العنصرة بمنطقة الريف: مقاربة تأصيلية

باحث في الدراسات الثقافية
الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة - المغرب.

ملخص

هذه الدراسة هي محاولة تأصيلية لاحتفال كوني هو العنصرة، هذا الاحتفال الذي لا يُعرف أصله بالتدقيق ولا سبب الاحتفال به، فهو احتفال فلاحي قديم ومتجذر بشمال إفريقيا وغيرها من مناطق العالم. لقد حاولنا الانطلاق من مجموعة من الفرضيات ترتبط بالاحتفال، بدءا من أصل التسمية، فأصل الاحتفال وسبب اتخاذه عيدا. ثم الكشف عن طقوس الاحتفال به ببلدان المغارب ورصد تقاليدها، لنختم في الأخير بأشكال الاحتفال بهذا اليوم بمنطقة الريف بالمغرب بين الماضي والحاضر، محاولين الكشف عن العادات والطقوس التي تشترك بها هذه المنطقة مع المناطق الأخرى، وكذا العادات التي تفردها عن غيرها. ولن يتأتى ذلك إلا في إطار منهجي، يتكئ على الخصوص على المنهج الأنثربولوجي والمنهج التاريخي اللذين بإمكانهما إسعافنا على تقديم إجابات عن هذه الفرضيات.

Abstract

This study embarks on a journey to uncover the origins and diverse traditions associated with Pentecost, a widely celebrated holiday with an enigmatic history and purpose. Deeply rooted in ancient agricultural practices, Pentecost has been observed across North Africa and other regions of the world. This study aims to unravel the mysteries surrounding this celebration by exploring a range of hypotheses, including the etymology of its name, the origins of the observance, and the reasons for its designation as a holiday. It then delves into the unique rituals and traditions associated with Pentecost in North African countries, culminating in a comparative analysis of past and present celebrations in rural Morocco. Through this examination, we uncover shared customs and practices across regions, as well as distinctive traditions that set Morocco apart. This exploration is guided by a methodological framework that draws heavily on anthropological and historical methodologies, providing a comprehensive understanding of the multifaceted dimensions of Pentecost.

  1. التسمية

تتعدد أسماء العنصرة، وتختلف المناسبات التي يخلدها الاحتفال بهذا اليوم، والذي يتم بطقوس تكاد تكون كونية (universal)، ترتبط بالتصورات العريقة للإنسان بشأن سير الأشياء الطبيعية[1]، وبالنسبة للمغاربة فهو عيد فلاحي عريق وبهيج، يوافق الانقلاب الصيفي[2]. بل إنه العيد الأكثر بهجة خلال السنة، وطقوسه هي الطقوس الأكثر انتشارا ببلدان المغارب عامتها[3].

أما أصل التسمية فهو أمر مختلف بشأنه، بحيث يرى إدمون دوتي أن الاشتقاق اللغوي لكلمة «عنصرة» مجهول، أو على الأقل لا تقدم تلك الاشتقاقات التي نعزوها إليها أية تفسيرات للطقس. ومهما يكن التفسير الذي يقدم لهذا العيد، فهذا الأخير يبقى سابق عليه، على اعتبار أن الاحتفال بالعنصرة قديم جدا[4]؛ وآخر يرى أن «العنصرة» كلمة عبرانية، وتعني في العهد القديم «محفل» أو اجتماع الشعب للاحتفال بالأعياد الدينية، وأنها كانت تعني في عهد النبي يوسف «عيد الخمسين»
(la pentecôte)، وحمل هذا المصطلح الدلالة نفسه في التلمود. كما أن الصغية العربية «العنصرة» احتفظت كذلك بالمعنى ذاته لدى الأقباط، أي عيد الخمسين أو عيد الحصاد، لكن دلالتها الأصلية الأولى أضحت تحيل على معان عدة وأعياد
أخرى، ففي الأندلس كانت تطلق على عيد القديس يحيى/يوحنا المعمدان
(Saint Jean)الذي احتفل به المغاربة (الموريسكيون)، كما احتفل به المسيحيون[5].

وعلى خلاف دوتي، ذهب الكثيرون إلى أن اللفظة عبرانية، وأن عيد العنصرة يطلق عليه بالعبرية عشرتا[6] أو عصرتا، وهو مشتق من الاجتماع والاحتشاد[7]، أو «حاج شبوعوت». ومدة هذا العيد يومان: السادس والسابع من شهر سيفان [آخر مايو وأول يونيو]، وهو بهذا عيد الحصاد الذي كان الفلاحون اليهود يأخذون فيه أولى ثمار الحصاد إلى الهيكل[8].

والعنصرة هو العيد الخامس من الأعياد التي يزعم اليهود أن التوراة نطقت بها، ويسمى عيد الأسابيع أو عيد الخطاب. وهو حج من حجوجهم الثلاثة: الأسابيع والفطير والمظال (المظلة)[9]. وقد وردت العيد لدى اليهود بأسماء عدة، منها: عيد البواكير أو يوم الباكورة[10]، وعيد الأسابيع[11]، وعيد أو يوم الخمسين[12]، وعيد الحصاد[13]، وعيد الموقف، وهو حج الأسابيع، وهي «الأسابيع التي فُرضت على بني إسرائيل فيها الفرائض. ويقال لهذا العيد في زمننا العنصرة وعيد الخطاب»[14].

والعنصرة هو الاسم العامي للمهرجان بالأندلس، وهو العيد الموسمي الثاني عندهم بعد النيروز[15]، وكان يوما مشهورا بهذه البلاد وموسما للنصارى[16]، ما دفع البعض إلى اعتبارها عيدا من أصل نصراني يدوم ثلاثة أيام[17]، وأنها لا ترتبط لدى المغاربيين بأي ذكرى دينية، بحيث لا ترتبط لا بالمؤسسة الدينية الإسلامية، ولا بالأصل العربي، إنما تسربت إليها من النصارى واليهود، وهي تشبه احتفالات القديس يوحنا، لكن الراجح أنها تتفرع من عيد الخمسين العبري. ومع ذلك تحتفل بها الأسر المغربية[18].

أما معنى كلمة «العنصرة» في اللغة العربية فلا يخرج معناها عن العيد أو المناسبة التي تحيل عليها، وقد نقل دوشينيي جواب أحد المغاربة عن معناها قائلا: أن لفظة العنصرة تعني ­بإيجاز­ في اللغة العربية الحواري (compagnon) أو الحامي (défenseur)، وقد بدا وكأنه يعني القديس يوحنا المبشر وحواري عيسى[19]، لكننا لا نجد ما يؤكد هذا في قواميس اللغة العربية، ولا لدى الناس في بلدان المغارب، وإن كانوا يوظفون اللفظة نفسها مع اختلافات طفيفة على مستوى النطق. ففي الجزائر يوظف أهل وهران صيغة «العَنْصْرة»، بينما أمازيغ بني سنوس ينطقونها «عَنْصَرة»، في حين تنطق «عَنْصَلَة» في مناطق قسطنطينة[20]. أما في تونس فتنطق «العُنْصُرة»[21]. كما أن أهل تلمسان ونواحيها اشتقوا منها فعل (عَنْصَرَ) للدلالة على فعل التبخير (fumigations)[22]. والجدير بالذكر في هذا السياق أن النار التي توقد في هذا اليوم تسمى «العنصرة»، ولذا نجد في أمثال أهل الأندلس «الكبش المصوف ما تكفز العنصرة»[23].

  1. أصل الاحتفال بالعنصرة.

يصعب تأصيل الاحتفال بالعنصرة، وذلك نظرا لتعدد المناسبات والوقائع التي تحيل عليها، وتلك التي توافقت في هذا اليوم، سواء لدى اليهود أو النصارى أو الفرس، فهو يحيل على احتفالات يهودية، وأخرى نصرانية، وثالثة فارسية، وقد يكون من التقاليد القديمة في شمال إفريقيا، ومن المواسم الوثنية الأصل، والتي كانت تقام ­على الأرجح­ على شرف إله البحر «نيبتون» (NEPTUNE)[24]. ومن المعلوم أن سكان شمال إفريقيا عبدوا هذا الإله في العهد الروماني، ليس في المناطق الساحلية فحسب، حيث كان إلها للبحر، بل وفي المناطق الداخلية كذلك، لاسيما حيث توجد المنابع، إذ يعدونه سيدا لها. وتجدر الإشارة إلى أن عبادة نبتون باعتباره إلها للمنابع لم تكن معروفة في الأقاليم اللاتينية الأخرى بالغرب[25].

إن هذه المناسبة ترتبط بأحداث جليلة من قبيل ميلاد النبي يحيى بن زكرياء (عليهما السلام)؛ وحبس الله تعالى الشمس عن يوشع بن نون (عليه السلام)، حين بعثه موسى (عليه السلام) إلى أريحا لقتال الجبابرة، فقتلهم وبقيت منهم بقية، فخشى أن يحول الليل بينه وبينهم، فسأل الله تعالى أن يحبس عليهم الشمس حتى يفرغ، فحبسها بدعائه[26]؛ وهو أيضا اليوم الذي خاطب فيه الله بني إسرائيل من طور سينا[27]، فيحتفل به اليهود باعتباره عيد تذكار نزول الشريعة[28]؛ وهو اليوم نفسه المقدر لنزول التوراة[29]. لذلك يسميه اليهود حج الأسابيع، أي الأسابيع التي فرضت على بني اسرائيل فيها الفرائض[30]، لأن من عيد “الفصح” إليه سبعة سوابيع بالنص والقياس؛ كما يسمونه عيد الحصاد وفيه إتمام حصاد الشعير؛ وعيد الباكورة بمعنى بكورة حصاد الحنطة، ويكون صوم الباكورة ثاني هذا العيد، ويسمونه أيضا عيد الخمسين لأنه يأتي بعد عيد الفطير بخمسين يوما، ففي هذا اليوم أنزلت الآيات العشر[31]، أو الوصايا العشر المنسوبة إلى النبي موسى[32]، وهو عندهم «عيد زواج الله بالشعب، ولذلك فهم يزينون المعابد بالزهور والنباتات، ويقيمون حفل زفاف للتوراة تماما كأنها عروس»[33]. واليهود يحتفلون بهذا اليوم في اليوم السادس من شهر سيون[34]، أو سيوان[35]. لكن المقريزي ذكر أن العيد يكون في السادس من شهر آيار من الشهور اليهودية[36].

أما لدى النصارى فتمثل العنصرة عيد تذكار حلول الروح القدس على التلاميذ، ويقع بعد عيد الفصح بخمسين يوما، ولهذا يسمى بعيد الخمسين، ويسمى أيضا بـــ »البنديكستي»  باليونانية، ومعناه الخمسون[37]. وهو لدى النصارى اليوم الذي كلم فيه الروح القدس الناس أجمعين بصوت كأنه هبوب ريح عاصفة، وظهرت لهم منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وشرعوا يتكلمون بألسنة لغات أخرى مثلما أعطاهم الروح أن ينطقوا[38].

وذكر المقريزي العيد ضمن أعياد القبط النصارى بديار مصر باسم «عيد الخميس، وهو العنصرة، ويعملونه بعد خمسين يوما من يوم القيام، وزعموا أن بعد عشرة أيام من الصعود، وخمسين يوما من قيامة المسيح، اجتمع التلاميذ في علية صهيون، فتجلى لهم روح القدس في شبه ألسنة من نار، فامتلأوا من روح القدس، وتكلموا بجميع الألسن، وظهرت على أيديهم آيات كثيرة، فعاداهم اليهود، فحبسوهم فنجاهم الله منهم، وخرجوا من السجن فساروا في الأرض متفرقين يدعون الناس إلى دين المسيح»[39].

فالعنصرة إذن، تمثل لدى النصارى عيد حلول الروح القدس على تلاميذ يسوع المسيح، الذي رفع إلى السماء، لذلك يأتي العيد بعد خميس الصعود بعشرة أيام، ففي هذا اليوم تحققت وعود يسوع المسيح وتنبؤات العهد القديم[40].

أما أهل الأندلس فقد كانوا يحتفلون بالمهرجان المسمى عندهم بالعنصرة في الرابع والعشرين من شهر يونيو الشمسي من الشهر الرومي[41]، على خلاف المشارقة الذين يحتفلون بالمهرجان في شهر شنتبر[42]، وهو في الأصل «اسم عيد عند الفرس ابتداء موسم الخريف، يقع في شهر مهر، وهو الشهر السابع عندهم، وهي مكونة من كلمة مهر بمعنى محبة وجان أي روح، والمعنى محبة الروح أو الاحتفال»[43].

أما في البلدان المغاربية، فإنهم يحتفلون بالعنصرة أو عيد الفلاحين يوم 24 يونيو من السنة الفلاحية حسب التقويم اليوليوسي، الموافق ل 6 أو 7 يوليوز من التقويم الغريغوري[44]، إذ تعتبر العنصرة لديهم من ضمن الأعياد الشمسية الفلاحية التي لا تعتمد التقويم القمري الإسلامي، إنما التقويم اليوليوسي، فسكان شمال إفريقيا ظلوا أوفياء للتقويم الشمسي، كما حافظوا على أسماء الشهور بالرومانية أو اللاتينية[45]. وفي السياق نفسه نذكر أن القنصل الفرنسي لويس دوشنيي عاين احتفالات العنصرة بمدينة سلا يوم 5 يوليوز، وسجل بأنها احتفالات شبيهة بتلك التي تدعى عندهم بالقديس يوحنا/يحيى[46]، التي ما تزال قائمة بإسبانيا إلى اليوم[47].

والجدير بالذكر أن المغاربة كانوا يحتفلون بمناسبة فلاحية يتم خلالها جمع الإنتاج الزراعي من حبوب وثمار، ويستغلون المناسبة لخلق البهجة ولأكل بواكير إنتاج[48]، ربما دون أن يعووا بأنهم يحيون مناسبة كونية يحتفل بها اليهود والنصارى والفرس.

  1. عادات الاحتفال بالعنصرة.

يصنف إدموند دوتي العنصرة ضمن طقوس النار المنتشرة ببلدان المغارب[49]، في حين يسميها عباس الجراري عيد الماء[50]، ومرد ذلك إلى أن أغلب طقوس «العنصرة» تتمحور حول عنصري النار والماء، ليس في شمال إفريقيا فحسب، بل في مناطق مختلفة من العالم؛ ففي «بـفاريا» (Bavière) و«ساكس» (saxe) و«بوهيميا» (bohème) يقوم الناس بإغراق مجسم شخص مصنوع من القش ومغطى بالأغصان أو الزهور، أو يقطعون رأسه أو يظهرونه ميتا بشكل من الأشكال في عيد العنصرة[51]. ومن العادات المأثورة أيضا بالأندلس في يوم العنصرة، الألعاب المرتبطة بالماء، كلعب الأسطول الذي وصفته الكثير من أشعارهم[52]. إلا أن العنصرة اشتهرت عندهم بشعلة النار التي كانوا يقيمونها ويقفزون فوقها[53]، كما كان اليهود يعظمون هذا اليوم ويأكلون فيه القطائف[54].

كان أهل البادية بالمغرب يقضون يوم العنصرة في الحقول والبساتين المحيطة ببلداتهم، وكانوا يعمدون إلى ذبح ثور أو ثورين محاكاة لموت الأرض، ليوزعوهما على الأسر في البلدة، كل منها تأخذ حصتها[55]. ويشارك أهل البلدة جميعهم في هذا الطقس المسمى «الوزيعة»، وجميعهم يتوصل بحظه من لحم الذبيحة التي يُقيَّم ثمنها حسب الأعراف المعمول بها[56].

وكانت الأسر المغربية تعلن عن هذه المناسبة من خلال أشكال الرش المختلفة، والتي يكون مسموحا بها من الفجر حتى منتصف اليوم. وهو أمر لم يكن مقتصرا على العامة فحسب، بل يطال حتى النخبة وأصحاب السلطة فحاكم فاس «البالي» نفسه لم يكن يفوت الفرصة للنزول رفقة موظفيه إلى الشوارع بعد أن يكونوا قد أخذوا حمامهم السنوي. وكان الأطفال يحصلون بهذه المناسبة على مِحْقنات حديدية بيضاء لرش الماء على المارة الغافلين[57]. وقد عاين جورج سالمون أطفالا في مدينة الرباط يقتنون هذه المحقنات/المضخات الصغيرة المصنوعة من القصدير من سمكرية يهود ليرشوا بها أزقة المدينة والنافورات بالماء، كما كان يرش بعضهم بعضا[58]. والنساء بدورهن تشاركن الأطفال عملية رش الناس في الأزقة أو من فوق سطوح المنازل، وكان الجميع يتقبل ذلك؛ بل إن الرش لم يسلم منه حتى الباشا نفسه، والموظفون السامون للمخرن[59]. ولم يكن المغاربة يكتفون في هذا اليوم بالحرص على الاغتسال أو تبادل الرش فيما بينهم فحسب، وإنما كانوا يحرصون على تعويم بهائمهم، إذ كان من طقوس الاحتفال لدى أهل تطوان «الإنزال الذي ألف أبناء المنطقة القيام به نحو الشاطئ أو مجرى واد مرتيل لممارسة طقوس تتمثل في ضرورة العوم وغسل بعض الأطراف وتعويم البهائم»[60].

وقد سجل مؤرخ برتغالي من القرن السابع عشر أن أكثر من عشرة آلاف أسرة أمازيغية تقطن قبيلة «بني حسن» (benihassan) بالقرب من مدينة تطوان، كانوا يحتفلون بيوم القديس يوحنا المعمدان [العنصرة] بالرقص والطرب الذي تتشارك فيه النساء والرجال في الأزقة، وأعداد كثيرة منهم تحرص على النزول إلى البحر[61]، كما سجل مارسي أنه إلى عهد قريب كان أهل «راس بدوزة» بنواحي آسفي يعمدون إلى سَوْق الأفراس التي لا تنجب إلى شاطئ حيث يربطونها لقضاء الليل، ويعتقدون أن خلالها سينبثق فحول خيل خارقة، مكسوة بزغب طويل، من أمواج البحر، وتأتي لتخصب الأفراس، وتشفي عقمها إلى الأبد[62]. ولم يحدد مارسي هذه الليلة، لكننا نرجح أن تكون ليلة العنصرة، ذلك أن هذه الليلة ترتبط لدى المغاربيين بمجموعة من الممارسات السحرية التي تروم التخصيب، من قبيل تأبير الأشجار وتخصيب النباتات[63]. كما أن الفتيات الراغبات في الزواج يحرصن على الاغتسال بمياه وقع تسخينها على نار هذه المناسبة[64]. بالإضافة إلى هذا كله حافظ الأمازيغ بشمال إفريقيا على عادة قديمة ترتبط بهذه المناسبة، وهي عادة إشعال نيران الاحتفال شبيهة بتلك النار التي يسميها الفلاحون الفرنسيون نار القديس يوحنا، وشبيهة كذلك بتلك التي يشعلها الأروبيون في فترة الانقلاب الصيفي[65]. وقد سجل الحسن الوزان أنه في يوم القديس يوحنا توقد نيران كثيرة من التبن في جميع أحياء فاس[66]. إذ كان الفلاحون يشعلون نيران الابتهاج والفرح في بساتينهم. كما كانوا في ليلة العنصرة يحرقون كميات كبيرة من البخور حول الأشجار المثمرة طلبا لبركة الإله[67].

وفي هذا اليوم يخرج الصبيان والنساء إلى المنحدرات، وإلى أسفل الأجراف قصد جمع نبات الكلخ (ferula) ومريوة marube))[68]، التي تصدر عند حرقها الكثير من الدخان، وذلك لغرض التبخير[69]، ويتم إحراق هذه النباتات، ثم يسكبون الماء والتراب على الحريق ليغمروا المنزل بالدخان، آملين في طرد كل العفاريت التي تحوم حول الناس[70]. ولإيقاد هذه النيران، سواء في الأزقة أو في ملتقيات الطرق وفي الحقول أو البيادر، يحرصون على اختيار الخش أو الأغصان التي تصدر الكثير من الدخان، وعلى أن تكون الأدخنة معطرة، ويشمل هذا الطقس الجزء الأكبر من شمال إفريقيا[71].

إن العنصرة من الأيام التي يُفرد لها سكان شمال إفريقيا طقوسا خاصة، إذ هي من العادات الموغلة في القدم التي تتمحور حول الماء والنار، والتي يقيمون لها احتفالات بهيجة. ومن العادات المأثورة في هذا اليوم «خروج الرجال جميعا وأشتاتا مع النساء مختلطين للتفرج»[72]، فبعد عشاء دسم يخرجون لإشعال النيران أمام أعتاب الدور، فيرتفع لهيبها ويتلاحق الرجال في قفزها، وإذا انخفض الأوار قام الأطفال وقامت النساء بقفزها وبأيديهن صبيانهم الصغار[73]. ومن هذه العادات أيضا، ما عاينه دوشونيي بفاس، حيث كان الشباب يقومون بصنع بيت من قصب وخش، ثم يجعلونه يطفو فوق النهر فيشعلون فيه النيران، وهم يسبحون حولها بمرح[74]، وهذه العادة المثيرة نفسها سجلها سلامون بسلا التي كان يعمد سكانها في يوم العنصرة إلى نصب كومة ضخمة من الخش، فيتسلقها رجل شجاع لإشعال النار بقمتها[75].

لقد ظلت العنصرة أو عيد الانقلاب الصيفي من المناسبات التي يُحتفى بها بالبلدان المغاربية، ومن الاحتفالات الفلاحية والعائلية المرتبطة بالأرض ومنتوجاتها. فالمغاربة يعدون بالمناسبة عشاء من وجبة الكسكس بالخضر[76]، ويعدونه من القمح الجديد والقرع والحليب، ويمكن أن يعدوا بالمناسبة أيضا وجبة العشاء من قديد الأضحية[77]. كما يستهلكون في المناسبة كذلك أكواز الذرة[78]، والحلزون الذي يطلقون عليه «الغلالة» أو «الببوش»[79].

لقد كان الناس يبتهجون في هذا اليوم، ويلبسون فيه الجديد[80]. ومن أشكال هذا الابتهاج إجراء الخيل والمبارة، وحرص النساء على الاغتسال بالماء ووشي البيوت، وكذا إخراج ثيابهن إلى الندى ليلا، وترك العمل في هذا اليوم[81]. وكان خلفاء الأندلس يستدعون الخطباء والشعراء لحضور خيل الحلبة في المهرجان، والذين ينظمون أشعارا تنشد في حضرتهم[82].

وبالإضافة إلى هذه العادات التي تكاد تكون مشتركة بين بلدان المغارب عامتها، نجد أن الناس في هذه البلدان يقدمون على مجموعة من الأعمال الأخرى، كما يحجمون على أعمال معينة؛ فمن الأعمال التي يقدمون عليها الحرص على إفراغ خلايا النحل وافتتاح أكل العسل[83]، وحرص النساء العجائز على ثقب أذني الفتيات لوضع الأقراط[84]. بينما من الأعمال التي يجب الإحجام عنها، هي ترك الغرس في يوم العنصرة، لأنه يوم عسير[85]، ويعتقد الناس أن المرأة خلال ليلة العنصرة لا يمكن أن تحمل بطفل، ولا أن تضطجع مع زوجها، وإن حدث بالصدفة أن ولدت امرأة خلال هاته الليلة، فإن كان المولود أنثى صارت عاقرا، وإن كان ذكرا صار ذميما وشريرا ووهنا[86].

ويسمى العُنْصُرة بتونس عيد الفلاحين، ويحتفل به يوم 24 يونيو حسب التقويم اليوليوسي الموافق ل 6 [أو7] يوليوز من السنة الميلادية، وتقام فيه الطقوس نفسها تقريبا المرتبطة بالماء والنار. فيحرص التونسيون على القفز فوق النار، على أن يشمل الدخان المنازلَ والحقول والماشية، كما يرشون بعضهم بعضا، وينظمون ولائم خاصة بالمناسبة. ويعدونه عيدا لإعلان نهاية الحصاد والاحتفال بالموسم الزراعي وجني الثمار، وكذا مناسبة لتأبير الأشجار.

ويقبل التونسيون ­على غرار باقي شعوب شمال إفريقيا­ على مجموعة من الممارسات السحرية، من قبيل إشعال النار في مجموعة من الأشجار والأعشاب، ثم نقل جزء من هذه النار لتبخير البيوت والحقول والماشية قصد تطهيرها وطلبا للبركة، كما كانوا يمسكون بحشرتين أو ثلاث ويدسونها في حبة عنب خضراء، فيعلقونها في سقف المنزل اعتقادا منهم أن الحبة حين تجف تجعل الحشرات تنصرف عن هذا البيت. كما كانوا يحجمون عن زراعة الأشجار في هذا اليوم، ويحرصون في المقابل على وضع رأس حصان أو بغل أو حمار وسط بساتينهم طلبا للإثمار وزيادة الغلة، ثم يختمون اليوم في الحمام حيث يحرصون على الاغتسال في هذا اليوم[87].

  1. العنصرة بالريف[88].

يطلق على المناسبة في الريف «ثْعِنْصاثْ» أو«ثْعِنْصارْثْ»، أو «لْعَنْصارْثْ» [89] أو «ارعينصرث»[90]، أو«شَرَّحْ مَجَّحْ»[91]، وهي عند الريفيين مناسبة فلاحية أيضا، وعيد للفلاحين يحتفلون فيه بما جادت به الأرض من خيرات. ويصادف يوم الرابع والعشرين يونيو من التقويم الفلاحي، الموافق لليوم السابع من الشهر السابع (يوليوز) من التقويم الغريغوري الميلادي.

تُستهل طقوس الاحتفال باكرا، وبالضبط مع خيوط الفجر الأولى، حيث تحرص ربة البيت على إيقاظ الجميع أبكر من الأيام العادية، وذلك حرصا على الاستيقاظ قبل حدوث ما يسمونه «أَمَتّي نْ تْمورْثْ» أي موت الأرض[92]، بسبب الاعتقاد أنه إن وقعت هذه الظاهرة والشخص مازال نائما، فإنه سيصير كسولا خاملا خلال تلك السنة[93]. وبعد الاستيقاظ يشرع الجميع في طقوس الاحتفال بإيقاد النيران في كومة الأغصان غير اليابسة الموضوعة أمام عتبات المنازل، والتي تم جمعها خلال الأيام السابقة، ويحرصون على أن تكون هذه الأغصان غير يابسة، ومنتزعة من أشجار بعينها، مثل: «فاضيس»/ الضرو، و«الشيح»، و«أزير»/الخزامى…، والتي تصدر عند احتراقها دخانا كثيفا ورائحة عطرة.

فمنذ الصباح الباكر يشرع الناس صغيرا وكبيرا بالقفز فوق كومة النار تباعا، فكل من يستطيع ذلك يقوم به، حتى أن الأمهات يحملن أولادهن الرضع غير القادرين ويقفزن بهم، أما غير القادرين من العجزة والشيوخ والعجائز فيكتفون باستنشاق الدخان.

وبعد طقس النار، يذهب أفراد الأسرة إلى حقولهم القريبة قصد تأبير أشجارهم، ووضع التراب على جذوعها. ويعد هذا اليوم آخر يوم للتأبير بحيث لا تتم هذه العملية بعده، كما أن وضع التراب على جذوع الأشجار لا يتم إلا في هذه المناسبة. ولا يكتفي بعض الناس في الريف بوضع التراب فحسب، بل يعمدون إلى خلطه بالماء قبل وضعه على الجذوع، وآخرون يصبغونها ب«الجير»، وذلك لمساعدة الأشجار على الاحتفاظ بثمارها.

ويحرص الجميع في هذا اليوم على الاغتسال، سواء الذي قفزوا حول النار، أو أولئك الذي اكتفوا بالتعرض للأدخنة. والغاية من هذا الاغتسال هو التخلص من الجبن، والذي يسميه الريفيون ب«ثِيكَّسْثْ نْ ثوذايْثْ»، أي التخلص من الخوف. وهي عملية تتم إما بالاغتسال بالمنزل، أو الغطس في البحر بالنسبة للمناطق الساحلية، كما في قبيلتي تمسمان و«ابقوين» الساحليتين. ومِنهم مَن يأخذ دوابه إلى البحر بغرض تعويمها. ففي المداشر القريبة من البحر يُعوِّم الأهالي دوابهم ومواشيهم، وتتذكر إحدى الراويات -ممن أجرينا معهن مقابلات- كيف كان إخوانها وأعمامها يركبون دوابهم ويتجهون إلى شاطئ البحر الذي يبعد عنهم بحوالي سبع أو ثمان كيلومترات، بينما أطفالهم وشبابهم يقطعون هذه المسافة ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام.

ويخص الريفيون المناسبة بوجبة خاصة يسميها أهل «تمسمان» «ءيزاياﭘَنْ»، وأهل بقيوة «إمْشيخَنْ»[94]. وهذه الوجبة المميزة يتم تحضيرها بالحبوب، لاسيما: الفاصولياء والعدس والجلبان والفول وسبع حبات من الشعير بعد تقشيرها والقمح والحمص، اللذين يُعَدان الأكثر حضورا في إعداد الوجبة. وتجتمع الأسرة أو العائلة على هذه الوجبة بعد صلاة الظهر، ويبقون منها الكثير تحسبا للزوار، لأنه الطبق المفضل عند الضيوف في هذا اليوم.

وهذه الطقوس في مجملها طقوس وقائية تعمل على حماية الفلاح، والأرض وما تنتجه، والحيوانات وما تجود به. فالدخان في اعتقادهم ­مثلا­ يطرد الأرواح الشريرة، ويحمي الجسم من الأمراض، لاسيما أمراض العين، كما أن التأبير وطلي الجذوع يساعد على الإثمار ويحافظ عليه، في حين أن الاغتسال يطهر البدن والروح، ويخلص الشخص من الجبن والخوف، ويجعله شجاعا؛ أما الاستيقاظ باكرا فيجعل الشخص نشيطا وقويا خلال السنة.

وإلى جانب هذه الطقوس التي تكاد تكون عامة ومشتركة بين مناطق الريف كله تحضر بعض العادات والطقوس التي تنفرد بها بعض مناطقه عن الأخرى، كما هو شأن قبيلة «إبقوين» التي يغتنم شبابها هذا اليوم لخطبة الزوجة المستقبلية، كما أن أهل هذه القبيلة يعمدون إلى إهداء كؤوس فارغة أو بيض لكل أسرة مات طفلها الأول، وهو صغير[95].

تحميل المقال في نسخته الكاملة

الإحالات:

  1. Edmond Doutté, Magie et religion dans l’Afrique du nord, édition et typographie Adolphe Jourdan, Alger, Algérie, 1909, pp. 566. ↑
  2. Voir : – Joly (a), un calendrier agricole marocain, arch. Marocaines, vol.3, 1905, p.301.
  3. ­ Charles Tissot, exploration scientifique de la Tunisie : Géographiques comparée de la province romaine d’Afrique, t.1, ministère de l’instruction publique, imprimerie nationale, paris, France, 1884, p.315. ↑
  4. Lévi-Provençal (E), pratique agricoles et fêtes saisonnières des tribus Djabalah de la vallée moyenne de l’Ouargla, Arch. Berb, vol.3, fasc.1, 1918., p.85. ↑
  5. انظر:
  6. Edmond Doutté, Magie et religion dans l’Afrique du nord, op.cit, p. 565­566. ↑
  7. Dozy (R), Supplément aux dictionnaires arabes, Tome. 2, éd.2, paris, 1927, p.181. ↑
  8. القلقشندي. صبح الأعشى، ج.2، المطبعة الأميرية، القاهرة، مصر، 1913، ص.427. ↑
  9. البيروني، أبو الريحان محمد ابن أحمد. القانون المسعودي، ج.1، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط.1، حيدر آباد الدكن، الهند، 1954، ص. 204. ↑
  10. غازي كامل السعدي، الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، ط. 1، دار الجليل، عمان، 1994، ص.19. ↑
  11. القلقشندي، صبح الأعشى، ج.2، م.س، ص.427. ↑
  12. العهد القديم، سفر العدد، الأصحاح 28. ↑
  13. العهد القديم سفر اللاويين، الأصحاح 23. ↑
  14. العهد الجديد، سفر أعمال الرسل، الإصحاح 2. ↑
  15. العهد القديم، سفر الخروج، الأصحاح .23 ↑
  16. ا تقي الدين المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية)، ج.2، دار صادر، بيروت، لبنان، د.ت، ص. 474. ↑
  17. أبو يحيى عبيد الله بن أحمد الزجالي القرطبي، أمثال العوام، تحقيق محمد بنشريفة، ق، 1، منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم الأصلي، مطبعة محمد الخامس، فاس، المغرب، 1975، ص.240. ↑
  18. أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، وفيات الأعيان وأبناء الزمان، ج.7، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، لبنان، 1978، ص.227. ↑
  19. Lévi-Provençal (E), pratique agricoles et fêtes saisonnières des tribus Djabalah de la vallée moyenne de Ouargla, op. cit, p.103. ↑
  20. Eugene Aubin, le Maroc d’aujourd’hui, librairie Armand colin, Paris, France,1904, p.440. ↑
  21. Louis de Chenier, Recherches historiques sur les Maures et histoire de l’empire de Maroc, t.3, Paris, France, 1787, pp.224­225. ↑
  22. William Marçais, Textes arabes de Tanger, t.4, imprimerie national, Paris, France, 1911, p.392. ↑
  23. محجوب السميراني، الأعياد الشعبية التونسية، م.س، ص.61. ↑
  24. Destaing, Edmond, Fêtes et coutumes saisonnières chez les Beni Snous (La ” ‘Ans’âra “), Revue africaine, N° 263, 1906, p.364. ↑
  25. أبو يحيى عبيد الله بن أحمد الزجالي القرطبي، أمثال العوام، تحقيق محمد بنشريفة، ق،1، منشورات وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم الأصلي، مطبعة محمد الخامس، فاس، المغرب، 1975، ج.2، المثل رقم 373، ص.85.
  26. ومعنى المثل «الكبش ذو الصوف الكثيف لا يقفز نار العنصرة» ↑
  27. مصطفى غطيس، المغاربة والبحر خلال العصور القديمة، ضمن «المغرب والأندلس: دراسات وترجمات»، منشورات كلية الآداب، جامعة عبد الملك السعدي، مطبعة الخليج العربي، ط.1، تطوان، المغرب، 2010، ص.19. ↑
  28. Gsell (s), histoire ancienne de l’Afrique du nord: les Royaumes indigènes, Vie matérielle, intellectuelle et morale, t.6, librairie hachette, paris, France, 1927, p.153. ↑
  29. أنظر:
  30. ابن خلكان، أحمد بن محمد بن أبي بكر. وفيات الأعيان وأبناء الزمان، ج.7، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، لبنان، 1978، ص.227­228.
  31. أبي الحسن عريب بن سعيد، التقويم في قرطبة، نشر رينهارت دوزي ، ص.65.
  32. أبو عبد الله محمد اللخمي، السبتي (أبو القاسم العزفي)، الدر المنظم في مولد النبي المعظم، مخطوط، نسخة اسطنبول، ص.3. (المخطوط غير مرقم، وقد وضعت له أرقاما على الصفحات بدءا من الصفحة الأولى).
  33. أمدني بالمخطوط مشكورا الباحث الدكتور يونس بقيان. ↑
  34. القلقشندي، صبع الأعشى، ج.2، م.س، ص.427. ↑
  35. لويس معلوف، المنجد في اللغة العربية المعاصرة، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، لبنان، ص.533. ↑
  36. أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي، الآثار الباقية عن القرون الخالية، طبعة ليبزيك، 1878، ص.333. ↑
  37. المقريزي، الخطط المقريزية، ج.2، م.س، ص.474. ↑
  38. أبو الريحان محمد ابن أحمد البيروني، كتاب القانون المسعودى، ج.1، م.س، ص.204. ↑
  39. قاسم عبده قاسم، اليهود في مصر منذ الفتح العربي حتى الغزو العثماني، ط.1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، 1980، ص.62. ↑
  40. غازي كامل السعدي، الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود، ط. 1، دار الجليل، عمان، 1994، ص.19. ↑
  41. البيروني، الآثار الباقية عن القرون الخالية، م.س، ص.333. ↑
  42. فاطمة بوعمامة، اليهود في المغرب الإسلامي (خلال القرنين 7­9ه/13­15م)، نشر مؤسسة كنوز الحكمة، الجزائر، 2011، ص.145 ↑
  43. المقريزي، الخطط المقريزية، م.س، ص.474. ↑
  44. بطرس البستاني، محيط المحيط: قاموس مطول للغة العربية، مكتبة لبنان، مطابع تيبو­برس، بيروت، لبنان، 1987، ص.637. ↑
  45. العهد الجديد، سفر أعمال الرسل، الأصحاح الثاني. ↑
  46. المقريزي، الخطط المقريزية، ج.1، م.س، ص.265. ↑
  47. نشرة حبذا التعرف على الديانة المسيحية: أسئلة المسلمين للمسحيين، ترجمة حسيب شحادة، منشورات الكنيسة الإنجليزية­اللوثرية، رقم 45، هلنسكي، فنلندا، 2016، ص.37. ↑
  48. أحمد بن محمد المقري التلمساني، نفح الطيب، مج.3، تحقيق إحسان عباس، دار، صادر، بيروت، لبنان، 1968، ص.128. ↑
  49. محمد بنعبد الله، الماء في الفكر الإسلامي والأدب العربي، ج.1، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، 1996، ص.350. ↑
  50. أبو نصر الفتح بن خاقان الإشبيلي، مطمع الأنفس ومسرح التآنس في ملح أهل الأندلس، تحقيق محمد علي شوابكة، نشر مؤسسة الرسالة، ط.1، بيروت، لبنان، 1983، ص.214.(الهامش رقم4) ↑
  51. انظر: – محجوب السميراني الأعياد الشعبية التونسية: أوسو..النيروز..عاشوراء..، ط.1، سوتيميديا للنشر والتوزيع، تونس، 2018، ص.61.
  52. Edmond Doutté, magie et religion dans L’Afrique du nord, op.cit, p.565.
  53. Lévi-Provençal , pratique agricole et fêtes saisonnières, op.cit, p.85.
  54. Destaing Edmond, L’Ennayer chez les Beni Snous, Revue africaine, vol.49, n.256, société historiques algérienne, Alger, 1905, p.362. ↑
  55. أنظر:
  56. Lévi-Provençal , pratique agricole et fêtes saisonnières, op.cit, p.85.
  57. Edmond doutté, Marrakech, P.372. ↑
  58. Louis de Chenier, recherches historiques sur les maures et histoire de l’empire de Maroc, t.3, Paris, France, 1787, p.225 ↑
  59. صلاح جرار، زمان الوصل: دراسات في التفاعل الحضاري والثقافي في الأندلس، نشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط.1، بيروت، لبنان، 2004، ص.90. ↑
  60. عباس الجراري، الحضور الديني في العادات والتقاليد المغربية، ضمن كتاب جماعي “العادات والتقاليد في المجتمع المغربي”، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، المغرب، ص.48. ↑
  61. Edmond Doutté, Magie et religion dans l’Afrique du nord, op.cit, p.565 ↑
  62. عباس الجراري، الحضور الديني في العادات والتقاليد المغربية، م.س، ص.48. ↑
  63. Edmond Doutté, Magie et religion dans l’Afrique du nord, op.cit, p.512 ↑
  64. عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ضبطه وصححه محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي، ط.1، مطبعة الاستقامة، القاهرة، مصر، 1939، ص.128. ↑
  65. الزجالي، أمثال العوام بالأندلس، ق.1، م.س، ص.240. ↑
  66. القلقشندي، صبح الأعشى، ج.2، م.س، ص.427. ↑
  67. Lévi – Provençal , pratique agricole et fêtes saisonnières, op.cit, p.104. ↑
  68. عبد الواحد الهيشو، تاريخ أنجرة المغربية وملحمة العنصرة، ط.1، منشورات سليكي أخوين، طنجة، المغرب، 2019، صص.79-80. ↑
  69. Eugène Aubin, le Maroc d’aujourd’hui, op.cit, p.440. ↑
  70. Salamon Geoges, Notes sur salé, Arch. Mar, vol.3, 1905, p.323. ↑
  71. روجي لوطورنو، فاس قبل الحماية، ج.2، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1992، ص.879. ↑
  72. محمد العبدلاوي، الماء والمعتقد في التراث الثقافي بمدينة تطوان، ضمن كتاب جماعي: التراث في جبال الريف: واقع وآفاق، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،سلسلة دراسات وأبحاث رقم 20، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، المغرب، 2013، ص.53. ↑
  73. jeronimo de mascarenhas, historia de la cuidad de cueta, traduction afonso de dornelas academia das sciencias de lisboa, lisboa, portogal, 1918, p.20. ↑
  74. Marcy, notes linguistiques autour du périple d’hanon, hespéris, t. xx, fasc.I-II, 1935, p.40. ↑
  75. Edmond Doutté, Magie et religion dans l’Afrique du nord, op.cit, p.568. ↑
  76. أحمد توفيق، المجتمع المغربي في القرن 19 (اينولتان 1850­1912)، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة رسائل وأطروحات رقم 63، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، 2011، ص.433. ↑
  77. Laoust, noms et cérémonies des feux de joie chez les berbères du haut et de l’Anti-Atlas, Hespéris, vol.1, 1921, p.3. ↑
  78. الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، ج.1، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، الرباط، 1980، ص.201. ↑
  79. Moüette (G), Histoire des des conquestes de Mouley-Archy (histoire de royaume de maroc), Paris, 1683, p.355. ↑
  80. وفي بني سنوس بالجزائر يستعملون أشجار العرعار(املزي) والشيح (يزري) والدوم (يلاون) ↑
  81. في تلمسان يقتني الناس يوم العنصرة سبعة بخور: 1.افيجل/ روطة؛ 2. صحتر/زعتر؛ 3.زريعة الكصبر؛ 4.شجرة مريم؛ 5.العطرشة اليابسة؛ 6. فليو/نابطة؛ 7. نابطة ↑
  82. Destaing (ed), fêtes et coutumes saisonnières chez chez les Beni Snous, op.cit, pp.363-365. ↑
  83. Edmond doutté, magie et religion dans l’Afrique du nord, op.cit, p. 566. ↑
  84. أبو بكر الطرطوشي، كتاب الحوادث والبدع، تحقيق عبد المجيد تركي، دار الغرب الإسلامي، ط.1، بيروت، لبنان، 1990، ص.300. (الهامش/ الإحالة رقم 6) ↑
  85. أحمد توفيق، المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر، م.س، ص.433. ↑
  86. De Chenier, recherches historiques sur les Maures, op.cit, p. 225. ↑
  87. Salamon (G), notes sur salé, op.cit, p.323. ↑
  88. Lévi-Provençal , pratique agricole et fêtes saisonnières, op.cit, p.104. ↑
  89. أحمد التوفيق، المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر، م.س، ص.433 ↑
  90. محمد بن أحمد اشماعو، المجتمع المغربي… كما عرفته خلال خمسين سنة 1350-1400، مطبعة الرسالة، الرباط، المغرب، 1980، ص.144. ↑
  91. عباس الجراري، الحضور الديني في العادات والتقاليد المغربية، م.س، ص.48. ↑
  92. الزجالي، أمثال العوام بالأندلس، ق.1، م.س، ص.240. ↑
  93. أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل افريقية والأندلس والمغرب، تخريج جماعي بإشراف محمد حجي، ج.11، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، 1981، ص.151. ↑
  94. القاضي عياض، ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، ج.6، تحقيق سعيد أعراب، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ط.1، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب،1981، صص.294-295. ↑
  95. Lévi-Provençal , pratique agricole et fêtes saisonnières, op.cit, p.104. ↑
  96. Destaing (ed), fêtes et coutumes saisonnières chez chez les Beni Snous, op.cit, p.371. ↑
  97. محمد بن الحاج الكبير، تاج الملوك المسمى بدرة الأنوار، نشر محمد علي المليجي وأخيه، مكتبة ملتزمية، مصر 1899، صص.89-90. ↑
  98. Destaing (ed), fêtes et coutumes saisonnières chez chez les Beni Snous, op.cit, p.370. ↑
  99. محجوب السميراني، الأعياد الشعبية بتونس، م.س، صص.61-63. ↑
  100. جل المعطيات الواردة في هذا المبحث مستقاة من خلال المقابلات مع نسوة من الريف رفضن الإشارة إليهن. ↑
  101. عبد العزيز طليح، ابقوين: نبش في الذاكرة، ط.1، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، المغرب، 2016، ص.99. ↑
  102. أحمد المفتوحي، منطقة الحسيمة عبر التاريخ؛ مساهمتها في بناء الحضارة المغربية، ج.1، مطبعة الخليج العربي، ط.1، تطوان، المغرب، 2013، ص.294. ↑
  103. اسم خاص بأهل قبائل قلعية ↑
  104. يسود الاعتقاد لدى الفلاحين في الريف أن الأرض تموت كل سنة في يوم العنصرة مع شروق الشمس؛ ↑
  105. يعتقد الريفيون أن الشخص الذي تشرق عليه الشمس وهو نائم خلال هذا اليوم، سيموت «قلبه» كما تموت الأرض في هذا اليوم، وهو تعبير يدل على الخمول والكسل واللامبالاة. ↑
  106. عبد العزيز طليح، ابقوين: نبش في الذاكرة، م.س، ص.102. ↑
  107. أحمد المفتوحي، الحسيمة عبر التاريخ، ج.1، م.س، ص. 296 ↑
Scroll to Top