الزمن النحوي في التراث العربي: دراسة تحليلية في ضوء آراء النحاة القدامى

الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق - المغرب
ملخص
تسعى هذه الورقة إلى الكشف عن زاوية مظلمة من زوايا الدرس النحوي القديم، والتي نتصوّر أنها لم تحظَ بقسطٍ وافرٍ من الاهتمام على غرار ما عرفته قضايا نحوية أخرى قُتلت بحثًا واستهلِكت دراسةً، وقد آثرنَا أن نختار لها عنوانًا يتمثل في: (الزمن النحوي في التراث العربي). وللبحث في هذه القضية أهداف منها: الاهتمام بالتراث النحوي العربي الإسلامي، ونفض الغبار عن أعلامه وقضاياه، ومحاولة مدّ الجسور بينه وبين الدرس اللساني المعاصر. ولعلّ أهميةّ أيّ دراسة تنبع من طبيعة الإشكالية التي تصبو إلى حلّها، أو على الأقل، تكون سببا في فتح نقاش يثير تساؤلات تستحق الدراسة والبحث. وعليه، فإن الإشكالية الأولى التي تنقذف إلى الذهن حول هذه الدراسة هي: هل تحدّث القدماء عن الزمن النحوي؟ وما الإشكالات المرتبطة بهذا الزمن؟ وقصد الإجابة عن هذه الإشكالية، اعتمدنا جملة من الآليات المنهجية المتبعة في البحث العلمي، في مقدمتها الوصف والتحليل والمقارنة؛ وصف أقوال النحاة في باب الزمن وتحليلها، ثم المقارنة بينها وتسجيل ما بينها من اختلاف وتباين. وقد تبيّن بعد البحث في القضية أن النحاة القدامى لم يستعملوا مصطلح الزمن النحوي الذي تعجّ به الدراسات اللغوية الحديثة، لكنهم كانوا واعين به ومدركين إدراكًا جيدا للفرق الكائن بين الزمن الصرفي والزمن النحوي. أضف إلى ذلك، حديث النحاة عن الزمن متفرق في أبواب كثيرة، وهذا التفرق أو التشتت فرضته نظرية العامل التي استغرقت مباحث النحو بأسره. إن الزمن النحويّ في العربية يختلف اختلافا تاما عن نظيره في اللغات الأخرى؛ كالفرنسية والإنجليزية، ويعزى هذا الاختلاف إلى أن مهمة التعبير عن الزمن في العربية غير مقصورة على الفعل وحده، بل قد تتعدّاه إلى الحرف والاسم أيضا.
كلمات مفتاحية: اللغة العربية، النحو، الزمن، الزمن النحوي، الزمن الصرفي.