الرياضات البحرية آلية للترفيه والتنمية السياحية
بمدينة الصويرة

جمال كرمة

باحث بسلك الدكتوراه
الدينامية المجالية: الإعداد والتنمية الترابية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش – المغرب

شرف الدين منصوري

باحث بسلك الدكتوراه
بنية البحث: مختبر تراب، بيئة وتنمية
 كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة – المغرب

ملخص

عرفت ثقافة الرياضات البحرية في الآونة الأخيرة عودة مذهلة في أنماط الاستهلاك والرياضة الحضرية والممارسات الترفيهية، بسبب عولمة أسلوب الحياة الداعي إلى الحرية، والفردانية، وروح التزلج، والمرح. كما أصبحت ثقافة ركوب الأمواج موجودة الآن في كل مكان، وفي وسائل الإعلام وصناعة الترفيه والتسلية. نتج عن هدا النوع من الرياضات نمط جديد من الحياة “lifestyle sports” أسفر عن جيل جديد كامل من الأنشطة الرياضية وهي الرياضات التي يعرف بها الأفراد، وعدد قليل من المجموعات الصغيرة أنفسهم بقوة من خلال ممارسات وأنماط استهلاكية، وطقوس تمثل ظاهرة اجتماعية حقيقية تمتد إلى العديد من المجالات الحضرية ونمط الحياة الأكثر عمومية للممارس. ظاهرة ركوب الأمواج بالأشرعة الطائرة وركوب الأمواج وجميع الرياضات اللوحية ودورها في تنمية السياحة بمدينة الصويرة هي الهدف الرئيسي لهده الدراسة.

Abstract

The culture of water sports has seen a resurgence of consumption patterns, urban sports, and recreational practices in recent years due to the globalization of the lifestyle calling for freedom, individuality, skiing and fun. This surf culture is now omnipresent in the media and the entertainment industry. This type of sport has given rise to a new way of life, resulting from a whole new generation of sports activities in which individuals and a few small groups are strongly defined by practices, consumption patterns and rituals that represent a real social phenomenon and that extends to many urban areas and to the more general lifestyle of the practitioner. The phenomenon of kite-surfing, surfing and all board sports and their role in the development of tourism in the city of Essaouira is the main objective of this study. Numerous observations and some interviews with actors and the water sports industry in the Essaouira agglomeration have revealed that the development of these sports practices has led to the well-being of the city’s youth.

المقدمـــة

يوفر ساحل الصويرة بفضل خصائصه الطبيعية إمكانات كبيرة أمام الشباب لممارسة رياضة ركوب الأمواج، خصوصا أمواجه المثالية لممارسة هذا النوع من الرياضة، نتيجة قوة رياح المنطقة واتجاهها المناسب وانتظامها في الزمن، دون أن يخفى علينا أهمية رياضة ركوب أمواج لإتاحة فرص تنموية واعدة، غير أن ارتفاع أسعار دروس تعليم هذا النوع من الرياضة مرتفعة جدا مما يخلف أثر سلبي على مسار استثمار هذا النوع من أنشطة الرياضة كميدان مهم لتحقيق الرفاهية لدى شباب اليوم بمدينة الصويرة.

نظرا لمناخها الملائم، وبفضل امتداد سواحلها على مسافات مهمة، ونظرا لأمواجها المطلوبة عالميا، تحظى الصويرة، بمكانة متميزة في مصاف الوجهات العالمية للرياضات البحرية، ويلعب دورا مهما في خلق فرص العمل والترفيه في نفس الوقت لشباب المنطقة، وإنعاش السياحة والقطاعات الأخرى المرتبطة بها، سواء المتعلقة بالقطاع الفلاحي، سيما وأن المدينة تعد مجالا مهما لتسويق زيت أركان، أو الصناعة التقليدية المعروفة أساسا بالمجوهرات الفضية أو صناعة العرعار، و عليه  اعتمدنا رياضة ركوب الأمواج و الرياضات البحرية قصد الوقوف على التفاعل بين هذه العناصر وتأثيرها على التنمية المندمجة.

  1. الإشكالية:

نتيجة للتوجه العالمي للرياضات المائية، فإنه لا يزال قطاعات السياحة وثقافة الرياضات البحرية جد محدودة وغالبا ما ينظر إلى هذه القطاعات، من منظور الابتكار والتأهيل وإعادة الهيكلة الاجتماعية والاقتصادية الحضرية، كما هو الشأن بإقليم الصويرة، باعتباره مجالا للقطاعات الاقتصادية التي تمر بمرحلة انتقالية بحيث توفر السياحة والتراث والرياضات البحرية أرضا خصبة للابتكار والذكاء الترابي بالمدينة.

تحديات كبيرة الهدف منها السباق إلى جذب الزوار والفنانين والمبدعين والشركات والمستثمرين، إذ تحاول مدينة الصويرة تحسين التجربة السياحية (البهلول، 2016) وتعزيز مشاركة السائح الرياضي، في نفس الوقت الذي تزيد فيه من تسويق منتوجها السياحي الرياضي بالخصوص على جميع المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي.

حتى الآن، تصرح المدينة على أنها وجهة سياحية رياضية أو تفكر في أن تصبح كذلك ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يكون هناك فرق شاسع بين الصورة التي يتم إسقاطها، والتي يسببها التسويق الترابي والواقع المعاش. فما هي إذن العلاقة بين الرياضات المائية في سياق التنمية الترابية في تحقيق الرفاهية لدى شباب المدينة؟ ما الذي يطرأ على التجربة السياحية والرياضات البحرية؟ ما هي أشكال المنافسة في عصر المدينة السياحية؟

  1. تقديم مجال الدراسة:

اختيارنا لإقليم الصويرة يأتي تحقيقا للتنوع الجغرافي، كوحدة جغرافية مختلفة وتشكل عنصرا مميزا لجهة مراكش اسفي، وهي الساحل ودور خصوصياته بجماعة الصويرة في تطور رياضة ركوب الأمواج بمختلف أنواعها.

الصويرة أو السويرة أو موڭادور، وتلقب بمدينة الرياح، هي مدينة وجماعة حضرية مغربيةٌ ساحلية مطلة على المحيط الأطلسي، مسجلة ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومعروفة بالسياحة التراثية والمائية. هي عاصمةُ إقليم الصويرة بجهة مراكش آسفي، بلغ عدد سكان المدينة حسب الإحصاء العام للسكن والسكنى لسنة 2014 حوالي 77118 نسمة، تعتمد في اقتصادها أساسا على السياحة والصيد البحري، وتشتهر بالرياح وطيور النورس وموسيقى ڭناوة والصناعة التقليدية.

تقع مدينة الصويرة بالجزء السفلي لهضبة حاحا على الساحل الأطلسي الغربي للمغرب، تحدها شمالا جماعة أوناغة، وشرقا جماعة أكرض، وجنوبا جماعة سيدي كاوكي، ضمن إقليم الصويرة. تقع مدينة الصويرة. تشتهر الصويرة بهبوب رياح قوية، وهو اللقب الذي أطلق عليها (مدينة الرياح) وتتيح هذه الرياح لهواة ركوب الأمواج الاستمتاع برياضتهم على شواطئها.

تتعدد أماكن السياحة في الصويرة وبفضل مناخها اللطيف فقد أصبحت المدينة المكان المثالي لقضاء بضعة أيام من الاسترخاء للعديد من المسافرين للاستمتاع بالغوص أو أخذ حمام شمسي على شاطئها الرملي الطويل التي تضربه الرياح القوية كمكان نموذجي للاستمتاع برياضات البحر مثل التزلج على الماء وركوب الأمواج.

ومن بين ما يجعل من مدينة الصويرة قبلة لعشاق رياضة ركوب الأمواج، ملائمة الظروف الطبيعية – سيما المتعلقة بالرياح – لتشكل الأمواج، ذلك أن الأمواج البحرية تستمد طاقتها من الرياح التي تهب فوق سطح البحر. باعتبارها تلك الحركة الأفقية للهواء حينما ينتقل من مراكز الضغط المرتفع نحو مراكز الضغط المنخفض، لخلق نوع من التوازن بين الضغوط على سطح الكرة الأرضية، وتقليص قيمة الفروقات بين الضغوط المرتفعة والمنخفضة. وتزداد سرعة الرياح كلما كان الفرق بين الضغط المرتفع والضغط المنخفض كبيرا (مريم جفار 2012).

لكن إضافة إلى سرعة الرياح، فإن اتجاهها يلعب دورا حاسما في تكون الأمواج، ويتأثر اتجاه الرياح بالقوة الناتجة عن دوران الأرض حول نفسها، وقوة الاحتكاك مع سطح الأرض. وبالتالي فإن اتجاه الرياح لا يكون متوازيا مع الخطوط المتساوية للضغط وإنما تميل قليلا إلى اليمين. ويعبر الرصديين عن هذا الاتجاه بزاوية تحسب انطلاقا من الشمال في منحى دوران عقارب الساعة. وتسمى الرياح حسب اتجاه قدومها (إذ نجد اتجاهات أصلية) شمالية، شرقية، جنوبية أو غربية (واتجاهات أخرى فرعية) شمالية شرقية، جنوبية غربية. أما قوة الرياح فيعبر عنها بالمتر في الثانية أو العقدة كما يستعمل أيضا سلم بوفور(Echelle Beaufort).

  1. لمحة تاريخية لتطور الرياضات البحرية بالمدينة

لا يمكن الحديث عن تاريخ تطور الرياضة البحرية دون ربطها بالسياق الوطني، حيث يرجع تاريخ إنشاء أول نادي للرياضة البحرية الى سنة 1919 وشارك المغرب في أول تظاهرة في هذا النوع من الرياضة في الأولمبياد 1925 المنظمة بمدينة فرانكفورت الألمانية سنة 1925. وفي سنة 1933 اعتبرت الجامعة المغربية للزوارق الشراعية مرفق عمومي بالظهير الشريف تاريخ 25 فبراير 1933 الموافق ل 30 شوال 1351 أما ظهور الجامعة الملكية للألواح الشراعية بهذه التسمية كان أواخر الخمسينيات ومن بين الأنشطة الرياضية المنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية بطولة العالم فئة (Vaurien) بالدار البيضاء سنة 1978 والبطولة العالمية فئة (505) المنظمة بطنجة والبطولة الأفريقية سنة 1994 علاوة على بطولة العالم Semi laser سنة 1997 بالمحمدية (كريم الوافا،2024).

أما ظهور رياضة الشراع بالصويرة بدأ سنة 1977 بقدوم الفرنسي كيليرت (Gilert ) بواسطة زورق شراعي الى ميناء الصويرة وتعرفه على السيدة بوني Bonnet  التي كانت تملك وقتها محلين على الشاطئ والذي تحول الى نادي للشراع.

كما تم تأسيس جمعية النادي الملكي للألواح الشراعية بالصويرة في 30 ماي 1991 من طرف مجموعة من هواة الألواح الشراعية. وهذا ما سمح لمجموعة من الشباب المنحدرين من الأوساط الهشة الولوج لهذه الرياضة التي تتطلب إمكانيات كبيرة وتجهيزات عالية الثمن والاستفادة من التكوين والتأطير في هذا المجال وأصبحت رياضة في متناول بعض الأطفال والشباب في أوقات الفراغ كما ساهمت هذه الرياضة في إدماج بعض الشباب في المهن المرتبطة بهذه الرياضة وتحسين دخلهم وكذلك تنمية هذه الرياضة ودخولها الاحتراف بالإضافة الى تنمية القطاع السياحي بالمدينة.

  1. الرياضة البحرية آلية للترفيه والتنمية السياحية

الصويرة هي المدينة الأولى التي اشتهرت بظاهرة ثقافة ركوب الأمواج والرياضات البحرية بشكل عام. مدينة معروفة بمؤشرات جودة الحياة العالية، ومميزاتها الاحتفالية والترفيهية ذات السمعة الدولية (المهرجانات، والفنون والثقافة، والسياحة الحضرية، وما إلى ذلك)، فقد تمكنت من طرح العديد من المساحات والأماكن لرياضات الألواح الشراعية الحضرية (بن حجي 2017).

إن الحديث عن الترفيه بمدينة الصويرة لابد من ذكر الرياضات البحرية التي تعتبر من أهم الخصوصيات التي تميز المدينة وتستفيد هذه الرياضة من الشريط الساحلي الذي يمتد على 150 كلم بالإقليم ويمثل منها شاطئ مدينة الصويرة حوالي 24 كلم كما إن موقع المدينة كشبه جزيرة داخل المحيط الأطلسي يجعلها تعرف رياحا قوية على طول السنة قادمة من المحيط وهو ما يوفر إمكانيات مهمة لهوات الرياضة البحرية بكل أصنافها التي تتكون من: الرَكْمَجَة Surf (ركوب الأمواج)، الألواح الطائرة، الألواح الشراعية ثم Wind surf  أو Wingfoil التي ظهرت في سنة 2019.

قد ساهم في إشعاع الرياضة البحرية بالمدينة تنظيم مجموعة من التظاهرات الوطنية والدولية في الرياضات المائية. فأول بطولة لركوب الأمواج بالإقليم كانت سنة 1997 بشاطئ سيدي كاوكي جنوب الصويرة واحتضنت الصويرة المرحلة الأولى لكأس العالم للتزحلق الشراعي سنة 1998 وشاطئ بوزرقطون مال الصويرة من 2006 الى 2010 حيث كل سنة يتم تنظيم هذا التظاهرة العالمية (وكالة المغرب العربي للأنباء، 2022). هذا بالإضافة إلى بطولة العالم للكيتسورف Kite surf بالصويرة سنة 2016 واحتضنت الصويرة كذلك النسخة الثانية لمهرجان المحيطات ما بين 12 و18 أبريل 2018.

إن دخول أبناء الصويرة غمار الرياضة البحرية وانخراطهم في التظاهرات العالية جعل بعض الأسماء تسطع في ميدان الرياضة الرياضات البحرية من خلال الألقاب المرموقة التي حصدوها، ومن بين أبرز هؤلاء الأبطال العالميين نذكر الرياضي:

– الرياضي بوجمعة غيلول الحاص على الرقم العالمي لأعلى قفزة في الشراع سنة 2012.

– الرياضي سفيان حنيني أول عربي شارك في بطولة العالم في الألواح الشراعية سنة 2000 وحصل على اللقب العالمي لألواح الشراعية بفرنسا سنة 2008 ويعتبر من مؤسسي المغربية للكيتسورف Kite surf.

وقد ساهمت هذه البطولات سواء المحلية أو الوطنية أو الدولية المنظمة بالصويرة في التعريف بهذه الرياضة وبالمدينة أيضا الى جانب ما يرافق هذه التظاهرات من ورشات ودورات تكوينية في الرياضة البحرية التي تشجع اقبال الأطفال والشباب على هذه الرياضات البحرية المتنوعة.

1.4- دور المجتمع المدني في الأنشطة الترفيهية المتعلقة بالرياضات البحرية

1.1.4- النادي الملكي للألواح الشراعية بالصويرة

تم تأسيس النادي الملكي للألواح الشراعية بالصويرة في 30 ماي سنة 1991 ويتواجد مقره على مستوى شاطئ الصويرة (شاطئ تاغارت) يترأسها السيد كريم الوفا وتقدم مجموعة من الأنشطة الرياضية البحرية كالركمجة surf (ركوب الأمواج)، والألواح الشراعية Wind surf، والألواح الشراعية الطائرة Kite surf.

2.1.4. أهداف النادي

وضع النادي الملكي للألواح الشراعية بالصويرة صوب أعينه مجموعة من الأهداف التي تريمي الى تشجيع الشباب والأطفال على الرياضات البحرية وجعل مدينة الصويرة منارة لهذا النوع من الرياضة ومن جملة الأهداف التي صرح لنا بها رئيس النادي في مقابلة ميدانية جمعتنا به بمقر النادي بالصويرة نذكر:

تسهيل إدماج الأطفال من الأوساط الهشة في الرياضات البحرية التي تتطلب إمكانيات مادية كبيرة لشراء التجهيزات وكذلك الأطر المتخصصة في هذا النوع من الرياضة.

– التوعية على المحافظة على البيئة وعلى نظافة الشواطئ بالنسبة للأطفال.

– تنظيم دورات تكوينية لتلاميذ المؤسسات التعليمية في الرياضة البحرية والأنشطة الرياضية

– تنظيم أنشطة الرياضة البحرية لبعض المؤسسات التي تعتني بالأطفال (جمعية بيتي، جمعية ابتسامة، جمعية دارنا…)

– تنظيم تظاهرات رياضية على الصعيد الوطني

– المشاركة في بعض التظاهرات الوطنية

– تأطير دورات تكوينية لصالح الأطفال في وضعية خاصة وأطفال من الإقليم.

وتعتبر مسابقة رياح موكادور من اهم التظاهرات التي سهر النادي على تنظمها حيث جاءت الدورة الأولى والثانية من مسابقة رياح موكادور سنة 2021 و2022 على التوالي. وكان ذلك بشراكة مع المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية للشراع بمشاركة 100 رياضي من جميع الفئات أطفال وشباب وذلك في صنف الألواح الشراعية والألواح الشراعية الطائرة.

تربط النادي عدة اتفاقيات وشركات منها التي تجمعه مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي فيما يخص برنامج دراسية ورياضية منذ الموسم الدراسي 2021-2022، وذلك في حصة كل أسبوع. واتفاقية شراكة مع الجمعيات الخاصة بالأطفال في وضعية ضعيفة (جمعية ابتسامة، جمعية دارنا، جمعية دار الطالب الصويرة) للاستفادة من الأنشطة الرياضية البحرية في النادي بالمجان.

يفتح النادي باب الانخراط لمجموعة من الأطفال والشباب ما بين 6 سنوات حتى 22 سنة ويبلغ عددا المنخرطين حاليا (2023) حوالي 70 منخرط 50 منهم ذكور و20 إناث. ويفتح النادي أبوابه للأطفال أيام الأربعاء والسبت والأحد وذلك لممارسة الأنشطة الرياضية خلال أوقات الفراغ وبالنسبة للفئة الشابة تكون أبواب النادي مفتوحة في وجهها طيلة أيام الأسبوع ابتداء من الساعة 10 صباحا الى غاية الساعة الرابعة بعد الزوال.

3.1.4- مداخيل النادي

لا شك أن تدبير النادي لأنشطته الرياضية وتظاهراته الترفيهية وتوفير المستلزمات الخاصة برياضة الألواح الشراعية والألواح الشراعية الطائرة والملابس الخاصة بهذه الرياضة والخودات والالواح والمظلات يحتاج إلى موارد مادية مهمة، لهذا حاولت إدارة النادي البحث عن مداخيل سخرتها لاستدامة عمله ومن بين هذه المداخيل هناك:

– انخراطات الأطفال والشباب المحددة في 50 درهم للشهر مع إعفاء بعض الأطفال المنحدرين من اسر فقيرة.

– مداخيل كراء مقهى Kite planches الذي يعد ملكا للنادي

– كراء معدات الرياضة البحرية والخزانات.

4.1.4- الإكراهات التي يعاني منها النادي

على غرار باقي الأندية الرياضية بمدينة الصويرة فان النادي الملكي للألواح الشراعية بالصويرة تواجهه عدة إكراهات غالبا ما تصبح حجرة عثرة امام تحقيق أهدافه الرياضية والترفيهية والتنموية ويعبر المشكل المادي أكبر تحدي يواجه النادي نظرا لغياب الدعم من الجهات المختصة وكذلك الفاعلين المحليين، وهناك أيضا إكراه تدهور التجهيزات وقدمها وعدم تجديدها نظرا لغلائها بالإضافة الى الموارد البشرية المؤهلة في هذا المجال حيث ان رئيس النادي هو الذي يقوم بجميع الاختصاصات. وبالتالي لتخفيف من حدة أثر هذه المكرهات على الجهات المهتمة بالأطفال والشباب خاصة في الجانب الرياضي دعم النادي ماديا او بالتجهيزات الخاصة بممارسة جميع أنواع الرياضات البحرية، بالإضافة الى ضرورة مساندة النادي في تنظيم تظاهرات رياضية للتعريف بالرياضات البحرية وبالمؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها مدينة الرياح (كريم الوافا 2024).

5- نوادي والمدارس الخاصة لتعليم الرياضات البحرية:

توجد بمدينة الصويرة مجموعة من الأندية الرياضية المختصة في الرياضات البحرية وهي عبارة عن شركات خاصة يمتلكها بعض المستثمرين من أبناء المدينة بالإضافة الى بعض الأجانب وهي رياضة موجهة بالأساس الى السياح الأجانب عشاق هذه الرياضة والمبتدئين وكذل بعض السياح المغاربة ويرجع ازدهار هذه الرياضة الى طبيعة مناخ المدينة الي يتميز برياح قوية طيلة السنة. وترتكز هذه الأنشطة الرياضية بالشاطئ الرئيسي لمدينة الصويرة وشاطئ الديابات وشاطئ الجماعة الترابية سيدي كاوكي فاهم الأنشطة البحرية التي تقدمها هذه الأندية هناك ركوب الأمواج، الألواح الشراعية الطائرة، الألواح الشراعية.

يوجد بمدينة الصويرة حوالي 20 نادي خاص للرياضات البحرية من بينها 04 انديه بجماعة سيدي كاوكي و04 انديه لا تتوفر على مقر وتعرض تجهيزاتها بالشاطئ او على السيارات فهي متنقلة. الى جانب خدماتها الترفيهية فهي تزخر بمجموعة من الشباب مكونين ومحترفين في هذا النوع من الرياضة يشاركون في بطولات محلية ووطنية ودولية في الرياضات البحرية، بالإضافة الى ان هذا القطاع يوفر حوالي 136 منصب شغل مباشر وحوالي 300 منصب شغل غير مباشر.

تعد الصويرة من بين الجماعات الساحلية بالإقليم المستقطبة لهواة رياضات ركوب أمواج، وهوما جعلها تضم عددا مهما ومتزايدا من أندية ومدارس تعليم الرياضات المائية، باعتبارها فاعلا مباشرا في هذا النوع من الرياضة. وبفضلها يمكن تسويق أمواج سواحل هذه الجماعة على المستوى الدولي، عبر عدة وسائل، وبالتالي استقطاب سياح من مختلف المستويات، هذا إلى جانب السياحة الداخلية من خلال محاولة توسيع قاعدة ممارسي هذه الرياضة من المغاربة. ولقد وصل عدد هذه المدارس إلى 12 مدرسة وناديا موزعة كالتالي:

توزيع مدارس واندية تعلم الرياضة المائية بمدينة الصويرة

يلاحظ أن مدينة الصويرة تحتضن عدد مهم من مدارس وأندية ركوب الأمواج، الشيء الذي يفتح عدة أبواب أما شباب المدينة والوافدين عليها لتعلم هذه الرياضة، لكن كما سبقت الإشارة الى ذلك فان التكلفة المرتفعة لتعلم ركوب الأمواج، والتي تفرضها هذه المدارس والأندية، يشكل عائقا أمام النهوض بهذه الرياضة، وأمام جعلها منتوجا ترفيهيا وسياحيا مساهما في التنمية بشكل فعال(البوزيدي2018).

أبرز الأندية والمدارس الخاصة لتعلم الرياضات البحرية

اسم النادي

عدد المسيرين

مساعد المسير

مقدم الخدمات

مدرب Surf

مدرب

Wind Surf

مدرب

Kite Surf

UCPA

2

1

2

2

1

3

Essaouira spirit

2

1

1

1

1

2

You Surf

1

1

3

1

1

1

Doutone  KSE

1

1

1

1

1

1

ION club

2

2

2

2

1

2

Exploria

2

1

3

1

1

2

Kite paradise

2

1

1

1

0

2

Bleu Kite

2

1

2

1

0

2

Essaouira Gliss city

1

1

1

1

1

1

Essaouira watersport

1

1

1

2

0

2

Loving Surf

1

1

1

1

0

2

المجموع

16

12

18

14

7

20

المصدر: النادي الملكي للألواح الشراعية بالصويرة، 2023

فقد صنفت دراسة نشرتها شركة Surf  Holidays المغرب في قائمة الدول الأغلى تكلفة لتعلم رياضة ركوب الأمواج، في أول مؤشر يرصد تكاليف تعلم رياضة “ركوب الموج” عبر ربوع العالم. وشملت الدراسة 1250 مدرسة في 35 بلدا، حيث يكلف كل درس من 4 ساعات في المغرب 46 دولارا، أي 430 درهما؛ وهي التكلفة التي جاءت أغلى من كل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا ودول أوروبية أخرى، بينما حلت الإكوادور كأرخص مكان في العالم للحصول على دروس في هذه الرياضة البحرية، تليها جنوب إفريقيا ثم الهند(هيسبريس،2019).

من خلال دراسة ثلاثة أندية لتعلم رياضة ركوب الأمواج بمدينة الصويرة كوجهة مهمة لهذا النوع من الرياضة بالمغرب، تبين أن معدل تكلفة 4 ساعات من تعلم ركوب أمواج وصل إلى 608 درهم أي أكثر من المعدل الوطني ب%41 مفصلة كالتالي:

5.1- جمعية الرياضة البحرية موكا سورف  Moga Surf

تأسست هذه الجمعية بمدينة الصويرة سنة 2022 وتهتم بالرياضة البحرية عبر تنظيم أنشطة لفائدة الأطفال والشباب في رياضة ركوب الأمواج والكياك وتهتم بالفئة العمرية ما بين 11 و18 سنة. حيث يستفيد حوالي 24 ما بين التلاميذ والأطفال من أنشطة الجمعية ويقوم بالتنشيط والتأطير رئيسها السيد كريم مزيد شاب محترف في رياضة الالواح الشراعية الطائرة ومن اهم شركاء هذه الجمعية هناك جمعية مغاربة بالجمع Association marocain pluriel ونادي روح الصويرة ِClub Essaouira spirit. وتعاني الجمعية من عدة إكراهات منها غياب التجهيزات نظرا لغلاء ثمنها، وانعدام الشركاء بالإضافة الى عدم التوفر على مقر.

تكلفة دروس ركوب الأمواج بنادي : MOGASURF

الساعات

ثمنها بالدرهم

ساعتان

320

4 ساعات

630

6 ساعات

950

10 ساعات

1530

المصدر: العمل الميداني 2022

2.5- نادي You surf أسس سنة 2004 بساحل الصويرة:

تكلفة دروس ركوب الأمواج بنادي You surf

الساعات

ثمنها بالدرهم

ساعتان

320

4 ساعات

600

6 ساعات

935

10 ساعات

1375

المصدر: العمل الميداني 2022

3.5- نادي Essaouira Gliss City

أسس سنة 2001، تخصص في مختلف الرياضات المائية ونال سنة 2008 درع محمد السادس لحماية البيئة لمبادراته الخاصة بالتوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة.

تكلفة دروس ركوب الأمواج بنادي   Essaouira Gliss City

الساعات

الثمن بالدرهم

ساعتان

260

4 ساعات

460

6 ساعات

660

10 ساعات

960

المصدر: العمل الميداني 2022

4.5- الرياضات المائية محفز لتطوير وتنمية مدينة الصويرة.

إن كل استراتيجية إنمائية في الوقت الحاضر على الصعيد الوطني تمر بالضرورة عبر اللامركزية. وفقا لهدا المنهج اعتمد المغرب سياسة الجهوية المتقدمة لتنمية البلاد والتي تعزز وتضع في الصدارة تنمية المجالات الضاحوية خدمة للوطن ككل “الأخذ بعين الاعتبار البعد العالمي من خلال المحلي” (فيريت ،2017). في هذا السياق، فإن مفهوم الجاذبية الترابية. في هدا السياق ستكون الرياضات البحرية عاملا قادرا على لعب دور رئيسي في تعزيز جاذبية الجماعة الترابية الصويرة لأن الرياضة بصفة عامة أصبحت صناعة قائمة بذاتها، ومحفزا للديناميكية الاجتماعية – الثقافية لساكنة المدينة وللممارسين. وفقا لنهج التسويق، تسعى مدينة الصويرة إلى بيع نفسها من خلال مسار ريادة الأعمال الرياضية لفاعلين مختلفين (المستثمرون الوطنيون والأجانب، والمستهلكون للمشاهد الرياضية، والمروجون العامون والخاصون للبنى التحتية، والجمعيات والنوادي الرياضية إلخ).

هذه السياسة التنموية في مجال الحكامة الترابية، ستزيد لا محالة من الحاجة إلى أن تكون الصويرة ذات جاذبية سياحية، لأنها ستعمل على تحسين نوعية الحياة داخل مجالها وسيسمح ذلك بتعزيز التنمية المحلية المرغوبة يكون لها انعكاس جديد يعتمد روح الابتكار والإبداع ومحاولة الابتعاد عن الكلاسيكية من حيث إدارة وتدبير المدينة.

أنواع الرياضات البحرية بشواطئ الصويرة

الخلاصـــة:

قد لا تكون الصويرة أكثر المدن المغربية أو في أي مكان آخر في العالم على هذا المستوى في رياضة ركوب الأمواج وثقافة ركوب الأمواج في المناطق الحضرية، لكنها مثال بناء مثلما كان عليه المر بالنسبة لبعض المدن التي برزت في رياضات ركوب الدراجات والتزلج على الجليد في عصر معين. بحيث نشهد إعادة تخصيص شواطئ مدينة الصويرة من قبل مستخدمين ورياضيين جدد. وعليه فإن ثقافة ركوب الأمواج وروح ركوب الأمواج هي المحفز من خلال استخدام مجموعة واسعة من الألواح وغيرها من المعدات المتزلجة، لتصبح المدينة مجالا لمختلف الممارسات الرياضية المتعددة والتوترات الجديدة مختلطة والبناءة بين الممارسين. مثل هذا التنوع في الممارسات الرياضية البحرية ولد احتياجات جديدة من حيث التنظيم واحترام ضوابط السلامة أن على الشاطئ أو بالأماكن العامة، وخلق دينامية استشعارها الصناع السياحيون والمخططون الحضريون وغيرهم من الفاعلين المحليين بخصوص الممارسات الرياضية للتزحلق على المياه. وسيكون من الضروري إجراء تحليلات ودراسات تجريبية أخرى للاستجابة على النحو المناسب لإعادة تشكيل مجال الساحلي للمدينة ومعه الممارسات الرياضية في غياب البيانات والملاحظات ذات الصلة لتقييم تأثيرها المباشر وغير المباشر تقييما صحيحا.

يتأكد إذن أن الصويرة مدينة مجالها ملائم بشكل كبير لجعل المنطقة رائدة عالميا في الرياضات المائية وتوفير العديد من الأنشطة الترفيهية المرتبطة بها، سيما تلك المتعلقة بركوب الأمواج، ذلك أن اتجاه وقوة رياحها تساهم في تشكيل أمواج تناسب جميع الممارسين بمختلف مستوياتهم. إلى جانب الإمكانيات التي تتيحها الرياضات المائية عبر استقطابها لعدد مهم من الشباب على المستوى الوطني والدولي، لديهم طاقة مهمة والاستعداد لتمضية أطول مدة ممكنة، خصوصا وأن الرياضات المائية صعب ممارستها في يوم واحد (البلوزي 2017). الموضوع إذن رائع وواعد للغاية بحيث لا يمكن تجاهله بالتأكيد، بحيث يسمح لنا راكب الأمواج البحري هذا بإلقاء نظرة على العلاقة الجديدة بين الرياضة والتنمية (بنعيشي2018) بحيث يصبح المجال، معرضا لثقافة ركوب الأمواج المعاد تنشيطه وتجديده في القادم من السنوات وتثمين الملكات الفردية والاجتماعية الجديدة فيما يتعلق بجماعة الصويرة في انسجام تام وتعايش مع البيئة.

تحميل المقال في نسخته الكاملة

Scroll to Top