دراسات في الرحلة الحجية المغربية (1)

أستاذ باحث في التاريخ والتربية والتكوين
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق وجدة – المغرب

ORCID : 0009-0002-1586-2343

مقدمة

إن التراث هو سجل الهوية الثقافية للأمة، والتي من دونها قد تضمحل وتتفكك داخلياً، وقد تندمج هذه  الأمة أو تذوب ثقافياً في أحد التيارات الحضارية العالمية الأكثر قوة ومحافظة على ذاتها الثقافية منها، وإن الأمة التي لا تقرأ تاريخها قراءة واعية هادفة، لا يمكن أن تتبين معالم ومكونات هويتها، ولذا وجب علينا أن نرجع إلى التراث من حيث طبيعته من ناحية، ومن طريقة الاستفادة والإفادة منه من ناحية أخرى، وبالنظر في القيم العامة التي تحكم عملية التفاعل معه ثالثاً، وذلك بغية ترسيخ وتقوية ما كان إيجابيا، وتجاوز ما كان سلبيا لتحقيق النهضة الحضارية المنشودة.

أمَّا فيما يخص طبيعة التراث الذي نحن بصدده، وهو التراث المغربي خاصة، فإن معظمه يتمثل في المكتبة العربية الإسلامية، والتي ترجع بدايتها إلى فجر التاريخ الإسلامي؛ عندما قامت حركة التدوين في القرن الأول، ثم انتهت إلى التصنيف في القرن الثاني، وازدهرت كثيراً في القرن الثالث ثم الرابع، ثم القرون التي تلتها، ولا يعني ذلك غمط جوانب التراث الأخرى حقوقها أو التقليل من آثارها، فإن الأعراف الاجتماعية والتقاليد الخلقية، وكل ما يمكن أن يدخل في مجال الثقافة الشعبية، تتوارثها الأجيال اللاحقة، وتكتسبها من الأجيال السابقة، ولا يمكن أن تصل إلى الخلف إلا بالتدوين، والتمحيص والتحليل، من أجل تجاوز القراءة إلى التوظيف والاستثمار.

ومما هو معلوم، فإن عملية نقل التراث إلى الأجيال اللاحقة ليست عملية سهلة، لأن احتمال التحريف المتعمد أو غير المتعمد للقيم التراثية، يعد من أبرز الأخطار التي اقترنت بما تم في هذا المجال؛ بسبب الغزو الثقافي الذي تعرضت له أرض الحضارة الإسلامية عموما وخاصة مناطق التماس الحضاري، مما أدى إلى إحلال قيم ثقافية جديدة تتصل بالحضارة الغربية، ولا ترتكز إطلاقاً على جذورنا الثقافية، وهي تبرز بشكل ملفت في بعض الأحيان، من خلال ما نلمسه من قراءات لتاريخنا وتراثنا بعيون أجنبية.

إن البحث المطلوب، والبيان المقصود، والتوطئة المقصودة؛ تحتاج إلى أقلام تؤمن بعقيدة الأمة وثوابتها، وتُقِرُّ بجدوى تجديد روح الأمة وقيمها، بالارتكاز على جذورها الحضارية والثقافية باستحضار الهوية الجامعة دون إغفال الخصوصيات المحلية للشعوب المكونة للأمة، والانفتاح على الآخر في إطار الاعتزاز بالذات وإنصاف الآخر. ومن دون ذلك لن يكون البحث إلا تشويهاً منظماً وتخريباً مقصوداً، ولن يثمر في تعميق الوحدة الثقافية للأمة، بل سيزيد في الفصام والانقسام، ويقوي التشتت والإحساس بالضياع وفقدان الهوية الجامعة.

نعم، إن ثمة صحوة في جميع المجالات وخاصة مجال الكتابة التاريخية، التي ينبغي الاعتراف بها ومواكبتها وتتبعها وتقييمها… إنها صحوة نحو إحياء التراث دون حذف أو قفز على مرحلة تاريخية معينة، كما حدث لحركة الإحياء الأوروبية؛ هذه النظرة الإيجابية التي تتسم بها حركة الإحياء الحديثة، ذات أثر عميق في التعامل مع التراث، خاصة ما يتعلق بالكتابات التاريخية، المعتمدة على المصادر الدفينة، ومن أهمها النصوص الرحلية.

ولعل من المظاهر القوية لهذه الصحوة؛ الإقبال الكبير على تحقيق النصوص التراثية ونشرها، وتجاوز التحقيق إلى الدراسة والتحليل، واستخلاص ما هو قمين بالاستنهاض الحضاري من جديد… ورغم أن ذلك يتم في بعض الأحيان بصورة عشوائية إلى حد ما؛ من حيث عدم الوضوح الاستراتيجي، وعدم تقديم الأولويات، بل عدم الاتفاق على قواعد نشر محددة، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تكامل المكتبة؛ مما يهيئ المجال أمام الباحثين للقيام بدورهم في التحليل والتركيب؛ بغية وصل الحاضر بالماضي، وفي الوقت نفسه دفع الحاضر إلى الأمام للِّحاق ببقية المتسابقين بالاعتماد على تقوية الجذور وترسيخ الهوية خوفاً من الضياع في حلبة السباق.

ومن أهم النصوص التراثية، كما قلنا، نجد النص الرحلي، الذي يعد من أهم وسائل المعرفة والتواصل بين الماضي والحاضر، والتفاعل بين مختلف مكونات الأمة فيما بينها على المستوى الداخلي، ومع مكونات الأمم الأخرى على المستوى الخارجي.

وربما لا نبالغ إذا قلنا؛ إن الرحلة والسير في الأرض تعد أقدم الوسائل التي اعتمدها الإنسان للتواصل والحصول على المعرفة، قبل اختراع الكتابة، فما تراه العين، ويحسّه الإنسان بمدركاته الحسيّة، أقوى بكثير من تلك المعرفة، التي يحصلها بالسماع من الغير، أو بقراءة ما كتبه الآخرون، وما يدركه واحد قد لا يدركه آخر؛ إذ إن كل إنسان ينظر إلى الكون من زاوية نظره الخاصة، وهي زاوية تحكمها بالضرورة خلفيته العقدية والثقافية، ومدى اتساع أفقه، وما يحب وما يكره، فضلاً عن حصيلته من العلم والمعرفة.

ولقد اكتشف الإنسان قديما بالرحلة كثيرًا من حقائق الحياة على سطح هذا الكوكب؛ فعن طريق الرحلة -الفردية والجماعية- عرف الإنسان تضاريس الأرض، والمسالك والممالك، ومسارات الأنهار، وأماكن الزراعة، وأقاليم الرعي، كما اكتشف خصائص الأقاليم الجغرافية المختلفة، فاختار منها ما يناسبه لتكون بيئته التي يعيش فيها. وما تاريخ التحركات البشرية الأولى إلا نوع من الهجرة الجماعية من أجل المعرفة النفعية المباشرة.

ثم جاء على الإنسان زمن تراكمت فيه خبراته المعرفية، وسيطر فيه، نسبيًا، على موارد الطبيعة في بيئته. وجاءته الرحلة بأخبار بيئات أخرى مختلفة في طبيعتها، ومغايرة في عطائها، فعرف التجارة التي كانت من أهم أسباب الرحلة، ومع التجارة وتبادل البضائع ازداد حجم تبادل المعرفة والخبرات الثقافية، وبات الإنسان يعرف المزيد عن الكون الذي يعيش في رحابه. وربما كانت الرحلة أيضا من أسباب الغزو الذي عرفه العالم القديم حينما كانت أخبار الثروات في بلاد بعيدة أو قريبة، تغري الحكام الغزاة بالهجوم على تلك البلاد الغنية من أجل الاستحواذ على ثرواتها (وهو أمر ما يزال يحدث حتى اليوم في صور عصرية)، ولم يخل تاريخ حضارة من الحضارات الإنسانية، من أخبار الرحلة التي تعددت أسبابها وتكاثرت مع تطور الحياة البشرية، وتنوع مقاصدها، ما بين الدينية (الحج وزيارة الأماكن المقدسة، والاقتصاد (التجارة والنشاط المالي)، والعلمية (الدراسة، والاستكشاف)، والسياسة (السفارات، والعمل الدبلوماسي)، والحربية (الجاسوسية، والاستخبارات)، والسياحة والمغامرة، والسير في الأرض والتأمل في ملكوت الله.

فالرحلة إذاً؛ وسيلة الإنسان لكسب المعرفة، والتعرف على البيئة والإنسان الذي يعيش فيها منذ أقدم العصور، وماتزال الرحلة من أنجح الوسائل التي يعتمدها الإنسان في الحصول على المعرفة، ولهذا السبب حظيت باهتمام القدامى والمحدثين على حد سواء، كما احتفى العلماء بما قدمته الرحلة من إسهامات، ساعدت على اكتشاف مختلف البيئات والتعرف على نشاط الإنسان في رحابها. ومن ثم، تسابق العلماء والباحثون على تقديم الأوصاف الجليلة، التي أسبغوها بكرم شديد على النصوص الرحلية.

وعلى الرغم من أنه كانت، وما تزال، للرحلة جوانبها المشينة والمظلمة، مثل التجسس، والتمهيد للعدوان على الإنسان الآخر، والاحتلال، والاستيطان، والاستخراب… وما إلى ذلك، فإن الرحلة قدمت خدمات جليلة للإنسانية جمعاء؛ من حيث إنها كانت وسيلة للمعرفة العلمية، والكشوف الجغرافية، وتمهيد الطرق لسفر الإنسان والتجارة. باختصار كانت الرحلة هي العمل الرائد لحركة البشر والأفكار والبضائع من ناحية، كما كانت الرحلة مفيدة للإنسان على المستوى الفردي من ناحية أخرى.

ولقد كانت الرحلة بمنزلة الأم لعلوم إنسانية واجتماعية عدة، نشأت في رحم الرحلة، وترعرعت في حجرها، مثل الجغرافيا، والسوسيولوجيا، والاثنوجرافيا، والإثنولوجيا، والأنثروبولوجيا، وعلم السكان، والتاريخ الاجتماعي، والدراسات الثقافية… وغيرها، بيد أن أهم إسهامات الرحلة، في تصوّرنا، جاءت من خلال طرح معرفة الإنسان بالإنسان، وإشاعة إدراك وحدة الإنسانية، ماضيًا وحاضرًا ومصيرًا؛ إذ إن الرحلة تكشف عن حال يتعرف فيها الإنسان على الإنسان، سواء كان ذلك داخل الدائرة الحضارية الواحدة، أم داخل الدائرة الإنسانية الكبرى. ومن ثم يصير أكثر استعدادًا للاعتراف بوجود هذا الآخر والتعاون معه. فقد كانت عين الرحالة دائمًا بمنزلة آلة تصوير دقيقة، تسجل ما حسبه الناس في البلاد التي يزورها الرحّالة غير جدير بالتسجيل والملاحظة، بسبب ألفتهم واعتيادهم عليه، ويعني هذا أن الرحلة قدمت لنا الكثير من المعلومات التي تعتبر مصدرًا أوليا، أو مادة خامة، للدراسات التي قامت عليها عدد من العلوم التي عنيت بالدراسات الإنسانية والاجتماعية.

ويمكن القول، بأن تاريخ الرحلة بدأ مع تاريخ وجود الإنسان نفسه، بقصد البحث عن مصادر الرزق الذي كان سببا رئيسا في حركة البشر وهجراتهم في العصور القديمة من تاريخ الإنسانية، وما زال إلى يومنا هذا، وكان كذلك بقصد البحث عن الدفء والأمن، وغير ذلك مما احتاجه الإنسان آنئذ. وفي تلك الفترة يلاحظ الباحثون، أن الدافعين الاقتصادي والعسكري قد امتزجا بحوافز الكشف والمعرفة على نحو يصعب تحديد مداه.

هكذا، كانت الرحلة وسيلة مهمة للمعرفة عند الإنسان في تاريخ الفكر الإنساني والثقافة الإنسانية بوجه عام، كما كانت أيضًا وسيلة لأداء الشعائر الدينية عند شعوب الأرض. فالحج إلى الأماكن المقدسة والمزارات المبجلة، وقبور الصالحين والأولياء والقدّيسين، كان – وما يزال – من أهم دوافع الرحلة الفردية.

تشهد على ذلك رحلة الحج إلى الكعبة قبل الإسلام وبعده، كما تشهد عليه تلك الرحلات العديدة التي قام بها الأوربيون إلى الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين، لاسيما بعد اعتراف الامبراطور قسطنطين الكبير بالمسيحية ديانة لرعاياه، ووقف الاضطهادات ضد المسيحيين. وعندما بنت أمه هيلين كنيسة القيامة في بيت المقدس تضاعفت أعداد الحجاج الوافدين من أوربا الكاثوليكية، بالشكل الذي جعل المؤرخين يعتبرونها أحد الروافد المهمة للحركة الصليبية، التي جاءت لتهاجم المنطقة الإسلامية، تحت الراية الكاثوليكية في القرن الحادي عشر.

كذلك كان، وما يزال، طلب العلم من أهم بواعث الرحلة. فقد ارتحل علماء الإغريق القدامى إلى مراكز العلم في مصر القديمة، وكان كتاب هيرودوت الشهير تجسيدًا للرحلة في طلب العلم والمعرفة؛ فقد سافر الرجل إلى مصر وغيرها من البلاد التي سمع بها، وجاء كتابه «التواريخ» ثمرة لهذه الرحلة، ومن ناحية أخرى، كانت الإسكندرية، ومكتبتها القديمة ذائعة الصيت، هدفًا ومقصدًا للرحلة والرحالة في هذا المجال، كما كانت أثينا في عصرها الذهبي، وبلاد فارس وبلاد الشام وأرض اليمن تجتذب الرحلة والرحالة، من شتى أنحاء المعمورة في تلك العصور.

ولم تكن الحضارة العربية الإسلامية استثناء في ذلك، فقد كانت الرحلة من أهم فعاليات هذه الحضارة، وقد تنوعت دوافع الرحالة المسلمين ما بين الدين والعلم والاقتصاد والسياسة، بيد أن الرحلة في طلب العلم كانت من أهم ملامح الثقافة العربية الإسلامية، وقد أشار ابن خلدون إلى هذه الحقيقة في مقدمته الشهيرة بقوله: «…والرحلة لابد منها في طلب العلم، ولاكتساب الفوائد والكمال، بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال»[1]، وتجسّد هذه الحقيقة، رحلات عدة قام بها أعلام الثقافة، منهم عبدالرحمن بن خلدون نفسه الذي رحل من بلده الأصلي إلى مصر لأسباب كثيرة منها طلب العلم وأداء فريضة الحج، وقد سبقه كثيرون لا تكفي مثل هذه الدراسة لرصد أسمائهم ومؤلفاتهم فقط، فضلاً عن سيرتهم ونشاطهم.

وقد كان الفضل في ذلك راجعًا إلى أن العالم الإسلامي، الذي امتد من سور الصين العظيم شرقًا حتى مياه المحيط الأطلنطي غربًا، ومن البحر المتوسط وبحر قزوين شمالاً إلى المناطق الاستوائية في آسيا وإفريقيا جنوبًا، قد عرف نوعًا فريدًا من الوحدة الثقافية القائمة على أساس التنوع والتنافس الإيجابي بين الثقافات الفرعية التي نشأت من التفاعل بين ما جاء به الدين الإسلامي واللغة العربية من ناحية، والموروثات الحضارية والثقافية للشعوب التي اعتنقت الإسلام من ناحية أخرى، ولقد برزت مراكز ثقافية متنافسة ومتفاعلة ومتكاملة في كل أرجاء العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، كبغداد ودمشق ومكة والمدينة، والفسطاط ثم القاهرة، والقيروان ومدن المغرب الإسلامي والأندلس، وكانت الرحلة في طلب العلم واكتساب الفوائد والكمال، ولقاء الرجال… على حد تعبير ابن خلدون من سمات الثقافة الإسلامية في ذلك الزمان.

كذلك كانت التجارة من العوامل المهمة الدافعة إلى الرحلة في التراث العربي الإسلامي؛ إذ كان التاجر المسلم شخصية عالمية، يعرفها سكان العالم المتحضّر آنذاك. كما أن تنوع الأقاليم الجغرافية لدار الإسلام جعل في متناول التجار المسلمين منتجات شديدة التنوع، تقوم عليها التجارة العالمية. ومن المعلوم أن تجار ذلك الزمان كانوا يقومون برحلاتهم التجارية بأنفسهم من ناحية، كما أنهم كانوا عادة من أبناء النخبة الثقافية في مجتمعاتهم من ناحية أخرى، وقد أدى ذلك -بطبيعة الحال- إلى أن عددًا منهم كانوا من العلماء الذين تركوا لنا نفائس يفخر بها تراث الحضارة العربية الإسلامية.

وكانت هناك أسباب أخرى متنوعة للرحلة عند المسلمين، بعضها شخصي فردي، وبعضها الآخر كانت سفارات بتكليف من الحكام لسبب أو لآخر، على أن أهم ما يلفت النظر في تاريخ الرحلة العربية الإسلامية هو أن طابع المبادرة الشخصية كان العامل الأساس في غالبية هذه الرحلات، ولم تكن الدولة، أيّا كانت، تقوم بتمويل هذه الرحلات إلا في أضيق نطاق، وربما كان ذلك مقصورًا، على الحالات التي كانت الرحلة فيها سفارة أو مهمة رسمية بتكليف من الحكام أنفسهم.

ويحتل أدب الرحلة عند المسلمين، ومنهم المغاربة بطبيعة الحال، مكانة متميزة في التراث الثقافي الإسلامي، وتقف الرحلات التي شهدها تاريخ الثقافة الإسلامية في طليعة أدب الرحلات الذي عرفته كل الثقافات الإنسانية، وتراث أدب الرحلة، بدءًا من القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي ترصعه عناوين مؤلفات رحالة من أمثال أبي دلف الينبوعي، وابن فضلان، وابن جبير، والعبدري، وابن بطوطة، وعبد اللطيف البغدادي، ثم الرحالة المحدثين نسبيًا مثل أحمد فارس الشدياق ورفاعة الطهطاوي، ومحمد كرد على، وأمين الريحاني… وغيرهم.

ومن الثابت أن كثيراً من هؤلاء الرحالة دونوا أخبار أسفارهم وتنقلاتهم؛ فذكروا المناطق والبلدان والمدن التي زاروها، أو مروا بها، والمسالك والمراحل التي اجتازوها، والصعوبات التي واجهوها، ووصفوا البلاد وزرعها والبهائم وضرعها، وجمال الطبيعة أو قساوتها، وقيدوا مشاهداتهم عن صناعات المجتمعات وتجارتها، ووصفوا حياة السكان؛ فذكروا الطيب من عاداتهم وتقاليدهم بالمديح والثناء، وعابوا ما هم عليهم من العادات السيئة والأخلاق الذميمة.

ولعل أهل الغرب الإسلامي أميل إلى الرحلة من المشارقة؛ لما عرف عنهم من رغبة شديدة في الأخذ عن شيوخ المشرق، وزيارة الأماكن المقدسة، والترحال لغاية الاستطلاع[2]. وهم من أوائل الرحالة المسلمين الذي دأبوا على تدوين رحلاتهم ومشاهداتهم، فكانت رحلاتهم بحق سجلا تاريخيا حافلا بالمعطيات والإشارات المتنوعة، التي تعطينا صورة عن المجتمع الإسلامي عبر التاريخ.

وسنخصص هذه الدراسة للرحلات المغربية، باعتماد المفهوم التاريخي للمغرب، الذي ضم منطقة جغرافية امتدت من الأندلس شمالا إلى الساحل الغيني جنوبا، مع اختلافات في الحدود الشرقية، سنفصل الكلام فيها فيما بعد، ذلك أن المغرب أو الغرب الإسلامي كان في فترة واسعة من الفترات يمثل إقليما واحدا؛ بحيث نجد أن القاضي يمكن أن يكون أصلا من المغرب الأدنى (تونس حاليا) ويتعلم بقرطبة (الأندلس)، ويستقضى بالمغرب الأوسط (تلمسان) ليتحول إلى قضاء إشبيلية، ثم يعين قاضيا بالمغرب الأقصى (فاس) على أن يصل إشعاعه إلى مالي في قلب إفريقيا الغربية[3]، وخير مثال على ذلك، نجد ابن خلدون، الذي انطلق في رحلته من إفريقية، وتولى المناصب بالمشرق، وكتب رحلته بفاس، وتولى المناصب بالمغرب والأندلس ليعود إلى مصر التي توفي بها.

وبناء على ما سبق، سنعتمد ما ذهب إليه الدكتور عبد الهادي التازي؛ أي أن المغرب، في أدنى مساحته، يتكون من الدول الحالية: ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا والمغرب إضافة إلى الأندلس. وما ذهب إليه الدكتور أحمد عبد اللطيف حنفي، في قوله: «ويتسع لفظ المغرب عند كتاب المسلمين ليشمل كذلك الأندلس (إسبانيا والبرتغال حاليا)، قبل انفصاله عن حكم الإسلام، وقد يتسع أيضا ليشمل صقلية (في جنوب إيطاليا)، وكل بقعة حل بها المسلمون في أوربا الغربية أو غرب إفريقيا، فهناك المغرب الإفريقي وهناك المغرب الأندلسي، ولهذا، فإن كلمة المغرب أو مغاربة تعني أيضا الأندلس وأهله»[4].

ولعل من أهم الدوافع التي تجعلنا نبحث في موضوع الرحلة عموما، والرحلة الحجية المغربية خصوصا، هو أنه يمكننا النظر من خلال نصوصها إلى المجتمع الإسلامي في مختلف العصور، خارج الإطار الذي حددته الكتابات التاريخية الرسمية المباشرة، وإن كانت لا تخلو من فائدة. لكننا قد نجد ضالتنا المتمثلة في رؤية المجتمع كما هو، من خلال كتب الرحلات الحجية؛ بحيث تجدنا نتجول في البلاد الإسلامية؛ مغربها ومشرقها، وننظر إلى المجتمع، وكأننا نرافق الرحالة في حله وترحاله، وهو يصف ما تشاهده عيناه دون سلطة ورقابة أو عاطفة انتماء.

ومن جهة أخرى، فإن موضوع الرحلة خصب وشاسع، لا يمكننا أن نزعم بأنه قد استنفذ أغراضه من خلال الدراسات التي أنجزت، وهذا يجعلنا نؤكد أن أنه ما زال يحتاج إلى بذل مزيد من جهود الباحثين والدارسين، لإماطة اللثام عن كنوز معرفية شتى يزخر بها النص الرحلي.

ولعل من أهم ما يمكن إبرازه من خلال هذه الدراسة، هو تنوع وتعدد أوجه التواصل الداخلي؛ بحيث نجد كتب الرحلات الحجية المغربية تنقل إلينا عددا من مظاهر التواصل العلمي، والفكري، والاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والعمراني، بين المغرب والمشرق الإسلاميين.

وانطلاقا من مقاصد التأليف، ورغبة في إبراز القيمة المضافة لهذه الدراسة، سأحاول أن أقوم بدراسة نقدية مقارنة لأهم ما كتب في الموضوع، وهذا ما سيفرض علينا أن نراعي البعدين الأفقي والعمودي في تناول النصوص الرحلية، سواء تعلق الأمر بكتب الرحلة أو بالدراسات التي عنيت بالنص الرحلي، والتي تنوعت في مناهجها وأهدافها ومقاصدها، ولا يمكن تقديم صورة أقرب إلى الحقيقة إلا بالرجوع إليها وتحليل مضمونها، وتفكيك المعطيات والبيانات الواردة فيها، ومقارنتها بغيرها، وبمصادر ومراجع أخرى ذات العلاقة بالموضوع، سنحاول في هذا المقدمة أن نكر بعضا منها على سبيل الذكر لا الحصر.

فلقد أبدع الأستاذ المرحوم محمد المنوني، رائد التحقيق والبحث المصدري بالمغرب، في كتابه «من حديث الركب المغربي»، الذي لا يستغني عنه باحث في تاريخ المغرب الوسيط عموما، والرحلات الحجية المغربية خاصة، لكن كما يظهر من العنوان، فالكتاب عني بالحديث عن ركب الحاج المغربي، أي الرحلة الحجية الجماعية المنظمة، ولم يهتم بالرحلات الفردية، ولا بالمحطات والمنازل، والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية…

 وأما الدكتور عبدالهادي التازي في موسوعته القيمة  «مكة في مائة رحلة ورحلة»، فقد  اتبع أسلوباً علمياً سلساً عند حديثه عن كل رحّالة من المائة رحّالة الذين أقام دراسته عنهم، واتسم هذا الأسلوب بسهولة العبارة والبساطة في عرض المعلومات دون الدخول في تعقيدات الألفاظ والمعاني؛ حيث يذكر نسب الرحالة، وتاريخ ولادته، ونشأته، وتعليمه، وثقافته، ورحلته إلى مكة المكرمة، وطريقته في عرض مشاهداته وأوصافه عنها، وبمن التقى في مكة المكرمة من علمائها ووجهائها ورجالاتها ومدى استفادته منهم، مع تعليقات للمؤلف على رحلة هذا الرحالة أو ذاك، وما أضافه -رحمه الله- إلى أدب الرحلات، سواء في الأوصاف، أو الأسلوب الذي صيغت وفقه الرحلة، أو المنهج العلمي الذي اتبعه.

كما ذيّل كتابه هذا بمسرد للرحلات الإضافية ضم عشرين رحّالة مغربياً تحدث عن كل رحالة من هؤلاء بشكل مقتضب جداً، ثم ألحق بكتابه كشّافاً عاماً للأعلام والمواضع والبلدان، وضمّنه أيضاً مجموعة من الصور القديمة والخرائط عن مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

ونظرا لخصوصية الكتاب والغرض من تأليفه، فإن التفصيل في بعض الأمور لم يكن مقصودا من طرف شيخنا في هذا المجال، ولذلك فهو دراسة عن هذه الرحلات، وليست دراسة لها، وبيان ما تناولته من أحداث ووقائع اقتصادية واجتماعية وسياسية… بل التزمت الدراسة بالعنوان التزاما يقتضيه المنهج العلمي.

أما الدكتور الحسن الشاهدي، في كتابه المتميز «أدب الرحلة بالمغرب في العصر المريني» الذي يعد من فرائد الدرر في هذا المجال، خصوصا أنه عني بالعصر المريني، وهي دراسة لا يستفيد منه الأدب فحسب؛ بل يستفيد منها تاريخ العلوم، والتاريخ السياسي والحضاري. والكتاب حافل بالتراجم والإشارات والفوائد…

ولقد تناول المؤلف الرحلة المغربية بصفة عامة، ونشأتها ودوافعها ومناهجها وأساليبها ومضامينها، وتحدث عن رحلات داخلية، منها رحلات ابن قنفد القسنطيني وأحمد زروق والنميري والكفيف الزرهوني، ورحلات علمية وسياحية، التي اقتصر فيها على رحلات ابن الخطيب والمقري والتجيبي وابن خلدون…

وهكذا يتبين لنا أن الدراسة ليست خاصة بالرحلات الحجية، وأنها لم تشمل جميع رحلات العصر المريني، كما أنها لم تعتن بالمراحل والطرق، ومظاهر التواصل…

 والدكتور السعيد لمليح في كتابه القيم، الموسوم بـ«التواصل الفكري والروحي بين المغرب الأقصى والمشرق الإسلاميين (مصر والحجاز): أسسه ومظاهره»، خلال القرنين السابع والثامن الهجريين، لما لهما من حساسية في التاريخ الإسلامي، ولقد التفت المؤلف بأسلوب علمي رصين إلى الوقائع والظواهر الفكرية لبيان هذا الأمر، مرتكزا على مصادر قيمة، مثل «مقدمة ابن خلدون» و«صبح الأعشى» و«العقد الثمين في أخبار البلد الأمين» و«حسن المحاضرة» فضلا عن الرحلات الحجازية التي وضفت الحياة الفكرية بواقعية وموضوعية.

ولقد التزمت الدراسة بمكونات العنوان، فركزت على التواصل الفكري والروحي من خلال الرحلات الحجية والسياسية، ولم يعتن بدرجة خاصة بالرحلات الحجية.

  وأما الدكتور نواف عبدالعزيز الجحمة (الكويت)، في كتابه المهم، الذي هو في الأصل أطروحة لنيل الدكتوراه في الآداب من جامعة محمد الخامس بالرباط، والذي توجد نسخة منها بخزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تحت عنوان: «صورة المشرق العربي في كتابات رحالة الغرب الإسلامي في القرنين السادس والثامن الهجري 12 و14م»، ولقد نال بها المؤلف جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي سنة 2006، وطبعتها دار السويدي للنشر والتوزيع بالإمارات، والدار الأهلية للنشر والتوزيع بالأردن، سنة 2008، تحت عنوان: «رحالة الغرب الإسلامي وصورة المشرق العربي من القرن السادس إلى القرن الثامن الهجري (12-14م)»، وهو بمثابة دراسة بانورامية قيمة لصورة المشرق العربي من خلال مدونات الرحلات المغربية والأندلسية التي تتجاوز محتواها كمجرد مذكرات، إلى كونها مصدراً من مصادر التأريخ للمشرق العربى في ثقافاته وحضاراته الإنسانية المختلفة؛ بحيث إن الرحلات المذكورة تعتبر – من هذه الناحية – تأريخاً لما أهمله المؤرخون. ولما كانت هذه الرحلات من إنتاج مغاربة، بينما أحداثها جرت في مسرح بيئات أخرى مشرقية كالحجاز ومصر والشام والعراق وفي المسافات التي تفصل بينها، فإن اهتمام مؤلفيها انصب على معالم جديدة عليهم ومظاهر وأمثلة ومعطيات ونظم وأشخاص من صميم البلدان التي حلوا بها، وهو ما أثرى تجاربهم الشخصية.

ولما كانت قلَّة من المتخصصين والباحثين في التاريخ الوسيط قد تناولت بالدرس مجالات الحياة في المشرق العربى من خلال الرحلات المغربية والأندلسية، فلا بد من الإشادة هنا بهذا الجهد العلمي المركز الذي تناول رحلات المغاربة والأندلسيين إلى المشرق بالدراسة والتعريف والتحليل واستخلاص النتائج. ومن جريدة الكتاب يمكن للقارئ أن يلحظ ما اعتمد عليه الدارس من مصادر ذات أصول ومشارب متنوعة. ساعدته على استكشاف وتركيز تلك الصورة التي رسمها الرحالون المغاربة والأندلسيون للمشرق العربي في العصور الوسطى.

ولقد تناول المؤلف ثمان رحلات حجازية، وأفرد جانبا مهما من كتابه للدراسة والتحليل، خاصة ما يتعلق بالحياة السياسية والاجتماعية، والدينية، والفكرية، والعلمية.

ويعتبر هذا الكتاب حسب رأيي، من أهم ما كتب في هذا المجال، لكنه اهتم بصورة المشرق كما يدل على ذلك العنوان، وهو لم يلتزم بالتحقيب وفق الدول الحاكمة المتعاقبة، رغم أن الفترة هي العصر المريني، وكذلك على مستوى الرحلات كان انتقائيا؛ بحيث اقتصر على بعضها، وأغفل أخرى دون الإشارة إلى السبب.

وأما الدكتورة عواطف محمد يوسف نواب، في كتابها «الرحلات المغربية والأندلسية، مصدر من مصادر تاريخ الحجاز في القرنيين السابع والثامن الهجريين –دراسة تحليلية مقارنة –«، الذي هو في أصله أطروحة علمية حصلت المؤلفة بموجبها على درجة الدكتوراة في التاريخ الإسلامي الحديث من كلية الشريعة بجامعة أم القرى عام 1420هـ ، ولأصالة موضوع الكتاب وأهميته، فقد حصل على جائزة كتاب العام 1430هـ، والتي يقدّمها بنك الرياض. وقد بذلت المؤلفة جهداً كبيراً وواضحاً في استقصاء كتب الرحلات المغربية إلى الحجاز خلال قرنين هجريين مهمين في تاريخ الجزيرة العربية (11-12هـ)، وكانت تلك الرحلات فعلاً مصدراً مهماً من مصادر تاريخ الحجاز يكشف عن كثير من الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية للمنطقة؛ حينما تدرس في وحدة موضوعية واحدة ، وقد كشف الكتاب عن تلك الحركة العلمية الزاخرة في الحجاز خلال ذينك القرنين رغم ما اعتورهما من اضطرابات سياسية لم تكن جديدة على الحجاز طيلة أزمانه، ويعدّ هذا الكتاب إضافة مهمة في كتب التاريخ المكي خصوصاً والحجازي عموماً.

ولقد عرفت المؤلفة بأشهر الرحلات المغربية (محمد بن أحمد القيسي، وعبد الله بن محمد العياشي، ومحمد بن علي الرافعي، وأحمد بن عبد القادر القادري، ومحمد بن أبي علي اليوسي، وأحمد بن أبي عبد الله الدرعي، وعبد الرحمن بن أبي القاسم الغنامي، ومحمد بن أحمد الحضيكي، وعبد الله بن الصغير الدرعي، وعبد المجيد بن علي المنالي)

واستعرضت منهج الكتابة التاريخية عند الرحالة المغاربة، فذكرت الأحوال السياسية والنشاط البشري والأحوال الاجتماعية والحركة العلمية في الحجاز من خلال كتب الرحلات المغربية، وأشهر العلماء وأهم مؤلفاتهم، والمشاهد العمرانية والآثار في الحجاز من خلال كتب الرحلات المغربية.

لكن ما يلاحظ على هذه الدراسة، أنها لم تستحضر جميع الرحلات المكتوبة والمتوفرة؛ بحيث اقتصرت المؤلفة على سبعة فقط، وأغفلت رحلات أخرى كرحلة ابن خلدون مثلا، وذكرت رحلة ابن جبير التي تعتبر في الحقيقة من رحلات القرن السادس، وإن كان ابن جبير قد توفي عام 614هـ.

وبناء عليه، فالدراسة التي نحن بصددها، تعتبر مكملة ومتممة ومجمعة، فهي تكمل بعض الدراسات التي لم تتناول بعض الرحلات، وهي مجمعة لأنها تجمع بعض ما تناثر في غيرها، من قبيل مظاهر التواصل الفكري والروحي والسياسي والعمراني… إضافة إلى حرصنا على أن تكون المصادر الأساسية لبيان مظاهر التواصل بين المغرب والمشرق هي متون الرحلات الحجية، مع استحضار ما كتب عن الوقائع والأحداث والملاحظات الواردة فيها، في كتب التاريخ العام، أو بعض المصادر غير الإرادية ككتب النوازل والأدب… إضافة إلى ذلك سنحاول أن نكون وسطا بين الاختصار والتفصيل. وأرجو صادقا أن تشكل هذه الدراسة إضافة نوعية في هذا المجال.

ولقد عنونت هذه السلسلة: «دراسات في الرحلة الحجية المغربية»، فمن جهة فهي رحلات تدخل ضمن أدب الرحلة عموما، لكننا قيدناها بالحج، فهي رحلات حجية، للتمييز بينها وبين سائر الرحلات المشرقية، والرحلات الحجازية، لأننا نقصد الرحلة التي يكون هدفها الرئيس، هو أداء مناسك الحج. وهي رحلات حجية مغربية، أي قام بها أهل المغرب، وفق المفهوم الذي ورد آنفا.

وللإشارة، فهي امتداد لجهد علمي قمت به في مساري البحثي، من خلال بحث تقدمت به لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في موضوع الرحلات الحجية المغربية في العصر الوسيط، وأطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في مضوع الرحلات الحجية المغربية في العصر المريني، دراسة تواصلية ديموغرافية، وبعدها وفقني الله لإصدار نسخة منقحة ومزيدة، في جزءين، بعنوان: “إمتاع السامع بأخبار الرحلة الحجية المغربية في القرون السابع والثامن والتاسع”[5]، ورغبة مني في أن أستكمل هذا العمل، عزمت، بعد التوكل على الله، على أتوسع في المجالين الزماني والمكاني، وذلك باعتماد “المغرب” بمفهومه الواسع، وسأتناول أهم الرحلات الحجية المغربية منذ البدايات الأولى إلى اليوم، سائلا الله تعالى التوفيق لإخراج هذا المشروع في حلته الكاملة.

أما فيما يخص المنهج المعتمد، فلقد اتبعت في هذه الدراسة؛ المنهج التاريخي مستعينا بتحليل المضمون مع الارتكاز على مقارنة نصوص الرحلات المعنية بالدراسة، أو غيرها إن اقتضت الحاجة إلى ذلك، للوقوف على وجهات نظر الرحالين وخلفياتهم الفكرية والثقافية، التي توجه نظرتهم إلى مسار الرحلة مكانا وإنسانا.

تحميل المقال في نسخته الكاملة

الإحالات:

  1. [1]– ابن خلدون، العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، ط1، 1981، ج1 ص 745.
  2. [2]– تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، حسين مؤنس، مكتبة مدبولي، ط2، 1986، ص11.
  3. [3]– مكة في مائة رحلة ورحلة، عبد الهادي التازي، مراجعة عباس صالح طاشكندي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ط1، 1426هـ/2005م، 1/23.
  4. [4]– المغاربة والأندلسيون في مصر الإسلامية، أحمد عبد اللطيف حنفي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2005، 1/5.
  5. [5] – عبد الله بوغوتة، إمتاع السامع بأخبار الرحلة الحجية المغربية في القرون السابع والثامن والتاسع، مطبعة الخليج العربي، تطوان، المغرب، ط1، 2018.
Scroll to Top