القيم بمنهاج مادة التربية على المواطنةوالعنف المدرسي بالوسط المدرسي، أية علاقة؟ دراسة ميدانية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق

طالب باحث بسلك الدكتوراه

كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة

المغرب

ملخص

تشهد العديد من المؤسسات التعليمية بالمغرب عامة، وبالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق خاصة، العديد من السلوكات المشينة خلال الفترة الراهنة من تاريخنا التعليمي، وعلى رأسها ظاهرة العنف المدرسي، نتيجة مجموعة من العوامل المتنوعة، الأمر الذي نتج عنه آثار سلبية عديدة، تطلب بذل مجهودات جبارة للحد منه. وقد تناولت الدراسة في شقها النظري التعريف بالجهاز المفاهيمي المهيكل للعنوان بالدرجة الأولى، بينما كشفت في جانبها الميداني حجم ظاهرة العنف المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق خلال الموسم الدراسي 2022_2023، ورصدت مظاهره، من خلال التعرف على أشكاله، وفسرت أسبابه، وحددت انعكاساته، واقترحت استراتيجيات وتوصيات للوقاية منه، خاصة فيما يتعلق بدور القيم الأسرية في ذلك. وقد اعتمدنا على الاستمارة والملاحظة كأدوات للدراسة الميدانية، مستخدمين المنهج الاحصائي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من 19 مؤسسة تعليمية، و302 تلميذ(ة)، و80 إطار تربوي، و54 إطار إداري، و73 فرد من أولياء التلاميذ(ات)، و19 عون بالمؤسسات التعليمية، و92 فرد من الساكنة المجاورة للمؤسسات التعليمية، بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق خلال الموسم الدراسي 2022/2023.

Abstract

Many educational institutions in Morocco in general، and in the Regional Academy for Education and Training in the East in particular، are witnessing many disgraceful behaviors during the current period of our educational history، most notably the phenomenon of school violence، as a result of a group of various factors، which has resulted in many negative effects، requiring efforts to be made. Great to limit it. In its theoretical part، the study dealt primarily with defining the conceptual structure structuring the title، while in its field aspect، it revealed the extent of the phenomenon of school violence at the Regional Academy for Education and Training in the East during the 2022-2023 academic season، and monitored its manifestations، by identifying its forms، explained its causes، identified its repercussions، and suggested Strategies and recommendations for preventing it، especially with regard to the role of family values in this. We relied on the questionnaire and observation as tools for the field study، using the analytical statistical approach. The study sample consisted of 19 educational institutions، 302 students، 80 educational staff، 54 administrative staff، 73 individuals from the students’ parents، and 19 assistants in educational institutions. And 92 residents from the vicinity of educational institutions at the Regional Academy for Education and Training in the East during the 2022/2023 academic season.

المقدمة

تسود بالوسط المدرسي المغربي عامة وبالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق خاصة العديد من السلوكات المشينة، ولعل من أبرزها ظاهرة العنف المدرسي، التي أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ وخطير، نتيجة مجموعة من الأسباب المتنوعة النفسية والمدرسية والأسرية والاجتماعية وغيرها من الأسباب الأخرى، والتي ترتب عنها عدة آثار سلبية، أدت بشكل كبير إلى الرفع من حالات الهدر المدرسي وضعف التحصيل الدراسي وغيرها من الانعكاسات الأخرى المتنوعة، مما يتطلب معها على وجه السرعة والدقة إلى وضع مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية للتصدي للظاهرة ومحاربتها، من طرف الجهات المعنية كالدولة والأسرة والإعلام وغيرها بطريقة تشاركية تكاملية .

إن اختياري لهذا الموضوع، جاء من خلال دوافع كنت أصبو إليها، وأهدف إلى الارتباط بها في حياتي العلمية، ألخصها في اهتمامي الشخصي بالبحث في المجال التربوي التعليمي، ورغبتي الأكيدة في إثراء البحوث التربوية بموضوعات حية، ولعل هذه الدراسة، مساهمة مني للكشف عن حجم ظاهرة العنف بالوسط المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، والتأكيد على دور التعليم الجيد القائم على القيم خاصة الأسرية منها في الحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي.

تكمن أهمية الموضوع من خلال التطرق إلى قضية تؤرق المنظومة التربوية، وشكلت تحديا عويصا للوزارة الوصية على القطاع بصفة خاصة، وللمجتمع برمته بصفة عامة، ولمعالجة الموضوع تم اعتماد مراجع متنوعة، وإغنائه بإجراء دراسة ميدانية.

تطلب معالجة الموضوع توظيف المنهج الاحصائي: من خلال رصد حجم حالات العنف المدرسي لتحليلها، واستخلاص النتائج من أجل تقديم توصيات واقتراحات للوقاية منه، والمنهج التحليلي: من خلال تفكيك ظاهرة العنف المدرسي لجزئيات، ثم التقويم والنقد لكل جزء بصفة مستقلة، وفي النهاية التركيب والاستنتاج العلمي.

ولدراسة هذا الموضوع وتحليل عناصره قمت بطرح الإشكالية المرتبطة بمدى حجم ظاهرة العنف وآثاره السلبية بالوسط المدرسي والمتمثلة خاصة بضعف التحصيل الدراسي والهدر المدرسي، وإلى أي حد ساهمت القيم الأسرية المتمثلة أساسا في اعتماد مبدأ الحوار واحترام القانون بمنهاج مادة التربية على المواطنة في الوقاية منه بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، ولتفكيك مضامين هذه الإشكالية سنطرح الأسئلة التالية:

  • ما حجم ظاهرة العنف بالوسط المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق؟
  • إلى أي حد ساهمت القيم الأسرية بمنهاج مادة التربية على المواطنة في الوقاية من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي؟

وللإجابة على هذه الإشكالية والوصول إلى النتائج المرجوة، اعتمدنا خطة تستجيب لطبيعة الموضوع، فكانت هيكلة البحث وتقسيماته على الشكل التالي: مقدمة ومطلبين وخاتمة، فقد تناولت المقدمة: الحدود الزمانية والمكانية للدراسة، وأسباب اختيار موضوعها، ومنهجها، وإشكاليتها، ومحاورها الرئيسية، وصعوبتها، وفي المطلب الأول: تم التركيز على ضبط الجهاز المفاهيمي لموضوع الدراسة، أما في المطلب الثاني: تناولنا واقع ظاهرة العنف المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، والكشف عن دور القيم الأسرية بمنهاج مادة التربية على المواطنة في الوقاية من ظاهرة العنف المدرسي، واختتمت الدراسة بإبراز أهم النتائج والتوصيات المتوصل إليها والتي من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للبحث، مع الإشارة إلى القضايا التي لم نتوصل إليها.

وللإجابة على الإشكالية المطروحة، وضعت الفرضيات التالية:

الفرضية الأولى: وجود مظاهر العنف المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق بحجم كبير وملفت للنظر؛

الفرضية الثانية: فاعلية اعتماد على التربية على القيم عامة والقيم الأسرية خاصة بمنهاج مادة التربية على المواطنة في الوقاية من العنف بالوسط المدرسي.

من الصعوبات التي واجهتني في إنجازي للموضوع، هناك ما هو متعلق بالمنهج، ومنها ما هو مرتبط بالموضوع، وأخرى لها علاقة بالمراجع، ومن تلك الصعوبات المتعددة والمتنوعة تشعب موضوع البحث، وتخوف عينة الدراسة من التصريح عن ممارستها للعنف بالوسط المدرسي، مما يؤدي بها إلى عدم ملء استمارة البحث بشكل موضوعي، ولمعالجة هذا الموضوع والإحاطة بجميع جوانبه، اعتمدت على مجموعة من المراجع المتنوعة.

المطلب الأول: الشق النظري للدراسة

الفرع الأول: تعريق العنف المدرسي

الفقرة الأولى: تعريف العنف لغة واصطلاحا

من الناحية اللغوية يعرف العنف حسب المعجم الفلسفي بكونه: مضاد للرفق، ومرادف للشدة والقسوة، فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مفروضا من الخارج يصنف فعلا عنيفا([1])، في حين أشارت الموسوعة العلمية UNIVERSALS أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين قولا أو فعلا، وهو فعل يجسد العنف ببعديه المادي والرمزي ([2])، أما في قاموس روبرت (Le Robert) فيقصد بالعنف أن تتصرف على شخص، أو تجعله يتصرف ضد إرادته، باستعمال القوة أو التخويف ([3]).

نستنتج مما سبق، أن العنف من الناحية اللغوية، عبارة عن الشدة والقسوة والتوبيخ واللوم والتقريع في التصرف قولا أو فعلا أو هما معا، فهو ضد الرفق.

أما من الناحية الاصطلاحية فعرفه عصام عبد اللطيف بكونه: مجموعة من السلوكات التي تهدف إلى إلحاق الأذى بالذات أو بالغير ماديا (الضرب، التدمير والإتلاف…) أو لفظيا) الشتم، السب والتهديد…) ([4])، بينما عرفته المنظمة العالمية للصحة بكونه: الاستعمال المتعمد للقوة الفيزيائية، سواء بالتهديد أو بالاستعمال المادي ضد الذات أو ضد شخص آخر أو مجموعة” ([5])

نستنتج مما سلف، أن العنف من الناحية الاصطلاحية، هو سمة من سمات الطبيعة البشرية ويظهر حين يعجز العقل على الإقناع أو الاقتناع، ويلجأ الأنا لتأكيد الذاتية ووجوده وقدرته على الإقناع المادي باستعباد الآخر.

الفقرة الثانية: تعريف العنف المدرسي

تعددت واختلفت التعريفات والأدبيات التربوية والاجتماعية التي حاولت إعطاء تعريف موحد للعنف المدرسي، ويعود هذا الاختلاف إلى الأطر النظرية التي يتبناها كل فريق.

تعرف تبداني خديجة العنف المدرسي بأنه: “السلوك الذي يمارسه التلميذ في مدرسته سواء ضد زملائه أم أساتذته أم ضد ممتلكات المدرسة، والقائمين عليها، وهو مظهر من مظاهر سوء التكيف المدرسي” ([6])، أما العريني فقد عرف العنف المدرسي بكونه: ” كل ما يصدر من التلاميذ من سلوك أو فعل يتضمن إيذاء الآخرين، ويتمثل في الاعتداء بالضرب والسب، أو إتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة، ويكون هدف الفعل هو تحقيق مصلحة” ([7])، في حين يعرفه القيسي بكونه “ممارسة القوة والاكراه أو التهديد ضد الطلبة عن قصد من قبل معلميهم أو الإدارة أو زملائهم في المدرسة، بهدف إلحاق الأذى والضرر أو الإيحاء به، وقد يكون الأذى جسميا أو نفسيا أو لفضيا مثل السخرية والاستهزاء من الفرد واستماع الكلمات البذيئة وفرض الآراء بالقوة واستخدام القوة العضلية”.([8])

يتضح من خلال ما سبق تعدد التعاريف التي أعطيت للعنف المدرسي بتعدد الباحثين وانتماءاتهم العلمية، استحالت معه إمكانية إعطاءه مفهوم واحد وموحد، وبالرغم من هذه الصعوبة يمكن اعتباره لغة التخاطب الممكنة عند ممارسيه، سيما في حالة العجز عن إيصال الصوت بوسائل الحوار الراقية.

فالسلوك العنيف إذا، هو استعمال القوة البدنية لإلحاق الأذى بالآخرين بغية تحقيق غايات شخصية كانت أم جماعية، قد يكون فرديا أم جماعيا، مباشرا أم غير مباشر.

الفرع الثاني: أشكال العنف المدرسي

العنف الجسدي: يستخدم فيه القوة الجسدية كالأيدي والأرجل، والأدوات حادة… فيلحق أضرارا بدنية ظاهرة أو مخفية، كما يترك آثارا نفسية، وقد تتفاقم الحالة إلى حد الموت.

العنف اللفظي: وهو من أكثر أشكال العنف انتشارا في الفضاء المدرسي، وهو يقف عند حدود الكلام كالشتم والسخرية والتهديد، وغالبا ما يرافق هذا الكلام مظاهر غضب وتهديد، التي تزعزع قناعة الطفل بذاته، والتي تشكل البوابة لممارسة أصناف أخرى من العنف.

العنف النفسي: قد يكون من تجلياته العنف الجسدي، أو كنتاج لأسلوب التحقير والاستهزاء والسخرية داخل الوسط المدرسي، وقد تم ربط هذا الصنف من العنف ببطء المهارات الاجتماعية مما قد يسبب الاكتئاب والاحساس بالعدوانية.

الفرع الثالث: بعض عوامل العنف المدرسي

تعتبر ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة كغيرها من ظواهر السلوك الإنساني، فهو لا يرجع إلى سبب واحد، بل يرجع إلى أسباب عدة منها:

الجدول رقم(01): توزيع أسباب العنف المدرسي

العوامل الفردية

تعتبر المراهقة مرحلة عمرية تتميز بحدوث كثير من التغيرات، التي تسبب للمراهق(ة) عدم التوافق، الذي يجعله يعاني من مجموعة من المشاكل الاجتماعية، النفسية، الانفعالية، والتي تؤثر على تصرفاته وسلوكاته، فيلجأ المراهق في أغلب الأوقات إلى العنف ([9]).

العوامل الأسرية

تعد من العوامل المسؤولة عن ظهور السلوك العنيف داخل المؤسسات التربوية، فالأسر التي تسيء معاملة أطفالها تحفز السلوك العنيف لدى أطفالهم، فالأسر التي تستعمل العقاب، أو الإسراف في التدليل والحماية تفقد الطفل(ة) الثقة بنفسه، كما أن الاضطرابات العائلية والخلافات الأسرية تساهم في صدور أنماط سلوكية غير مقبولة اجتماعيا كالعنف داخل المدارس ([10]).

العوامل المدرسية

تساعد المؤسسة على تربية الطفل جنبا إلى جنب مع الأسرة، فهي تكون شخصية الفرد وتوجهه إلى اكتساب سلوكات سوية أم غير سوية، فهي إذا يمكن أن تكون سببا من أسباب انحراف الأفراد، مما يؤدي به إلى ممارسة سلوك العنف، وهناك عوامل عدة مدرسية يمكن أن تكون عواملا مشجعة لهذا السلوك، وهي طبيعة العلاقة البيداغوجية بين التلميذ والمعلم، والجو المدرسي بما فيها النظام وطرائق التدريس إلى جانب التقويم التربوي ([11]).

وسائل الإعلام

تعتبر وسائل الإعلام سلاحا ذا حدين، فهي بمثابة أداة تبرز التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم من جهة، ووسيلة تساعد في انتشار السلوكات الانحرافية.

العوامل الاقتصادية

مثل الفقر والمستوى الاجتماعي المزرى، فعدم حصول الفرد على كل حاجياته ولوازمه يخلق لديه سلوكات انحرافية.

الفرع الرابع: بعض آثار العنف المدرسي

للعنف المدرسي سلبيات كثيرة على التلميذ(ة)، وعلى المجتمع بصفة عامة، وفيما يلي عرض لأهم هذه الآثار:

الآثار النفسية: كشعور المتعلم(ة) بالخوف والفزع، كما تظهر لديه نقص الثقة بالنفس والاكتئاب والتوتر، وكذلك عدم الإحساس بالأمان.

الآثار الاجتماعية: تتمثل في الخمول الاجتماعي حيث يفقد التلميذ(ة) المعنف من طرف أساتذته حيويته في القسم وقد يتصرف بعدوانية اتجاه الآخرين لإحساسه بالخطر.

الآثار التعليمية: تتمثل في تدني المستوى التحصيلي للتلميذ(ة) والرسوب الدراسي أو التأخر عن الحضور إلى المدرسة، أو الغياب المتكرر، أو التسرب، أو الانقطاع عن المدرسة.

المطلب الثاني: الشق التطبيقي للدراسة

الفرع الأول: واقع ظاهرة العنف المدرسي خلال الموسم الدراسي

2022/ 2023 بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق

لرصد واقع ظاهرة العنف المدرسي خلال الموسم الدراسي 2022/2023 بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق كان لابد من القيام بدراسة ميدانية للظاهرة، للوقوف على حجمها، من خلال الملاحظة وإنجاز استبيان ورقي يتضمن عدد من الأسئلة كما سنبين ذلك لاحقا، وتوزيعه على مستوى 19 مؤسسة تعليمية خلال الموسم الدراسي 2023/2024، وقد بلغ عدد العينة المعتمدة في إجراء الدراسة على 302 تلميذ(ة)، و80 إطار تربوي، و54 إطار إداري، و73 فرد من أولياء التلاميذ(ات)، و19 عون بالمؤسسات التعليمية، و92 فرد من الساكنة المجاورة للمؤسسات التعليمية، بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق خلال الموسم الدراسي 2022/2023.

اعتمدت الدراسة في اختيار عينة الدراسة ، على 19 مؤسسة تعليمية منها على مستوى نوع التعليم: 15 مؤسسة عمومية، و04 مؤسسات خصوصية، وتتوزع بحسب الوسط الجغرافي إلى: 09 مؤسسات في الوسط القروي، و10 مؤسسات في الوسط الحضري، وأيضا ويوجد منها حسب السلك الدراسي: 05 مؤسسات تعليمية من كل سلك دراسي (ابتدائي/ثانوي إعدادي/ ثانوي تأهيلي) و04 مؤسسات مختلطة الأسلاك الدراسية، وكذلك اختلاف توزيع هذه المؤسسات التعليمية من حيث التقسيم الإداري(حسب تواجدها ضمن نفوذ المديريات الإقليمية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق)  حيث يوجد منها : 07 مؤسسات تعليمية بالمديرية الإقليمية وجدة أنكاد، و04 مؤسسات تعليمية بالمديرية الإقليمية جرادة، مؤسستين تعليميتين بكل من المديريتين الإقليميتين : فجيج والدريوش، ومؤسسة تعليمية واحدة بكل من المديرية الإقليمية : بركان، وكرسيف، وتاوريرت، والناظور.

  1. نسبة التعرض للعنف المدرسي

الجدول رقم (02): نسبة التعرض للعنف المدرسي (%)

الإجابة

الفئات

نعم

لا

التلميذات والتلاميذ

69.54

30.46

الأطر التربوية

62.50

37.50

الأطر الإدارية

53.70

46.30

الأعوان

89.47

10.52

أولياء الأمور

58.90

41.10

الساكنة المجاورة للمؤسسة ([12])

81.53

18.47

النسبة العامة

69.27

30.73

يتبين لنا من خلال الجدول أعلاه:

احتلال الفئات التي تعرضت للعنف المدرسي سواء الجسدي أو اللفظي بالمؤسسات التعليمية نسبة %69.27، مقارنة مع الفئات التي لم تتعرض لأي عنف جسدي أو لفظي والتي احتلت نسبة %30.73، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

تباين في النسب المئوية بالنسبة للفئات التي تعرضت للعنف الجسدي أو اللفظي بالمؤسسات التعليمية، حيث احتلت الساكنة المجاورة للمؤسسة التعليمية الرتبة الأولى بنسبة %81.53، وفي الرتبة الثانية فئة الأعوان بنسبة %89.47، وفي الرتبة الثالثة فئة التلميذات والتلاميذ بنسبة %69.54، وفي الرتبة الرابعة فئة الأطر التربوية بنسبة % 62.50، وفي الرتبة الخامسة فئة أولياء الأمور بنسبة %58.90، وفي الرتبة السادسة فئة الأطر التربوية بنسبة %52.70.

  1. مكان التعرض للعنف المدرسي

تتباين النسب المئوية للأماكن التي تعرضت فيها الأطراف المذكورة بالجدول السابق للعنف الجسدي أو اللفظي بالمؤسسات التعليمية، حيث احتل الفضاء الداخلي للمؤسسة التعليمية الرتبة الأولى بنسبة %47.43، ثم يليه في الرتبة الثانية محيط المؤسسات التعليمية بنسبة %35.81، بينما احتل الفضاء الداخلي للمؤسسات التعليمية ومحيطها القريب معا الرتبة الأخيرة بنسبة %35.76، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

وتعتبر فئة التلميذات والتلاميذ والأطر الإدارية والتربوية والأعوان من أكثر الفئات تعرضا للعنف الجسدي أو اللفظي داخل فضاء المؤسسات التعليمية، بينما تعتبر فئة أولياء الأمور والساكنة المجاورة للمؤسسة التعليمية من أكثر الفئات تعرضا للعنف الجسدي أو اللفظي بمحيط المؤسسات التعليمية.

وتحتل فئة الأطر الإدارية الرتبة الأولى في تعرضها للعنف الجسدي واللفظي داخل فضاء المؤسسات التعليمية، بينما تحتل فئة الساكنة المجاورة للمؤسسة الرتبة الأولى في تعرضها للعنف الجسدي واللفظي في محيط المؤسسات التعليمية، في حين تحتل فئة التلميذات والتلاميذ الرتبة الأولى في تعرضها للعنف الجسدي واللفظي داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية.

  1. نوع المرفق الذي وقع فيه العنف المدرسي داخل المؤسسات التعليمية

تتباين النسب المئوية للمرافق التي تعرضت فيها الأطراف المذكورة بالجدول السابق للعنف الجسدي أو اللفظي بالمؤسسات التعليمية، حيث احتلت الإدارة التربوية للمؤسسة التعليمية الرتبة الأولى بنسبة %24.00 ،ثم يليها في الرتبة الثانية الفصول الدراسية بنسبة %21.70 ،بينما احتلت ساحة المؤسسات التعليمية الرتبة الثالثة بنسبة %17.50، وفي الرتبة الرابعة احتلتها الممرات بنسبة %07.00، وفي الرتبة الخامسة احتلها المطعم المدرسي بنسبة %04.00 ،في حين احتلت باقي المرافق الأخرى نسب مئوية متقاربة أقل من%02.00، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

تحتل فئتي التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية الرتبة الأولى في تعرضهما للعنف الجسدي واللفظي بالفصول الدراسية، كما تحتل فئتي الأطر الإدارية وأولياء الأمور الرتبة الأولى في تعرضهما للعنف الجسدي واللفظي بالإدارة التربوية، بينما تحتل فئة الأعوان الرتبة الأولى في تعرضها للعنف الجسدي واللفظي في ساحة المؤسسات التعليمية، في حين تحتل فئة الساكنة المجاورة للمؤسسات الرتبة الأولى في تعرضها للعنف الجسدي واللفظي في محيط المؤسسات التعليمية، مع تباين في النسب المئوية.

ويوجه العنف المدرسي الجسدي واللفظي بالفصول الدراسية بالدرجة الأولى ضد التلميذات والتلاميذ، ويوجه بالممرات بالدرجة الأولى ضد الأطر الإدارية، ويوجه بالساحة والمطعم المدرسي بالدرجة الأولى ضد الأعوان، ويوجه بالإدارة التربوية بالدرجة الأولى ضد أولياء الأمور، ويوجه بالمرافق الصحية والملاعب الرياضية وغرف تبديل الملابس والمكتبة المدرسية وقاعة الأنشطة بالدرجة الأولى ضد التلميذات والتلاميذ.

  1. أشكال العنف المدرسي التي مورست داخل فضاءات المؤسسات التعليمية

تتباين النسب المئوية بالنسبة لأشكال العنف التي تعرضت لها الأطراف الممثلة بالجدول السابق، حيث احتل العنف اللفظي الرتبة الأولى بنسبة %77.58، وفي الرتبة الثانية العنف الجسدي بنسبة %05.57، بينما مثل العنف الجسدي واللفظي الذي تعرضت لهما معا مختلف الأطراف نسبة %16.85، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

تتعرض فئة التلميذات والتلاميذ للعنف الجسدي بالدرجة الأولى، أما فئتي الأطر التربوية والإدارية فتتعرض بالدرجة الأولى للعنف اللفظي، بينما تتعرض فئة التلميذات والتلاميذ للعنف الجسدي واللفظي معا، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

  1. أنوع العنف المدرسي التي مورست داخل فضاءات المؤسسات التعليمية

تتباين النسب المئوية بالنسبة لأنواع العنف المدرسي الجسدي واللفظي التي تعرضت لها الأطراف الممثلة بالجدول السابق، حيث احتل السب والشتم الرتبة الأولى بنسبة %42.00، وتليه في الرتبة الثانية التهديد بنسبة %15.00 ،وفي المرتبة الثالثة الاستهزاء والتنمر بنسبة %13.00 ،وفي المرتبة الرابعة الضرب بنسبة %09.00 ،وفي الرتبة الخامسة العقاب بنسبة %07.00 ،وفي الرتبة السادسة الاستغلال والعنصرية بنسبة %05.00 ،وفي الرتبة السابعة السرقة والسلب بنسبة %03.00 ،وفي الرتبة الثامنة الاستغلال الجنسي بنسبة %01.00 بينما احتلت باقي الأنواع العنف الأخرى نسبة %05.00، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

يتعرض بالدرجة الأولى بالنسبة للضرب أولياء الأمور، وبالنسبة للسب والشتم الأطر التربوية، وبالنسبة للتهديد والاستهزاء والتنمر الأطر الإدارية، وبالنسبة للسرقة والسلب الساكنة المجاورة للمؤسسة التربوية، وبالنسبة للاستغلال والعنصرية فئة الأعوان، وبالنسبة للتحرش الجنسي والعقاب فئة التلميذات والتلاميذ، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

  1. الأطراف التي تمارس العنف المدرسي داخل فضاءات المؤسسات التعليمية

تتباين النسب المئوية بالنسبة للأطراف التي ترضت للعنف المدرسي الجسدي واللفظي من طرف أطراف أخرى، حيث احتلت فئة التلميذات والتلاميذ الرتبة الأولى بنسبة %35.97، وتليه في الرتبة الثانية فئة أولياء الأمور بنسبة %25.61، وفي المرتبة الثالثة فئة الأطر التربوية بنسبة %14.57، وفي المرتبة الرابعة فئة الأطر الإدارية بنسبة %12.85، وفي الرتبة الخامسة فئة الساكنة المجاورة للمؤسسات التعليمية بنسبة %05.79، وفي الرتبة السادسة فئة الأعوان بنسبة %04.72، بينما تحتل باقي الأطراف الأخرى نسبة %00.49.

بالنسبة لفئتي التلميذات والتلاميذ وأولياء الأمور فإن الفئة التي تمارس عليهما العنف الجسدي واللفظي بالدرجة الأولى هي فئة الأطر التربوية، وبالنسبة لفئتي الأطر التربوية والأعوان فإن الفئة التي تمارس عليهما العنف الجسدي واللفظي بالدرجة الأولى هي فئة أولياء الأمور، وبالنسبة لفئتي الأطر الإدارية والساكنة المجاورة للمؤسسات التعليمية فإن الفئة التي تمارس عليهما العنف الجسدي واللفظي بالدرجة الأولى هي فئة التلميذات والتلاميذ.

  1. ردود الفعل أثناء التعرض للعنف المدرسي داخل فضاءات المؤسسات التعليمية

تتباين النسب المئوية بالنسبة لردود فعل الأطراف الممثلة بالجدول السابق اثناء تعرضها للعنف المدرسي الجسدي أو اللفظي داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، حيث احتل ردت الفعل بالعنف المضاد الرتبة الأولى بنسبة %53.00، بينما احتل عدم الرد بالعنف المضاد الرتبة الثانية بنسبة %47.00، مع تباين في النسب المئوية بالنسبة لكل فئة على حدة.

تعتبر كل من فئة التلميذات والتلاميذ والأعوان وأولياء الأمور والساكنة المجاورة للساكنة للمؤسسات التعليمية من الفئات التي يكون رد فعلها بالعنف المضاد عند تعرضها للعنف المدرسي الجسدي أو اللفظي داخل فضاءات المؤسسة التعليمية، عكس فئتي كل من الأطر الإدارية والتربوية التي لا ترد بأي عنف مضاد عند تعرضها للعنف.

  1. نسبة الإبلاغ عن حالات العنف المدرسي

تتباين النسب المئوية بالنسبة لحالات الإبلاغ التي تقوم بها الفئات المذكورة بالجدول أثناء تعرضها للعنف المدرسي الجسدي أو اللفظي داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، حيث احتل رد عدم الإبلاغ عن العنف الرتبة الأولى بنسبة %60.00، بينما احتل رد الابلاغ بالعنف الرتبة الثانية بنسبة %40.00، مع تباينات في النسب المئوية بالنسبة لمتغيرات جهات الابلاغ.

تعتبر كل من فئات التلميذات والتلاميذ والأعوان وأولياء الأمور والساكنة المجاورة للمؤسسات التعليمية من الفئات التي تضعف فيها نسبة التبيغ عن حالات تعرضها للعنف داخل فضاءات المؤسسات التعليمية لدى الجهات المسؤولة، عكس فئتي الأطر الإدارية والتربوية التي تبلغ بشكل كبير عند تعرضها للعنف.

تحتل الإدارة التربوية الرتبة الأولى بنسبة %56.50، كجهة مسؤولة يبلغ فيها عن حالات العنف المدرسي الجسدي أو اللفظي داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، وتليها في الرتبة الثانية جهة أولياء الأمور بنسبة %34.00، وفي الرتبة الثالثة مركز الشرطة بنسبة %05.50، في حين تمثل باقي الجهات نسبة %04.00.

الفرع الثاني: دور القيم الأسرية بمنهاج مادة التربية على المواطنة في الوقاية من العنف المدرسي

الفقرة الأولى: تعريف القيم الأسرية

تعرف القيم بكونها المثل والمبادئ التي توجه سلوك الناس وتنظمه ([13])، وتمتاز بعدد من الخصائص منها ارتباطها بواقع الحياة اليومية ارتباطا وثيقا، فهي نتاج تفاعل مستمر بين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه، كما أنها تتميز بطابعها الإيجابي بالنسبة لمجتمع معين، فلكي يكون السلوك مقبولا اجتماعيا ينبغي أن يتوافق معها، وقد حددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين في أربعة محاور كبرى اعتبرها بمثابة مرتكزات أو مرجعيات ثابتة في مجال القيم، وتتمثل في قيم العقيدة الإسلامية، وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية، وقيم المواطنة، وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية([14]).

إن الاهتمام بتحديد القيم الأساسية للمجتمع أمر له أهمية بالغة في وضع المناهج الدراسية، بهدف تحقيق التوازن الذي يستهدفه المجتمع في تكوين أفراده، وبذلك تعتبر التربية محصنا للقيم ومرتكزا أساسيا لاستدماجها وتعزيزها وترسيخها فكرا وممارسة، فالتربية على القيم ضرورة تربوية وحضارية ملحة وشرط لازم للمواطنة والتنمية، وقد جعلت وزارة التربية الوطنية مدخل التربية على القيم اختيارا استراتيجيا لتطوير المنظومة التربوية، وجعل الناشئة تنمو في محيط اجتماعي تسوده المسؤولية والوعي بالحقوق والواجبات في إطار التسامح وتقدير الذات واحترام الآخر وحب العمل والمبادرة الإيجابية([15])، وباعتبار القيم سلوكات ومواقف وممارسات، تتشكل في الوعي والوجدان والمشاعر، فإنه ينبغي تنميتها في فضاءات المجتمع المدرسي ليتسع مجالها إلى الفضاء المجتمعي العام، لهذا يجب عدم إغفال الأسرة لممارسة دورها في ترسيخ القيم.

وتعرف القيم الأسرية بأنها مجموعة الاختيارات التي تقوم على تصورات ومفاهيم صريحة أو ضمنية، تحدد ما هو مرغوب فيه اجتماعيا، ويؤثر على اختيار الطرق والأساليب والوسائل والأهداف الخاصة بالفرد والجماعة، والتي تسعى الأسرة إلى ترسيخها لدى أبنائها وتظهر في سلوكهم وممارساتهم.

الفقرة الثانية: القيم الأسرية بمنهاج مادة التربية على المواطنة ودورها في الوقاية من ظاهرة العنف المدرسي

يتضمن المنهاج مادة التربية على المواطنة مجموعة من القيم الأسرية التي تعمل على التصدي ومواجهة كل السلوكات المشينة بالوسط المدرسي كالعنف المدرسي والوقاية منها، وتثبيت القيم الإيجابية، ويتجلى ذلك من خلال ما تضمنه الكتاب المدرسي للتلميذة والتلميذ من كفايات وقدرات وأهداف تعليمية، ويمكن أن نقدم على ذلك أمثلة.

أولا: منهاج مادة التربية على المواطنة بالسلك الابتدائي

في الدرس الأول المعنون بـ “المساواة بين الرجال والنساء حق دستوري“، وردت دعامة عبارة عن ملصق تحث على المساواة بين الرجل والمرأة في تدبير أشغال البيت، كان الهدف منه تحسيس وتوعية المتعلمات والمتعلمين بأهمية الحق في المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع عامة ([16])، حيث دعت إلى اقتسام أشغال البيت بالتساوي بين الأب والأم أمام أطفالهم، لتربيتهم على مبدأ احترام الجنس الآخر، والامتناع عن الميز العنصري، والابتعاد عن التسلط أما في الدرس الخامس المعنون بـ “تدبير الاختلاف وحل النزاعات سلميا ونبذ العنف“، وردت دعامة عبارة عن نص مستوحى من الواقع ([17])، يهدف من خلاله إلى تعرف المتعلمات والمتعلمين على القواعد التي تساعد على تدبير الاختلاف، وحل النزاعات سلميا، ودراسة وضعية ملموسة في المحيط القريب حول السلوكيات المشينة، ونبذ العنف بشتى أنواعه.

ثانيا: منهاج مادة التربية على المواطنة باسلك الثانوي الإعدادي

  1. منهاج السنة الأولى إعدادي

في الدرس الأول المعنون بـ “الكرامة“، وردت دعامة عبارة عن نص مستوحى من الواقع ([18])، يتحدث عن حالة من الوقع الإنساني ذات الصلة بمفهوم الكرامة “العنف الزوجي”، كان الهدف منها تعرف المتعلمات والمتعلمين إلى بعض مظاهر انتهاك كرامة الإنسان، واتخاذ مواقف منها، واستخلاص دور القانون في حماية الكرامة الإنسانية، بحيث بينت للمتعلمة والمتعلم أهمية اكتساب معرفة قانونية، وعدم استخدام العنف المضاد مهما كان الأمر، والتوجه إلى الجهات المسؤولة عن تدبيره وحله.

  1. منهاج السنة الثانية إعدادي

في الدرس السابع المعنون بـ “الحقوق المدنية والسياسية“، وردت دعامة عبارة عن نص قانوني يعالج المادة 24 من العهد الدولي بشأن الحقوق المدنية والسياسية ([19])، يهدف من خلالها إلى استخلاص المتعلمات والمتعلمين أهم الحقوق السياسية والمدنية من العهد الدولي، الوعي بأهمية ممارستها في ترسيخ قيم المواطنة، بحيث بينت واجبات الأسرة تجاه الطفل من خلال حمايته باعتباره قاصر دون تمييز، وتسجيله فور ولادته، وأن يكون له اسم وجنسية، لضمان حقوقه وحمايته من أي انتهاك يمس كرامته.

  1. منهاج السنة الثالثة إعدادي

في الدرس الأول المعنون بـ “المشاركة حق وواجب“، وردت دعامة عبارة عن نص مقتطف من الميثاق الوطني للتربية والتكوين ([20])، يهدف من خلالها على تدرب المتعلمات والمتعلمين بعمق أكبر على المشاركة في الحياة المدرسية من خلال انتخاب مجلس تدبير المؤسسة، بحيث بين دور الأسرة في ضمان حق تعلم الطفل ومشاركته في الحياة المدرسية، وعدم التعرض لسوء المعاملة. كما وردت بنفس الدرس دعامة عبارة عن نص مقتطف من مدونة الأسرة قانون 03-70 القسم الخامس الباب الأول الفرع الثاني “الأطفال”([21])، تناول واجبات الأسرة تجاه أطفالهم، من خلال اتخاذ كل التدابير الممكنة للنمو الطبيعي للأطفال، بالحفاظ على سلامتهم الجسدية والنفسية، والعناية بصحتهم وقاية وعلاجا، والتوجه الديني، والتربية على السلوك القويم وقيم النبل المؤدية إلى الصدق في القول والعمل، واجتناب العنف المفضي إلى الإضرار الجسدي والمعنوي، والحرص على الوقاية من كل استغلال يضر بمصالح الطفل، والتعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العلمية وللعضوية النافعة في المجتمع، وتهيئ قدر المستطاع الظروف الملائمة لمتابعة الدراسة حسب استعدادهم الفكري والبدني.

وفي الدرس الثاني المعنون بـ: “كيف نعالج مشكلا اجتماعيا انطلاقا من امثلة محلية“، وردت دعامة عبارة عن شبكة معالجة مشكل اجتماعي([22])، يهدف من خلالها إلى تدرب المتعلمات والمتعلمين على توظيف شبكة معالجة لدراسة مشكل اجتماعي من بيئتي المحلية، بحيث اقترح مجموعة من المشاكل الاجتماعية منها العنف ودور الأسرة في المساهمة في حله.

أما في الدرس السادس المعنون بـ “إلى أين ألجأ في حالة خرق حق من حقوقي الدستورية أو حقوق غيري“، وردت دعامة عبارة عن جدول مقتطف من المادة 54 من مدونة الأسرة ([23])، يهدف من خلالها تنمية وعي المتعلمات والمتعلمين بضرورة التمسك بالحق والدفاع عنه ضد الخروقات والانتهاكات المحتملة، بحيث بين واجب الأسر تجاه أبنائهم، من خلال حماية حياتهم وصحتهم منذ الحمل إلى حين بلوغ سن الرشد، والعمل على تثبيت هويتهم والحفاظ عليها، خاصة بالنسبة للاسم والجنسية والتسجيل في الحالة المدنية.

الخاتمة

يتبين من خلال ما سبق، وجود مظاهر العنف المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق بشكل ملفت للنظر، نتيجة مجموعة من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والنفسية، وقد تعددت مظاهره، وكانت له آثار سلبية عدة آنية وأخرى ستكون مستقبلية.

ونظرا لخطورة انتشار السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي خاصة العنف المدرسي، باشرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى وضع مجموعة من الاستراتيجيات لمكافحتها والوقاية منها، كدمج القيم الأسرية بالمناهج الدراسية، ورغم أهمية هذه التدابير، إلا أنه يتخللها بعض الإكراهات التي تحيل دون تحقيق النتائج المتوخاة منها بكل فاعلية ونجاعة، مما يتطلب معالجة لهذه الإكراهات.

وقد توصلت الدراسة المنجزة إلى تأكيد صحة الفرضيات السابقة، والتي تلخصت في وجود مظاهر العنف المدرسي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق بشكل ملحوظ وخطير، كما أكدت على أهمية اعتماد ودمج القيم بالمناهج الدراسية، خاصة القيم الأسرية منها بمنهاج مادة التربية على المواطنة للوقاية من العنف بالوسط المدرسي.

ومن الاقتراحات والتوصيات التي يمكن اقتراحها في دراستنا، ضرورة إجراء دراسات أخرى لمعرفة دور القيم الأسرية بالمتغيرات الأخرى (كالتحصيل الدراسي /الهدر المدرسي/المشكلات النفسية والاجتماعية…)، وتعزيز اعتماد التربية على القيم عامة والقيم الأسرية خاصة مع تطبيقاتها السلوكية بالمناهج الدراسية للوقاية من العنف بالوسط المدرسي، وأن تكون هناك تطبيقات عملية من طرف الأطر التربوية والأسر عند غرس القيم لضمان تأثيرها على المتعلمات والمتعلمين، وأن تكون التطبيقات السلوكية منطقية قابلة للتحقيق، وتوفير أطر تربوية أكفاء لهم تدريب والتكوين في كيفية تنمية القيم للمتعلمات والمتعلمين، وتحسيس الأسر بأهمية تتبع نتائج وسلوكيات أبنائهم بالمؤسسات التعليمية، وتكثيف الأنشطة الموازية.

تحميل المقال في نسخته الكاملة

الإحالات:

  1. جميل صليبة،1982،المعجم الفلسفي“، بيروت، ج 2، ص 11

  2. جميلة الفيلالي،2020،استراتيجية التحصين ضد العنف المدرسي، “مسالك التربية والتكوين“، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع القنيطرة، ع 2، ص155

  3. Rey Alain، et collaborateurs، 1993،Le Robert dictionnaire d’aujourd’hui، éd. Les dictionnaires le Robert، Paris، P107

  4. عصام عبد اللطيف،2001، “سيكولوجية العدوانية وترويضها”، القاهرة، دار الغريب، ص 9.

  5. محمود سعيد إبراهيم الخولي،2006، “العنف في الحياة اليومية”، القاهرة، دار الإسراء للطبع والتوزيع، ص44

  6. خديجة تبداني وآخرون، 2004،” الأسرة والمدرسة، سوء التكيف المدرسي بين الإشكالية والواقع”، وهران، دار قرطبة للنشر والتوزيع، ص 78

  7. علي بن عبد الرحمان، 2004،العنف في المدارس الثانوية من وجهة نظر المعلمين والطلاب”، المملكة العربية السعودية، جامعة نايف للعلوم الأمنية، ص14

  8. سهى الشفيق، 2004، “الضغوط المدرسية عند طلبة المرحلة المتوسطة وعلاقتها بالعنف المدرسي”، بغداد، جامعة بغداد كلية التربية، ص28

  9. خالد الصرايرة، 2009، “أسباب العنف الموجه ضد المعلمين والاداريين في المدارس الثانوية الحكومية”، “المجلة الاردنية في العلوم التربوية“، الأردن، ع 02، ص 140.

  10. فاطمة كامل محمد،2011، “العنف المدرسي عند الاطفال وعلاقته بفقدان أحد الوالدين”، “دارسات تربوية“، ع 14، ص 182.

  11. أحمد الريح يوسف أحمد أبو عاقلة، 2010،”العقاب البدني واللفظي في ميزان الادارة المدرسية”، “دراسات تربوية”، جامعة أفريقيا العالمية، ع 4، ص24.

  12. المقصود بها القاطنين بالمنازل السكنية القريبة من البوابة الرئيسية للمؤسسات التعليمية، والباعة التجولين (بائعي الحلويات/وصانعي المأكولات الخفيفة كأكلة “كران”) وأصحاب الدكاكين الخاصة بالمواد الغذائية خاصة.

  13. جميل صليبا، 1973، “المعجم الفلسفي”، بيروت، دار الكتاب اللبناني، ص125.

  14. التباري النباري، 2016، “كفايات التأهيل المهني للمدرس(ة) بين المرجعيات النظرية والتطبيق”، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، ص15.

  15. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، 2009، “الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي”، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، ط2، ص 21.

  16. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، 2020، “مسار الاجتماعيات للسنة السادسة من التعليم الابتدائي كتاب التلميذ والتلميذة”، الرباط، دون دار النشر، ص146

  17. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، 2020، “النجاح في الاجتماعيات للسنة السادسة من التعليم الابتدائي كتاب التلميذ والتلميذة”، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، ص129.

  18. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، 2019، “في رحاب الاجتماعيات للسنة الأولى للتعليم الثانوي الإعدادي كتاب التلميذ والتلميذة”، الدار البيضاء، الدار العالمية للكتاب، ص153.

  19. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي،2017، “منار الاجتماعيات للسنة الثانية للتعليم الثانوي الإعدادي كتاب التلميذ والتلميذة”، الدار البيضاء، الدار العالمية للكتاب، ص163.

  20. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، 2019، “منار الاجتماعيات للسنة الثالثة للتعليم الثانوي الإعدادي كتاب التلميذ والتلميذة”، الدار البيضاء، الدار العالمية للكتاب، ص148

  21. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي،2019، “التجديد في الاجتماعيات للسنة الثالثة للتعليم الثانوي الإعدادي كتاب التلميذ والتلميذة”، دار التجديد للنشر والتوزيع، الرباط، ص164

  22. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، “منار الاجتماعيات للسنة الثالثة للتعليم الثانوي الإعدادي كتاب التلميذ والتلميذة”، مرجع سابق، ص156

  23. وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، “منار الاجتماعيات للسنة الثالثة للتعليم الثانوي الإعدادي كتاب التلميذ والتلميذة”، مرجع سابق، ص156.

Scroll to Top