بلاغة الإقناع في الخطاب السياسي في نقائض جرير والفرزدق
خطاب الخلافة الأموية نموذجا
باحث في وحدة النص الأدبي العربي القديم
الأكاديمية الجهوية لتربية والتكوين لجهة سوس ماسة
المغرب
ملخص
شغلت بلاغة فن الشعر النقاد والبلاغيين عبر مر الأزمان، من بلاغيي اليونان، والعرب القدماء، إضافة إلى المعاصرين، على اختلاف مدارسهم ومنطلقاتهم النظرية، وقد تطورت نظرية البلاغة في العصر الحديث مستفيدة من البلاغة القديمة، وتأتي هذه الدراسة لتسلك هذا السبيل ولكن برؤية تستفيد من البلاغتين القديمة، والجديدة، وستعنى بشكل رئيسي بدراسة بلاغية حجاجية لخطاب لم ينل حظه من البحث، وهو خطاب النقائض الذي تزاوج بلاغته في الآن نفسه بين الرؤية الجمالية والحجاجية، ونقصد هنا نقائض الفحول المشهورين في فترة الخلافة الأموية، وكان لظروف هذا الخطاب الأثر الكبير في أسسه البلاغية، وخاصة البعد السياسي المتمثل في الصراع على الخلافة، لذلك فهذه الدراسة ستتناول بلاغة الخطاب السياسي في نقائض فحلين كبيرين، وهما الفرزدق وجرير، وخاصة خطاب الخلافة.
The rhetoric of the art of poetry has preoccupied critics and rhetoricians throughout the ages, from the rhetoricians of ancient Greece and the Arabs, in addition to the contemporaries, in their different schools and theoretical starting points. The old and the new, and it will be mainly concerned with a rhetorical and argumentative study of a discourse that did not receive much research, It is a discourse of contradictions whose eloquence combines at the same time the aesthetic and argumentative vision. Here we mean the contradictions of the famous stallions of the Umayyad Caliphate period. The circumstances of this discourse had a great impact on its rhetorical foundations, especially the political dimension represented by the struggle over the caliphate. Therefore, this study will address the rhetoric of the discourse. Politics in the contradictions of two great stallions, Al-Farazdaq and Jarir, especially the Caliphate speech.
كلمات مفتاحية: النقائض ـ الخلافة ـ بلاغة ـ رموز ـ حجج.
Keywords: Contradictions – Caliphate – Rhetoric – Symbols – argument.
مثلت النقائض الشعرية فنا شعريا، له قواعد وأسس فنية وبلاغية، وقد برز كفن مكتمل البناء نظريا وتطبيقيا في عصر خلفاء بني أمية، على يد شعراء أبرزهم جرير والفرزدق، وقد مزج هذا الفن بين مجموعة من الأغراض الشعرية، منها المدح والهجاء والفخر، وكان في جانب مهم منه شعرا سياسيا، امتزجت فيه روح القبيلة بالولاءات الحزبية التي طبعت هذه المرحلة، ومن هذا المنطلق اهتم هذا المقال بالجانب السياسي المتعلق بالخلافة الأموية، وسعى إلى دراسة بلاغة الإقناع في شعر الخلافة الأموية، بتحليله من أجل معرفة الطرق والآليات التي اعتمدها جرير والفرزدق في صياغة هذا الخطاب، وتناول هذا الجانب، وبناء على ذلك تجلت أهمية هذا المقال في كونه يسعى إلى الإجابة عن أسئلة من قبيل:
ما تجليات خطاب الخلافة الأموية في نقائض جرير والفرزدق؟ وما الوسائل الإقناعية الحجاجية التي استعملها الشاعران في هذا الخطاب؟ وكيف استطاعا إقناع الجمهور بأحقية الأمويين بالخلافة؟
وبذلك فهذا البحث يهدف في عمومه إلى الكشف عن الإقناع والحجاج في خطاب الخلافة عند جرير والفرزدق في نقائضهما، ولهذا فهو يعتمد على التحليل البلاغي طريقا ومنهجا، ومن النظرية الحجاجية أساسا لهذا التحليل.
وسيبدأ هذا البحث بالتعريف بمفهوم النقائض، وتطور هذا الفن في العصر الأموي، والتعريف بالشاعرين، موضوع الدراسة، إضافة إلى ارتباطات البلاغة بالبعدين الجمالي والإقناعي، ثم سيصل بعد ذلك إلى الجانب التطبيقي عبر دراسة الوسائل الإقناعية في خطاب الخلافة عند جرير، ثم الفرزدق.
المحور الأول: فن النقائض في العصر الأموي
أولا ـ الخصائص الفنية للنقائض الشعرية في العصر الأموي:
تطور فن النقائض في الفترة الأموية فصارت له قواعد محددة لدى شعرائها، فلم تعد مجرد مقطعات سريعة، فالصراع والجدال المشكّل لمفهوم النقائض يفرض على الشاعر اتباع سمت وطريقة البادئ بالمناقضة، لأن ذلك مما يثبت قوة الشاعر ومقدرته الفنية.
كما ابتعدت عن كونها ردّا فطريا خاطفا منقادا بغضب أو عاطفة تُنسي أو تُغيّب الالتزام الفني بل صار صناعة شعرية متأنيّة متعقّلة تتدخل فيها عوامل عقلية وفنيّة، وإن كانت تتحكم في الشاعر العاطفة أثناء التناقض.
وإن مما يميز فن النقائض بشكل أساسي، طولها الذي يرجع إلى طول نفس الشعراء، وعدم بخلهم بما تجود به قرائحهم وعقولهم، من أخيلة وصور فنية قوية، وقد تحولت نقائض هذا العصر إلى مناظرات عقلية وأدبية بإجماع كبار الباحثين [1]، فقد كان كل شاعر من شعراء النقائض ” يدرس موضوعه دراسة دقيقة ويبحث في أدلته ليوثقها وفي أدلة خصمه لينقضها دليلا دليلا، كأننا أصبحنا بإزاء مناظرات شعرية، وهي مناظرات كانت تتخذ سوق المربد مسرحا لها…”[2].
وقد ساعد في ذلك كون هذ العصر “عصر إحياء العصبيات القبلية” مما أتاح للشعراء حرية واسعة للقول، حيث شكلت المادة القبلية، وهي مادة واسعة تضم المثالب والأيام وغير ذلك، مادة أساسية في فن النقائض، لذلك كان مما يميز شاعر النقائض اطلاعه الواسع،ومما ترويه كتب الأخبار القديمة أن جريرا لم يُسكت العباس بن يزيد الكندي، إلا حين بحث عن مثالبه وهجا بها[3].
ثانيا ـ تطور فن النقائض في العصر الأموي:
تطورت النقائض في العصر الأموي على نحو خاص ليس فقط من الناحية الفنية المتعارف عليها، وإنما من حيث الكمّ أيضا، حيث ظهر شعراء كُثر كان أكثرهم ضد جرير، ففاخرهم ونابزهم فلم يصمد منهم سوى ثلاثة، وهم الفرزدق والأخطل والبعيث، وقد ذكر صاحب “الأغاني” بأن جريرا قارع ثمانين شاعرا، وغلبهم جميعا [4]، وقيل غير ذلك [5].
ولعل مسألة عدد الشعراء الذين ناقضوا جريرا توضح خطورة فن النقائض في هذا العصر حيث اتسع مجال القول فيها مقارنة بالجاهلية وصدر الإسلام، وقد أرجع الدكتور شوقي ضيف نمو فن النقائض وتطوره في هذا العصر إلى أسباب مختلفة، منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو عقلي؛ “أما العوامل الاجتماعية فمردها إلى حاجة المجتمع العربي خاصة في البصرة إلى ضرب من الملاهي يقطع به الناس أوقاتهم الطويلة”[6]؛ وأما العوامل العقلية فمردها “إلى نمو العقل العربي ومرانه الواسع على الحوار والجدل والمناظرة في النِّحل السياسية والعقيدية وفي الفقه وشئون التشريع”[7].
ومن المعروف أن نقائض هذا العصر اشتهرت بين الفحول الثلاثة، جرير والفرزدق والأخطل، وسنقتصر في التعريف على الشاعرين الأولين، فجرير، وهو ابن عطيّة بن حذيفة، وكان يكنى أبا حزرة [8]، شاعر ينتسب إلى فرع من تميم وهو بنى كليب بن يربوع [9]، وكان أشعر أهل عصره، وكان هجاؤه مرّا، فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، وبيته هو من بيوتات الشعر في الإسلام، فقد كان هو وأبوه عطية وجدّه الخطفي شعراء وكان بنوه وبنو بنيه شعراء [10].
وكان جرير من فحول شعراء الإسلام، وقد سلكه ابن سلام الجمحي ضمن الطبقة الأولى من شعراء صحبة الفرزدق والأخطل والراعي النميري [11]، ويشبّه من شعراء الجاهلية بالأعشى [12]، وهو في رأي الشاعر بشار ابن برد العقيلي يحسن ضروبا لا يحسنها الفرزدق والأخطل [13]، فقد سلك أساليب من الشعر لم يسلكها الفرزدق، ومما يؤكد هذا الكلام أنه لما ماتت النوار، كانوا ينوحون عليها بشعر جرير [14].
وأما الثاني فهو الفرزدق، هو همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم[15]، الفرزدق لقب غلب عليه، وهو الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت، وقيل غير ذلك[16]، وهو من بيت شريف عرف برجالات كانت لهم درجة عظيمة في الجاهلية، وافتخر بذلك في شعره، فجدّه صعصعة بن ناجية كان من وجوه تميم، وكان عظيم القدر [17]، فقد وفد على رسول الله في وفد من تميم، وكان صعصعة قد منع الوئيد في الجاهلية فلم يدع تميما تئد، فجاء الإسلام وقد فدى أربعمائة جارية، فاستحسن النبي عمله [18]، وأوصاه النبي بأمه وأبيه وأخيه وأخته وإمائه [19].
المحور الثاني: بلاغة الشعر بين الوظيفة الجمالية والإقناعية
البلاغة في اللغة، من بلغ: بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى [20]، وسمّيت البلاغة بلاغة لأنها تنهى المعنى إلى قلب السامع فيفهمه [21].
وأما ارتباط البلاغة بالشعر ليس أمرا جديدا بل هو قديم، بل إن الربط بين البلاغة والخطاب أمر ليس بالجديد فقد تناولت البلاغة أنواعا مختلفة منها الشعرية[22]، وبما أن البلاغة بحث في سمات الكلام البليغ المؤثر، ومنه الشعري، فقد ارتبطت بالحجاج والحجة، وقد اهتم البلاغيون العرب بالأساليب التي تمكن من إصابة المعنى، وحسن الإيجاز[23]، وعندما سئل ابن المقفع عن معنى البلاغة أجاب بأن البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة منها ما يكون في الاحتجاج[24].
تؤكد تعريفات النقاد والبلاغيين للشعر على أنه تعبير فني قائم على الانزياح في اللغة، وعلى التصوير والتنظيم والأسلوب، ورغم خاصيته الجمالية المحققة لبعده الإمتاعي فإنه ذو حمولة إقناعية [25]، وفي تراثنا البلاغي تحدث حازم القرطاجني بتأثير من بلاغة أرسطو عن المراوحة والمزاوجة بين المعاني التخييلية والإقناعية أو الحجاجية في القصيدة الشعرية الواحدة، ومن خلال مقارنته بين معاني الشعر والخطابة، يعتبر حازم أن أساس الشعر هو النوع الأول من المعاني، وأما النوع الثاني فهو سائغ ومقبول فيه، والعكس بالنسبة للخطابة، والسبب في ذلك أن الغرض من الفنين واحد “وهو إعمال الحيلة في إلقاء الكلام من النفوس بمحل القبول لتتأثر لمقتضاه” [26]، فإعمال الحيلة بتقليب المعاني والتفنن في القول بتدقيق النظر فيهما، والتأثير في المتلقي حاضران ضمن ملابسات إنشاء القوْل الشعري.
وهذه المراوحة بين التخييل والإقناع أو الخطابية من الأشياء التي بلاغة الشعر وقوته، فالنفس “تُحِب الافتنان في مذاهب الكلام، وترتاح للنقلة من بعض ذلك إلى بعض، لتجدد نشاطها بتجدد الكلام عليها… فوَجب أن يكون الشعر المُراوح بين معانيه أفضل من الشعر الذي لا مراوحة فيه ” [27].
والنقائض كغيره من النصوص الشعرية يمتزج فيها البعدان الجمالي والإقناعي، لأن المحدد الرئيس للنقيضة هو إقناع الشاعر خصمه، وإفحامه، والرد عليه متوسلا في بلوغ ذلك بطرائق أسلوبية وحجاجية مختلفة [28].
المحور الثالث: بلاغة الإقناع في خطاب الخلافة في نقائض جرير والفرزدق
أولا ـ بلاغة الإقناع في خطاب الخلافة عند جرير:
مما يلاحظ في البداية أن خطاب الخلافة عند جرير خطاب سياسي يتجه إلى الخلافة بشكل غير مباشر، فهو يتناوله في سياق فخره بتفوق جماعته على الخصوم، فهو يخاطب الفرزدق بأنهم [29] :
فَخَروا عليكَ بكلّ سامِ مُعلِم فافخرْ بصاحِبِ كلبتين وكيـــــــــــــــــــــــــــرِ
فالشاعر يقابل بين طرفين، أو جانبين، وهي مقابلة قائمة على التناقض، والذي يؤدي إلى حدوث المسافة والتباعد بين المتناقضين، فشتان ما بين صاحب المقام العالي والنسب الشريف، وبين صاحب الكلبتين والكير، وهو الحدّاد، وهذه المقابلة تعتمد الجانب القيمي الاجتماعي، وهو مصدر لحجج المتكلم، فهو يخلق وضعيتان اجتماعيتان، الأولى ترمز للرفعة، والثانية للوضاعة.
ويستمر الشاعر باعتماد تقنية سرد الوقائع لتقوية التناقض، ويستخدم شواهد لتقوية تصديق المخاطبين لفكرة أفضلية قومه على غيرهم، فالخلفاء والأمراء المتتابعين من قومه، ويصدر هذه الحجة بـ”كم” الخبرية التكثيرية، فقومه [30]:
كــــم أنجبوا بـــخليفةٍ وخليفةٍ وأمـــيـــرِ صائِـــفَتَين وابــــنِ أمـــيــــــــــــــــــــــــــرِ
وهو يحقق التفاوت والتناقض عن طريق استخدام الشاهد، الذي يتميز في الثقافة العربية بسلطة حجاجية، فكثرة الخلفاء، ومنهم الوليد وسليمان ابني عبد الملك، شاهد يعزز المقابلة، ويقوي فخره بقومه.
ويحاول جرير الوصول إلى الاعتراف للأمويين بالخلافة، والقدرة على قهر المتمردين، عن طريق مدح قادتهم والإشادة بأفعالهم، فيقوم بعملية انتقاء لمعطيات جاهزة عن الشخصيات السياسية بما يلائم محاجته، ويزكي ويحقق غايته، فالأحقية بالحكم، وعظمة الخلافة، لا تتأتى إلا بقدرة قادتها ورجالها على توفير الأمن للناس، وحفظهم لوحدة الأمة، وفي هذه الحالة يتأثر وجدان المخاطبين، فتتكون لديهم قناعات سياسية تتوافق مع مقصدية الشاعر.
فجرير يوظف الترابط القائم بين العمل والشخص، فالأعمال تجلو جوهر الشخص وتفسره [31]، فالحَجَّاج مثلا قضى على ثورة الخُبيبانِ، وهما عبد الله بن الزبير وأخوه مصعب، لذلك فهو يقول[32] :
أرَى الطَّيرَ بالحجَّاجِ تجــــــرِى أيامِناً لكُـمْ يــــــا أميرَ المؤمنـــينَ وأســــــــعــُــــــــــــــدا
رجعـــــــــــتَ لبيتِ الله عـــهـــدَ نـــــبـــــيِّـــــــــــــــــــــه وأصلحْت ما كانَ الخُبيبانِ أفسَدا
فهو يذكر الشخوص بأفعالها، بناء على الواقع، وإن كان نسبيا، والارتباط القوي بين الشخص والفعل والواقع، يرفع مصداقية الخطاب، وصحة الموقف، وهذا الارتباط حجة من حجج الاتصال التواجدي، و”يكون بين شخص وبين أعماله وعموما بين الجوهر وتجلياته”[33]، ويسلك الشاعر الطريقة الحجاجية نفسها، حيث يتناول في نقائضه قائدا آخر، وهو والي مكة على عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، خالد بن عبد الله القسري [34]:
لقد كـانَ داءٌ بالعـــــــــــراقِ فــــــــــمـــا لَــــقُـوا طبيباً شَـــفى أدواءَهم مـثــــلَ خـــالدِ
شَفاهُم بحــــلمِ خـــــالَـطَ الدِينَ والتُقـا ورأفةَ مهــــدِيّ إلى الحــــــــــــــق قاصــــــــــــــــــــــدِ
فـــــــــــــإن أميــــــــــرَ المـــــــــــــــــؤمنــــيـنَ حَبـاكــُـــــــــــــــــمُ بمُستبـصـرِ في الدين زَين المَساجــــدِ
وأبْــلـى أميـرَ المـــؤمنــــيــنَ أمانَـــةً وأبــلاهُ صِــــــــــــــدقــــــــــــاً في الأمـــــــــــــــورِ الشـدائـــــــــــــــــــــــــــدِ
فــــخالد بن عبد الله شخصية قامت بالقضاء على الفتن، كما تتميز بمجموعة من الصفات فهي تمزح بين الحِلم أو العقل مع الدين والتقوى، والرأفة في الحكم بين الناس، ويتبع في ذلك سنة كلّ مهْدي إلى الحق، إضافة إلى كونها شخصية مستبصرة بالدين، وزيَّـنَـت مسجد الرسول ( )، وهو أمين وصدوق في التعامل مع الأمور الشداد.
إن ذكر صفات وأفعال الشخصية استراتيجية حجاجية يبتغي من خلالها الشاعر تحقيق نتيجة، فحسن اختيار القادة والولاة يجعل الأمويين مستحقين للخلافة دون غيرهم، لذلك فالشاعر يمزج بين الصفات الأخلاقية والسياسية (والعسكرية)، الدينية والدنيوية، ليحقق جوهر هذه الشخصية، فهي جوانب تحقق الكمال في الشخصية، وكلما كان الاتصال بين الشخصية وما تتميز به قويا، كلما كان الإقناع محتملا.
كما يمدح هلال بن أحوز، متبعا نفس الطريقة، فيذكر قتله لآل المهلب في عهد يزيد بن عبد الملك [35]، حيث يقول [36]:
فلم تُبقِ منهم رايــةً يرفعـــونهَـــــــا ولم تُبقِ من آلِ المُهلّبِ عَسـكـــــــــــــــــــــــــــرا
وأطفأتَ نيرانَ النفاقِ وأهلِها وقد سارعوا في فتنةٍ أن تســــعّــــــــــــــــرا
وقد استعمل جرير آلية حجاجية أخرى، وهي الرموز، وهي ذات وظيفة حجاجية من خلال ارتباطها بعناصر ودلالات واقعية، فقد أدرج ألفاظا دينية أو إسلامية عكست احتجاجه للخلافة الأموية، لذلك نجد ألفاظا مستقاة من “الإمارة” أو “الإمامة” أو ” الخلافة “، وهي مصطلحات إسلامية دالة على المنزلتين الدينية والدنيوية.
فــ “قيمة الرمز ودلالته تستمدان مما يوجد من ترابط واتصال تزامني بين الرامز والمرموز إليه ” [37]، فـــــ “أمير” و”الإمام” و”الخليفة”، رموز تدل على الدولة والأمة الإسلامية المتلاحمة، واستعمالها يقوي ارتباط نفوس الجمهور بالخلفاء الأمويين، وقد مرت معنا شواهد شعرية دالة على ذلك، إضافة إلى قوله [38]:
ضربتَ بِهِ عَندَ الأمامِ فأرعشــتْ يَداكَ وقالُوا مُحدثٌ غيرُ صـــــــــــــارِمِ
وقوله [39]:
عطاء الذي أعطى الخليفةَ مُلكهُ ويكفــــــيهِ تزفارَ النفوسِ الحواسِدِ
فالشاعر يصف الممدوح بـ”الإمام”، وهو من الإمامة، وهو لقب مستجلب من الصلاة، وهي عماد الدين في الإسلام، وهي من العبادات الخالصة لله عز وجل، و”الخليفة” من الاستخلاف، وهو سنة من سنن الله في الأرض، ولا ينالها إلا الصالح من الخلق، لقوله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ… ﴾ [40].
فهذه الصفات تُسبغ على الممدوح، منزلة دينية ثم سياسية، لأن الجانب الديني ملتبس بالجانب السياسي في الثقافة الإسلامية، وهو أمر يخدم احتجاج الشاعر على أحقية بني أمية بالخلافة.
ثانيا ـ بلاغة الإقناع في خطاب الخلافة عند الفرزدق
في سياق خطابه عن الخلافة الأموية، يستعمل الفرزدق في مدحه لسليمان بن عبد الملك، القيم والإسلامية والإنسانية، التي تجعل صاحبها يمتلك سلطة بين الناس كشخصية مختلفة، لتختص بالمدح والفخر دون غيرها [41]:
جُعلتَ لأهْل الأرْضِ عدلاً ورحمَةً وبُــــــــــــــرءاً لآثار الجُــروح الكَوالـــــــم
فهو يستعمل فعل “جُعلت”، الذي يدل على الفعل الرباني، والفرض الإلهي على خلقه، فهذا الفعل ورد في أكثر من أربعين سورة قرآنية، وأكثر من مائة آية [42]، منها قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) ﴾[43].
وهو في استعماله هذا يشير إلى اعتقاده السياسي في الخلافة الأموية، ومنها خلافة سليمان بن عبد الملك، بأنها مشيئة من الله تعالى، ومنحة ربانية لا دخل للناس فيها، ومعارضتها معارضة لإرادته تعالى، وطاعتها طاعة للخالق، وفي هذا المعنى تزكية لأحقية الأمويين بالسلطة والحكم، وتأكيدا على أن الخلاقة حقهم الشرعي.
ويستمر الشاعر لتأكيد موقفه، فيختار من الصفات العدل والرحمة وهي من الصفات التي وردت في القرآن الكريم، وهي من أسس تحقيق الدين الإسلامي، لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [44]، كما أنها من خصائص الأنبياء لقوله تعالى للرسول : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [45].
لذلك يستعمل الشاعر التمثيل من خلال الربط بين الخليفة والرسول على أساس التشابه بينهما في مجموعة من الأمور [46]:
كَما بعثَ الله النَّبـيَّ مُحمَّــــــــــــداً على فترَة والنَّاسُ مثلُ البَهائــــــــم
والتمثيل طريقة حجاجية ترتبط بتشابه العلاقة بين أشياء ما كان لها أن تكون مترابطة [47]، كما أنها تأسيس لعلاقة بين ما يراد الدفاع عنه، ويسمى بالموضوع، وهو خلافة سليمان،وبين عنصر يجري البحث عنه، يسمى بالمثيل، وهو بعث الرسول .
والتمثيل يؤسس نوعا من القياس، يؤدي بالمتلقي إلى التسليم والإذعان بالاستنتاج [48]، فصفات التشابه تمثل حججا تقرب بين طرفي التمثيل، وتخلق التأثير المطلوب.
وبهذا القياس يتأكد لدى المتلقي وجود تناسب، أي تشابه في علاقة ( أ بـــــــ ب )، و( ج بــــــــــ د )، ووظيفة هذه التقنية تفسير علاقة غامضة بعلاقة أخرى مألوفة [49].
ولتأكيد حقهم في الخلافة، يجتهد الفرزدق، فــيبحث عن طريقة للربط بين نسب الأمويين ونسب الرسول ، فيصل إلى التقاء البيتين في شخصية عبد مناف بن قصي،وهو الجد الثالث للرسول ، والخامس لسليمان بن عبد الملك، فهذا الأخير من أولاد ونسل بيت النبوة، ولم يغتصب الخلافة من أهلها [50]:
ورثتُمْ قناةَ المُلـــك غـــــــــيــرَ كـــــلالَة عَن ابْني مَنَاف عَبْد شَمْس وهَاشم
وقد عبر الشاعر عن اتصال وعدم انقطاع نسب الأمويين عن نسب الرسول بــ “نفي الكلالة”، وهو حجة واقعية احتاجت من الشاعر بحثا في الأنساب، وهو فضلا عن ذلك شاهد تاريخي، ذو طبيعة اجتماعية، أدمج به الشاعر جزءا وهو بيت “أمية”، في بيت يشمله، وهو “عبد مناف”، وعلاقة الاشتمال والتضمن تجعل صفات العام تنطبق على الأجزاء [51]، لأن الكل أكبر من الجزء، وهذه العلاقة تجعل القول غير قابل للنقاش [52].
ونرى الفرزدق ينهج الطريقة نفسها في نقيضة يمدح فيها الخليفة نفسه، قبل هجائه لخصمه جرير، حيث يقول [53] :
بقَوْم أبوُ العَاصي أبُوهُمْ توارْثَوُا خــــــــــــلافةَ أُمـــــيَّ وخــــــــيْر الخَواتــــم
فقوم “أبو العاص بن أمية بن عبد شمس”، ويقصد، بشكل خاص، الخلفاء الأمويين من أبناء مروان بن الحكم، ومنهم سليمان بن عبد الملك بن مروان، ورثوا الخلافة عن الأميّ وخير الخواتم، ويقصد الرسول .
وعليه فإن الشاعر أضمر بناءً منطقيا استدلاليا في هذا البيت الشعري:
فـإذا كان: الرسول خاتمة الأنبياء، من بني عبد شمس.
وكان: أبو العاص من عبد شمس، وهو أحد أجداد الخليفة سليمان.
فــإنّ: الخليفة سليمان ورث الخلافة عن الرسول .
وبالتالي: بنو أمية لهم الأحقية بالخلافة، ولا يجوز منازعتهم فيها.
ويستعمل لذلك علاقة السببية المضمرة، وهي من العلاقات المنطقية المؤدية للإقناع، وعلاقة النسب علاقة قوية، مؤكِّدة للاتصال لارتباطها بالقرابة الدموية، ولكونها علاقة مقدسة لدى العرب، لذلك كانوا حريصين على توثيق الأنساب والحفاظ عليها من العار والضياع.
ويوظف الفرزدق لتأكيد أحقية سليمان بن عيد الملك بالخلافة، تقنية وصف الشخص بأعماله، والتي تعد جزءا أساسيا من جوهر الشخصية، وتشكل هذه الأعمال مقدمات صغرى تؤدي إلى نتيجة معينة، ومن شروط تحقق هذه النتيجة أن يكون الترابط بين الشخص وعمله متحققا، يشهد عليه واقع الشخصية، فالشاعر يخبرنا بأنه سار [54]:
إلى المُؤْمِنِ الفَـكــاكِ كُـلَّ مُقـــــــيَّـــــدٍ يَداه ومُلقِي الثِّقلَ عــــــــنَّ كُــــلِّ غَــــارِمِ
بِكفَّينِ بيضَاوَيْــــــــنِ فـــي رَاحتيهـــمَا حَيَا كُلِّ شَيءٍ بالغيُــــوثِ السَّـواجِــــمِ
بِخَيرْ يَدْي مَـنْ كــــانَ بعدَ مُحـــمَّــدٍ وجـــــــــارَيـــــــــــهْ والمــظلُـــــــــومِ للهِ صَـــــائِــــمِ
فالخليفة أياديه على الناس عديدة، لذلك كان خير من جاء بعد محمد وجاريه أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، والمظلوم عثمان بن عفان الأموي، الذي قُتل ظُلما، وحجته في ذلك هي القيم التي امتدحت بها العرب قبل الإسلام وبعده، وهي أن الممدوح خيْر من جاء بعد محمد ، وأبي بكر وعمر وعثمان بن عفان، واعتمد في توظيفه للمقدمات الحجاجية، وإيرادها في خطابه بناء تدريجيا عقليا، يصل به إلى نتيجة محددة.
فالشاعر يقْرِن فضل الخليفة سليمان بن عبد الملك بفضل من سبق عليا بن أبي طالب من الخلفاء الراشدين، من جاري ، والمغدور عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو في ذلك ينساق إلى رواية الأمويين التي شرّعت موقفهم من الخلافة، وهذا الخطاب يرفع الخليفة الأموي ليعدل به هؤلاء الرجال الذين لا يُنسى فضلهم في تثبيت أركان الخلافة ضد الفتن التي كادت تعصف بالدين الإسلامي (كحروب الردة)، أو الإعلاء بالخلافة الأموية عموما لتعدل الخلافة الراشدة.
فالشاعر استعان لكي يحقق هذه الغاية بشخصيات معروفة من خلال استراتيجية استعمال صفات لازمة ولصيقة بهذه الشخصيات، وبعبارة أخرى فقد وظف الشاعر معرفة مشتركة وعامة لدى الجمهور ليحقق التماهي بينه وبين هذا الأخير، فكلما ضاقت المسافة الفاصلة بين معرفة المتكلم والمخاطب كلما اقترب المتكلم من تحقيق هدفه الإقناعي من الخطاب.
ويستمر الشاعر على هذا النهج، وباستخدام نفس الطرق الإقناعية في مدحه للخليفة هشام بن عبد الملك، حيث يخاطبه قائلا [55]:
أميرَ المؤمنينَ بكم نُعِــشنـــــــــــا وَجُذّ حِــــــــــــــــبـــــالُ آصــارِ الأثـــــامِ
فجاءَ بسُنّةِ العُمَريـنِ فيـــــهـــا شِفاءٌ للصُــــدورِ منَ السقــــامِ
رَآكَ اللهُ أولى النــاسِ طُـــــــــــــرّاً بِـــــــــــــــــــــــــأعوادَ الخلافةِ والســـــلامِ
فالفرزدق يُعْلي من شأن الخليفة ليكون مُتَقَبلا، فاختياره للخلافة كان خيرا على الناس، فقد أحيا سنّة العُمرين، ولعله يقصد بالعمرين هنا الخليفتين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، وهي سنة تشفي الصدور من الأمراض القلبية والروحية التي تعتريها، وهذا المعنى مأخوذ من قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾[56]، فهو ينزع لزيادة تأثير خطابه صفةً وُصف بها القرآن، وهي “شفاء الصدور”، ليصف بها للسنة التي جاء بها الخلفية.
ويضيف الشاعر معاني أخرى في محاولة إقناع الجمهور بوجوب طاعة الخلافة، والاعتراف بخلافته، فهي قائمة على اختيار رباني، فقد رآه الله أولى الناس بها، وأحسن الخلق قدرة على توفير الأمن والسلام، وهي غاية الاستخلاف في الأرض.
خاتمة:
ختاما يمكن القول بأن جريرا والفرزدق نوَّعّا من التقنيات البلاغية الإقناعية في خطاب الخلافة الأموية، وقد وظفا للدعوة إلى هذه الخلافة، وأحقية الأمويين بها، مجموعة مختلفة من التقنيات الحجاجية، ومن النتائج الخاصة التي تحققت في هذا البحث:
- توظيف الشاعرين لتقنيات منها الشاهد وحجة الشخص وأفعاله، والرموز الإسلامية، والأبنية المنطقية، والاستدلالية، والتماثل أو التناسب، والتقابل، وغير ذلك.
- النقائض نصوص غنية فنيا وبلاغيا، فإقناع الجمهور، والتأثير في المستمعين عقليا وجماليا حاضر بقوة في هذه النصوص الشعرية، وقد سار خطاب الخلافة فيها هذا الاتجاه.
- حاول جرير والفرزدق إثبات أحقية الأمويين بالخلافة، بمجموعة من الطرق، ومنها مدح القادة والولاة، الذين يمثلون واجهة الخلافة الأموية، وتوظيف النصوص القرآنية والدينية، وإن بشكل جزئي، مما جعل هاته الشخصيات تكتسب شرعية دينية.
الإحالات:
[1] ـ محمد مصطفى هدارة: الشعر العربي في القرن الأول الهجري، دار المعارف ـ القاهرة ـ 1963، ص 419.
[2] ـ شوقي ضيف: العصر الإسلامي، دار المعارف ـ القاهرة، الطبعة الحادية عشرة، ص 242.
[3] ـ أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني: الأغاني، تحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور إبراهيم السعافين والأستاذ بكر عبَّاس، دار صادر، بيروت، الطبعة الثالثة، 2008، المجلد الثامن، ص 16 ـ 17.
[4] ـ الأغاني، المجلد الثامن، ص 37.
[5] ـ نفسه وعينه، ص 8.
[6] ـ العصر الإسلامي، ص 241.
[7] ـ نفسه، ص 242.
[8] ـ ابن قتيبة: الشعر والشعراء، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، ج 1، ص 464.
[9] ـ نفسه وعينها.
[10]ـ أبو على الحسن بن رشيق القيرواني: العمدة في محاسن الشعر وآدابه، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، الطبعة الخامسة، 1981م، الجزء الثاني، ص 1078.
[11] ـ محمد بن سلام الجمحي: طبقات فحول الشعراء، قرأه وشرحه محمود محمد شاكر، دار المدني، جدة، السفر الثاني، ص 297.
[12] ـ نفسه وعينه، ص 66. والشعر والشعراء، ج 1، ص 465.
[13] ـ طبقات فحول الشعراء، السفر الثاني، ص 374.
[14] ـ أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: الفاضل، تحقيق عبد العزيز الميمني، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1995 م، ص 108.
[15] ـ طبقات فحول الشعراء، السفر الثاني، ص 298.
[16] ـ الشعر والشعراء، ج 1، ص 472. الأغاني، المجلد الحادي والعشرون، ص 193.
[17] ـ الشعر والشعراء، ج 1، ص 471.
[18] ـ الأغاني، المجلد الحادي والعشرون، ص 195.
[19] ـ نفسه، وعينه، ص 196.
[20] ـ ابن منظور الإفريقي: لسان العرب، نسخة مذيَّلة بحواشي الشيخ اليازجي وجماعة من اللغويين، دار صادر، بيروت، الطبعة الثالثة، ج 8، ص 419.
[21] ـ أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري: كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، الطبعة الأولى، 1952م، ص 6.
[22] ـ محمد مشبال: بلاغة النص التراثي مقاربات بلاغية حجاجية، دار العين للنشر، الإسكندرية، 2013م، ص 7.
[23] ـ العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ج 1، ص 242.
[24] ـ أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: البيان والتبيين، شرح عبد السلام محمد هارون مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة السابعة، 1998م، ص 116.
[25] ـ عادل عبد اللطيف: الحجاج في الخطاب مقاربات تطبيقية، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، مراكش، الطبعة الأولى، 2017م، ص 49.
[26] ـ أبو الحسن حازم القرطاجني: منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تقديم وتحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1986م، ص 361.
[27] ـ نفسه وعينها.
[28] ـ عبد القادر بقشى، التناص في الخطاب النقدي والبلاغي دراسة نظرية وتطبيقية، أفريقيا الشرق، المغرب، طبعة 2007م، ص 73.
[29] ـ أبو عبيد الله اليزيدي، (رواية) عن أبي سعيد السّكري عن ابن حبيب عن أبي عبيدة: شرح نقائض جرير والفرزدق، تحقيق وتقديم الدكتور محمد إبراهيم حُوّر والدكتور وليد محمد خالص، منشورات المجمع الثقافي، أبو ظبي، الطبعة الثانية، 1998م، ج 3، ص 1030.
[30] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 3، ص 1030.
[31] ـ عبد الله الصولة: في نظرية الحجاج دراسات وتطبيقات، مسكيلياني للنشر والتوزيع، تونس، الطبعة الأولى، 2011م،
ص 51.
[32] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 654.
[33] ـ علي الشبعان: الحجاج والحقيقة وآفاق التأويل في نماذج ممثلة من تفسير سورة البقرة (بحث في الأشكال والاستراتيجيات)، دار الكتاب الجديدة المتحدة، لبنان، الطبعة الأولى، 2010م، ص 150.
[34] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 3، ص 1065.
[35] ـ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي: العقد الفريد، تحقيق الدكتور مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1983م، ج 5، ص 189.
[36] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 3، ص 1071.
[37] ـ في نظرية الحجاج دراسات وتطبيقات، ص 53.
[38] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 578.
[39] ـ نفسه، ج 3، ص 1068.
[40] ـ القرآن الكريم برواية ورش، من الآية 55، سورة النور ـ
[41] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 518.
[42] ـ القرآن الكريم برواية ورش، من الآيات والسور: الآيات 22 ـ 30 ـ 126 من سورة البقرة، الآية 41، سورة آل عمران، الآية 45، سورة النساء، الآية 20، سورة المائدة، الآية 97، سورة الأنعام، الآية 5، سورة يونس، الآية 118، سورة هود، الآية 3، سورة الرعد، الآية 72، سورة النحل، الآية 99، سورة الإسراء.
[43] ـ نفسه، الآية 38 ـ 39، سورة القيامة ـ
[44] ـ القرآن الكريم برواية ورش، الآية 90، سورة النحل.
[45] ـ نفسه، الآية 107، سورة الأنبياء.
[46] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 518.
[47] ـ عبد السلام عشير: عندما نتواصل نغير مقاربة تداولية معرفية لآليات التواصل والحجاج، إفريقيا الشرق، المغرب، 2006 م، ص 97.
[48] ـ مثنى كاظم صادق: أسلوبية الحجاج التداولي والبلاغي تنظير وتطبيق على السور المكية، منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف، الطبعة الأولى، 2015 م، ص 166.
[49] ـ الحسين بنوهاشم: نظرية الحجاج عند شاييم بيرلمان، دار الكتب الجديدة المتحدة، بيروت، الطبعة الأولى، 2014 م، ص 89 ـ 90.
[50] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 518.
[51] ـ في نظرية الحجاج دراسات وتطبيقات، ص 47.
[52] ـ نظرية الحجاج عند شاييم بيرلمان، ص 67.
[53] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 519.
[54] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 2، ص 516.
[55] ـ شرح نقائض جرير والفرزدق، ج 3، ص 1090.
[56] ـ القرآن الكريم، من سورة يونس، الآية 57