علاقة الأسر القروية باستهلاك الثقافة التكنولوجية: من العيش المشترك في الحياة الواقعية إلى العوالم المتعددة في الحياة الافتراضية: إقليم شيشاوة نموذجا (دراسة سوسيولوجية)

باحث في علم الاجتماع المغرب

ملخص

تهدف الدراسة إلى دراسة موضوع دور استعمال الثقافة التكنولوجية على توجيه مسار التحولات التي طرأت على الحياة العائلية بالمجتمع القروي بإقليم شيشاوة، وتحليل أثر هذا الاستعمال على نشأة نماذج جديدة للعيش الفردي والجماعي في الأسرة القروية، وظهور أشكال عديدة لحركية السكان الداخلية والخارجية. واتبع الباحث المنهج الاستكشافي التحليلي، وقد قام ببناء أدوات البحث بغية تجميع البيانات بطريقة مباشرة، من خلال استجواب عينة من الأسر القروية التي مرت أو أحد أفرادها بتجربة الهجرة القروية. وقد تكونت عينة هذه الدراسة من 1646أسرة قروية، قاطنة بإقليم شيشاوة، استخدم الباحث الاستمارة كأداة رئيسية لجمع المعلومات والبيانات المعتمدة في معالجة إشكالية الدراسة: "كيف تحولت الثقافة التكنولوجية إلى مجال لبروز عوالم متعددة، ومسارات متنوعة، وتحولات مستمرة، وأشكال جديدة للعيش بالوسط القروي؟". والتحقق من الفرضيات المطروحة. وقد جاءت النتائج كالتالي: عرفت الأسرة القروية تحولات اجتماعية واقتصادية وديمغرافية وثقافية بفعل الاستعمال الواسع للثقافة التكنولوجية، والتي أدت إلى ظهور نماذج جديدة مغايرة كليا أو جزئيا لما كان معهودا على مستوى العيش العائلي. فالثقافة التكنولوجية تشكل جزء من التحولات التي تعرفها المجتمع القروي، من خلال استحواذ البرامج الترفيهية على الوقت المخصص للتلفاز، وتوسيع نطاق هيمنة الهاتف النقال غلى الحياة الفردية والجماعية، وتحول التواصل الخارجي للأسر القروية من العزلة الواقعية الموروثة إلى التواصل الرقمي الدائم. كما ساهمت هذه الثقافة في تراجع استعمال الوسائل التقليدية في قضاء الوقت الفارغ والإقبال على الوسائط المعاصرة، ونقل الحياة الاجتماعية للقرويين من الحياة الواقعية إلى الحياة الافتراضية، والتي نتج عنه تغيير مواقيت النوم والاستيقاظ والعمل، واتساع دائرة تلقي الأخبار، وتعدد مصادرها، وتيسير مهمة اختراق الخصوصيات الثقافية والوجدانية والحميمية للإنسان القروي.

تحميل المقال في نسخته الكاملة

Scroll to Top