تحولات قيم الثقافة الشعبية بين المحلية والعالمية

د. عبد المجيد بوفرعة

باحث في اللغة العربية وآدابها
الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق
وجدة – المغرب

يوسف شملال

طالب باحث بسلك الدكتوراه
مختبر التراث الثقافي والتنمية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة محمد الأول بوجدة – المغرب

ملخص

يُعرَفُ الإنسان بارتباطه بثقافته الأم التي تنمّي شخصيته وتشكّل ملكته الفكرية والوجدانية. كذلك، تعتبر الثقافة المحدد الأساس الذي يستند إليه للتمييز بين الأفراد والجماعات وتصنيفهم، وتحكيم انتمائهم لمجموعة بشرية محددة. فالثقافة تتأثر بالتطورات العلمية والتكنولوجية التي شهدها العالم، ما ينعكس على شكليها المادي واللامادي على حد سواء. ومن بين العناصر الأساسية التي تشكل التراث اللامادي للثقافة هي القيم، التي تأتي من مصادر متعددة ومتنوعة، وتساهم في صقل قيم الفرد والمجتمع. تُنقَل القيم من جيل إلى آخر، لكنها تتطور مع تقدم الإنسان وتفاعله مع بيئته وثقافات أخرى. وتعتبر قيم الثقافة الشعبية نظامًا يحدد وضع الفرد في مجتمعه، ويشكل أساس العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع.

Abstract

The individual is defined by their connection to their native culture, which shapes their personality and intellectual and emotional world. Similarly, culture serves as the fundamental criterion upon which individuals and groups are distinguished, classified, and their affiliation to a specific human group is adjudicated. Culture is influenced by the scientific and technological advancements witnessed by the world, which is reflected in both its material and immaterial forms. Among the fundamental elements that constitute the intangible heritage of culture are values, which originate from diverse and varied sources and contribute to shaping the values of both the individual and society. Values are passed down from generation to generation, but they evolve with human progress and interaction with their environment and other cultures. The values of popular culture are considered a system that determines an individual’s status within their society and forms the basis of relationships and connections among members of the community.

“إن التغير قانون الوجود، والاستقرار موت وعدم”

الفيلسوف اليوناني هيرقليطس

مقدمة

يُعرَفُ الإنسان بالاقتران بثقافته الأم التي صقلت شخصيته وكونت ملكته الفكرية والوجدانية. كما تعتبر الثقافة هي المحدد أو المعيار الأساس الذي نحتكم إليه للتمييز بين الأفراد والجماعات لتصنيفهم والحكم على انتمائهم لمجموعة بشرية معينة دون غيرها. يذهب مجموعة من الباحثين والدارسين لحقل الثقافة إلى اعتبار هذه الأخيرة، أنها نتاج لتراكم التجارب والخبرات التي اكتسبها البشر وتناقلها من جيل إلى جيل، تأثر بها وأثر فيها. فتطور الإنسان ينعكس بشكل أو بآخر على ثقافته، واليوم ندرك سرعة التطور والتحول الذي يعرفه العالم والثقافة بصفة خاصة، بحيث أصبحنا شهود على زمن الصناعات الثقافية. وهذا يحيلنا على القول بأن الثقافة لم تسلم من حركية التطور العلمي والتكنولوجي الذي عرفه العالم؛ وهذا التطور انعكس على الثقافة في شكليها المادي واللامادي على حد السواء. والقيم تعد من بين الأساسيات التي يتشكل منها التراث اللامادي للثقافة. قبل الشروع في تناول موضوع القيم بالدرس والتحليل، لزاما علينا أن نطرح بعض التساؤلات، من قبيل: ما هي القيم؟ كيف تتشكل؟ ما مصادرها؟ ما مكوناتها؟ وما علاقتها بالثقافة؟ هذه الجملة من الأسئلة وغيرها سنحاول أن نَصُوغَ منها الإشكالية التي سنتناول بها هذا الموضوع.

  1. التحديد المفاهيمي:

مفهوم القيمة لغة: أشار ابن منظور في لسان العرب، أنها ترجع إلى الفعل قوم وأدرجها على النحو التالي: نقيض الجلوس: وفعلها قوم من القيام وهو نقيض الجلوس، فهو مأخوذ من قام يقوم قوما وقياما وقومة وقامة، والقومة المرة الواحدة، ورجل قائم من رجال، قوم وقيم وقيام، ونساء قيم وقائمات[1].

اصطلاحا: نموذج ذهني نسبي من المعتقدات والتصورات –الإيجابية أو السلبية- منسوجة حول شيء، أو معنى، أو نمط سلوكي، يتحكم في سلوك الناس، وطرائق تفكيرهم، وأحكامهم، واختياراتهم، ومواقفهم، وتصرفاتهم، وذلك بصفة مستمرة نسبيا[2]. ويعرفها ج. دولا نشير على أنها: تعبير عن معايير لأحكام أخلاقية إلزامية، أو تفضيلية، توضح النماذج السلوكية واتجاهات الأفراد نحو أمور الحياة المختلفة[3]. القيم هي مجموعة من المعايير والمقاييس المعنوية بين الناس، يتفقون عليها فيما بينهم، ويتخذون منها ميزانا يزنون به أعمالهم، ويحكمون به تصرفاتهم المادية والمعنوية[4].

من جانب الدين الإسلامي عرف الشحات القيم الإسلامية بأنها: حكم يصدره الإنسان على شيء ما مهتديا بمجموعة من المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشرع محددا المرغوب فيه والمرغوب عنه من السلوك[5]. في دراسة فولسوم Folsom للثقافة يولي اهتماما للأنماط والقواعد العامة للتكامل حيث يقول: سوف ننظر للقيمة على أنها نمط أو موقف أو جانب من السلوك الإنساني، أو مجتمع، أو ثقافة، أو بيئة طبيعية، أو العلاقات المتبادلة التي تمارس من شخص أو أكثر، كما لو كانت غاية في حد ذاتها، إنها شيء يحاول الناس حمايتها والاستزادة منها والحصول عليها، ويشعرون بالسعادة ظاهريا عندما ينجحون في ذلك[6]. ويرى سميث أن القيمة تطلق على كل ما هو جدير باهتمام الفرد لاعتبارات مادية، أو معنوية، أو اجتماعية، أو أخلاقية، أو دينية، أو جمالية[7].

يؤكد “غي روشيه” Guy Rocher أن القيم مخصوصة بكل مجتمع، بمعنى أن كل مجتمع يتخذ مُثُلَهُ ومعاييره الخاصة به، وهذه القيم ترتبط بشروط تاريخية معينة؛ لأن القيم تتغير بتغيُّر الزمان وتتغير من مجتمع لآخر، بمعنى أن “غي روشيه” يعتقد بأن القيم نسبية، وهي تتضمن –بالإضافة إلى ذلك- شحنة انفعالية، وتستدعي انتماءً عاطفياً وأحاسيس قوية، وهذه الشحنة العاطفية هي التي تفسر الثبات النسبي للقيم عبر الزمن، وهي التي تفسر أيضا المقاومة التي يلقاها عموماً تغيُّرُ القيم وتبدُّلُها داخل أي مجتمع من المجتمعات[8].

من خلال هذه التعاريف، يمكننا القول إن تحديد مفهوم القيم يقتصر على تصورين أساسيين يعكسان اختلافًا في المرجعيات. فإما ننظر إلى القيم كمفاهيم مثالية ومبادئ مفارقة ومجردة، وهذا يعبر عن تصوّر فلسفي مثالي، أو نقول إنها تفضيلات تعبر عن رغبات الإنسان في لحظة معينة وفقًا لدوافع معينة، وهذا التعريف يأتي من منظور وضعي أو من منظور العلوم الاجتماعية. ويعني ذلك أننا ننظر إلى القيم على أنها مفارقة للواقع أو تكيف للواقع. وكلا التعريفين في نظرنا لا يستوفي أوجه القيم كما هي، لأن النظر إليها بشكل مفارق سيجعلنا نغفل عن واقع أن القيم تتنزل في الحياة الاجتماعية وتتلبس بها وتأخذ أوجها وأشكالا مختلفة وهذا يعطينا بعدا إجرائيا وفعليا، لكن في نفس الوقت حينما نقبل أن نجعل القيم مجرد إنتاج لواقع إنساني ننزع منها ذلك التجريد، فتصبح مجرد مواقف جزئية يمكن أن تتغير بين لحظة وأخرى.

هناك خط واصل ما بين القيم في مستواها العالي المجرد وبين تنزيلها في الواقع. أي أن القيم هي مبادئ ومعايير نحتكم إليها لنصدر حكما على شيء، بمعنى أن هناك معيار خارجي وفعل. ومنه يمكننا القول إن القيم يجب أن نعرفها بين المثالية والوضعية إن جاز هذا التعبير.

  1. مصادر القيم:

للقيم مصادر متعددة ومتنوعة، نذكر منها ما يلي:

  • الدين: يعد الدين محددا ومرجعا أساسيا للسلوك الإنساني، فالدين مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية يعمل عن طريق مؤسساته المختلفة على تلقين الأفراد مختلف القيم والمبادئ المتعلقة بهذا الدين ويعتبر كذلك جوهر القيم الخلقية، وكل ديانة لديها مبادئها أو نسقها القيمي الخاص بها إن صح قول ذلك، وتَعَرَّض الكثير من العلماء إلى علاقة الدين بالظواهر الاجتماعية الأخرى بصفة عامة وكذا علاقته بسلوكيات وتصرفات الأفراد على غرار “دوركايم” و “فيبر”[9].
  • الأسرة: تعتبر الأسرة وسيلة اتصالية تربط بين جيلين متتاليين عن طريق تنشئة أطفال كل جيل على القيم والمبادئ والمعايير والسنن الاجتماعية للجيل السابق، فالأسرة تقوم بنقل التراث من جيل إلى جيل، ومن أجل تكوين شخصية الفرد وتربيته جسمياً وعقلياً وروحياً، وهي تقوم بترسيب في أعماق الصغار ما تريد ترسيبه من معتقدات وقيم، ومنه يمكن التأكيد على دور الأسرة كوسيط هام وأساسي بين الثقافة والفرد من خلاله يتحقق غرس القيم أو تغييرها في نفوس الأبناء[10].
  • التعليم: يساهم التعليم بصورة كبيرة في نشر قدر من الوعي لدى الأجيال المتلاحقة لأجل بناء مجتمع قوي ومتماسك، وتبقى الأمية من المشاكل التي تعاني منها دول العالم الثالث وتعد عائقا من عوائق التقدم الاقتصادي وفي هذا الصدد يقول “محمد إقبال”: إن التعليم هو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يكونها كما يشاء، إن هذا الحامض أشد قوة وتأثير من أي مادة كيميائية فهو الذي يستطيع أن يحول جبلا شامخا إلى كومة من تراب[11].

ويلعب التعليم هنا دورا هاما في عملية ترسيخ القيم الإيجابية في الإنسان حتى يصبح الإنسان متعلما، ومثقف، ومؤهل مهنيا، ومحترم للقانون، ومنضبط في الوقت المقدر للعمل، والمتفاني في خدمة وطنه. ويعتبر مستوى التعليم متغيرا حاسما وذا أهمية، فهناك فجوة في القيم بين المرتفعين والمخفضين في مستوى التعليم[12].

  • الإعلام: تلعب وسائل الإعلام التي يحتك بها أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم أطفالا وشبابا دورا كبيرا في عملية التنشئة الاجتماعية وفي خلق الوعي الاجتماعي، وهذه الوسائل متعددة ومتنوعة، تشمل الإذاعة والتلفزيون والسينما والصحف والمجلات… وتلعب وسائل الإعلام دورا حيويا في تنشئة أفراد المجتمع وتكوين شخصيتهم وتزويدهم بالخبرة والمعرفة، ويتوقف تأثير كل وسيلة من هذه الوسائل على مدى فعالياتها ونوعية مضمونها ومحتواها من جهة. وجميع الوسائل تشترك في هدف وهو توصيل رسالة أو فكرة أو معلومة إما مسموعة، أو مرئية، أو مقروءة[13].
  • الثقافة: تعتبر القيم إحدى المكونات الأساسية للثقافة، حيث أن الثقافة حسب تايلور عبارة عن إناء يحمل كل ما هو مادي وروحي، إضافة إلى أنه يشمل المعرفة بكل سعتها ومجالاتها، إذن فالثقافة مصدر مهم للقيم، ويؤكد “حليم بركات” بأن القيم من المكونات الأساسية للثقافة في قوله: “يتميز كل مجتمع بثقافته الخاصة التي تتضمن طرق وأساليب حياته المشتملة على ثلاث مكونات متداخلة فيما يلي:
  • القيم والرموز والأخلاق والسجايا والمعتقدات والمفاهيم والأمثال والمعايير والتقاليد والأعراف والعادات والوسائل والمهارات التي يستخدمها الفرد في التعامل مع بيئته؛
  • الإبداعات والتغييرات الفنية من أدب وموسيقى وفن؛
  • الفكر من علوم وفلسفة ومذاهب وعقائد ونظريات[14].

3. الخصائص العامة للقيم:

يبدو أن هناك كما هائلا من الآراء المتعددة ووجهات النظر المتنوعة التي تصب في منحى تحديد خصائص القيم، والنتائج التي توصل إليها الباحثين تعرف اختلافا وتباينا، لهذا ارتأينا أن نقدم بعض الخصائص العامة للقيم، التي تصبوا في الاتجاه العام تفاديا منا الدخول في المتاهات التي تفرضها المتون على الباحث بفعل اختلاف المناهج التي تناول بها الباحثون هذا الموضوع. هذه الخصائص تصب في منحى كون القيم إنسانية، نسبية، تترتب ترتيبا هرميا، تتضمن نوع من الرأي أو الحكم، أنها تقبل الثنائية الضدية، تعد مقياسا يقاس عليها السلوك، يكتسبها الانسان طوال حياته، كما أنها قابلة للتغيير.

  • القيم إنسانية؛ بمعنى أنها تختص بالبشر دون غيرهم، وهذا ما يميزها عن الحاجات التي تخص البشر وغيره من الكائنات.
  • أنها مرتبطة بزمان معين؛ فالقيم إدراك يرتبط بالماضي والحاضر والمستقبل وهي بهذا المعنى تبتعد عن معنى الرغبات أو الميول التي ترتبط بالحاضر فقط.
  • أنها تمتلك صفة الضدية؛ فلكل قيمة ضدها، مما يجعل لها قطبا إيجابيا وقطبا سلبيا والقطب الإيجابي هو وحده الذي يشكل القيمة في حين يمثل القطب السلبي ما يمكن أن نسميه “ضد القيمة” أو “عكس القيمة”.
  • المعيارية؛ بمعنى أن القيم بمثابة معيار لإصدار الأحكام تَقِيسُ وتُقَيِّم وتُفَسِّر ويُعَلَّلُ من خلالها السلوك الإنساني.
  • تتصف القيم بأنها نسبية؛ من حيث الزمان والمكان، فما يُعتبر مقبولا في عصر من العصور، لا يُعتبر كذلك في عصر آخر، وما يُعتبر مناسبا في مكان ما لا يكون كذلك في مكان آخر.
  • تتسم القيم بالهرمية؛ إذ أنها تُرتَّب عند كل شيء ترتيبا متدرجا في الأهمية، وبحسب الأهمية والتفضيل لكل فرد، وعلى هذا يمكننا القول إن لدى كل فرد نظاما للقيم يمثل جزءا من تكوينه النفسي الموجه لسلوكه.
  • تتصف بالقابلية للتغيير؛ بالرغم من أن القيم تتصف بالثبات النسبي، إلا أنها قابلة للتغيير بتغير الظروف الاجتماعية لأنها انعكاس لطبيعة العلاقات الاجتماعية ونتاج لها.
  • القيمة ذات قطبين؛ فهي إما هذا الوجود أو ذاك، أي أنها حق أو باطل، خير أو شر[15].
  • تهتم القيم بالأهداف البعيدة التي يضعها الإنسان بنفسه لا بالأهداف الفرعية[16].
  • الدينامية؛ فالقيم تتغير بتغير محور الاهتمام لدى الفرد وفقا للتفضيلات والاهتمامات الإنسانية.
  • تساعد بعضها البعض؛ فهي ليست وحدات منفصلة، وغالبا ما تتفاعل معا وتتداخل، على نحو يزيدها قوة.
  • إمكانية قياسها ودراستها من خلال أساليب عامة للقياس؛ تستخدم في قياس الميول والاتجاهات الملاحظة الميدانية والموقفية والاستبيانات المقننة[17].

4. القيم وعلاقتها بالثقافة:

الثقافة هي مركب معقد لمزيج متفاعل يضم تقاليد المجتمع ومعتقداته وعاداته وقيمه المختلفة، أما القيم فهي من الوسائل المميزة لأنماط الحياة الاجتماعية، وهي محدد جوهري من محددات السلوك الإنساني إذ تمس العلاقات الإنسانية بكافة صورها[18]. كما يجوز القول في هذا الصدد أن القيم هي الأمور المادية والمعنوية التي تكون موضع طموح أبناء المجتمع وتقديرهم، وتتجلى عادة في تبني الافراد مفاهيم معينة، أو تتمثل في ولاءات توجه أنشطتهم، وتجعل من هذه الانشطة مصادر للرضا في حياتهم.

تعد القيم قاعدة مشتركة تضمن وحدة الثقافة واستمرارها، بالرغم من التنوع والتغيير الذين يرتبطان بعوامل أو متغيرات متعددة أهمها: الجنس والعمر ومنطقة السكن والطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.

أما على صعيد الثقافة الإنسانية فقد أدى التقدم الذي أحرزته البلدان الغربية في ميادين العلم والتقنية والصناعة والإعلام والاتصال… إلى ظهور اتجاه يدَّعِي لتلك البلدان التفوق الثقافي في جميع الميادين وعبر جميع العصور، نظراً لتمتع شعوبها بقدرات متميزة[19]. كما أدى التسلط الثقافي الذي مارسته تلك الأقطار من خلال وسائل النقل والاتصال الحديثة التي طورتها، إلى تخوف الشعوب الأخرى على ثقافتها وبالخصوص ثقافاتها الشعبية وبالتالي خوفها على استقلالها الذاتي.

لزاما علينا أن نشير في هذا السياق إلى أن القول بتفاوت الشعوب وتمايزها من حيث قدرتها على صنع الحضارات لا يلقى قبولا في الوقت الحاضر، ويفضل عليه القول بتنوع وتعدد الثقافات -سواء على المستوى العالمي أو داخل الوطن الواحد- وتتمتع كل منها بشخصية متميزة حاضنة لخصوصياتها القيمية، والفنية، والجمالية، والإبداعية… لكن في المقابل، هذا لا ينفي وجود الغزو الثقافي، لكن بفضل القيم والوعي بهذا الغزو يمكن مواجهته بشكل كبير، والثقافة الإنسانية الحقة هي التي تؤمن وتسهم في الحفاظ على استقلال الثقافات وأصالتها من جهة، وتشجع تفاعل وتلاقح الثقافات بعضها مع بعض من جهة أخرى، في إطار الحدود التي ترسمها القيم لتحيط بثقافتها.

لذلك يعد الاشتراك في القيم الأساسية بين الفرد والفئات التي يتكون منها المجتمع أو الاختلاف فيها دليلا على تجانس هذا المجتمع أو تمزقه، كما يعد تماثل القيم أو اختلافها بين الأجيال –القديمة والجديدة- دليلا على ركود المجتمع أو تغيره[20]. أي أن بين القيم والثقافة علاقة قياسية بحيث نجد أن اشتراك أفراد المجتمع في القيم دليل قاطع على ترابط وتجانس المجتمع وانتمائهم إلى نفس الثقافة، بمعنى أن القيم يمكن اعتبارها إحدى محددات الحدود الثقافية. واختلاف القيم بين ثقافتين يبرز بشكل واضح التباين بين هاتين الثقافتين. لكن لا يجب أن نتغاضى عن حقيقة أنه يمكن لثقافتين أن تشترك في بعض القيم.

وفي ختام هذا المحور يمكننا أن نضم صوتنا إلى رأي عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة عندما قال: “لا توجد ثقافة بدون منظومة القيم”[21]. وأن القيم هي التي تحافظ وتصون الثقافة، فكلما كانت منظومة القيم الثقافية مستقرة ومشتركة بين الأفراد كلما كان المجتمع أكثر استقرارا وتوازنا. وإذا تعرضت منظومة القيم إلى هزات غير مرغوب فيها نتيجة عوامل وظروف محددة، تتدهور أحوال البشر ويعم الفساد في الأرض[22].

5. تحولات قيم الثقافة الشعبية بين المحلية والعالمية:

انطلاقا من تعريف “غي روشيه” Guy Rocher للقيم الذي أشرنا إليه في التحديد الاصطلاحي لمفهوم القيم، نستشف أن غي روشيه لا يعتبر القيم ثابتة بل هي في ديناميكية دائمة وهذا بالاستناد إلى أن القيم لها ارتباط وثيق بالظروف الاجتماعية وتتداخل في عدة أنساق منها السياسية، الاقتصادية، الثقافية والدينية.

كما تتعدد وتتنوع مصادر القيم، فبمجرد حدوث تغير بسيط في أحد العناصر سيترتب عنه انعكاس هذا التغير على منظومة القيم، وسيسهم لا محالة في تحولات القيم السائدة في المجتمع وقد نحصل على نتائج غير متوقعة وهذا ما تؤكده نظرية أثر الفراشة[23]* التي تفيد أن حدثاً أولياً مهما كان بسيطاً قد يولِّد سلسلة من الأحداث المتواترة والمتفاعلة في ظروف مساعدة، تنجم عنها نتائج غير متوقعة وتتجاوز الحدث الأول بمراحل[24]. هذه النظرية تشير لما يترتب من نتائج مهولة بفعل تغيير بسيط، فما بالكم عن النتائج التي سنحصل عليها في ظل هذه التطورات والتغيرات التي يعرفها العالم، ومدى انعكاسها على تحولات قيم الثقافة؟

يقول الباحث المغربي محمد سبيلا في هذا الصدد: “التحولات المهولة في عالم القيم – والتي تثير استغرابنا ودهشتنا، والتي تعكس بشكل واضح الفجوة السلوكية والذهنية التي تفصل بين الأجيال – ليست نزوات فردية أو جموحات شخصية بقدر ما هي انعكاس للتحولات التي داهمت المجتمع؛ أي للشروط الجديدة التي يجد الأفراد أنفسهم ضمنها. ومن ثمة فإن أي تناول دقيق لتحولات القيم في المجتمع هو طور الانتقال العنيف والمتسارع نحو “الحداثة”؛ يتعين أن ينطلق من فهم التحولات البنيوية الكبرى، ودورها في تشريط وتكييف السلوكات والتصورات والقيم[25].

ليس هناك شك أن المجتمعات التقليدية ما زالت محتفظة بنظامها القيمي الذي يوجه السلوك الفردي والجماعي ككل. لكن بالمقابل هناك تحولات عالمية ونجد لها مستتبعات محلية تُستنبَت في المجتمع، ونجد لها بعض الدعاوي على أساس أن القيم الكونية والعالمية هي الأساس والموجِّه، والتي تريد فك الارتباط بالمنظومات التقليدية وهذا ما نجد تعبيره في مقولات “ما بعد الحداثة”، وهي التي تتحدد بكونها ثقافة عالمية تتخطى كل أبعاد الزمان والمكان. إنها ثقافة “القرية العالمية”؛ حيث يتلاقى المحلي والعالمي وهو تلاقي لا يخلو بالطبع من هزات عنيفة، ولكن رغم ذلك تَولَّد عنه في المجتمعات الغربية الاعتراف والإقرار بخصوصيات الثقافات المحلية وبالأذواق المتباينة[26].

كما أحدثت التحولات في ميدان الإعلام والاتصال –بفعل الثورة الرقمية التي عرفها العالم- إعادة تحوير مفهوم المحلية، بحيث يمكن نعتها بالجذرية. إذ غدت الحدود الجيو-سياسية مخترقة، وأضحى التفريق بين المحلي والعلمي صعباً نتيجة تماهي الفروق بين المفاهيم، ولا سيما في العقود الأخيرة. فقد عملت هذه التكنولوجيات على اختراق حدود القومية، وعلى التقريب بين الشعوب والأمم، ويسرت التواصل بين الأفراد والجماعات، وسهلت الاحتكاك بين الثقافات فأصبح الحديث عن الثقافة الكونية[27]. لكننا لا نتبجح بكونية الثقافة كما لا نبخص منها، بل يجب علينا أن نتعامل معها بحذر شديد نظرا لما تحمل في ثناياها من خبايا مدسوسة بإحكام، ولعل أهمها هو استبدال قيم مجتمع ما بقيم كونية أو بقيم المهيمن ثقافيا، وإعلاميا، واقتصاديا، وسياسيا…

كما أشرنا سابقا خلال أطوار هذه المقالة إلى العلاقة الوطيدة بين القيم والثقافة الشعبية، وتحولات القيم ستؤدي لا محال إلى تحولات على مستوى الثقافة الشعبية. ولعل تحولات قيم الثقافة الشعبية المغربية راجع إلى عدة أسباب، نذكر منها:

  • الهجرات الداخلية التي عرفها المجتمع المغربي مباشرة بعد الاستقلال من القرى نحو المدن.
  • ارتفاع عدد الولادات مقابل انخفاض في عدد الوفيات وخاصة لدى الأطفال حديثي الولاد، وهذا راجع إلى التحسن النسبي في شروط الرعاية الصحية، مما أسهم بشكل كبير في النمو الديموغرافي.
  • انخفاض نسبي في نسبة الأمية لدى عامة الشعب، وارتفاع نسبة التمدرس لدى الذكور وبالخصوص لدى الإناث.
  • التطور الصناعي والتكنولوجي الذي عرفه العالم بصفة عامة، وبداية تنامي بوادره في المغرب بصفة خاصة.
  • انتشار وسائل الإعلام والاتصال بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

الحقيقة أن الاهتزاز الأول لخزَّان القيم حدث مع صدمت الاستعمار، واتسعت دائرته مع سيرورة البناء الوطني بعد الاستقلال، كما تزايدت وتيرته مع حركية العولمة خلال العقدين الأخيرين[28]. واليوم لم يعد الشباب دون سن الثلاثين يجتر سلوكيات الآباء، ويعيد إنتاج التقليد مثلهم، وهذا ما يفسر تراجع بعض القيم التقليدية ذات المضمون الأخلاقي من قبيل “النية” و”الإيمان والثقة” و”الكلمة” و”الشرف” و”البركة”، لصالح القيم ذات الطابع العقلاني، التي من شأنها تعزيز مكانة الفرد بوصفه فاعلا مستقلا، وتطوير فرص اندماجه في المجموعة، وتغيير شروط حياته المعنوية والمادية، ولعل هذا ما يسَّر من خلال العقدين الأخيرين بروز قيم حقوق الإنسان، المساواة بين الجنسين، وحق الأطفال، والمواطنة، ودولة القانون، والعدالة الاجتماعية والاستحقاق[29]. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه التحولات التي تعرفها القيم لا تكون دائما معلن عنها، وإنما قد تكون تحولات هادئة وصامتة في بعض الأحيان.

أما بخصوص بعض التحولات القيمية التي عرفتها الثقافة الشعبية المغربية، فالمغرب كغيره من المجتمعات عرف تحولات عميقة ودالة في مجال القيم[30]*، ولا نقول أن هذه التحولات قد قطعت مع ما كان سائدا في الماضي، بل يمكن حصر هذه التحولات في أربعة أشكال:

  1. قيم كانت سائدة وما زالت سائدة في المجتمع، لكن شكلها تغير.
  2. بروز قيم جديدة عوضت قيم قديمة.
  3. موت قيم قديمة دون أن يتم تعويضها بقيم أخرى جديدة.
  4. ظهور قيم جديدة لم تكن معروفة[31].

سنحاول أن نقدم بعض الأمثلة لنلامس بشكل تقريبي هذه التحولات القيمية التي عرفتها الثقافة الشعبية المغربية؛ سنقتصر في هذه الأمثلة على ذكر بعض القيم دون غيرها، وسنشير بشكل أو بآخر إلى بعض التحولات التي طرأت عليها، ومن بين هذه القيم:

  • قيمة التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع:

نجد أن المجتمع المغربي التقليدي بصفة عامة والأمازيغي بصفة خاصة، حرص على قيمة التضامن وتقديم يد العون لبعضهم البعض، لمواجهة قساوة الحياة والزمن. ولا تزال بعض القبائل الأمازيغية التقليدية تحافظ على هذه القيمة النبيلة؛ وأطلق عليها الأمازيغ تسمية “ثْوِيزَا”[32]* ⵜⵡⵉⵣⴰ تُقام لما يَصُبُّ في المنفعة العامة للقبيلة كبناء المسجد، ترميم الطرقات، جمع التبرعات… وكذلك تقام بالخصوص لمساعدة الأفراد في أعمالهم التي تحتاج لجهد عضلي كالبناء، الحرث، الحصاد… ما على المحتاج للمساعدة إلا إخبار أفراد الجماعة على العمل الذي يُقبِلُ عليه، ثم تتفق الجماعة على اليوم للشروع في العمل. هذا النوع من المساعدة في الزمن الحالي أصبح شبه منعدم بطريقته التقليدية، ويمكن أن نقول عنه أنه تحول بشكل يساير التحولات التي عرفتها الثقافة الشعبية المغربية.

أخذ هذا النوع من التضامن صبغة عالمية في الآونة الأخيرة، بحيث أصبحنا نلاحظ أن بعض الجمعيات تقوم بأوراش لتنظيف، وتزيين، وصباغة، الأحياء والمدن؛ وتتعداها إلى ترميم بعض المؤسسات التعليمية والخيرية والمساجد… هذا بالإضافة إلى جمع التبرعات والمساعدات للأسر المعوزة، وهذه الظاهرة تنامت بشكل واضح خلال هذه الفترة الأخيرة التي عرف فيها العالم بأسره هذا الوباء الفتاك، إذ نجد العديد من الجمعيات ساهمت في جمع التبرعات والأدهى من هذا أنه تم استعمال وسائل الاتصال الإلكتروني أي ما يعرف بــــ Live وساهمت الجالية بشكل كبير في هذه البادرة الإنسانية.

  • قيم الحياء، العفة، الممنوع:

هذه القيم عرفت تحولات في عدة مجالات؛ إذ نجد أنه في الماضي القريب كانت الثقافة الشعبية تمنع أن يلتقي الخطيب بخطيبته قبل عقد القران، وكانت قيم الثقافة الشعبية تحرم هذا الفعل، لكن اليوم أصبحنا نلاحظ أن الشباب يتواعدون حتى وقبل أن يذهب الشاب لبيت خليلته لخطبتها. من خلال هذا يمكننا القول أن قيمة العفة والحياء والممنوع بدأ يتجاوزها المجتمع إن لم نقل تجاوزها، وهذا في نظرنا راجع بالدرجة الأولى إلى الغزو الذي شنته المسلسلات المكسيكية في زمن معين على البيوت المغربية أو الهندية والتركية في الزمن الحاضر. التي تختلف ثقافة منتجيها بشكل كبير عن قيم الثقافة الشعبية المغربية.

كما أن قيمة الحياء بدأت تعرف تراجعا كبيرا بالخصوص في الجانب التربوي إذ نلاحظ أن قيمة الحياء التي كان يكنها العامة للأستاذ بدأت تنقرض، وأصبحنا نعيش في زمن يُضرب فيه الأستاذ من تلميذه، وهذا ما جعل من الأستاذ يفقد مكانته المرموقة في المجتمع وهبته، ويشهد على زمن تراجع قيمة الحياء والاحترام والانضباط…أما الحديث عن قيمة العفة فنكتفي بالإشارة إلى اللباس الذي أصبحنا نراه في الشارع العام، فهو يمثل دليلا واضحا على التحولات التي عرفتها هذه القيمة.

  • قيمة الاحترام:

لم تسلم كذلك قيمة الاحترام في الثقافة الشعبية من التحولات، إذ نجد أن الاحترام كان مبني على سلم هرمي داخل العائلة بصفتها المجتمع الصغير وكذلك في العشيرة. اليوم أصبحنا نلاحظ أن المجتمع يحث على أن تعتبر ابنك بمثابة الصديق، وهذا لم يكن له وجود في الثقافة الشعبية. إنما انسل إليها عن طريق شركة هوليود بالدرجة الأولى، كما أنه حتى الإخوة لم تعد بينهم تلك التراتبية، بل أصبحوا سواسية أمام بعضهم البعض.

وفي جانب أخر من المحيط العام الذي يعيش فيه الفرد بصفته منتمي للمجتمع، فقدنا نوعا من الاحترام الذي كان مبني على عامل “السن” وأصبح الإنسان يُحتَرَمُ لمكانته في المجتمع -وهذا لا حرج فيه- ومكانته المادية بشكل كبير، وهذا ما جعل من الثقافة الشعبية تعرف تحولا قيميا فيما يخص الترتيب الهرمي للاحترام.

خاتمة

لقد توصلنا من خلال الاشتغال حول موضوع تحولات القيم في الثقافة الشعبية بين المحلية والعالمية إلى مجموعة من الاستنتاجات:

  • مصادر القيم متعددة ومتنوعة وكلها تساهم من جهتها في صقل قيم الفرد والمجتمع؛
  • القيم تنتقل من جيل إلى آخر، لكنها ليست ثابتة بل تتطور مع تطور الإنسان، أي أن طوال حياته يكتسب قيم جديدة حسب انفتاحاته الفكرية والعلمية وبفعل البيئة التي عاش فيها بالإضافة إلى انفتاحه على الثقافات الأخرى؛
  • بما أن القيم نسبية ومكتسبة من المهد إلى اللحد وقابلة للتغيير، فإن هذا ما يجعلها قابلة للتحول بوتيرة سريعة في الزمن الراهن بفعل التطور التكنولوجي والمعرفي. وبما أن بين القيم والثقافة الشعبية علاقة وطيدة فكل تغيير يطرأ على هذه الأخيرة ينعكس على القيم. وكذلك هذا الارتباط لا يسمح لنا بالحديث عن قيم عالمية كونية موحدة، لأن العالم يعرف تعدد وتنوع في الثقافات. وهذا ما ذهب إليه الباحث المغربي إدريس الخطاب، إذ يقول: “بما أن القيم مرتبطة بالثقافات، فإن الحديث عن قيم كونية شمولية يعتبر وهماً وأمراً خطيراً على الإنسانية”[33]؛
  • قيم الثقافة الشعبية هي منظومة تحدد وضعية الفرد المعيارية في وسطه الاجتماعي؛ كما يمكننا القول أن هذه المنظومة، تتأسس عليها الروابط والعلاقات بين مكونات المجتمع؛
  • بما أن القيم في تحولات دائمة -وإن اختلفت وتيرة هذه التحولات بفعل عاملي الزمان والمكان- فلا يمكن أن نقول عن هذا الموضوع أنه موضوع مستهلك، نظرا للكم الهائل من الدراسات التي أنجزت في هذا الحقل، بل هو مجال يتجدد بفعل التحولات ويجعل من النتائج التي توَصَّل إليها الباحثين كشواهد على فترة إنجاز الدراسة وفقط. ويجب الخوض الدائم في هذا الحقل والبحث فيه لرصد التحولات التي يعرفها المجتمع للاستعداد لها مستقبلا والعمل على تقديم حلول لتقويمها عن طريق الأسرة والمدرسة وكل مؤسسات التنشئة الاجتماعية.

تحميل المقال في نسخته الكاملة

الإحالات:

  1. ابن منظور، لسان العرب، بيروت، دار الكتاب العلمية، مجلد 12، ط 1، 2005، ص: 496.
  2. عبد الله العفيفي، نقد القيم مقاربات تخطيطية لمنهاج علمي جديد، مؤسسة الانتشار العربي، ط 1، بيروت لبنان، 2006، ص: 21.
  3. G. De Landshere : Introduction à la recherche en éducation, Armand-Colin 4ème Ed Paris 1976. P: 182. نقلا عن: بوغازي الطاهر، أثر القيم الثقافية الخارجية على قيم الأسرة، مجلة علوم التربية، العدد 57، ص: 34.
  4. محمد ابراهيم الشافعي، الاشتراكية العربية كفلسفة للتربية، مكتبة النهضة، ط1، القاهرة، 1971، ص: 375.
  5. أحمد الشحات، الصراع القيمي لدى الشباب ومواجهته من منظور التربية الاسلامية، دار الفكر العربي، القاهرة، 1988، ص: 20.
  6. علي عبد الرزاق جبلي، 2000، ص: 142. نقلا عن: سهام صوكو، واقع القيم لدى المراهقين في المؤسسة التربوية، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستر، جامعة منتوري – قسنطينة، 2009، ص: 18.
  7. خليل عبد الرحمان المعايطة، علم النفس الاجتماعي، دار الفكر، عمان، 2000، ص: 185.
  8. عبد الغاني عماد، سوسيولوجيا الثقافة: المفاهيم والإشكالات من الحداثة إلى العولمة، ط 1، فبراير 2006، مركز دراسات الوحدة العربية، ص-ص: 140-141.
  9. بلمادي أحلام، سوسيولوجية القيم والتغير القيمي في المجتمع الجزائري، مجلة الحكمة للدراسات الاجتماعية، العدد 7، 30 يونيو 2016، ص: 109.
  10. ماجد الزيود، الشباب والقيم في عالم متغير، ط 1، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، 2006، ص-ص: 25-26.
  11. زكرياء عبد العزيز، التلفزيون والقيم الاجتماعية للشباب والمراهقين، مركز الإسكندرية، القاهرة، 2002، ص: 39.
  12. رابح تركي، دراسات في التربية الإسلامية، ط 2، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1987، ص: 204. بتصرف
  13. بلمادي أحلام، مرجع سابق، ص: 110.
  14. حليم بركات، المجتمع العربي المعاصر بحث استطلاعي اجتماعي، مركز دراسات الوحدة العربية، ط 6، لبنان، 1998، ص: 321. نقلا عن: عايد كمال، تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتأثيراتها على قيم المجتمع الجزائري، أطروحة دكتورة، جامعة أبي بكر-بلقايد-تلمسان، 2017، ص: 129.
  15. صالح محمد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة، ط 1، دار المسيرة، 1998، ص: 208. نقلا عن: سهام صوكو، مرجع سابق، ص: 44-45.
  16. محمود السيد أبو النيل، علم النفس الاجتماعي دراسات عربية وعالمية، الجزء الأول، ط 3، الجهاز المركزي للكتب الجامعية، القاهرة، 1984، ص: 141.
  17. منى كشيك، القيم الغائبة في الإعلام، دار فرحة للنشر والتوزيع، مصر،2003، ص: 66. نقلا عن: سهام صوكو، مرجع سابق، ص: 45.
  18. سمية أوشن، الدولة المعاصرة والعولمة الثقافية: بين توطين قيم الثقافة العالمية وعولمة قيم الثقافة المحلية، اطروحة دكتوراه، جامعة باتنة 1-الحاج لخضر كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم العلوم السياسية، 2019، ص: 222.
  19. ملكة أبيض، الثقافة وقيم الشباب، المجلة العربية للثقافة، السنة الخامسة، العدد 9، سبتمبر 1985، ص: 108.
  20. ملكة أبيض، مرجع سابق، ص: 109.
  21. المهدي المنجرة، قيمة القيم، ط 2، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2007، ص: 173.
  22. ميلاد أبو راوي خليل، القيم الثقافية والحضارية ودورها في التنمية، المؤتمر الاقتصادي الاول للاستثمار والتنمية في منطقة الخمس، 25-27 ديسمبر 2017، ص: 6.
  23. * ظهرت هذه النظرية أول مرة مع الرياضي وعالم الأرصاد إدوارد لورنتز Edward Lorenz سنة 1993، حيث قام من خلال تعديله لبرنامج معين بإدخال رقم إضافي ضناً منه أن الفرق صغير جداً ولا يؤثر في النتيجة، لكنه في النهاية تفاجأ بوجود فرق هائل غير متوقع، وخلص إلى أن التغيرات البسيطة تؤدي إلى ظروف ونتائج غير متوقعة، وتوسعت بعد ذلك تطبيقات هذه النظرية في مختلف العلوم الأخرى.
  24. سمية أوشن، مرجع سابق، ص: 93.
  25. محمد سبيلا، في تحولات المجتمع المغربي، در توبقال للنشر، الدار البيضاء، 2010، ص: 101.
  26. خالد ميار الإدريسي، نقد قيم ما بعد الحداثة نحو ترميم الذات الإنسانية، إسهام ورد في مؤلف جماعي (سؤال الأخلاق والقيم في عالمنا المعاصر)، أعمال الندوة العلمية الدولية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء، مايو 2011، سلسلة ندوات علمية 4، دار أبي رقراق، الرباط، 2012، ص: 326.
  27. محمد خــاين، الإشهار الدولي والترجمة إلى العربية رهانات الاحتواء وإكــراهات اللـــغة والثقافة، المركز العـربي للأبحاث ودراسات السياسات، ط1، بيروت، أبريل 2015، ص: 59.
  28. امحمد مايكي، الاندماج الاجتماعي وبناء مجتمع المواطنة في المغرب الكبير، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، المؤتمر السنوي الثاني للعلوم الاجتماعية والإنسانية 30-31 مارس 2013، ص: 29.
  29. المرجع نفسه، ص: 30.
  30. * كملحوظة: تختلف تحولات القيم من منطقة إلى أخرى. فمثلا القيم الموجودة في قبيلة تقليدية في جبال الأطلس ليست مثل القيم التي سنجدها في الدار البيضاء كمدينة اقتصادية أو كطنجة بصفتها بوابة أوروبا، وتحولات القيم لن يكون بنفس الوتيرة.
  31. https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9-121453.html تم استرجاعه بتاريخ: 13/02/2024، بتصرف.
  32. * تعتبر من بين القيم الأصيلة لدى المجتمع الأمازيغي وهي قديمة قدم وجود الإنسان الأمازيغي، وهذه القيمة مضمونها تقديم المساعدة ومد يد العون لأحد أفراد العشيرة، ويشارك فيها كل من استطاع مقابل وليمة ينظمها صاحب العمل إن كان ميسور الحال وإن كان عكس ذلك يرفع عنه هذا التكليف.
  33. إدريس الخطاب، علوم الثقافة، دار توبقال للنشر، ط 1، الدار البيضاء، 2017، ص: 293.
Scroll to Top