عبقرية الجاحظ في الدفاع بالحجة والمنطق: رسالة فضل السودان على البيضان نموذجا
خرِّيج ماستر الوظيفية في اللغة والمجتمع
جامعة السلطان مولاي سليمان للآداب والعلوم الإنسانية - بني ملال
المغرب
ملخص
آخذين بعين الاعتبار قيمة الأدباء ومصنفاتهم الأدبية التي تزخر بها الثقافة العربية الإسلامية، سنسعى من خلال هذا البحث إلى إبراز عبقرية الجاحظ في الحجاج بالدليل والمنطق، وذلك استنادا لنظرية الحجاج عند بيرلمان وتيتكا. لقد اشتغلنا برسالة" فضل السودان على البيضان"، حيث كشفنا عن طرائق الحجاج المُعتمدة فيها، وخصوصا حجة السلطة والشخص وأعماله وغيرها، وذلك باستنباط عبقرية الجاحظ في التحول من الشيء وضده في عملية الإقناع. ناهيك عن تسلحه بالدليل القاطع الذي يعتمد على الواقع والمنطق غير القابل للاعتراض. لقد سعى الجاحظ في هذه الرسالة بيان قمة الغُبن والإقصاء التي تكبدته هذه الشعوب ذات البشرة السوداء، مُعيدا إليها بذلك كرامتها من خلال استحضاره لبطولاتها وأمجادها.
Taking into consideration the value of writers and their literary works that abound in Arab-Islamic culture، we will seek through this research to highlight Al-Jahiz's genius in argumentation with evidence and logic، based on Perelman and Tetka's theory of argumentation. We worked on the message "The Superiority of the Sudanese over the Whites"، where we revealed the methods of argumentation adopted in it، especially the argument of authority، the person and his actions and others، by deducing Al-Jahiz's genius in transforming from the thing and its opposite in the process of persuasion، not to mention his arming with conclusive evidence that depends on reality and logic that cannot be objected to. In this message، Al-Jahiz sought to show the height of injustice and exclusion that these black-skinned peoples suffered، thus restoring their dignity by evoking their heroism and glories.
كلمات مفتاحية: الجاحظ، رسالة فخر السودان على البيضان، الحجاج، الإقناع
Keywords : Al-Jahiz - The Message of the Superiority of the Sudanese over the Whites - Argumentation - Persuasion
مقدمة
يعدّ الجاحظ ذا منزلة كبرى في الثقافة العربية الإسلامية، حيث خلّد إرثا كبيرا شكل نظاما معرفيا لما يحمله من تنوع وثراء وعمق في الطرح المؤدي إلى الكشف عن حقيقة الأشياء. أضف إلى أن أدبه فضاء للحوار مع الآخر، وكذا التعبير عن قضايا العصر، وقد كان الجاحظ ” واسع العلم بالكلام كثير التبحّر فيه شديد الضبط لحدوده ومن أعلم الناس به وبغيره من علوم الدين والدنيا”[1]. وما يُؤكد نبوغ الجاحظ وقوة منطقه هو إعجاب صاحب كتاب” الإمتاع والمؤانسة” بأدب الجاحظ، مُستلهما منه أسلوبه ومنهجه المتين، والناظر في أدب الجاحظ يُدرك بدون عناء أنه أدب يروم تحقيق الكفاية الحجاجية من خلال توظيف الاستدلال والمنطق. وفي هذا المقال، سنقتفي أثر وتجليات نبوغ الجاحظ في عملية الدفاع عن أفكاره، وعن معتقداته، وعن عقيدته… وهذا لن يتأتى إلا بدعم من نظريات حجاجية غربية لعل أهمها الحجاج عند بيرلمان وتيتكا من خلال كتابهما “مصنف في الحجاج – الخطابة الجديدة”، الذي يعد بمثابة بلاغة جديدة في مقابل بلاغة كلاسيكية كانت سائدة لدى أرسطو.
- مفهوم الحجاج عند شايم بيرلمان و لوسي تيتيكاChaim Perlman et Lucie Tyteca
ناقش الباحثان البلاغة، في كتابهما “مصنف في الحجاج-الخطابة الجديدة” Traite de l’argumentation- la nouvelle Rhétorique، سنة 1958، حيث كانا يطمحان إلى إرساء معالم حجاج متفرد قائم الأهداف والخصوصيات، فموضوع اشتغال نظرية الحجاج هو” دراسة التقنيات التي تؤثر في المتلقي وإقناعه بما يريد، وأنه يجب اعتبار الحجج مجرد صيغ لا قيمة لها”[2]،يتضح أن موضوعه هو دراسة الآليات الخطابية في أطروحة ما، ممّا يسمح بالوصول إلى التأثير الفعلي بعدما تم الوصول إلى التأثير العاطفي ، وقد حاول الباحثان وضع النقط على الحروف من خلال رسم الحدود،” حيث خلصوا الحجاج من التهمة التي لحقته وهي تهمة المغالطة والمناورة والتلاعب بعواطف الجمهور وبعقله… وعمل أيضا على تخليص الحجاج من صرامة الاستدلال الذي يجعل المتكلم في وضع ضرورة وخضوع، فالحجاج عندهما معقولية وحوار من أجل الوفاق بين الأطراف المتحاورة ومن أجل حصول التسليم برأي آخر بعيدا عن الاعتباطية واللامعقولية اللذيّن يطبعان الجدل”[3]، يتضح أن الباحثين تجاوزا الدراسات القديمة إلى ربط الحجاج بالعقلانية والنظام لأن الحجاج علاقة توافق بين المتخاطبين.
ولكن، من جهة أخرى ظلا بفكرة مفادها أن موضوع الحجاج: “يدور حيث يكون خلاف أوشك في صحة فكرة ما“[4]؛ لأنه لا يمكن أن تُحاجج في وضعية عادية بل في وضعية خلاف داخل العملية التخاطبية.
ويعد الحجاج حسبهما عبارة:” عن تصور معين لقراءة الواقع اعتمادا على بعض المعطيات الخاصة بكل من المحاج والمقام الذي ينجب هذا الخطاب”[5]، ولكن لابد للإقناع الموجود في الحجاج أن يُحدث أثرا في عملية التخاطب، لذا، ” فالفعل هو أهم وظيفة حجاجية في هذا المجال حيث تتطلب وعيا بآليات من شأنها تحريك المعنيين بالكلام صوب الفعل وتغييره بما ينسجم مع المقام”[6]، يظهر أن مسعى الحجاج هو حمل المستمع على التصديق من خلال إقناعه واستمالته بمهارة عالية. فغاية كل حجاج أن يجعل العقول تذعن لما يطرح عليها أو يزيد في درجة ذلك الإذعان، فأنجع الحجاج ما وفق في جعل حده الإذعان تقوى درجتها لدى السامعين، بشكل يبعثهم على العمل المطلوب. أو ما وفق على الأقل في جعل السامعين مهيئين لذلك العمل في اللحظة المناسبة.
- مقدرة الجاحظ على الكلام في الشيء ونقيضه:
اعتاد الجاحظ في الكثير من كتاباته، أن يستعمل تقنية بارعة في عملية الحجاج، إذ إنه يتكلم في الشيء ونقيضه في آن واحد وذلك لشد انتباه المتلقي، ولزعزعة أفكاره العميقة حول الموضوع. فالجاحظ” يتناول الموضوع بطريقتين متقابلتين دعما ودحضا، وذلك من أجل تدريب الأذهان على التفكير العقلي لاكتساب القدرة على نصرة المذهب وتدريب القراء على التفكير العقلي القويم بما هو المقصد الأسمى من مختلف كتبه ورسائله، وإكسابهم مهارة والاحتجاج حتى في الموضوعات التي تبدوا تائهة وحقيرة”[7]. وكان يُوظف الجاحظ هذه “حتى يمرر اقتناعات المُعتزلة ومنهجهم في التفكير فيدس الموقف الجاد في ثنايا الهزل ويمرر الرأي المختلف فيه تمرير الحقائق حتى لا يرقى إليها الشك”[8]. فسلطة الانتماء العقائدي جعلت الجاحظ يُسخر ملكاته وقدراته في سبيل مُناصرة فرقة المُعتزلة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن نصنف أدب الجاحظ ضمن الفنون النثرية المعروفة، لأنه كاتب متحرر بحيث يستطيع أن يكتب في موضوع الجد ويدخل عليه شيء من الهزل، فمثلا كتاب ” رسائل الجاحظ”، يمكن أن نقول إنه ينتمي إلى فن الترسل، ففيه رسائل ديوانية وإخوانية( مثل رسالة الجد والهزل) وأدبية، وكذلك يمكن أن نقول إن هذه الرسائل تنتمي إلى فن المُناظرات لأنها” مبنية على بنية نواتية واحدة قوامها عرض الرأي وضده، وإيراد وإراد الحجة والحجة المُناقضة وتناول الموضوع الواحد من جهتين: دعما ودحضا ومدحا وذما وإثباتا ونفيا”[9].
- رسالة فضل السودان على البيضان: دراسة تطبيقية.
تحليل الرسالة:
تقع رسالة” فخر السودان على البيضان” في الموقع الرابع من رسائل الجاحظ، وهي رسالة ضمن الرسائل السياسية، كُتبت في سياق تعداد فضائل السود ومناقبهم وإبراز أفضليتهم على جنس البيض، حيث تحدث الجاحظ عن قوتهم وإيمانهم وجمال لونهم الأسود، ذاكرا بطولاتهم. وقد جاءت هذه الرسالة على الشكل الآتي:
- الاستهلال، وفيه افتتح الجاحظ الرسالة بذكر البسملة والدعاء؛
- عدّ الجاحظ في الرسالة ما ظهر من مفاخرهم ومناقبهم؛
- ذكر عدة شخصيات من ذوي البشرة السوداء وكيف تبوأت المكانة العظيمة؛
- أشار إلى أفضلية اللون الأسود مشيرا إلى جماليته في جميع الأشياء؛
- الاعتزاز بأهل الزنج.
وقد استهل الجاحظ رسالة ” فخر السودان على البيضان”، بالبسملة والدعاء ثم شرع بعد ذلك في التذكير بالخطاب الذي دار بينه وبين رجل لم يذكر اسمه حول الأمة السوداء. وقد كانت مجموعة من الشخصيات الزنجية التي احتلت مكانة مرموقة داخل المجتمع، لذا فإننا سنُفصل بشكل أو بآخر مناقب السودان كما ذكرها الجاحظ من خلال جردها وشرحا:
- الكرم:
اعترف الجاحظ أن أهل السودان أهل معروف وكرم، حيث إنهم يعرفون قيمة إكرام الضيف، فهم ليسوا بجياع، حيث قال:” ليس في الأرض أمة السخاء فيها أعم وعليها أغلب من الزنج”[10].
- الأنفة والقوة والتحمل:
نوّه الجاحظ بالأمم السوداء، وذلك لما اكتسبوه من قوة وتحمل لم يوجد إلا فيهم، حيث قال:” وليس في الأرض أمة في شدة الأبدان وقوة الأسر أعم منهم فيهما. وهم شجعان أشداء الأبدان أسخياء. وهذه هي خصال الزنج أحرص من خلق الله على نسائهم، ونساؤهم وهن أطيب من غيرهن”[11]. وأضاف قائلا في الشأن نفسه:” الزنجية تلد نحوا من خمسين بطنا في نحو خمسين عاما، في كل بطن اثنين، فيكون ذلك أكثر من تسعين”[12]. وأضاف قائلا على لسان الزنوج:” ونحن أكثر الناس عددا وولدا”[13]. نلاحظ استعمال أسلوب التفضيل (أكثر) على وزن (أفعل)، والذي يحمل معنى المشاركة، بمعنى أن الزنوج اشتركوا مع البيض في عدد الأولاد لكن الزنوج تفوقوا في العدد. وعليه، يتضح جليا، أن الجاحظ ساق هذه الأدلة ليبرهن على عظمة وأفضلية السود على البيض، فهو يُناصر بطبيعة الحال، فئة السود لأنها عاشت إقصاء فجا منذ وقت طويل، وحان الوقت لرد الاعتبار.
- الجهاد والمقوامة:
كان نصيب الجهاد وافر لدى شخصيات زنجية عديدة، إذ إنهم كانوا من ذوي الهمم العالية، وكان الأشراف يتخذهم قدوة لهم في المقاومة والجهاد، ومن هذا ما ذكره الجاحظ في شخصية اسمها “جليبيب”،حين قال:” فطلبوه فوجدوه بين سبعة قد قتلهم، ثم قُتل فقال الرسول صلّى الله عليه وسلم، قتل سبعة فقتلوه، هذا مني وأنا منه”[14]. ولتعضيد دفاعه ساق قولا آخرا يقول فيه:” كان أروع الخلق وأتقاهم، وكان أعظم أصحاب ابن عباس… وقُتل يوم قتل والناس يقولون: كلُّنا محتاج إليه”[15]. لقد استدعى الجاحظ هذه الشخصية ليبرز أنها تتميز بمكانة راقية لأنها كانت تجاهد في سبيل الله. ولعل هذا دافع مباشر لأن تحظى الأمم الزنجية بمكانة عالية على باقي الأمم الأخرى.
- الحُسن والجمال:
دافع الجاحظ باستماتة عن جمال نساء السود، مُنوها باللون الأسود الذي يكسو جلدهنّ، حيث قال: “أطيب ما في المرأة وأشهاها، وأحسن ما تكونان إذا ضارعتا السواد. وقال الرمة:
لمياء في شفتيها حُوّة لَعَس |
وفي اللثات وفي أنيابها شنب”[16] |
وأورد أيضا الجاحظ أبياتا شعرية لبيان مكانة المرأة الزنجية، حين قال:” وكانت دنانير بنت كعبوية الزنجي عند أعشى سليم، وكانت شديدة السواد، فرآها يوما وقد خضبت يديها بالحنّاء، واكتحلت بالإثمد، فقال:
تخَضَبَ كفّا بتكت من زِندها |
فتخضَب الحِنّاء من مسودِّها |
|
كأنّها والكُحل في مِرودِها |
تكحّلَ عينيها ببعض جِلدِها |
فلما سمعت ذلك قالت:
وأقبحُ من لوني سَوَاد عِجانه |
على بَشر كالقلب أو هو أنصعُ |
|
بياض الرّأس أقبحُ من سوادي |
وشيبُ الحاجبين هو الفضُوح”[17] |
يُدافع الجاحظ بناء على هذه الأبيات عن المرأة الزنجية كونها امرأة مُحافظة وجميلة وذكية، فهو يُقر أن السواد الحقيقي المذموم هو ما يعتري القلب فيحدثُ به جرثومة الحسد والأنانية، وكل أنواع العِدائية، في حين أن سواد البشرة أجمل هدية تنضاف إلى حياتنا نظرا لسحره وبهائه وجاذبيته.
- تجليات الاستطراد في رسالة” فضل السودان على البيضان”
يُّشير الاستطراد في الحقل اللغوي: “… إلى أكثر من معنى، منها: الإبعاد، يُقال: أطرَده السلطان إذا أمر بإخراجه عن بلده، ويأتي بمعنى الضم: طردتُ الإبل طرْدا وطرَدا، أي: ضمَمْتُها من نواحيها كما يأتي بمعنى التتابع: اطَّرد الشيء: إذا تبع بعضه بعضا وجرى، واطَّرد الأمر: استقام، واطَّردت الأشياء، إذا تَبِع بعضها بعضا، واطَّرد الكلام إذا تتابَع، واطَّرد الماء إذا تتابع سَيلانُه، ويأتي بمعنى التجاوز: طردتَ القوم: إذا أتيتَ عليهم وجُزتَهم”[18].
أما الاستطراد اصطلاحي فقد ذكره السيوطي في معرض حديث عن الاستطراد والتخلص، حيث قال:” ويقرُب الاستطراد -حتى لا يكادان يفترقان- حسن التخلص، وهو أن ينتقل ابتدأ به الكلام إلى المقصود على وجه سهلٍ، يَختلسه اختلاسا دقيقَ المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثاني لشدة الالتئام بينهما”[19]. وعليه نستشف أن الاستطراد هو أن يتم الجمع بين عدة مواضيع مختلفة في حديث واحد، وأن يتم الانصراف من الموضوع الرئيس لتناول الموضوع الفرعي، حتى ينسى المُتلقي الموضوع الأساس.
وقد عمد الجاحظ إلى الاستطراد في هذه الرسالة، حين أورد في البداية القول الذي دار بينه وبين رجل حول مناقب السودان ثم أدخل قولا للأصمعي، فقال:” قال الأصمعي: قال الفزر عبد فزارة وكانت في أذنه خُربة: إن الوئام يتترع في جميع الطمس: لا يقرب العنز الضأن ما وجدت الماعز وتنفر الشاء من المخلب ولا تأنس بالحق”[20].
إنّ المُتبصر لهذا القول يجده لا يتوافق ولا ينجسم مع الموضوع الأساسي الذي كُتبت الرسالة لأجله ثم نجد بعد هذا القول عودة الجاحظ إلى الحديث عن الأمة السوداء وعن مناقبهم، حيث ثال:” وقال شداد الحارثي -وكان خطيبا عالما- قلت لأمة سوداء بالبادية: لمن أنت يا سوداء؟ قالت: لسيد الحضر يا أصلع…”[21]. وبعد ذلك أوقف لسانه عن ذكر مناقبهم، وذهب إلى التحدث عن حكاية صاحب الفيل، حين قال:” فإنّه يعني صاحب الفيل حيث أتى ليهدم الكعبة… جعلت لها أمّا. ولذلك قيل لفتح مكة: فَتْحٌ الفُتوح وعلى مثال ذلك سميت فاتحة الكتاب: أمُ الكتاب…”[22]. ثم عاد بعد هذا للحديث عن” مفاخر السودان والزنج والحبش مع ما ذكرنا من قصيدة الحيقطان أن جرير بن الخطفى لما هجا بني تغلب…”[23].
إنّ سبب توظيف الجاحظ لأسلوب الاستطراد هو الترويح عن النفس وإبعاد الملل والكلل عنها، فجل كتاباته يجتاحها هذا الأسلوب فما إن يُمسك بموضوع معيّن إلا تجاوزه إلى آخر.
- براعة الجاحظ في الانتقال من الشيء وضده.
لا شك أن المتأمل في فكر الجاحظ، يدرك ميله وشقفه الشديدين إلى المُناظرة والجدل. فهو يُناظر ويُجادل في جل القضايا. إذ لا يرى الأمور إلا وهي في مواجهة نقيضها، وهذا المنهج مخصوص بأصحاب المذهب الاعتزالي الذين يتخذون المناظرة وسيلة لإثبات فكرهم وهدم فكر خصومهم.
ولإماطة اللثام عن هذا الأمر، نستحضر ما ذكره الجاحظ من خلال رسالة فخر السودان، التي يقر بجمالية اللون الأسود وأنه يرمز إلى القوة والشجاعة والجمال مُدعما ذلك بحجج، إذ قال:” الليل الذي أهول من النهار، الخيل أبهى وأقوى، البقر السود أحسن وأبهى وجلدهم أثمن وأنقع، والحمر والسود أثمن وأحسن وأقوى…”[24] . ولتدعيم قوله أضاف قائلا:” والإنسان أحسن ما يكون في العين مادام أسود الشعر وكذلك شعورهم في الجنة، وأكرم ما في الإنسان حدقتاه، وهما سوداوان، وأكرم الأكحال الإئمد، وهو أسود… وأنفع ما في الإنسان له كبده… والكبد سوداء… ومن أطيب ما في المرأة وأشهاه شفتاها للتقبيل، وأحسن ما يكونان إذا ضارعتا السواد”[25]. نستشف أن الجاحظ يذكر ويفتخر باللون الأسود نظرا لجماليته ورمزيته في الثقافة العربية الإسلامية.
ولكن، الجاحظ في موضع آخر يُعقب على اللون الأسود بذمه وإظهار مساوئه ذاكرا أنه يرمز للشح والقُبح والعدائية، حيث قال:” السواد مقرون بالشدة والصّرامة، والهيج والحركة، انتشار الحيات والعقارب وشدة سمومها بالليل، وهيج السباع واستكلابها بالليل وتحرك الأوجاع وظهور الغيلان، هذه كلها بالليل”[26].
لعلّ ما يفسر ورود الاستطراد في رسائل الجاحظ هو غزارة علمه ودرايته الكبيرة بفنون القول وعلوم العربية، أضف إلى ذلك أنه وافر المحفوظ، بارع الدفاع، يعرف كيف يسبح في معرفته، علاوة على ذلك أنّه عارف بأحوال السامع، لذا فإنه يحتاط من أن يتسلل الملل والكلل لذات السامع.
- براعة أسلوب الجاحظ في الدفاع بالحجة والمنطق:
اعتمد الجاحظ في رسالة “فضل السودان على البيضان” أسلوبا حجاجيا فريدا من نوعه، إذ نجده ينهل ذلك من فنون العربية كافة، وذلك في سبيل إقحام المتلقي وحمله على التصديق بأطروحته، فقد وظف مجموعة من الحجج القائمة على علاقة التعايش، وهي تلك” الحظوة التي يبنى عليها الحجاج في البلاغة فقد شكلت القيمة التي يحظى بها شخص ما عند المُتلقي أو مجموعة أشخاص أو فئة أو مفهوم جزءا من بناء فعالية الإقناع… فقد يلجأ الخطيب إلى سلطة أي مصدر؛ إما لدعم دعوى معينة، أو لتقييم وتأويل سلوك أو حكم أو قول صادر عن هذا المصدر، وإما للحض على محاكاة فعله. وفي جميع هذه الحالات ينظر إلى علاقة المصدر بالفعل (العلاقة بين الشخص وما يقوم به من أفعال وأحكام وأعمال مثلا) بوصفها نموذجا لعلاقات التعايش بين أشياء بين أشياء غير متساوية؛ إذ يُعد أحدهما تجليا للآخر”[27].
ويمكننا تصنيف هذا النوع من الحجج ضمن أصناف وهي:
- الشخص وأعماله:
استحضر الجاحظ في إطار الرفع من شأن القبائل الزنجية مجموعة من الشخصيات التي تملك الحظوة في التاريخ الإسلامي، ومنها: “لقمان الحكيم، سعيد بن جبير، بلال الحبشي، مهجع، وحشي، المقداد، مكحول الفقيه، الحيقطان، جليبيب، فرج الحجام، النجاشي…”[28]. إن ذكر هذه الشخصيات دليل واضح على الرغبة في تعظيم السود، وذلك بناء على تاريخهم الحافل بالأمجاد والمعارك في سبيل منه إلى إرجاع المكانة السامية التي سُلبت من هؤلاء القبائل المُهمشة والمُلثمة بلثام مُزيف، ولتدعيم هذا نورد قولا للجاحظ في الشأن نفسه، متحدثا عن شخصية تبوأت الصدارة اسمها”جليبيب”، حيث قال:” كان أروع الخلق وأتقاهم، وكان أعظم أصحاب ابن عباس… وقُتل يوم قتل والناس يقولون: كُلّنا محتاج إليه”[29].
علاوة على ذلك، ذكر الجاحظ مجموعة من القبائل العظيمة، حيث” ذكر أهالي وقبائل كانت ذات شأن كبير وصيط لاذع، كانوا يتميزون بالبشرة السوداء، منهم: السودان، الزنج، الحبش، آل ياسر، وابن سليم بن منصور، حيث إنهم يتميزون بالقوة والصلابة والشجاعة وحسن الخلق والكرم والجود وطيبة النفس؛ أي كل الخصال الحميدة يتميزون بها”[30].
مدح الجاحظ السود لدرايتهم بالفلسفة وثقافتهم الواسعة، حيث قال:” ولنا بعد معرفة في التّضفلسف والنّظر، ونحن أثقف الناس”[31]. وقد ذكر فضل الهنود- كونهم من السودان حسب توسيع المصطلح- فأشار كثيرا إلى علومهم، فقال:” وأمّا الهند فوجدناهم يُقدمون في النجوم والحساب، ولهم الخطّ الهنديّ خاصّة، ويقدمون في الطب، ولهم أسرار الطب وعلاج فاحش الأدواء خاصّة، ولهم خرط التّماثيل… وعنهم أخذ كتاب كليلة ودمنة، ولهم رأي ونجدة…”[32]. وفي سياق آخر ذكر شخصية ماهرة في مجال الطبخ وطهي الطعام، حيث قال:” والخَصلة أخرى أنه لا يوجد في العبيد أطبخ من السّنديّ، وهو أطبع على طيّب الطّبخ كلّه”[33]. لقد اعترف الجاحظ بكثير من الخصال الحميدة التي امتاز بها صنف السود الذي يضم عدة أعراق، فهم أمم كثيرة، وقد تميزوا ببشرتهم السوداء، حيث قال الجاحظ:” والسّودان يُعدّون الزّنج والحبشة، وفَزان وبربر، والقبط والنّوبة، وزَغاوة وَرو، والسّند والهند، والقَمار، والدّبيلا…”[34].
- القيم والمواضع:
يقول محمد مشبال في توضيحه لهذا الصنف من الحجج:” تستمد الخطابات جزءا من حجاجيتها من ارتكازها على قيم ومواضع lieux مفضّلة عند المتلقي الذي يخاطبه سواء أكان فردا أم جماعة. والقيم والمواضع ليست حججا بالمعنى التقني للفظ، بل هي المحتوى الذي ينتظم في علاقات أو قوالب تسمّى الحجج. ولا يمكن أن تقوم هذه الحجج وتعمل في خطاب ما دون هذا المحتوى الذي يُمثّل الاتفاق المُسبق بين المتكلم والمتلقي”[35]. نستشف أن هذه الحجج لكي تأخذ القيمة الحجاجية لابد لها من أن تحظى بالمقبولية الحجاجية لدى المتلقي، وإلا فإنها لن تفي بالغرض المرجو.
وتنقسم هذه المواضع lieux إلى مواضع كم ومواضع كيف، وهما مقدمات دالتان على عبقرية الجاحظ في الدفاع بالحجة والمنطق، ولكن -بداية- لابد من توضيح المقصود بالمواضع الكمية، يقول محمد مشبال: “يقوم موضع الكم على أفضلية هذا الشيء على آخر لأسباب كمية (الكل أفضل من الجزء). وهو موضع متداول في عديد من أحكامنا؛ إننا نلجأ إليه عندما نتردد في القيام بتفضيل ما؛ فنقول (الجميع يقول هذا والجميع يفعل هذا) لنحمل الآخرين على تصديق ما نقوله أو نفعله. وهو أساس النظام الديمقراطي الذي يفترض تفوق ما تقبله الأغلبية”[36].
دافع الجاحظ عن السودان باعتماد مواضع الكم، حين قال:” “ومنّا الأربعون الذين خرجوا بالفرات أيّام سوّار ابن عبد الله القاضي، فأجلَوا أهل الفرات من منازلهم، وقتلوا من أهل الأُبُلّة مقتلة عظيمة”[37]. فضل الجاحظ السود على الأعراق الأخرى نظرا لكثرتهم وهم من أبلوا بلاء حسنا وكشفوا عن صلابتهم وشجاعتهم، عكس البيضان الذين لم نسمع عن بطولاتهم في الحروب، ولتدعيم أطروحته قال أيضا:” الزنجية تلد نحوا من خمسين بطنا في نحو خمسين عاما، في كل بطن اثنين، فيكون ذلك أكثر من تسعين”[38]. وأضاف قائلا:” والسودان أكثر من البيضان ثم عدَّد بلاد السودان التي تفوق بلاد البيضان”[39]، ولحمل المستمع على الانسلاخ من قناعاته، ضرب له أمثلة واقعية تدل على أن اللون الأسود أجمل من أبيض، فقال:” ودُهم الخيل أبهى وأقوى، والبقر الأسود أحسن وأبهى، وجلودها أثمن وأنفع وأبقى وسود الشّاة أدسم ألبانا وأكثر زُبدا وكلّ جبل وكلّ حجر إذا كان أسود كان أصلب والأسد الأسود لا يقوم له شيء. وليس من التمر شيء أحلى حلاوة من الأسود، ولا أعم منفعة ولا أبقى على الدهر، والنخيل أقوى ما تكون إذا كانت سود الجذوع. وليس في الأرض عود أحسن خشبا ولا أغلى ثمنا، ولا أثقل وزنا ولا أسلم من القوادح، ولا أجدر أن ينشب فيه الخطّ من الأبنوس والإنسان أحسن ما يكون في العين مادام أسود الشعر وأكرم ما في الإنسان حدقتاه، وهما سوداوان. وأكرم الأكحال الإثمد وهو أسود وأنفع ما في الإنسان له كبده والكبد سوداء وأنفس مقام الدماغ من الرأس”[40]. نلاحظ أن الجاحظ يُدافع باستماتة قوية عن اللون الأسود، من خلال دعوته إلى التأمل في الأشياء السوداء التي خلقها الله، وما لها من جمال على النفوس، وحسبي أن أستشهد على هذا من واقعنا المُعاش في مسألة اللباس، إذ يُفضل الكثير اختيار اللون الأسود ويُعدونه ملكيا، لما له من جاذبية قوية على عكس الألوان الأخرى.
في حين أن مواضع الكيف :” تحيل إلى ما هو فريد نادر في مقابل ما هو مشترك وشائع الذي تنطوي عليه قيمة الأعمال الفنية، وإلى ما هو عارض مهدد بالزوال الذي تنطوي عليه بعض الأقوال السائدة من قبيل( استمتع بلحظتك)، ويحيل إلى ما لا يمكن تعويضه وهو الموضع الكيفي الذي يفيد تثمين القيام بفعل ما لأن عدم فعله يقضي إلى ضرر كبير، ويحيل أيضا إلى ماله علاقة بالفرصة المناسبة، وهو الموضع الكيفي الذي يربط قيمة الشيء بالظروف التي تتحقق فيها من قبيل قولنا( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)؛ فندرة الفرص التي تتحقق فيها الأشياء تمنح القيمة للفعل المنجز( يوصف المهاجم الجيد في لعبة كرة القدم بمدى حسن استغلاله للفرص النادرة التي تتاح له لتسجيل الإصابات)”[41]. لا ترتبط مواضع الكيف بمواضع الكم، إذ إنها تستمد قيمتها من وحدانيتها، كالحقيقة الكونية التي يضمنها الحق سبحانه فهي واحدة في مقابل تعدد آراء البشر المختلفة والمُتناقضة، وقد أورد الجاحظ هذه الحجج ليُناصر السود، حين قال:” ومنهم مِهجع، وهو أول قتيل قُتل بين الصّفين في سبيل الله”[42]، بمعنى أن السود تستمد قيمتها من جهادها في سبيل الله، ولتدعيم حجاجه، قال :”ملك الزابج الذي يُضارع الحيوانات المفترسة، إذ لم يرضه أن تمساحا أكل ولدا في خليج كان يقيم على شاطئه، فقال: وفي مكان أنا فيه شيء يشاركني في قتل الناس! ثم وثب فإذا هو في الخليج. فلما رأوا الناس سقطوا عن آخرهم، فخضوه وهو فراسخ في فراسخ، حتى أخذوا كل تمساح فيه أخذ يد”[43]. وضحت لنا مواضع الكيف تفوق السود على البيض في مواضع الأعمال العظيمة، كالاستشهاد ومصارعة الحيوانات، وهذا لم يكن مع البيضان، مما يؤكد أفضلية السود عليهم حسب الجاحظ.
- المقارنة:
يقول محمد مشبال: “المقارنة من وسائل الحجاج التي يلجأ إليها المتكلم عندما يواجه طرفين أو عدة أطراف لتقييمها في ضوء هذه العلاقة. إنها وسيلة لتسويغ معطى ما أو انتقاده في علاقته بمعطى آخر بناء على مقاييس الوزن أو الطول أو الصعوبة أو الحجم وغيرها… ولا تكون المقارمة دقيقة إلا إذا قارنت بين معطيات متقاربة تنتمي إلى عالم واحد”[44]. وأضاف مشبال قائلا:” تستمد المقارنة وظيفتها في الإقناع أولا من مظهرها الشكلي المتمثل في ارتكازها على مبدأ القياس الذي يمنحها بعدا علميا. ولكنها تستخدم هذا المظهر الشكلي المنطقي عادة لأغراض حجاجية؛ منها إصدار حكم قيمة على الطرف المقارَن؛ فحين نقارن طرفا (شخصا أو شيئا) بطرف أدنى منه، فإننا نقلل من قدره عند المستمع”[45].
قارن الجاحظ كثيرا في رسالته بين أهل السودان وأمم أخرى في كثير من الخصال والأشياء الجيدة، مُفضلا بذلك السود، ولتوضيح هذه المقارنات نستحضر ما قال الجاحظ:” ليس في الأرض أمة السخاء فيها أعم وعليها أغلب من الزنج”[46]. وقال أيضا: “وليس في الأرض أمة في شدة الأبدان وقوة الأسر أعم منهم فيهما. وهم شجعاء أشداء الأبدان أسخياء. وهذه هي خصال الزنج أحرص من خلق الله على نسائهم، ونساؤهم وهن أطيب من غيرهن”[47]. كشفت هذه المقارنات أفضلية السود على الباقي، حيث يتميزون بخصال حميدة كالسخاء، والقوة البدنية والأخلاق الحميدة، والعفة مما جعلهم يتبوأون الفخر والعزة والأفضلية. لذا يمكن القول إن حجة المقارنة تسمح لك اختيار ما يبدو أكثر مثالية ومنطقا.
وقارن أيضا الجاحظ بين السودان والأمم الأخرى في بعض الصفات من قبيل الرقص والفصاحة والهيبة ولذة الزّنجيات، ولتوضيح ذلك قال الجاحظ في شأن إثقان السود للرقص بلا تعليم: “وهي أطبع الخلق على الرقص الموقَّع الموزون، والضّرب بالطّبل على الإيقاع الموزون، من غير تأديب ولا تعليم”[48]. أما بخصوص الفصاحة فإنه قال فيهم: “وليس في الأرض قوم إلّا وأنت تصيب منهم الأرَتّ والفأفاءَ والعَييّ، ومن في لسانه حُبسة، غيرهم. والرّجل منهم يخطب عند الملك بالزّنج من لدن طلوع الشّمس إلى غروبها، فلا يستعين بالتفاتة ولا بسكتة حتّى يفرغ من كلامه”[49]. في حين قال على لسانهم في صفة الهيبة:” ونحن أهول في الصّدور، وأملا للعيون، كما أنّ المسوِّدة أهول في العيون وأملا للصدور من المبيِّضة”[50]. ونوّه أيضا الجاحظ في معرض حديثه عن الزّنج، بالمرأة الزنجية وكيف أنها حُلوة، حيث قال على لسانهم:” وأطيب الأفواه نهة، وأشدّها عذوبة، وأكثرها ريقا، أفواه الزّنج”[51]. نستشف بناء على ما سبق، أن الجاحظ عقد مقارنات بين أهل الزنج وأهالي أخرى في أوصاف عديدة، فكان دائما يُرجح الزنج لأنهم هم من عُرفوا بهذه الأوصاف.
خاتمة:
بناء على ما سبق، نستنتج أن الجاحظ أبان عن علو مقامه وجدارته في عملية الدفاع بالحجة والبرهان المنطقي عن فئة عاشت إقصاء فجا منذ عصور خلت، وهي فئة السود، مُستحضرا في عملية الحجاج ضمنيا آليات نظرية الحجاج عند بيرلمان وتيتيكا وهو ما أصبح يُعرف باسم ” البلاغة الجديدة”، وهي شكل جديد متمرد عن البلاغة القديمة التي ظلت حبيسة الامتاع لاغية بذلك الجانب الإقناعي في الخطاب.
والحجاج -كما هو معلوم- يجعل العقول تذعن وتستسلم لما يطرح عليها. ولعل نظرية الحجاج أعادت القيمة الجليلة للمتون الأدبية التي تزخر بها الثقافة العربية الإسلامية، حيث أٌعيدت دراستها بشكل حديث، وهذا ما خلّف دلالات جديدة وعميقة، وضحت قضايا عديدة اُثيرت في زمن الجاحظ وغيره. وقد عمدنا في مقالنا التعريف بنظرية الحجاج كما نظّر لها صاحبها، ثم بعد ذلك تطرقنا إلى بيان براعة الجاحظ في الانتقال من الشيء وضده في عملية الإقناع، ثم تناولنا رسالة “فضل السودان على البيضان”، من خلال استنباط بعض آليات الحجاج منها، (كحجة المواضع الكيفية والكمية)، ثم حجج قائمة على بنية الواقع، (كحجة السلطة وحجة الشخص وأعماله)، علاوة على ذلك استنبطنا حجة ذات بنية شبيهة بالمنطقية، وهي (حجة المقارنة).
لقد كشفت هذه الدراسة براعة الجاحظ في عملية الاحتجاج للسودان، فهو مُناصر ومُؤيد قوي لهم. فأقوام السود تكبدت المعاناة والاحتقار والغُبن منذ وقت بعيد، وعلى ظل هذه المآسي، يمكننا القول بأن الجاحظ ذا مقصدية من وراء تأليف هذه الرسالة وهو_ في الغالب الأعم_ تسليط الضوء على فئة السودان التي عاشت إقصاء وغُبنا داخل المجتمع، حيث تم تصويرها على أنها عبيد بلا قيمة وبلا أمجاد، وهذا ما يُكذبه الواقع.
الإحالات:
-
ياقوت الحموي، معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت لبنان، 1993م، ج5، ص2213 ↑
-
صلاح فضل، بلاغة الخطاب وعلم النص، مجلة عالم المعرفة، ع164، 1992، ص97 ↑
-
عبد الله صولة، الحجاج وأطره ومنطلقاته وتقنياته، إشراف حمادي صمود، ص298 (بتصرف) ↑
-
عبد الله صولة، الحجاج في القرآن من خلال خصائصه الأسلوبية، ص281 ↑
-
محمد سالم الأمين، مفهوم الحجاج عند بيرلمان، ص62 ↑
-
أعراب حبيب، الحجاج والاستدلال الحجاجي، مجلة الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، مجلد 30، 1 ديسمبر 2001، ص12 ↑
-
عبد الله بهلول، الحجاج الجدلي: خصائصه الفنية وتشكلاتها الأجناسية في نماذج من التراث اليوناني العربي، ط1 2013م صص 208-209 ↑
-
المرجع نفسه، ص209 ↑
-
المرجع نفسه، ص 191 ↑
-
الجاحظ، غخر السودان على البيضان، الرسائل السياسية، قدم وبوب لها علي أبو ملحم، دار مكتبة الهلال، بيروت، ط الأخيرة 2004م، ص544 ↑
-
المصدر نفسه، ص 449 ↑
-
المصدر نفسه، ص 550 ↑
-
المصدر نفسه، ص220 ↑
-
المصدر نفسه، صص 570-571 ↑
-
المصدر نفسه، ص 573 ↑
-
المصدر نفسه، ص545 ↑
-
المصدر نفسه، ص536 ↑
-
أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ج 1، ط4، 1987م، ص214 ↑
-
عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، الإثقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1974م، ص246 ↑
-
الجاحظ، رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الفانجي بالقاهرة، 1964م، ج1، ص177 ↑
-
المصدر نفسه، ص178 ↑
-
المصدر نفسه، ص186 ↑
-
المصدر نفسه، ص190 ↑
-
الجاحظ، رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الفانجي بالقاهرة، 1964م، ج1، ص203 ↑
-
المصدر نفسه، ص204 ↑
-
المصدر، نفسه، ص206 ↑
-
محمد مشبال، محاضرات في البلاغة الجديدة، دار الرافدين، لبنان- بيروت- الحمرا، ط1- كانون الثاني، 2021م ص60 ↑
-
الجاحظ،رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الفانجي بالقاهرة، 1964م،ج1،ص179 ↑
-
الجاحظ، رسالة فخر السودان على البيضان: الرسائل السياسية، قدم وبوب لها علي أبو ملحم، دار مكتبة الهلال، بيروت، لبنان، ط الأخيرة، 2004م، ص573 ↑
-
الجاحظ، رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الفانجي بالقاهرة، 1964م،ج1،ص196 ↑
-
المصدر نفسه، 219 ↑
-
المصدر نفسه، ص 224 ↑
-
المصدر نفسه، ص224 ↑
-
المصدر نفسه، ص218 ↑
-
محمد مشبال، محاضرات في البلاغة الجديدة، دار الرافدين، لبنان- بيروت- الحمرا، ط1- كانون الثاني، 2021م، ص23 ↑
-
المرجع نفسه، ص 26 ↑
-
الجاحظ، فخر السودان، الرسائل السياسية، قدم وبوب لها علي أبو ملحم، مكتبة الهلال، بيروت، لبنان، ط الأخيرة، 2004م ص531 ↑
-
المصدر نفسه، ص532 ↑
-
المصدر نفسه، ص538 ↑
-
المصدر نفسه، ص540 ↑
-
محمد مشبال، محاضرات في البلاغة الجديدة، دار الرافدين، لبنان- بيروت- الحمرا، ط1- كانون الثاني، 2021م صص 26-27 ↑
-
الجاحظ، رسالة فخر السودان، قدم وبوب لها علي أبو ملحم، ص540 ↑
-
المصدر نفسه، ص 549 ↑
-
محمد مشبال، محاضرات في البلاغة الجديدة، دار الرافدين، لبنان- بيروت- الحمرا، ط1- كانون الثاني، 2021م، ص47 ↑
-
المصدر نفسه، ص48 ↑
-
الجاحظ، رسالة فخر السودان على البيضان، الرسائل السياسية، قدم وبوب لها علي أبو ملحم، دار مكتبة الهلال، بيروت، ط الأخيرة 2004م، ص544 ↑
-
المصدر نفسه، ص449 ↑
-
الجاحظ،رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الفانجي بالقاهرة، 1964م،ج1، ص195 ↑
-
المصدر نفسه، ص195 ↑
-
المصدر نفسه، ص 203 ↑
-
المصدر نفسه، ص215 ↑