المجلد الثاني

تأويل الخطاب الديني عند الأصوليين من خلال مفهوم “القرائن” وعلاقتها بالسياق

لعلماء الأصول جهد معتبر في خدمة الخطاب الديني، حيث انصب اهتمامهم على دراسة مختلف مستوياته المعجمية والتركيبية، بل إن نظرهم امتد الى دراسة المستويات السياقية أو ما يعرف عندهم بالقرائن أو مقتضيات الأحوال، ويرجع اهتمامهم بهذا البعد التداولي في الخطاب الديني إلى سعيهم الحثيث إلى استنباط الأحكام الشرعية التي لا تكتسب مشروعيتها وحجيتها إلا عبر تأويله والنفاذ إلى مقصده.
وقد تنبه الأصوليون إلى منزلة القرائن وأولويتها في تحديد مقصدية الخطاب الديني، فالألفاظ إذا عزلت عن المقام لا تسعف المتلقي في معرفة المعنى المراد على وجه الدقة. ومن هنا كان استقصاؤهم لمختلف جوانب الخطاب؛ سواء تعلق الأمر بتفاعلاته الداخلية وما تفرزه من دلالة، وهو ما اصطلحوا عليه بالقرائن الداخلية، أم في علاقته بشروط إنتاجه الخارجية أو ما اصطلحوا عليه بمقام القول. وقد توخى الأصوليون من خلال القرائن إضفاء نوع من الصرامة المنهجية على تأويل الخطاب، ومنح مصداقية للأحكام الشرعية.
ويلتقي مفهوم القرائن مع مفهوم السياق في الفكر الحديث بوصفه واحدا من عوامل النشاط اللغوي الذي يجعل الرسالة تقوم بعملها وتؤدي وظيفتها، غير أن التقاطع بين المفهومين لا يلغي حدود التمايز بينهما الذي تكشف عنه طريقة اشتغال الأصوليين.

تأويل الخطاب الديني عند الأصوليين من خلال مفهوم “القرائن” وعلاقتها بالسياق قراءة المزيد »

فلسطين والحركة الوطنية المغربية: الأبعاد التاريخية والفكرية والسياسية والثقافية، تأطير: الدكتور بدر المقري

فلسطين والحركة الوطنية المغربية: الأبعاد التاريخية والفكرية والسياسية والثقافية، تأطير: الدكتور بدر المقري قراءة المزيد »

الرد بالكتابة في قصيدة “عابرون في كلام عابر”

لقد سعينا في هذه الدراسة إلى الانطلاق من تصور مختلف لا يحصر الشعر في الوظيفة الجمالية فقط، بل ينظر إليه بوصفه خطابا مؤثرا في الواقع الاجتماعي والسياسي، إذ نرى أن قصيدة محمود درويش “عابرون في كلام عابر” لم يكن الهدف منها هو التأثير الجمالي في المتلقي فقط، وإنما الغاية الأساسية هي الدفاع عن قضية سياسية مهمة وهي القضية الفلسطينية، لذلك فقد قاومت هذه القصيدة المستعمِر وواجهته بمجموعة من الآليات المنبثقة من القصيدة نفسها، مثل: اللغة، ولبناء هذه الرؤية الجديدة اعتمدنا على نظرية ما بعد الكولونيالية التي اقترحت توجها جديدا وهو: “الرد بالكتابة” الذي اعتمده أدباء ما بعد الاستعمار الذين شكّلت كتاباتهم الأدبية وسيلة مهمة لمقاومة الاستعمار.

الرد بالكتابة في قصيدة “عابرون في كلام عابر” قراءة المزيد »

الزمن النحوي في التراث العربي: دراسة تحليلية في ضوء آراء النحاة القدامى

تسعى هذه الورقة إلى الكشف عن زاوية مظلمة من زوايا الدرس النحوي القديم، والتي نتصوّر أنها لم تحظَ بقسطٍ وافرٍ من الاهتمام على غرار ما عرفته قضايا نحوية أخرى قُتلت بحثًا واستهلِكت دراسةً، وقد آثرنَا أن نختار لها عنوانًا يتمثل في: (الزمن النحوي في التراث العربي). وللبحث في هذه القضية أهداف منها: الاهتمام بالتراث النحوي العربي الإسلامي، ونفض الغبار عن أعلامه وقضاياه، ومحاولة مدّ الجسور بينه وبين الدرس اللساني المعاصر. ولعلّ أهميةّ أيّ دراسة تنبع من طبيعة الإشكالية التي تصبو إلى حلّها، أو على الأقل، تكون سببا في فتح نقاش يثير تساؤلات تستحق الدراسة والبحث. وعليه، فإن الإشكالية الأولى التي تنقذف إلى الذهن حول هذه الدراسة هي: هل تحدّث القدماء عن الزمن النحوي؟ وما الإشكالات المرتبطة بهذا الزمن؟ وقصد الإجابة عن هذه الإشكالية، اعتمدنا جملة من الآليات المنهجية المتبعة في البحث العلمي، في مقدمتها الوصف والتحليل والمقارنة؛ وصف أقوال النحاة في باب الزمن وتحليلها، ثم المقارنة بينها وتسجيل ما بينها من اختلاف وتباين. وقد تبيّن بعد البحث في القضية أن النحاة القدامى لم يستعملوا مصطلح الزمن النحوي الذي تعجّ به الدراسات اللغوية الحديثة، لكنهم كانوا واعين به ومدركين إدراكًا جيدا للفرق الكائن بين الزمن الصرفي والزمن النحوي. أضف إلى ذلك، حديث النحاة عن الزمن متفرق في أبواب كثيرة، وهذا التفرق أو التشتت فرضته نظرية العامل التي استغرقت مباحث النحو بأسره. إن الزمن النحويّ في العربية يختلف اختلافا تاما عن نظيره في اللغات الأخرى؛ كالفرنسية والإنجليزية، ويعزى هذا الاختلاف إلى أن مهمة التعبير عن الزمن في العربية غير مقصورة على الفعل وحده، بل قد تتعدّاه إلى الحرف والاسم أيضا.

الزمن النحوي في التراث العربي: دراسة تحليلية في ضوء آراء النحاة القدامى قراءة المزيد »

قنوات وأنماط التواصل في كتاب البيان والتبيين للجاحظ

يروم مقالنا هذا إلى قراءة في قنوات وأنماط التواصل في كتاب” البيان والتبيين” لصاحبه أبي عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الملقب بالجاحظ، حيث أبرز هذا الأخير كيف يمكن للغة أن تكون أداة قوية في التواصل بين الناس، دون أن يغفل الجاحظ أهمية الطرق التعبيرية الأخرى من ايماءات، وحركات واشارات وتعابير الوجه مع تأكيده على أهمية الصمت في التواصل. وهكذا يمكن أن نستشف من خلال كتابه فيما يتعلق بالتواصل وقنواته وأنماطه ما يلي:
• يرى الجاحظ أن اللغة هي الوسيلة الأساسية التي نتواصل بها مع الآخرين وهي ليست مجرد كلمات، بل هي وسيلة لنقل الأفكار والمشاعر بشكل فعال كما يشدد على أهمية اختيار الكلمات بعناية، وأن تكون واضحة ومؤثرة؛
• يتحدث الجاحظ عن أهمية الأساليب البلاغية مثل التشبيه والاستعارة التي تجعل الحديث أو الكتابة أكثر جاذبية كما يرى أن اللغة يمكن أن تكون أكثر تأثيرًا إذا استخدمنا فيها الأساليب التي تجعل الفكرة أقوى وأوضح؛
• لا يقتصر الجاحظ على الكلام فقط، بل يشير أيضًا إلى أهمية الإيماءات وحركات الجسد في التواصل مبرزا أن التعبيرات الوجهية والإشارات قد تكون أحيانًا أكثر قدرة على إيصال المعنى من الكلمات نفسها؛
• يعتبر الجاحظ أن الخطابة فن من فنون التواصل التي تعتمد على الصوت والنبرة بالإضافة إلى المحتوى، ويقول إن المتحدث يجب أن يختار أسلوبه بناءً على الجمهور والموقف، ويجب أن يكون قادرًا على إقناع الآخرين بأفكاره؛
• بالنسبة للجاحظ لا يتم التواصل فقط من خلال الكلام، بل يحتاج أيضًا إلى الاستماع الجيد والتفاعل بين الأطراف، فالتواصل الفعّال بالنسبة له يتطلب أن يكون الطرفان قادرين على الاستماع وتبادل الآراء بشكل يعزز الفهم المتبادل.

قنوات وأنماط التواصل في كتاب البيان والتبيين للجاحظ قراءة المزيد »

تحليل الخطاب الإعلاني وإشكالية النوع الاجتماعي تأليف: مارك بونوم Marc Bonhomme

تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على العلاقات الإشكالية التي يقيمها الإعلان مع مفهوم النوع الخطابي، وذلك بسبب تنوع وسائطه وخصوصية هياكله النصية. وبالتالي، ندافع عن الفكرة القائلة بأن الوحدة العميقة للنوع الإعلاني لا يمكن أن تكون إلا براغماتية، مبنية على الأفعال الخطابية النمطية. كما يتبين من تحليل الوصلات الإشهارية بأنها تميل سطحيا إلى طمس خصائصها النوعية وذوبانها من خلال العمليات البلاغية المتكررة، مما يثير تساؤلا حول فاعليتها الخطابية في التواصل الإعلامي.

تحليل الخطاب الإعلاني وإشكالية النوع الاجتماعي تأليف: مارك بونوم Marc Bonhomme قراءة المزيد »

Scroll to Top