العملية التعليمية داخل الفضاء الجامعي.
المحور الثاني: شروط ومتطلبات دمج تقنيات التعليم الرقمي في مؤسسات التعليم العالي
أصبحت تقنيات التعلم الرقمي اليوم مطلبا أساسيا من مطالب الحياة وفي كافة القطاعات، من بينها قطاع التعليم في جميع مراحله ومستوياته، ومن بينها التعليم العالي الجامعي، لذلك أصبحت اليوم أحد العناصر المهمة في العملية التعليمية – التعلمية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو فصلها عنها بدءا بالتخطيط مرورا بالتدبير ووصولا للتقويم والدعم، كما لم يعد في وسع أي نظام جامعي في الوقت الراهن أن يتجاهلها في أي مرحلة من مراحله.
1. المهارات الأساسية المرتبطة باستخدام تقنيات التعليم الرقمي في التعليم الجامعي.
ونظرا للدور الذي تلعبه في تطوير العملية التعليمية- التعلمية بالجامعة المغربية، فإن توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم يتطلب من أطراف العملية التعليمية – التعلمية (مدرس، طلاب، إدارة…) امتلاك مهارات أساسية للاستفادة من فعاليتها التربوية، ومنها مايلي على سبيل المثال لا الحصر:
- مهارات التعامل مع نظام التشغيل Microsoft Windows؛
- استخدام البريد الإلكتروني E mail وإرسال واستقبال الرسائل؛
- مهارة التعامل مع الشبكة الويب العالمية World Wide Web ؛
- معرفة خدمات المحادثة عبر الإنترنيت Chat ؛
- تعرف بعض لغات الحاسوب؛
- استخدام جهاز الماسح الضوئي؛
- تنزيل البرامج من الشبكة العنكبوتية؛
- النسخ على الأقراص مثل: الأقراص المدمجة، CD، أقراص الفيديو DVD؛
- إعداد دروس بالفيديو كمواد تعليمية داخل قاعة التدريس؛
- التمكن من مهارات استخدام أدوات التعلم عن بعد التي كانت بديلا حقيقيا في التعليم الجامعي خلال الجائحة، ومن هذه تطبيقات نذكر مايلي :
- تطبيق Zoom Cloud Meeting : يعمل بث المحاضرات مباشرة LIVE ؛ حيث يمكن للمدرس التواصل مع الطلاب بالصوت والصورة، بالإضافة إلى إمكانية مشاركة الشاشة معهم لتقديم العروض التقديمية، ويمكن تحميل التطبيق من خلال الموقع الرسمي ؛
- تطبيقات و برامج النشر ومشاركة الدروس تساعد المعلمين والمدربين على تقديم الدروس والمواد التعليمية للطلاب، فهي لا تتطلب خبرة كبيرة في إدارة التعلم الالكتروني؛ حيث تقتصر على مجرد نشر المحتوى، كما أنها تمكن الطلاب من مشاركته فيما بينهم؛
- مايكروسوفت تیمز Microsoft Teams، وهو أيضا، من التطبيقات التابعة لشركة مايكروسوفت، ويوفر إنشاء فصول دراسية، والتواصل مع الطلاب والزملاء، وهو ضمن مجموعة OFFICE Education .
2. متطلبات دمج تقنيات التعليم الرقمي في الفضاء البيداغوجي الجامعي.
يتطلب استخدام تقنيات التعليم الرقمي، عدة شروط وأدوات من بينها، ما يلي:
– المكونات المادية: وتشمل الحاسوب والأجهزة الملحقة به، وهي المعدات المستخدمة في المستخدمة في إدخال البيانات كلوحة المفاتيح ولاقطات الصوت والماسح الضوئي، فضلا عن وحدة المعالجة المركزية التي تعالج البيانات وتتحكم في عمل الحاسوب.
– المكونات البرمجية: وهي المكونات غير الملموسة بالحاسوب والتي تتولى مهمة تشغيله، مثل معالجة البيانات وتحويلها إلى معلومات، وتشمل البرامج التطبيقية، أنظمة التشغيل ….
– شبكات الاتصال: المقصود بالوسائل الفنية التي تستخدم لنقل البيانات من حاسوب إلى آخر.
المحور الثالث: تأثير التعليم الرقمي في تدويل مؤسسات التعليم العالي بالمغرب (الجامعة المغربية، نموذجا)
أصبحت تكنولوجيا التعليم اليوم مطلبا أساسيا من مطالب الحياة وفي كافة القطاعات، من بينها قطاع التعليم في جميع مراحله ومستوياته، ومن بينها مؤسسات التربية والتعليم كالمدراس العليا التي أحدثت مؤخرا، لذلك أصبحت اليوم أحد العناصر المهمة في العملية التعليمية- التعلمية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو فصلها عنها بدءا بالتخطيط مرورا بالتدبير ووصولا للتقويم والدعم، كما لم يعد في وسع أي نظام تربوي في الوقت الراهن أن يتجاهلها في أي مرحلة من مراحله.
لتكنولوجيا المعلومات العديد من الخصائص التي تساهم في تطوير الممارسة التدريسية والمهنية بالمدار العليا للتربية والتكوين، والتي تعود بالنفع على جودة التكوين والبحث العلمي بها وتحقيق تدويل المؤسسات التعليم العالي ببلادنا، ونذكر من هذه الخصائص، التي ستساهم، من دون شك، في تحقيق هذا التدويل وفق ما يلي[6]:
أ. الفعالية
أضحى المدرس باستخدامه لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مستقبلا ومرسلا في الوقت ذاته، كما تساعد جميع مكونات العملية التعليمية أن يتبادلوا الأدوار فيما بينهم، من خلال الفعالية التي تقع بين الأفراد والجماعات والمؤسسات ، كما أن المدرس الجامعي أصبح غير مقيد بالوقت، حيث يمكنه استقبال الرسائل الخاصة بطلبته في أي وقت، كحالة البريد الإلكتروني، إضافة إلى ذلك لم يعد مع هذه التكنولوجيا مصدرا رئيسا للمعرفة ومالكها الوحيد، بل أصبح الطالب بفضل شبكة الإنترنت يتقاسم المعارف والمعلومات مع أستاذه، هذا الأخير الذي بإمكانه استثمار فعالية تكنولوجيا التعليم في تقديم يقدم دروسه النظرية والعملية لطلابه الذين بمقدراتهم التواصل والتفاعل معه في أي مكان (التعليم عن بعد).
ب. الحركية
تمكن الطالب الذي يستخدم تكنولوجيا المعلومات والتواصل أن يستفيد من الدروس أثناء تنقلاته، شرط توفره على جهاز الحاسوب المحمول أو الهاتف النقال، كما يمكن تبادل وتحويل المعلومات بين أطراف العملية التعليمية – التعلمية، مثلا عن طريق إرسال الرسائل سواء كانت مصورة أو مسموعة، ويمكن لهذه الحركية بواسطة شبكة الإنترنت أن تتسع لأكبر عدد من الأشخاص.
ج. العولمة
بفضل العولمة خلقت تكنولوجيا المعلومات والتواصل بيئة تعليمية عالمية؛ بحيث أصبح بإمكان أطراف العملية التعليمية – التعلمية، أن يتواصلوا ويتفاعلوا مع نظرائهم في مختلف بقاع العالم ويتبادلون المعلومات والتجارب والخبرات، وبالتالي الممارسة في تجويد الممارسة البيداغوجية بمختلف الجامعات المغربية.
3. أثر التعليم الرقمي على أطراف العملية التعليمية بالجامعة المغربية
للتعليم الرقمي في مؤسسات التعليم العالي بالمغرب تأثيرات إيجابية، التي تنسجم مع الأهداف الاستراتيجية التي وضعت من أجلها، والمتمثلة تحقيق جودة العملية التعليمية – التعلمية، بحيث يخلق نوعا من التفاعل الإيجابي بين كافة أطرافها (المدرس الجامعي، الطالب…)، وفي هذا الإطار نقدم مجموعة من الآثار الإيجابية لها، وهي كالتالي:
- التفاعل المستمر بين كل من المدرس والطلبة؛
- الانتقال من النموذج التقليدي في التعليم إلى النموذج التفاعلي النشط يعمل على تشكيل عقل الفرد حيث يعطي من خلال تنمية أسلوب التفكير الناقد والإبداعي الذي يكون العقلية المستنيرة ذو البصيرة الناقدة؛
- التركيز على المهارات العليا التي تتعلق بالتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم؛
- يتيح التعليم الرقمي بهذه المدارس للطالب التقويم الذاتي في المهارات الأساسية، والتي تعتبر بمثابة التغذية الراجعة بالنسبة له.
المحور الرابع: بعض المشاكل والتحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في خلق بيئة رقمية تربوية ناجعة وسبل تجاوزها.
رغم المجهودات التي بذلها المغرب، من أجل كسب رهان جودة التعليم العالي، عبر إدماج تكنولوجيا المعلومات والتواصل فيه، إلا أنه لازال يعاني من مجموعة من المشاكل والصعوبات التي تعيق توظيف هذه التكنولوجيا في التدريس الجامعي، والتي يمكن إجمالها، فيما يلي:
– ضعف أو غياب الأمن المعلوماتي، وهو أحد أهم المعوقات التي تعيق إدماج البعد الرقمي في العملية التعليمية خوفا من اختراق المنظومة المعلوماتية وفقدان الخصوصية؛
– تمسك مجموعة من أساتذة التعليم العالي بالطرق التقليدية في الممارسة التدريسية؛ حيث يكون الأستاذ هو مصدر المعرفة ومالكها الوحيد، وعليه، يرفض الانفتاح على تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستثمارها في عملية التدريس بالجامعة المغربية،
– ارتفاع كلفة التعليم الرقمي وبرمجيات وتقنيات البيئات الذكية، مما يؤدي حتما لارتفاع نسبة الانقطاع عن متابعة التعلم والتكوين بهذا النمط؛
-غياب التكوين لدى بعض الأساتذة، الذين يعانون من ضعف في مجال برامج استخدام الحاسوب وبرامج العرض والإنترنت، مما يجعلهم غير قادرين على استخدامها وتوظيفها في تجويد دروسهم ومحاضراتهم الجامعية
– الارتفاع المتزايد في أعداد الطلبة، خاصة في المسالك الأساسية بمؤسسات التعليم العالي
– ارتفاع نسبة التأطير لدى هيئة التدريس، مما يؤثر على جودة العملية التعليمية؛
– ضعف الإمكانات المادية في بعض مؤسسات التعليم العالي؛ إذ تعاني معظمها من ضعف البنيات التحتية، أي البنية التحتية التكنولوجية وما تتطلبه من معدات وأجهزة.
المحور الخامس: صعوبات تحقيق التحول الرقمي بمؤسسات التعليم العالي وسبل تجاوزها
1. صعوبات التحول الرقمي بالمدارس العليا للتربية والتعليم بالمغرب.
رغم المجهودات التي بذلها المغرب، من أجل كسب رهان جودة التعليم العالي، عبر إدماج تكنولوجيا المعلومات والتواصل فيه، إلا أنه لازال يعاني من مجموعة من المشاكل والصعوبات التي تعيق توظيف هذه التكنولوجيا في التدريس الجامعي، والتي يمكن إجمالها، فيما يلي:
– ضعف أو غياب الأمن المعلوماتي، وهو أحد أهم المعوقات التي تعيق إدماج البعد الرقمي في العملية التعليمية خوفا من اختراق المنظومة المعلوماتية وفقدان الخصوصية؛
– تمسك مجموعة من أساتذة التعليم العالي بالطرق التقليدية في الممارسة التدريسية؛ حيث يكون الأستاذ هو مصدر المعرفة ومالكها الوحيد، وعليه، يرفض الانفتاح على تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستثمارها في عملية التدريس بالجامعة المغربية،
– ارتفاع كلفة التعليم الرقمي وبرمجيات وتقنيات البيئات الذكية، مما يؤدي حتما لارتفاع نسبة الانقطاع عن متابعة التعلم والتكوين بهذا النمط؛
– غياب التكوين لدى بعض الأساتذة، الذين يعانون من ضعف في مجال برامج استخدام الحاسوب وبرامج العرض والإنترنت، مما يجعلهم غير قادرين على استخدامها وتوظيفها في تجويد دروسهم ومحاضراتهم الجامعية
– الارتفاع المتزايد في أعداد الطلبة، خاصة في المسالك الأساسية بالمدارس العليا للتربية والتكوين
– ارتفاع نسبة التأطير لدى هيئة التدريس، مما يؤثر على جودة العملية التعليمية؛
– ضعف الإمكانات المادية في بعض المدارس العليا للتربية والتكوين؛ إذ تعاني معظمها من ضعف البنيات التحتية، أي البنية التحتية التكنولوجية وما تتطلبه من معدات وأجهزة.
2. مقترحات عملية لتجاوز صعوبات إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمؤسسات التعليم العالي
هناك العديد المقترحات العملية التي يمكن أن تساهم في حل مشاكل وصعوبات إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية بالجامعات المغربية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- العمل على ضخ دماء جديدة في هيئة التدريس الجامعي بهذه المدارس، وذلك عن طريق إدماج أساتذة جدد، لديهم وعي بأهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولديهم أيضا، القدرة على استخدامها وتطويعها بما يسهم في تحديث طرق ووسائل التدريس وجعلها أكثر فاعلية؛
- وضع برامج إجبارية للتكوين المستمر لفائدة هيئة التدريس بمؤسسات التعليم العالي، وربط الترقي المهني بهذه الاستفادة من هذا النوع من التكوينات؛
- برمجة ميزانية خاصة من أجل تجهيز مؤسسات التعليم العالي بمختلف تقنيات تكنولوجيا والمعلومات والاتصال؛
- توسيع نطاق التعليم عن بعد وجعله أساسيا في بعض المسالك الجامعية بمؤسسات التعليم العالي؛
- جعل مجزوءة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إجبارية بمؤسسات التعليم العالي، بدءا من السنة الأولى للطلبة والطالبات وحتى تخرجهم؛
- جعل كفاية الرقمية والتكنولوجية كفاية أساسية على الطالب اكتسابها في مسارها بمؤسسات التعليم العالي، ومعيارا أساسيا للتصديق على مكتسبات الطالب(ة) والإشهاد عليها.
خاتمة
أثبت وباء كورونا (كوفيد (19) الذي شهدته بلادنا شأنها في ذلك شأن دول العالم أن الاعتماد على التعليم التقليدي لا يستجيب لظروف البيئة الالكترونية التي فرضت نفسها وبقوة في مثل حدث من حجم جائحة كورونا في مختلف القطاعات، وعلى مختلف الأصعدة، والذي كشف الواقع المزري الذي تعاني منه مختلف القطاعات لافتقادها لاستراتيجيات حديثة ومستقبلية سواء من أجل مجابهة، مثل هكذا ظروف أو من أجل تحقيق التنمية وعلى وجه الخصوص على مستوى قطاع التعليم الحالي والبحث العلمي، باعتباره أساس التنمية ونجاح الأداء الاقتصادي والاجتماعي في الدولة المرهون بجودة ونوعية الخدمة التعليمية المقدمة للأفراد والجماعات.
بات اليوم من الضروري استبدال الطرق التقليدية في التعليم بمؤسسات التعليم العالي، بأخرى أكثر تطورا وذلك من خلال وضع استراتيجية لإعادة البنية التحتية، وخاصة في ظل وبروز ما أصبح يعرف بالجامعة الافتراضية، كنمط تعليمي منافس يقوم على توظيف الوسائل التقنية المتطورة لنمو التعلم عن بعد وتطور تكنولوجيا الاتصال، شبكات الكمبيوتر والانترنت. ولأن أي نظام تعليمي ناجح يعتمد أساسا على تحقيق التوعية وهذا ما تعتمده الجامعات الافتراضية بمؤسسات التعليم العالي عالميا باعتبارها نمط جديد فارض لنفسه بقوة في عالم يعيش مرحلة الهيمنة الرقمية في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد.
الإحالات:
- محمد فرحات قضاة، أساسيات علم النفس، النظرية والتطبيق، دار الحامد، عمان، الأردن، الطبعة الأولى، 2006، ص: 218. ↑
- مصطفى السايح، المنهج التكنولوجي وتكنولوجيا التعليم والمعلومات في التربية الرياضية، دار الوفاء، الإسكندرية، مصر، الطبعة الأولى، 2004، ص :49. ↑
- رشدي أحمد طعيمة، محمد بن سلمان البندري، التعليم الجامعي بين رصد الواقع و رؤى التطوير، القاهرة، دار الفكر العربي، 2004، ص 83 . ↑
- محمود عباس عابدين، قضايا تخطيط التعليم واقتصادياته بين العالمية والمحلية، القاهرة دار للبنانية المصرية، 2003، ص 271. ↑
- ظهير شريف رقم 1.00.199 صادر في 15 من صفر 1421 (19 ماي 2000) بتنفيذ القانون رقم 01.00 المتعلق بتنظيم التعليم العالي. ↑
- محمد العنوز، أهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات في تجويد الدرس الأدبي بالجامعات، مسالك التربية والتكوين،
المجلد 1، العدد 1، سنة 2018، ص: 138. ↑