الزمن ودلالاته في العربية والفرنسية: دراسة مقارنة

طالب باحث في سلك الدكتوراه
كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة
المغرب

ملخص

يسلط هذا البحث الضوء على قدرة العربية على التعبير عن الزمن بمختلف فُسحِهِ من خلال مقارنتها مع اللغة الفرنسية، وأظهرت النتائج أن اللغتين ليس لهما إلا لفظ واحد للدلالة على الزمن اللغوي هو (الزمن Temps)، وقد حاول بعض اللسانيين العرب التمييز بين الزمن الفلسفي والزمن اللغوي، فجعل لفظة (الزمان) للأول و(الزمن) للثاني. كما اقترح بعض اللسانيين الفرنسيين (Tiroir Verbal) بدل(Temps) للإشارة للزمن اللغوي، فاللغتان تشتركان معا في التعبير عنه، لكن لكل لغة نسقها الخاص، فالعربية تكشف عن الزمن صرفيا ونحويا وتترك المجال مفتوحا لمتكلمها للتعبير عن مقصده، فلا تحصره في قالب معين، وبناء عليه، لا يمكن عد صيغ الفعل وحدها معيارا للحكم على زمنيتها من عدمها، فالماضي في العربية ليس على شاكلة واحدة، بل هناك الماضي المطلق والقريب والبعيد والمتجدد وغيرها من الفسح، والحاضر كذلك يتنوع هو الآخر، والمستقبل بحسب ما يتصل بالفعل من لواصق وقرائن ونواسخ، وينبغي استحضار السياق ومقصد المتكلم. يضاف إلى ذلك ما تعبر عنه بعض المشتقّات من دلالات زمنية متعددة، وهذا يعكس انفتاح النسق الزمني للعربية وغناه. وفي مقابل ذلك، تعتمد اللغة الفرنسية عدة وجوه (Modes)، تمثل إطارا لتصنيف الأزمنة، وهي في ذلك تجنح إلى الصيغ الفعلية أكثر.

Abstract

This research sheds light on the ability of the Arabic language to express tense in its various aspects by comparing it with the French language. The results showed that both languages have only one word to indicate linguistic tense, which is “temps”. Some Arabic researchers have tried to distinguish between philosophical time and linguistic tense, using the word “azzamaan” for the former and “azzaman” for the latter. Some French linguists have also tried to deal with this situation by suggesting “tiroir verbal” instead of “temps” to refer to linguistic tense. The understanding of both languages is shared in their expression, but each language has its own structure. Arabic reveals tense in a morphological and syntactic way and leaves room for the speaker to express their purpose without confining it to a specific form. Therefore, the number of verb forms alone cannot be a criterion for judging its temporality. In Arabic, the past is not of one mold; there is the absolute past, the near past, the distant past, the renewed past, and other aspects. The present also varies, and the future depends on the verb’s prefixes, indicators, and suffixes, and the context and intention of the speaker should be considered. In addition, some derivatives express multiple temporal meanings, reflecting the openness and richness of Arabic’s temporal structure. On the other hand, the French language relies on several moods, serving as a framework for categorizing tenses, leaning more towards verbal forms

مقدمة

يعرف المنهج المقارن المؤسس على تحديد المبادئ الكلية للغات وقيم الوسائط الخاصة بها إقبالا من قبل الباحثين العرب والمغاربة بشكل خاص، نظرا لقيمته النوعية في الحقل اللساني. وعلى النهج نفسه، يأتي هذا البحث، لمحاولة تقريب المتلقي من قدرة العربية على التعبير عن الزمن بمختلف فُسَحه من خلال مقارنتها مع اللغة الفرنسية، ومن ثم دحض ما يذهب إليه بعض المستشرقين، الذين يصفون العربية أنها قاصرة في التعبير الزمني مقارنة مع اللغات الهند أوروبية، وعلى رأسها الفرنسية.

وسيتكفل هذا البحث بمحاولة الإجابة عن التساؤلات الآتية:

كيف تعبر اللغة العربية عن الزمن؟ وهل من خلال الصيغ الفعلية فقط أم من خلال السياق والقرائن المختلفة؟ وهل تتحقق من خلال هذه العناصر كلها؟ وهل هي قادرة على التعبير عن أقسام الزمن بشكل تفصيلي ودقيق كما هو مُتصور عن الفرنسية؟ ما أوجه الائتلاف والاختلاف بين اللغتين في هذا الصدد؟

وسأنطلق لمقاربة هذه التساؤلات من فرضية فحواها أن العربية قادرة على التعبير عن الزمن بشكل تفصيلي ودقيق، خلافا للانطباع الذي يبديه البعض في هذا الجانب، فصيغ الفعل المعروفة في العربية (الماضي والمضارع والأمر)، لا تعبر عن الزمن بشكل واضح، لهذا لا ينبغي أن تعتمد وحدها معيارا في الحكم على زمنية العربية من عدمها، بل ينبغي أن ينظر إليها تبعا للسياق الذي ترد فيه ما ترتبط به من لواحق  وأدوات، فهذه العناصر كلها ترسم معالم الزمن بكل تفصيلاته ودقائقه، كما أن الزمن في العربية لا يعبر عنه بالفعل وحده، وإنّما يتحقق أيضا ببعض المشتقات، من قبيل اسم الفاعل واسم المفعول.

مدخل مفهومي[1] :

  • مفهوم الزمن (Temps):

سأركز في حديثي عن مفهوم الزمن على المسائل الآتية:

أولا، لقد تعددت في اللغة الألفاظ الدالة على الزمن، فهو الزمن والزمان والدهر والحين والوقت والأمد والأزل والسرمد، أما في القرآن الكريم فلم ترد كلمة الزمن أو الزمان أو الأزل [2].

وفي القواميس العربية جعل الزمن والزمان دالين على معنى واحــد باعتبار ترادفـهما “الزمن والزمان اسم لقليل الوقت وكثيره، وفي المحكم: الزمن والزمان العصر، والجمع أزمن وأزمان وأزمنة”[3].

هذا من ناحية مادتي الزمن والزمان، أما من ناحية مادتي الزمان والدهر فيلاحظ ترادفهما تارة واختلافهما تارة أخرى كما قال شمر: الدهر والزمان واحد؛ وقال أبو الهيثم أخطأ شمر، الزمان زمان الرطَب والفاكهة، وزمان الحر والبرد، قال ويكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر قال والدهر لا ينقطع”[4].

وقد ورد في قاموس الأكاديمية الفرنسية”Dictionnaire de l’Académie française”: “الزمن هو تتابع اللحظات، التي هي مقياس للمدة، يقال مثلا: حساب الوقت، تمييز الوقت، وقت طويل. وقت قصير… والزمن كذلك مصطلح نحوي يعكس مختلف التحديدات التي من خلالها تعبر الأفعال عن أحداث تقع إما في الماضي، الماضي الناقص، المستقبل. . .”[5].

أما اصطلاحا فيعرفه مهدي المخزومي بأنه “صيغ تدل على وقوع أحداث في مجالات زمنية مختلفة، ترتبط ارتباطا كليا بالعلاقات الزمانية عند المتكلم، أو بغيرها من الأحداث التي تقاربها في الموقع”[6].

ويعرفه جون ديبوا (Jean Dubois ) وآخرون بأنه””مقولة نحوية ترتبط غالبا بالفعل وتعكس مختلف فسح الزمن الحقيقي أو الطبيعي”[7].

وإن ما نسميه بالزمن في مورفولوجيا لغة ما، لا يدخل في علاقة بسيطة ومباشرة مع ما نسميه بالزمن على المستوى الوجودي (حتى دون أن نفكر في المعاني الفلسفية للمصطلح)؛ يوجد دليل من بين أدلة أخرى، في لغات كثيرة، لمصطلحين مختلفين فيما يخص اللسني والمعيش. ففي الإنجليزية نجد (Tense وTime)، وفي الألمانية هناك: (Tempusو Zeit).[8]

أما العربية والفرنسية فليس لهما إلا لفظ واحد للدلالة على الزمن اللغوي هو (الزمن Temps)، وقد حاول تمام حسان التمييز بين الزمن الفلسفي والزمن اللغوي، فجعل لفظة (الزمان) للأول، و(الزمن) للثاني. وقد اقترح بعض اللسانيين الفرنسيين ومنهم إدوارد بيشون (Edouard Pichon) وجاك داموريت (Jacques Damourette) مصطلح (Tiroir Verbal) بدل (Temps) للإشارة للزمن اللغوي [9].

ثانيا، لقد حاول كثير من الباحثين المعاصرين عبر بحوثهم تخليص المنهج اللغوي من سيطرة الاتجاه العقلي التحليلي، وأن يفرقوا بين ثلاثة أنواع زمنية: الزمن الفلسفي المنطقي، والزمن التقويمي الفلكي والزمن اللغوي[10].

فالزمن الفلسفي “ليس في جوهره زمنا بل هو النظر في الزمن داخل الوجود المادي أو خارجه، بمعنى الوجود المتصور، وما دام نظرا عقليا فهو محل خلاف، فتارة يكون مثالا ذهنيا تجريديا وتارة يكون حقيقة تكاد تقترب من التشخيص[11] “.

أما الزمن الفلكي فهو “آلة قياس الإنسان الأحداث والخبرات – كما أن المسطرة آلة قياس المسافة أو المكان – ولهذا لابد لنا من تجسيم هذا الزمن أو تأطيره ليكون محسوسا[12]“.

وعلى هذا فإن كلا الزمنين الفلسفي والفلكي زمن موضوعي؛ أي مستقل عن خبراتنا الشخصية، غير أن جوهر افتراقهما يكمن في كون ما سمي بـ ” الزمن الفلسفي” نظرا في الزمن و”الزمن الفلكي” هو الزمن ذاته، وعلى هذا فإن أبعاد الزمن الفلسفي غير محددة بالوجود المادي، على العكس من الزمن الفلكي، الذي هو سجل طويل يمتد إلى أعماق سحيقة في الوجود[13].

وإذا كان من الطبيعي أن يكون لكل نوع زمني وسائله للنظر في الزمن الفلسفي، والتقويم في الزمن الفلكي، والصيغ في الزمن اللغوي، فإن السؤال الذي ينبري هنا هو: ما الأمور التي تتقاطع فيها هذه الأنواع؟

لقد توفر البحث اللغوي القديم والمعاصر على جانب تطبيقي لالتقاء مفهومي الزمن الفلسفي والزمن اللغوي؛ فقد نظر بعض النحاة إلى أقسام الزمن اللغوي وكأنها أقسام الزمن الفلسفي، فنفوا في جانب المنطق وجود الزمن الحاضر[14]، ونفوا في جانب اللغة وجود صيغة لهذا الزمن، غير أن ذلك الملحظ سيمتد بالضرورة إلى نفي صيغتي المستقبل والماضي لأن كليهما غير موجود، ووفق هذا تتنافر طبيعتا الزمن الفلسفي والزمن اللغوي، ومن هذه الزاوية يمكن أن يوجه نقد إلى المباحث التي حاولت أن تجعل الزمن اللغوي ذا طبيعة فلسفية[15].

غير أن التداخل بين مفهومي الزمن الفلسفي والزمن اللغـوي يكـمن في قضيـة ما سمي بـ الظروف؛ فقد درس النحاة الزمن والمكان النحويين تحت عنوان واحد في قسم المفعولات – المفعول فيه – لأن لهما وظيفة نحوية واحدة هي وعائية الحدث، والفرق بينهما فرق معجمي ليس غير. وبذلك فإن البحث عن المشترك بين طبيعتي الزمن اللغوي والزمن الفلكي، يبين أنهما ينتميان إلى طبيعة واحدة من حيث إنهما ينطويان على أبعاد مكانية، فكما أن للزمن الفلكي أبعادا، وكما أنه زمن مجسم يقاس بآلات معينة، فكذلك الزمن اللغوي، له أبعاد مكانية من قرب وبعد واستمرار وانقطاع. . .وله آلات قياسه الخاصة به وهي الصيغ والمركبات. وكلا الزمنين يشتركان في الأقسام الزمنية: الماضي والحاضر والمستقبل كما يعنيان بتفريعات هذه الأقسام[16].

  • مفهوم الجهة (Aspect):

لقد تعددت التعريفات الاصطلاحية للجهة، وذلك بتعدد التوجهات المعرفية والنظرية والمنهجية المختلفة، ومن بين هذه التعريفات المتعددة نجد برنارد  كومري (Bernard Comrie) الذي يعرف الجهة  بما يلي:  “الطرق المختلفة للنظر إلى التكوين الزمني الداخلي للوضع”[17].

ويعرف تمام حسان الجهة بقوله: “الجهة (Aspect) تخصيص لدلالة الفعل ونحوه إما من حيث الحدث وإما من حيث الزمن[18].

أما عبد القادر الفاسي الفهري فيعرف الجهة بأنها” مجموع سمات الحدث التي تمكن قياسه ووصفه زمنيا. فهو ممتد (Durative) أو غير ممتد أو لحظي، وهو محدود (Bounded) وغير محدود، وهو تام (Perfective) وغير تام…وقد نفرق بين جهة الوضع أو الحدث التي تدعى (Aktionsart)، وهي لازمة للفعل (قبل تصرفه)، وجهة البناء أو التصرف، وهي ما يدعى عادة بالجهة (Aspect) في دلالتها الضيقة. وهذه الجهة ليست ممعجمة عادة، وإنما يرثها الحمل المتصرف (الفعل أو الصفة)، عندما يدخل التركيب. ومعلوم أن الجهة تختلف عن الزمن من عدة وجوه. فالزمن مثلا، لا يمكن أن يكون ممعجما، وهو إشاري (Deictic)، بخلاف الجهة”[19].

وقد ورد في المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات: “الجهة مقولة نحوية تعبر عن التمثيل الذي يعطى لحدث الفعل بخصوص امتداده وتمامه”[20].

ومن خلال هذه المفاهيم المختلفة والمتعددة لمصطلح الجهة يتضح أن هذا الاختلاف كان ناتجا عن تعدد التصورات واختلاف آراء كل باحث من الباحثين، وفي ضوء ما سبق يتم التمييز بين:

جهة نحوية (جهة البناء): تتصل بالتحقيق النحوي لثنائية التمام واللاتمام[21].

جهة معجمية (جهة الوضع /نمط الحدث): تعنى بالخصائص الداخلية للأوضاع التي تصنف بحسبها الأفعال [22]، وتقسم الأوضاع حسب زينو فندلر (Zeno Vendler) إلى أربعة أقسام[23]:

1) الحالات (Etats ): تصف أوضاعا تستمر مدة زمنية، ولا تتقيد ببداية أو نهاية. وتدل كذلك على مجموعة من الأحاسيس والمشاعر الثابتة والساكنة والمجردة.

2)  الإنجازات ((Achèvements: كل ما يتعلق بأحداث تم إنجازها فعلا من البداية حتى النهاية.

3) الإتمامات ((Accomplissements: تعني الأحداث التي تستغرق وقتا معينا، تتقارب فيه نقطتا البداية والنهاية.

4) الأنشطة Activités)): كل ما يتعلق بأحداث متكررة دالة على الحركة والنشاط.

  • الزمن وعلاقته بالجهة:

مما لا شك فيه أن هناك علاقة وثيقة بين الزمن والجهة، فالجهة تبعا لكومري هي الطرق المختلفة للنظر إلى التكوين الزمني الداخلي للوضع، وبهذا تخالف الزمن، إذ يرتبط هذا الأخير زمن الحدث أو الوضع بزمن آخر خارجي، وهو زمن التلفظ بالجملة، وهذا ما يسميه رايشنباخ بالزمن الإحالي. فإن للحدث بنية داخلية لها على الأقل بداية ووسط ونهاية [24].

 ويفرق الفاسي الفهري بين الجهة والزمن. فالجهة هي مجموع سمات الحدث التي تسمح بقياسه ووصفه من الناحية المعجمية. أما الزمن فذو دلالة إشارية أو تعيينية. وفي هذا يقول: “نفرق بين الزمن والجهة. والجهة أساسا مجموع سمات الحدث التي تمكن قياسه ووصفه زمنيا. فهو ممتد (Durative) أو غير ممتد أو لحظي، وهو محدود (Bounded) وغير محدود، وهو تام (Perfective) وغير تام…وقد نفرق بين جهة الوضع أو الحدث التي تدعى (Aktionsart)، وهي لازمة للفعل (قبل تصرفه)، وجهة البناء أو التصرف، وهي ما يدعى عادة بالجهة (Aspect) في دلالتها الضيقة. وهذه الجهة ليست ممعجمة عادة، وإنما يرثها الحمل المتصرف (الفعل أو الصفة)، عندما يدخل التركيب. ومعلوم أن الجهة تختلف عن الزمن من عدة وجوه، فالزمن مثلا، لا يمكن أن يكون معجما، وهو إشاري (Deictic)، بخلاف الجهة”[25].

ويفهم من هذه التحديدات أن الجهة تنظر للحدث أو الوضع من حيث تمامه وعدم تمامه، ومن حيث اكتماله أو العكس بغض النظر عن الزمن الذي يقع فيه سواء كان ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا، في المقابل يعنى الزمن بوقت وقوع هذا الحدث بالضبط.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك اختلافا بين الباحثين العرب في استعمال المقابل العربي لمصطلح (Aspect) والجدول أسفله يوضح ذلك:

مقابله العربي

الباحث /المعجم

مصطلح

(Aspect)

الجهة

عبد القادر الفاسي الفهري [26]

عبد المجيد جحفة[27]

عبد الجبار توامة[28]

تمام حسان[29]

يوسف مالك المطلبي[30]

المعجم الموحد لمصطلحات

اللسانيات[31]

خاليدحسني[32]

عبد العزيز العماري[33]

المظهر

محمد عبد الرحمن الريحاني[34]

أسلوب الحدث

يوئيل يوسف عزيز[35]

الهيئة- صورة

السيرورة

معجم المصطلحات الألسنية [36]

حسن حمزة[37]

  • أنـــواع الجهـــة وتصنيفاتها:

هناك تصنيفات مختلفة للجهة تعكس ما قلته سابقا عن الاختلاف الحاصل بين الباحثين، ومنها:

أ) تصنيف كومري (Comrie):

تنقسم الجهة حسب كومري[38] إلى أنواع عدة، فهناك جهة التمام (Perfective) وعدم التمام (Imperfective)، وتنقسم جهة اللاتمام إلى الجهة الاعتيادية (Habitual) مقابل الجهة الاستمرارية (Continuos)، وجهة التدرج (Progressive) مقابل جهة عدم التدرج (non progressive).

ب) تصنيف أوسوالد ديكرو (Oswald Ducrot) وتزيفان تودوروف (Tzvetan Todorov)[39]:

وفي ختام هذا التحديد ارتأيت أن أقف بشكل مقتضب عند مفهوم الوجه (Mode)، بحكم علاقته الوثيقة بمقولتي الزمن والجهة.

  • مفهوم الوجه (Mode):

يعرفه المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات بأنه: “مقولة نحوية ترتبط بالفعل وتقدم نوعية التواصل الذي يؤسسه المتكلم مع مخاطبه أو موقف هذا المتكلم في خطابه الخاص[40].

هذا المفهوم لم يحظ عربيا بدراسات مستفيضة، ما عدا -فيما أعلم-بعض الجهود لباحثين مغاربة مثل الفاسي الفهري وعبد المجيد جحفة وعبد العزيز العماري.

 وينبغي الإشارة إلى أن هناك اختلافا حاصلا بين الباحثين العرب في استعمال المقابل العربي لمصطلح (Mode)، وهو ما بينته في الجدول الآتي:

مقابله العربي

الباحث /المعجم

مصطلح

(Mode)

الوجه – الضرب

عبد القادر الفاسي الفهري [41]

الوجه

المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات [42]

الصيغة

خاليد حسني [43]

النمط

عبد العزيز العماري [44]

وجه-حالة- صيغة الفعل

معجم المصطلحات الألسنية [45]

المبحث الأول: الزمن في اللغة العربية

يعد سيبويه (180هـ) من أوائل من جعلوا الفعل يقترن بالزمن، وهو عنده ما أخذ من لفظ أحداث الأسماء، وقسم هذا الفعل إلى ثلاثة أقسام: الماضي والمضارع والأمر، مؤكدا وظائفه الصرفية التي يمتاز بها، وهي دلالته على الحدث المقترن بزمن ماض، أو حاضر أو مستقبل، فقال في هذا الشأن: “أما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع، فأما بناء ما مضى فذهب وسمع ومكث وحمُد، وأما بناء لم يقع فإنه قولك آمرا: اذهب واقتل واضرب، ومخبرا: يَقتل ويذهب ويضرب ويُقتل ويُضرب. وكذلك بناء ما لم ينقطع وهو كائن إذا أخبرتَ”[46].

وبهذا يكون سيبوبه قد أعطى للفعل ثلاثة معان زمنية هي:

  • إفادة ما مضى (الماضي (؛
  • إفادة ما هو كائن لم ينقطع (الحاضر)؛
  • إفادة ما يكون ولم يقع (المستقبل).

ويعزو هذه الاختلافات في إفادة المعاني إلى التناوبات الصيغية، أو (ما أسماه البناء)، وبهذا يعكس التناوب الصيغي تناوبا في المعاني الزمني[47].

ويلاحظ كذلك أن سيبويه يثبت هذا التناوب خاليا من كل الأدوات التي لها إسهام خاص في تحصيل التأويل الزمني، كما أنه يسند لصيغة الأمر زمن المستقبل[48].

وبهذا تكون الصيغ الزمنية عند سيبويه ثلاثا “فعل”، و”يفعل”، و”افعل”، وتقابل كل منها قيمة زمنية، غير أن هذه القيم يتم التعبير عنها بمصطلحات من قبيل “ما مضى”، و”ما يكون” و”ما لم يقع” و”ما هو كائن” و”ما لم ينقطع”، ومصطلحات المضي والكينونة والوقوع والانقطاع غير متجانسة، فمنها ما هو مرتبط بالزمن، ومنها ما هو مرتبط بالحصول، ومنها ما هو مرتبط باستمرار الحدث[49].

وعرف ابن هشام (761ه) الفعل بأنه “ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة”[50]، مؤكدا بذلك ما قاله الكثير من النحاة في حد الفعل الذي لا ينفصل عند القدماء عن محتواه الزمني، وشكله الصرفي أو صيغته، ومنه فإن النحاة القدماء أكدوا أن هناك ارتباطا قويا بين الصيغة الصرفية والزمن، وقسموا الزمن إلى ماض وحال ومستقبل.

ويظهر أن هذا الموقف من النحاة-أغلبهم[51]– ليس نتيجة للتحليل اللغوي وإنما بتأثير التفكير الفلسفي المنطقي، وقد استغل بعض المستشرقين هذا المأخذ، إذ يقول سبتينو موسكاتي (Moscati Sabatino): “وللغات السامية نظام في تصريف الفعل يختلف اختلافا تاما عما في اللغات الهندية الأوربية فليس فيها إطلاقا صيغ أزمنة بالمعنى الصحيح، أي صيغ تدل على حدوث الفعل في الحاضر أو الماضي أو المستقبل فهي لا تميز إلا بين الحالة والحدث؛ أي بين نشاط (مستمر أو اعتيادي) وحدث (تم).”[52].

ويقول وليام رايت (William Wright): “إن النحاة أنفسهم لم يولوا هذه القضية اهتماما، ولم يفردوا مسألة الزمن بالدراسة، بل إنهم أعطوا الأهمية للزمن من خلال تقسيمهم الثلاثي للأفعال “[53].

وقد تنبه جوتهلف براجشراتر (Gotthelf Bergstaisser) لغنى اللغة العربية زمنيا، حيث يقول: “ومما يزيدها تميزا عن سائرها تخصيص معاني أبنية الفعل وتنويعها، وذلك بواسطتين؛ إحداهما: اقترانها بالأدوات، نحو ((قد فعل))، و((قد يفعل))، و((سيفعل)) وفي النفي: ((لا أفعل)) بخلاف ((ما فعل))، و((لن يفعل)) بخلاف ((لا يفعل)) و((ما يفعل))، والأخرى: تقديم فعل (كان)على اختلاف صيغة، نحو ((كان قد فعل)) و((كان يفعل)) و((سيكون قد فعل)) إلى آخر ذلك. فكل هذا ينوع معاني الفعل، تنويعا أكثر بكثير، مما يوجد في أية لغة كانت، من سائر اللغات السامية، قريبا من غنى الفعل اليوناني والغربي، أو بالأحرى؛ أغنى منهما في بعض الأشياء” [54].

المطلب الأول: الفعل في اللغة العربية ودلالاته الزمنية

ينبغي الإقرار بداية أنّ صيغ الفعل في العربيّة (أي الماضي والمضارع والأمر)، وإن بدت ملازمة للحدث والزمن، إلّا أنّها لا تعبر عنه بشكل واضح، لهذا يفرّق اللسانيون المحدثون بين مفهومين في الزمن اللغويّ، هما: الزمن الصرفيّ والزمن النحويّ، قال تمّام حسان مبينا هذا الفرق: “الزمن النحويّ وظيفة في السياق يؤديها الفعل أو الصفة أو ما نُقِل إلى الفعل من الأقسام الأخرى للكلم كالمصادر والخوالف، والزمن بهذا المعنى يختلف عمّا يُفْهَم منه في الصرف، إذ هو وظيفة صيغة الفعل مفردة خارج السياق”[55] و”زاد تمّام حسّان الأمر وضوحا حين قال: “أمّا في السياق النحويّ فسنرى أن الزمن كما ذكرنا منذ قليل، هو وظيفة في السياق، يؤديها الفعل وغيره من أقسام الكلم التي تنقل إلى معناه”[56].

وبناء عليه؛ فإن للفعل الماضي والمضارع زمنين: زمن صرفي وزمن نحوي. أما الزمن الصرفي فهو الزمن الماضي للفعل الماضي، والزمن الحاضر أو المستقبل للفعل المضارع. فعندما تقول: (كتب) و(يكتب)، فإن الزمن الصرفي للفعل (كتب) هو الماضي، وللفعل (يكتب) هو الحاضر أو المستقبل؛ بالنظر إلى الدلالة الزمنية للفعلين: (كتب) و(يكتب) مجردين من السياق. وأمّا الزمن النحوي للفعل الماضي والمضارع فقد يكون الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وفقا للسياق الذي يرد فيه الفعل.

وفي ضوء ما قلته، سأحاول في المحور الموالي عرض قدرة الفعل في اللغة العربية على التعبير عن الأزمنة المختلفة[57]:

أولا: الفعل ودلالته على زمن الماضي

يدل الفعل في اللغة العربية على المُضي بتحديدات مختلفة، لعل أبرزها:

  • الماضي المطلق /البسيط/العادي: يعبر عن حدث وقع وانقضى في زمن سابق لزمن التكلم (الآن)، فزمنه عام يستغرق الماضي من دون تحديد على اختلاف فسحه الزمنية[58]، ومثاله: كتب الطالب الدرس، انتهى وقت الحصة، ففعل الكتابة تحقق في الماضي وانتهى فيه ولا نستطيع تحديد فسحته الزمنية من هذا الماضي.
  • الماضي القريب من الحاضر: يدل على حدث وقع في الزمن الماضي في فترة زمنية تقرب من الحاضر(الآن)، ومثاله: قد أقبل خالد من سفره[59].
  • ويقول ابن هشام(721هـ): “وتفيد-يقصد قد- تقريب الماضي من الحال، تقول: قام زيد فيحتمل الماضي والماضي البعيد. فإن قلت: قد قام اختص بالقريب”[60].
  • الماضي البعيد: يدل على وقوع حدث في زمن ماض بعيد، وهو الأسلوب للحكاية عن أمر حدث حقيقة أو حكما، وذلك في زمن غير قريب ومن ذلك قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ اٰمَنَتْ﴾[61]، وقولك: كان أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى البشرية كافة[62].
  • الماضي المتجدد: يحدث في الماضي، ثم يتجدد وقوعه مرات في الماضي وينقطع، وقد يكون انقطاعه هذا قريبا من الحاضر أو بعيدا عنه[63]، ومثاله: كان الطالب يدرس.
  • الماضي المستمر: ويكون مع النواسخ الفعلية (ظل –بات – أمسى-أضحى)، متقدمة على الفعل المضارع، وتفيد الماضي المستمر إلى الحاضر، وربما تستمر إلى المستقبل. نحو: أمسى الطالب يدرس، وبات الأسد يزأر، وأصبح الجو ينذر بالعاصفة[64].
  • الماضي المقارب: ويكون مع النواسخ الفعلية (كاد- أوشك-أكرب)، وقد وضعت هذه النواسخ للدلالة على قرب وقوع الخبر، ولا تدل على الماضي القريب من الحاضر، إنما تدل على أن الحدث قرب وقوعه لكنه لم يحدث سواء كان ذلك الحدث في الماضي البعيد أو القريب[65].
  • الماضي الشروعي: وصيغته (أخذ يفعل) وأخواتها (أنشأ- طفق-جعل-علق-أخذ)، ويدل على بداية القيام بالفعل[66]، أي أن الحدث بدئ العمل به، ولم يزل زمن عمله مستمرا[67]، ومثاله، قوله تعالى: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَٰنِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَّرَقِ اِ۬لْجَنَّةِۖ[68].

ثانيا: الفعل و دلالته على زمن الحاضر

يدل الفعل في اللغة العربية على الحاضر بفسحه المختلفة، ومنها:

  • الحاضر البسيط: ويكون مع صيغة (يفعل)، حيث يدل على حدث يقع وقت التكلم(الآن) دون أي تحديد، ومن أمثلته:” يدرس الطالب، يفلح المستقيم”[69].
  • الحاضر المتجدد: يقع مرات في الحاضر، ويتكون من الفعل(يكون)مع صيغة المضارع[70]، كقوله تعالى: ﴿إِن تَكُونُواْ تَالَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَالَمُونَ كَمَا تَالَمُونَ ﴾[71].
  • الحاضر المقارب: يدل على أن الحدث قرب على الوقوع لكنه لم يقع، بمعنى أن الحدث في هذه الأفعال لا يتم حدوثه ولا في الحال[72]، ويتكون من الأفعال الناسخة (يكاد ويوشك) مع صيغة الفعل المضارع، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يَكَادُ اُ۬لْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْۖ [73].
  • الحاضر المتصل بالمستقبل: وصيغته (ما يزال يفعل) وتكون الأفعال المساعدة الناسخة وما يجري مجراها أساسا لتأليف دلالته في الجمل من خلال السياق، نحو: ما يزال العلم يتوسع[74]،

ثالثا: الفعل ودلالته على زمن المستقبل

يعبر الفعل في اللغة العربية على المستقبل بفسحه المختلفة، ومنها:

  • المستقبل البسيط: يتحقق مع الفعل المضارع (الصرفي) المجرد والمزيد، الذي يخبر عن حدث سيقع بعد زمن التكلم(الآن) دون تحديده بوقت معين، قد يستغرق المستقبل كله أو جزءا منه، وقد يقصد به المستقبل القريب أو البعيد، ويعود التحديد الزمني الدقيق في جملة المستقبل المطلق إلى الحالية وتقدير السامع أو المتكلم، لأن المتكلم في هذه الجملة لا يركز على المدلول الزمني بقدر ما يركز على أهمية الحدث[75]، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ اِ۪مْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٖۖ﴾[76].
  • المستقبل القريب: ويتحقق مع حرف السين مقترنا بصيغة المضارع (سيفعل)[77]، فيدل على حدوث حدث في المستقبل القريب من الحاضر (الآن)، ومثل: سيخرج محمد من البيت.
  • المستقبل في الماضي: وهو إعراب عن المستقبل في زمن ماضي، وصيغته (كان سيفعل، وكان سوف يفعل، وما كان ليفعل)[78]، وقد أشار ابن جني(392هـ) لهذا الزمن بقوله: “على نحو حكاية الحال، في نحو قولك: كان زيد سيقوم أمس، أي كان متوقعا (القيام) فيما مضى، وكذلك قول الطرماح: واستيجاب ما كان في الغد. يكون عذره فيه أنه جاء بلفظ الواجب تحقيقا له، ثقة بوقوعه، أي إن الجميل منكم واقع متى أريد، وواجب متى طلب “[79].
  • المستقبل البعيد: ويتحقق مع سوف وصيغة المضارع (سوف يفعل)، مثل: سوف يسافر عمر، فالفعل سيحدث في زمن ما بعد المتكلم وليس قريبا منه[80].
  • المستقبل التجددي: ويتأتى التعبير عنه بواسطة التركيب الآتي (سيكون يفعل)، فيدل على حدوثه في المستقبل، أي للتعبير عن الحدث الذي سيبدأ قبل وقت معين في المستقبل وسيستمر في ذلك الوقت، مثل: في الساعة التاسعة غدا سيكون الطالب يراجع دروسه، هذه الجملة تعبر عن حال الطالب في وقت معين في المستقبل، فيدل هذا التركيب على أن الطالب عازم في الحاضر على إنجاز الحدث في الساعة التاسعة في المستقبل[81].
  • المستقبل المستمر: ويعبر عنه بواسطة صيغة الفعل المضارع مسبوقة بـ “سيظل وأخواتها (سيبيت-سيمسي- سيضحي- سيصبح)”، فيدل على وقوع الحدث في المستقبل، أي أن صيغته تدل على أن الحدث استمر لفترة في المستقبل قد تقترب أو قد تبتعد[82].

المطلب الثاني: التعبير بغير الفعل عن الزمن

لقد سبقت الإشارة إلى أن الدلالة على الزمن في العربية ليست حكرا على الفعل وحده؛ وإنّما تعبّر عنها بعض المشتقّات أيضا، وتبعا لذلك سأقف في هذا المبحث عند اسمي الفاعل والمفعول ودلالاتهما الزمنية:

أولا، اسم الفاعل ودلالاته الزمنية

يعرف اسم الفاعل بأنه اسم مشتق من فعل قام فعل به على معنى الحدوث.[83] مثل: كتب – كاتب، جلس – جالس، اجتهد – مُجتهد، استمع – مُستمع.

ويعمل عمل فعله، فهو يرفع الفاعل إذا كان فعله لازما، ويرفع الفاعل وينصب المفعول به إذا كان الفعل متعديا.

ويعمل لازما ومتعديا بأحد شرطين:

1 ـ أن يكون معرفا بأل، سواء اعتمد على نفي أو استفهام، أم لم يعتمد.

نحو: أقبل الحافظ ودّك، والشاكر نعمتك، وحضر المتقن صنعته؛

ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْمُقِيمِينَ اَ۬لصَّلَوٰةَۖ وَالْمُوتُونَ اَ۬لزَّكَوٰةَ[84]؛

وقوله تعالى: ﴿وَالْكَٰظِمِينَ اَ۬لْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ اِ۬لنَّاسِۖ﴾ [85].

2 ـ إذا لم يكن معرفا بال عمل بشرطين:

أ ـ أن يدل على الحال، أو الاستقبال لا للماضي؛

ب ـ أن يعتمد على استفهام، أو نفي، أو مبتدأ، أو موصوف، أو حال.

وفيما يتعلق بدلالاته الزمنية فإنه يدل على:

1ـ المُضي: وذلك نحو قوله تعالى ﴿أَفِے اِ۬للَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ اِ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضِ :[86] أي فطر، فاسم الفاعل يدل على ثبوت الوصف في الزمن الماضي ودوامه فيه بخلاف الفعل الماضي الذي يدل على وقوع الفعل في الزمان الماضي لا على ثبوته ودوامه [87].

الحال، وذلك نحو: كلانا ناظر قمرا ومالك واقفا؟[88]، وقوله تعالى: ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ اِ۬لتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾[89] .

الاستقبال، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّے خَٰلِقُۢ بَشَراٗ مِّن صَلْصَٰلٖ مِّنْ حَمَإٖ مَّسْنُونٖ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِے فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَۖ (29).[90]

الاستمرار، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّ اَ۬للَّهَ فَٰلِقُ اُ۬لْحَبِّ وَالنَّو۪ىٰ ۖ﴾.[91]

ثانيا، اسم المفعول ودلالاته الزمنية

اسم المفعول” صفة تؤخذ من الفعل المجهول، للدلالة على حدث وقع على الموصوف بها على وجه الحدوث والتجدد، لا الثبوت والدوام، ” كمكتوب وممرور به ومكرم ومنطلَق به”[92].

ويبنى من الثلاثي المجرد على وزن “مفعول “؛ كمنصور ومخذول وموعود. . . ويبنى من غيره على لفظ مضارعه المجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة: “كمعظًم ومحترَم ومستغفَر.. ومنطلَق به… وهناك ألفاظ تكون بلفظ واحد لاسم الفاعل واسم المفعول: كمحتاج ومختار ومعتمد ومحتلّ، والقرينة تعين معناها، ويبنى من الفعل المتعدي بنفسه: كمعلوم ومجهول، أو بغيره: كمرموق به ومشفَق عليه..

وأما فيما يتعلق بالدلالة الزمنية لاسم المفعول، فهو يدل على[93]:

  1. المَضي: وذلك نحو: هو مقتول أي، قُتل.
  2. الحال: نحو: أقبل مسرورا، مالك حزينا؟ أنت مغلوب على أمرك.
  3. الاستقبال: نحو قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ يَوْمٞ مَّجْمُوعٞ لَّهُ اُ۬لنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٞ مَّشْهُودٞۖ[94]، أي سيجمع ويشهد مستقبلا.
  4. الاستمرار: نحو قوله تعالى: ﴿وَأَصْحَٰبُ اُ۬لْيَمِينِ مَآ أَصْحَٰبُ اُ۬لْيَمِينِۖ (29) فِے سِدْرٖ مَّخْضُودٖ (30) وَطَلْحٖ مَّنضُودٖ (31) وَظِلّٖ مَّمْدُودٖ (32) وَمَآءٖ مَّسْكُوبٖ (33)[95]، فالكلمات (مخضود، منضود، ممدود، مسكوب) تدل على استمرارية الحدث وتجدده.
  5. الثبوت: نحو: مفتول الساعدين، ومدور الوجه، ومقرون الحاجبين.

المبحث الثاني: الزمن في اللغة الفرنسية

يحتاج الفعل عند استعماله إلى تحديد زمن وقوعه بالنسبة إلى لحظة إنشاء الكلام، التي يمثل لها عادة بالآن (Maintenant)، هل هو قبلها فيكون الزمن ماضيا (Passé) أم بعدها فيكون الزمن مستقبلا (Futur)، أم بالتزامن معها فيكون حاضرا (Présent). وفي كل قسم من هذه الأقسام هناك فُسح زمنية مفصِّلة ومدقِّقة، ولتحقيق هذه الغاية تعتمد اللغة الفرنسية عدة وجوه (Modes)[96]، هي إطار لتصنيف الأزمنة،[97] تتوزع بين وجوه شخصية وأخرى غير شخصية انطلاقا من معايير شكلية (قدرتها أو عجزها عن امتلاك أشكال شخصية) ومعايير صرفية (قدرتها أو عجزها عن أداء وظيفة “فعل الجملة”). وتتوزع الأفعال في سلاسل[98]، وذلك على النحو الآتي:

أولا، الوجوه الشخصية (Modes Personnels):

سميت كذلك لأنها تعكس الشخص (المتكلم، المخاطب، الغائب)[99] ، وقابلة للتصريف مع الضمائر الثمانية وهي: ضمير المتكلم المفرد Je) )، وضمير المخاطب المفرد (Tu ) ،وضمير الغائب المفرد (Il  )،وضمير الغائبة المفرد (Elle)،و  ضمير جمع المتكلم (Nous )،و ضمير جمع المخاطبين (Vous)،و ضمير جمع الغائبين (Ils)،و ضمير جمع الغائبات (Elles)،  ولا يوجد في الفرنسية مثنى.

وهذه الوجوه هي: الوجه التعييني (mode indicatif )، والوجه الافتراضي (mode subjonctif )/الوجه الشرطي (mode conditionnel)، والوجه الأمري (mode impératif)

ثانيا، الوجوه غير الشخصية (modes impersonnels): مبهمة لا تعكس تلك الشخوص[100]، وغير قابلة للتصنيف، وهي: الوجه المصدري (mode infinitif)، والوجه المشترك لاسمي الفاعل والمفعول (mode participe)، والمصدر الفعلي ([101]Gérondif).

المطلب الأول: الوجوه الشخصية (modes personnels)

أولا: الوجه التعييني (mode indicatif)

وجه زمني وشخصي، وهو الوحيد الذي يعبر عن تحقق الحدث في الحقول الزمنية الثلاثة (الماضي والحاضر والمستقبل)، وذلك بفضل أزمنته اللغوية المتعددة[102]، التي تتوزع بين بسيطة (simples) ومركبة (composés):

  • الأزمنة البسيطة (temps simples): يعبر عنها الفعل فقط (جذر الفعل (radical) متصلا بنهاية (désinence)[103]، ويتم التمييز فيها بين:
  1. الحاضر التعييني (présent de l’indicatif): الذي يدل على حدث ينتج لحظة التكلم، إذ يعكس الأمور الآتية[104]:

الدلالة على حقيقة عامة (vérité générale)، نحو:

(le sage réfléchit avant de d’agir ) يفكر الحكيم قبل أن يتصرف.

الدلالة على حدث يتكرر بصورة اعتيادية (habituellement)، نحو:

le soir, je lis d’ordinaire jusqu’au minuit)) عادة ما أقرأ حتى منتصف الليل.

سرد الوقائع والأحداث الماضوية، بمعنى استحضارها من جديد في الحاضر، نحو:

)Elle se promenait tranquillement sur la route ; soudain survient une voiture(

كان يمشي بهدوء فإذا بسيارة تعترضه.

الدلالة على حدث يقع في مستقبل وشيك (immédiat)، مثل: il arrive dans instant)) يصل للتو.

الدلالة على حدث مستقبلي بعد الأداة الشرطية (si)، بحيث تكون جملة جواب الشرط دالة على المستقبل: (demain ,s’il fait beau ,nous irons voir le lever du soleil )

إذا كان الجو مناسبا غدا، سنرى شروق الشمس.

  1. الماضي البسيط (passé simple ): يستعمل للتعبير عن حدث تام في الماضي، وعليه فهو يقابل الماضي الناقص (imparfait) الذي يتسم بالامتداد والتكرار[105] نحو:

(on entendait sans cesse du bruit au grenier, on y monta) كنا نسمع جلبة في السطح، فصعدنا.  فحدث الصعود هنا منته زمنيا، ويتقابل مع حدث سماع الضوضاء الذي مدته طويلة.

ويتقابل هذا الزمن كذلك مع الحاضر التعييني (présent de l’indicatif ) لأنه يعبر عن حدث تام، ويتضح ذلك من خلال الجملة الآتية:

يعلم الجميع أن كريستوف كولمب اكتشف أمريكا سنة 1492

(Chacun sait que Christophe Colombe découvrit l’Amérique en 1492)

  1. الماضي الناقص imparfait))[106]: يدل على حدث ماضوي ممتد زمنيا، نحو:

(il feuilletait fébrilement son livre) كان يتصفح كتابه بروية

وله دلالات أخرى، من أبرزها:

حدث ماضوي متكرر (imparfait de répétition ou d’habitude)، نحو:

(La semaine, il rentrait, prenait son journal et se mettait à lit sans dire un mot)

كان يأتي كل أسبوع، كان يأخذ جريدته، وكان يستلقي على سريره دون أن ينبس ببنت شفة.

حدث ماضوي متزامن مع حدث آخر مصرف في الماضي البسيط (passé simple)، وهذا ما يسمى بالماض الناقص الدال على التزامن (imparfait de simultanéité)، ومثاله:

(Elle dormait encore profondément quand sonnèrent huit heures)

كانت تغط في سبات عميق عندما رن المنبه.

حدث ينتج بشكل فجائي في الماضي، مثل:

(il s’étendit sur son lit ,cinq minutes après, le téléphone sonnait)

كان يستلقي على سريره، فإذا بالهاتف يرن بعد خمس دقائق.

حكاية في الماضي: ذكر المظاهر الاعتيادية لكائن أو شيء ما، وهذا ما يسمى بالماضي الناقص الدال على الوصف (imparfait de description)، ومثاله:

ses cheveux tombaient sur ses épaules)) كان شعره يتساقط على كتفيه.

افتراض مشروط بعد الأداة (si)على أساس أن تكون جملة جواب الشرط متحققة الحدث، نحو: (elle n’accepterait pas si je lui offrais mon aide ) لم تكن لتقبل لو كنت عرضت عليها المساعدة.

التعبير عن ندم (regret ): ومثاله: (ah !s’il se souvenait de tout ce qu’il a appris )

يا ليته كان يتذكر كل ما تعلمه.

التعبير عن طلب، ومثاله:  (je voulais vous demander votre avis) كنت أود طلب رأيكم.

  1. المستقبل البسيط (future simple)[107]:

يعبر عن حدث يحصل في المستقبل(Nous verrons bientôt revenir les beaux jours) 
سنعود قريبا للأيام الجميلة.

ومن أبرز ما يدل عليه كذلك:

الأمر (ordre): خذ هذه الأقراص كل صباح على معدة فارغة. (vous prendrez ces cachets tous les matins à jeun)

التعبير عن طلب ما بأدب: وهذا ما يسمى (futur de politesse)

(je vous demanderai de me laisser poursuivre mon exposé )

ألتمس منكم السماح لي بمتابعة عرضي.

حدث ماضوي يعقب حدثا ماضويا آخر، ويظهر ذلك في الوقائع التاريخية:

Montcalm fut vaincu à Québec de là viendra la perte de la nouvelle France.

انهزم مونتكام في الكيبك، ومن هناك سيأتي ضياع فرنسا الجديدة.

حقيقة عامة صالحة لكل زمان: (on ne sera jamais assez prudent) لن نكون طاهرين تماما أبدا.

حدث يلي حدثا آخر في المستقبل

(tu frapperas, et on t’ouvrira) اقرع الباب وسنفتحه لك.            

الافتراض (supposition )، نحو:

من قرع الباب؟ ستكون الجارة. (Qui a frappé ?ce sera la voisine ).

  • الأزمنة المركبة (temps composé): يعبر عنها الجذر الفعلي(radical verbal) المتصل بلاحقة لاسم المفعول (participe passé)أو المصدر(infinitif)، مسبوقا بفعل مساعد (auxiliaire)[108].

الماضي المركب (passé composé/indéfini): صيغة فعلية مركبة من فعل مساعد (avoir) أو(être ) ومن اسم المفعول (participe passé)، يعبر عن حدث تام وقع في الماضي بالنسبة للوقت الحالي[109]، نحو: “لقد سافرت في الغالب خارج الوطن. (Elle a voyagé souvent à l’étranger)

ومن دلالاته الخاصة[110]:

قد يستعمل للدلالة على المستقبل السابق (futur antérieur) للتعبير حدث سينتهي في المستقبل القريب (futur proche )،ومثال ذلك: (j’ai fini dans cinq minutes)

سأكون قد أنهيت (هذا العمل) في غضون خمس دقائق.

ويستعمل الماضي المركب أحيانا عوض المستقبل السابق (futur antérieur) في الافتراضات المشروطة المحققة بواسطة الأداة (si)… مثال: إذا لم تزل عندك الحمى غدا، أعلمني (si demain la fièvre n’a pas baissé ,rappelez moi )

الماضي السابق (passé antérieur)[111]: صيغة فعلية مكونة من فعل مساعد (être)أو(avoir)- مصرفا في (passé simple)- واسم المفعول (participe passé)، ويدل على أسبقية الحدث في المضي على حدث آخر أنجز بعد، ويقترن خصوصا مع الأدوات الآتية: (Quand)، (Lorsque)، (Des que )

مثال:  (quand elle eut achevé son discours ,elle sortit de la salle)

عندما أنهت الخطاب، خرجت من القاعة

ويستعمل أحيانا، للتعبير عن افتراض غير مشروط ينطوي على تتابع سريع لحدثين في الماضي:

(il reçut un coup de poing, il eut vite répondu )

 تلقى لكمة فكان رده سريعا، فحدث الإجابة هنا تحقق بعد حدث الاستقبال.

الماضي التام (plus-que parfait )[112]: صيغة فعلية مركبة من فعل مساعد (être) أو (avoir) مصرفا في (l’imparfait) ومن اسم مفعول (participe passé)، ويدل على حدث ينتج قبل حدث آخر، لكنه يختلف عن الماضي السابق (passé antérieur) في كونه يمتد مدة طويلة نسبيا بين الحدثين . نحو:

(il avait connu l’aisance ,il était maintenant dans la misère)

كان يعيش في رغد والآن يعيش في بؤس

ويدل أحيانا على حدث اعتيادي أو متكرر ينتج بعد حدث آخر، نحو:

(lorsqu’elle avait lu un livre,elle en parlait toujours )

عندما كانت تطالع ذلك الكتاب، كانت دوما تتحدث عنه.

المستقبل السابق (futur antérieur): يعبر عن حدث مستقبلي يُعد مُنجزًا، إما بالنسبة لحدث مستقبلي آخر أو بالنسبة إلى مرجع ينتمي إلى المستقبل، ويتم توضيحه بواسطة ظرف زمني، نحو:

« Je te promets de t’écrire, dès demain…dès que tu seras parti »

“أعدك بأن أكتب لك، ابتداءً من غدٍ…حالما تغادر.[113]

ومن دلالاته أيضا[114]:

التعبير عن افتراض، نحو:

(Elle est en retard : elle aura eu un empêchement de dernière minute )

إنها متأخرة، ربما ستكون قد واجهت طارئا في اللحظة الأخيرة.

التعبير عن عدم الرضى: (décidément j’aurai tout vu) حتما لقد رأيت كل شيء.

التعبير عن حدث ماضوي سابق لحدث آخر، وهذا يكون في الأحداث التاريخية، ومثاله:

(Les troupes Montcalm étaient dispersées quand il aura pu les rassembler, il sera trop tard)

Haut du formulaire

كانت قوات مونتكالم مشتتة عندما يتمكن من تجميعها، سيكون قد فات الأوان.Bas du formulaire

ثانيا: الوجه الافتراضي (mode subjonctif)

يشير هذا الوجه إلى أن المتكلم (أو الكاتب) لا يتعامل مع الواقع[115]، ويتم التمييز فيه بين أربعة أزمنة:

  • زمنان بسيطان: يتقابلان على مستوى الجهة (Aspect)[116]،وهما:

الحاضر الافتراضي (subjonctif présent ): يدل على أن الحدث في طور التحقق ،نحو: (je veux que tu vienne) أريدك أن تأتي.

الماضي الافتراضي (subjonctif passé): يشير إلى أن الحدث تام نحو:

(je n’étais pas sur qu’il soit venu ) لم أكن متأكدا أنه سيأتي.

  • وزمنان مركبان: يستعملان أكثر في الفرنسية الكلاسيكية.[117]

الماضي الافتراضي الناقص (subjonctif imparfait): ومثاله: (il était nécessaire que tu vinsses) كان من الواجب عليه أن يأتي

الماضي الافتراضي التام (subjonctif plus-que parfait ):

 (elle ne pensait pas que tu fusses venu. ) ومثاله لم نعتقد أنك كنت ستأتي.

ثالثا: الوجه الأمري (mode impératif)

وجه شخصي غير زمني يستعمل مع Haut du formulaire

 المخاطب الجمع(chantons) والمخاطب المفرد(chante)Bas du formulaire[118]، ويُعنى بالجمل الأمرية (injonctives) والدالة على التمني(optatives)، [119]فيكون إما أمرا في الحاضر أو الماضي[120]:

الأمر في الحاضر (Impératif présent): يدل على أمر أو طلب أو نهي في قد يحمل في الحاضر أو المستقبل، مثل: ناولني قدحا لأشرب (versez-moi à boire)

 (Ne viens pas mardi ,Téléphone-moi ) لا تأت يوم الثلاثاء، واتصل بي.

ويدل أيضا على حدث مرتبط تحققه بتحقق حدث آخر، مثل:

 (Accepte ma proposition et je retire ) اقبل مقترحي وحينئذ سأتراجع.

الأمر في الماضي (impératif passé): يدل على أمر أو نهي سيكتمل في المستقبل، نحو:

 (Soyez levés demain avant huit heure) كن مستيقظا غدا قبل الساعة الثامنة.

رابعا: الوجه الشرطي (mode conditionnel )[121]

يعبر هذا الوجه عموما عن حدث يرتبط تحققه بتحقق شرط معين، فيكون[122]:

شرطا في الحاضر (conditionnel présent ):

المكون من جذر الفعل مصرفا في (future simple de l’indicatif)، ونهايات الفعل (terminaisons ) مصرفة في (l’imparfait)، وفي هذه الحالة يدل على حدث ممكن التحقق في المستقبل، نحو: (si vous me donniez son adresse ,j’irais tout de suite la trouver)

لو تمدني بعنوانها، سأعثر عليها بسرعة.

أو حدث مستحيل التحقق في الحاضر، نحو:

 (si je ne vous savais pas étourdi , je vous confierais cette lettre)

“لو لم أكن أعرفه حريصا لما أعطيته هذه الرسالة “

أو شرطا في الماضي (conditionnel passé):

فيدل على حدث مستحيل تحققه في الماضي، نحو:

(si j’avais su que vous vous étiez à Lyon ,je serais allé vous voir)

لو علمت أنكم بمدينة ليون، لكنت قدمت إليكم.

المطلب الثاني: الوجوه غير الشخصية (modes impersonnels):

أولا: الوجه المصدري (mode infinitif)

وجه لا يعكس الزمن و الشخص والعدد[123]، وله دلالـتان اسمية ((nominalو فعلية (verbal )، وذلك حسـب السيـاق الـذي يرد فيـه[124]:

الدلالـة اسمية (nominal ): ومن ذلك أن يكون مفعولا اسميا (complément de nom):

“je fus retenu par la crainte de le vexer”. . . . ” vexer ” مفعول اسمي للاسم” crainte “

“لقد تمالكت نفسي خوفا من إذلاله”

الدلالة الفعلية (verbal ومن ذلك أن يكون مصدرا دالا على الأمر أو نهي (infinitif d’ordre ):

exposer à l’humidité) Agiter le flacon avant de s’en servir ; Ne pas)

حرك الزجاجة قبل الاستخدام، ولا تعرضها الرطوبة

وعموما يتم التمييز في هذا الوجه بين[125]:

المصدر في الحاضر (infinitif présent):

يدل على حدث ينتج في الوقت نفسه مع الحدث الذي يعبر عنه الفعل الرئيس في الجملة:

 (je l’entends chanter) أسمع غناءه

المصدر في الماضـي (infinitif passé):

يدلّ هذا النوع من المصدر على أسبقية حدث عن الآخر، نحو:

 (Après avoir rangé ses livres, il se préparer à aller en classe)

بعد ترتيبه كتبه، إنه يتهيأ للذهاب للقسم.

ثانيا: الوجه المشترك لاسـمي المفعـول واسم الفاعل ( (mode participe والمصدر الفعلي (gérondif)

الوجه المشترك لاسـمي المفعـول واسم الفاعل ((mode participe: يشترك في الاستعمال بين الفعل والصفة، وينقسم إلى نوعين:

1) اسم الفاعل: participe présent

يتشكل من جذر الفعل (radical) من الضمير الشخصي الأول في حالة الجمع من جذر الفعل المصرف مع (nous) في الوجه التعييني (mode indicatif)، وتضاف له اللاحقة (ant) التي لا تتغير.

Regarder → nous regardons→ regarde +ant

ويستعمل للدلالة على حدث في طور الإنجاز[126]،نحو:

Une meute hurlant de fureur s’acharnait sur la bête

كان هذا القطيع من الذئاب العاوية يندفع نحو الوحش بشراسة.

ويستعمل كصفة (adjectif verbal)، ومن ذلك:

Vous avez des enfants très obéissants

لديك أطفال مطيعون جدا.

2) اسم المفعول (participe passé)

يتشكل من جذر المصدر (le radical de l’infinitif) وهو ثابت لا يتغير باستثناء بعض الأفعال (être avoir ,s’avoir). يمكن توظيفه بوصفه فعلا، وبوصفه صفة، وHaut du formulaire

غالبًا ما يتبعه مفعول، ويعبّر عن فعل حدث في الماضي أو عن حالة في الحاضر، فأما الفعل فمثاله[127]:Bas du formulaire

Appliqués à leur travail, ils ne nous avaient pas vus=étant Appliqués

كانوا منغمسين في عملهم فلم يرونا.

وأما الصفة الفعلية (adjectif verbale)، نحو[128]: Marie est une élève appliquée (ماري تلميذة مجدة)

 المصدر الفعلي: (Gérondif)

يعد وجها من أوجه الفعل، ويتألف من جذر فعلي ولاصقة[129] (en)، نحو:
(En rentrant)   

ويدل على تزامن حدثين (simultanéité ) :En rentrant à la maison, j’ai croisé le concierge

(التقيت بالبواب وأنا أدخل إلى المنزل).

يتضح مما سبق أن الزمن في اللغة الفرنسية يستند أكثر على الصيغ الفعلية (formes verbales)، ومن خلالها يرسم معالم الزمن بفسحه المختلفة، ويتحقق ذلك في إطار وجوه مختلفة، أغناها الوجه التعييني (mode indicatif)، فالوجه الافتراضي (subjonctif) ثم الشرطي (conditionnel) وبعده الأمري (impératif)، وهي وجوه شخصية (personnels) ليخبو مع الوجوه غير الشخصية (impersonnels).

الخاتمة

يمكن الوقوف في خاتمة هذا البحث عند النتائج الآتية:

  • العربية والفرنسية ليس لهما إلا لفظ واحد للدلالة على الزمن اللغوي هو (الزمن = temps)، وقد حاول بعض الباحثين العرب التمييز بين الزمن الفلسفي والزمن اللغوي، فجعل لفظة (الزمان) للأول، و(الزمن) للثاني. وقد حاول بعض اللسانيين الفرنسيين أيضا معالجة هذا الوضع، فاقترحوا مصطلح (tiroir verbal) بدل(temps) للإشارة للزمن اللغوي.
  • هناك علاقة وثيقة بين الزمن والجهة، تجعل البعض أحيانا، لا يفرق بينهما، فالجهة، هي الطرق المختلفة للنظر إلى التكوين الزمني الداخلي للوضع، وبهذا تخالف الزمن، إذ يرتبط هذا الأخير زمن الحدث أو الوضع بزمن آخر خارجي، وهو زمن التلفظ بالجملة، وهذا ما يسميه رايشنباخ بالزمن الإحالي. وأن للحدث بنية داخلية لها على الأقل بداية ووسط ونهاية.
  • صيغ الفعل وحدها في العربيّة (أي الماضي والمضارع والأمر)، لا تعبر عن الزمن اللغوي بصورة واضحة، وبناء عليه فهي ليست معيارا للحكم على زمنيتها، فالماضي في العربية ليس على شاكلة واحدة، بل هناك الماضي المطلق والقريب والبعيد والمتجدد وغيرها من الفسح المتنوعة، والحاضر كذلك يتنوع هو الآخر، والمستقبل بحسب ما يتصل بالفعل من لواصق وقرائن ونواسخ، وينبغي استحضار السياق ومقصد المتكلم.
  • الدلالة على الزمن في العربية ليست حكرا على الفعل وحده؛ وإنّما تعبر عنها بعض المشتقات أيضا من قبيل اسمي الفاعل والمفعول، وهذا يعكس انفتاح النسق الزمني للعربية وغناه.
  • تشترك اللغتان في التعبير عن الزمن بأقسامه الثلاثة، لكن لكل لغة نسقها الخاص فالعربية تكشف عن الزمن صرفيا ونحويا وتترك المجال مفتوحا لمتكلمها للتعبير عن مقصده، فلا تحصره في قالب معين.
  • اللغة الفرنسية تعتمد عدة وجوه (Modes) لتصنيف الأزمنة، وهي في ذلك تجنح إلى الصيغ الفعلية أكثر وهذا ما يضطر متكلمها إلى الإلمام بقائمة من القواعد.
  • يتسم التعبير الزمني العربي بمرونة عالية، توفر للمتكلم وسائل لغوية مختلفة للتعبير عن الدلالات الزمنية بدقة وتباين في أحوال الخطاب المختلفة، وهذا الأمر يظهر عند عملية الترجمة، ذلك أن ذهن المتكلم العربي يجد نفسه أمام وسائل متعددة للتعبير عن التحديد الزمني المراد تبليغه.

وعموما يظل هذا الجهد ينتظر أبحاثا تتممه إضافة وتعديلا وتصحيحا، على أمل أن يتخذ هذا أرضية للمضي في أبحاث أخرى.

تحميل المقال في نسخته الكاملة

الإحالات:

[1] اخترت المقابلات العربية للمصطلحات الآتية: الزمن (Temps)، الجهة (Aspect)، الوجه (Mode) استنادا إلى المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات التابع لمكتب تنسيق التعريب، وذلك للابتعاد عن الاختلاف الحاصل بين الباحثين العرب في استعمال المقابلات الأجنبية.

[2] كمال رشيد: الزمن النحوي في اللغة العربية، دار عالم الثقافة، طبعة 2008، ص 12.

[3] ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت، ج 13، ص 199.

[4] ابن منظور: لسان العرب، ج 13، ص 199.

[5] “Dictionnaire de l’Académie française,5ème Edition, ebook, France, 1798, pp 3163,3167.

[6] مهدي المخزومي: في النحو العربي، دار الرائد العربي، بيروت، لبنان، ط، 1986، ص147.

[7] Jean Dubois et autres : Dictionnaire linguistique : Larousse, Larousse Bordas2002, p480.

[8]  تودروف وديكرو: زمن الخطاب، تر: أولحيان محمد، مجلة فكر ونقد العدد 34، ص 31.

[9]Pierre Cabla : Etude théorique et analyse didactique des phénomènes aspectologiques du passé composé et de l’imparfait. P 11 https: //dumas. ccsd. cnrs. fr/dumas-01015780
Submitted on 27 Jun 2014(تاريخ الولوج: 25/03/2024)

[10] مالك یوسف المطلبي: الزمن واللغة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1986، ص 9.

[11] نفسه، ص 10.

[12] نفسه، صص 10-11.

 [13]نفسه، ص11.

[14] كما فعل الزجاجي (337هـ) في كتابه ” الإيضاح في علل النحو: تحقيق مازن المبارك، دار النفائس، الطبعة الثالثة 1979، ص52-53.

[15] مالك یوسف المطلبي: الزمن واللغة، ص11.

[16] نفسه، ص12.

[17] Bernard Comrie: Aspect. An Introduction to the study of verbal aspect and related problems. Cambridge University Press. 1976, p3

[18] تمام حسان، اللغة العربية: معناها ومبناها، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1994م. ص25.

[19]عبد القادر الفاسي الفهري: البناء الموازي: نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1989م، ص 80.

 [20] مكتب تنسيق التعريب: المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات (إنجليزي –فرنسي –عربي)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ط1، 2002، ص 17.

[21] سعاد صابر: الأنماط الجهية في صورة فعل، ضمن كتاب البنى الزمنية وأشكالها، عبد القادر الفاسي وآخرون، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب وجمعية اللسانيات بالمغرب، ماي 2000، ص117.

[22] نفسه، ص117.

[23] Zeno Vendler: linguistics in philosophy, Cornell university Press Ithaca and London, printed in the United States of America, Third printing 1974, pp 79-121.

وينظر أيضا إلى:

Pierre Cabla : Etude théorique et analyse didactique des phénomènes aspectologiques du passé composé et de l’imparfait. p 25.

[24]عبد المجيد جحفة: الحدث في المفعول، ضمن كتاب اللسانيات المقارنة واللغات في المغرب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، 1992، ص12.

[25] عبد القادر الفاسي الفهري: البناء الموازي: نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة، ص 80.

[26] عبد القادر الفاسي الفهري: البناء الموازي: نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة، ص80.

[27] عبد المجيد جحفة: الإحالة الزمنية للغة العربية: دراسة النسق الزمني للأفعال، دار توبقال للنشر، ط1، 2006، ص41.

[28] عبد الجبار توامة: زمن الفعل في اللغة العربية: قرائنه وجهاته –دراسات في النحو العربي، دار المنشورات الجامعية 1994 الجزائر ص74.

[29] تمام حسان: اللغة العربية: معناها ومبناها. ص 257.

[30] مالك یوسف المطلبي: الزمن واللغة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1976، ص97.

[31] مكتب تنسيق التعريب: المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، ص: 17.

[32] ينظر، خاليد حسني: الزمان والجهة في العربية والفرنسية: دراسة لسانية مقارنة، منشورات الكلية متعددة التخصصات بالناظور.

[33] عبد العزيز العماري: الزمن والجهة: مجلة مكناسة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1992، العدد6، ص47.

[34] محمد عبد الرحمن الريحاني: اتجاهات التحليل الزمني في الدراسات اللغوية، دار قباء، القاهرة، ص244.

[35] يوئيل يوسف عزيز: الزمن والحدث في العربية والأنكليزية، مجلة آداب المستنصرية العدد 8، ص 262.

[36] مبارك مبارك: معجم المصطلحات الألسنية (فرنسي إنجليزي عربي)، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1995، ص30.

[37] أندره رومان: المجمل في العربية النظامية، ترجمة حسن حمزة، المركز القومي للترجمة، ط1، 2007، ص98.

[38] Bernard Comrie: Aspect. An Introduction to the study of verbal aspect and related problems. p25.

[39] Oswald Ducrot et Tzvetan Todorov : Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage : édition du Seuil, 1972, pp 390-391.

[40] مكتب تنسيق التعريب: المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، ص 93.

[41] عبد القادر الفاسي الفهري: البناء الموازي: نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة، ص 80.

[42] مكتب تنسيق التعريب: المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، ص 93.

[43] خاليد حسني: الزمان والجهة في العربية والفرنسية: دراسة لسانية مقارنة، ص8.

[44] عبد العزيز العماري: الزمن والجهة، مجلة مكناسة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية العدد6، 1992، ص47.

[45] مبارك مبارك: معجم المصطلحات الألسنية، ص183.

[46] سيبويه: الكتاب، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، مطبعة المدني، طبعة 1988، جزء 1، ص12.

[47] عبد المجيد جحفة: دلالة الزمن في العربية: دراسة النسق الزمني للأفعال، ص 46.

[48] نفسه، ص 46.

[49] عبد المجيد جحفة: دلالة الزمن في العربية: دراسة النسق الزمني للأفعال، ص 47.

[50] ابن هشام الأنصاري: شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، دار إحياء التراث، بيروت، ط2001، ص12.

[51] إن بعض النحاة قد تنبهوا للزمن النحوي وخاصة ما يتعلق بالماضي وفسحه الزمنية، ومنهم ابن السيد البطليوسي (521ه) في كتابه (الحلل في إصلاح الخلل من كتاب الجمل، تح: سعيد عبد الكريم سعودي، دار الطليعة، بيروت، دط، ص90)، وأبو حيان الأندلسي (740ه) في كتابه (ارتشاف الضرب من لسان العرب، تح: رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى، ج3، ص1859).

[52] سبتينو موسكاتي: مدخل إلى نحو اللغات السامية، تر: مهدي المخزومي ومحمد المطلبي، بيروت 1980، ص223.

[53] W. Wright: A grammar of the Arabic languge, third Edition libraire of libanan. Berrut, vol. 1. P51.

[54] برجشتراتر: التطور النحوي للغة العربية، تر: رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي القاهرة، ط1994، صص 89-90.

[55] تمام حسان: اللغة العربية: معناها ومبناها، ص240.

[56] نفسه، ص241.

[57] سأقدم هنا إطلالة عامة تستند إلى جهود بعض الباحثين في هذا المجال أذكر منهم تمام حسان وعلي جابر المنصوري وعبد جبار توامة، وأنبه إلى الاختلاف الحاصل بينهم في المصطلحات وفي عدد الأزمنة، وما سأذكره هو من باب الاجتهاد ذلك أن المسألة تحتاج إلى جهد جماعي مشترك بين الباحثين للوصول إلى محددات مشتركة تميط اللثام عن غنى العربية زمنيا ودقتها في ذلك.

[58] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، الطبعة الأولى، دار العلمية الدولية ودار الثقافة، 2002، ص48.

[59] نفسه، ص48.

[60] ابن هشام الأنصاري: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، تح: محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1996، ج 1، ص196.

[61] سورة يونس، الآية 98.

[62] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص51.

[63] نفسه، ص49.

[64] نفسه، ص51.

[65]  علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص51.

[66] عبد الجبار توامة: زمن الفعل في اللغة العربية قرائنه وجهاته، ص82.

[67] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص52.

[68] سورة الأعراف، الآية 21.

[69] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص71.

[70] نفسه، صص 71-72.

[71] سورة النساء الآية 103.

[72] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص75.

[73] سورة البقرة، الآية 19.

[74] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص 82.

[75] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص 81.

[76] سورة ق، الآية 30.

[77] تمام حسان: اللغة العربية معناها ومبناها، ص245.

[78] عبد الجبار توامة: زمن الفعل في اللغة العربية، ص95.

[79]  ابن جني (392 هـ): الخصائص، تح: محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، الطبعة الثانية 1952 ج3، ص332.

[80] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة، ص83.

[81] علي جابر المنصوري: الدلالة الزمنية في الجملة العربية، ص 116.

[82] نفسه، ص116.         

[83]ابن هشام الأنصاري: شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، دار إحياء التراث، بيروت، ط2001، ص202.

[84] سورة النساء الآية 161.

[85] سورة آل عمران الآية 134.

[86] سورة إبراهيم الآية 13.

[87] فاضل صالح السامرائي: معاني الأبنية في العربية، دار عمار، الأردن، الطبعة الثانية،2007، ص44.

[88] نفسه، ص45.

[89] سورة المدثر الآية 48.

[90] سورة الحجر الآيتان 28-29.

[91] سورة الأنعام الآية 96.

[92] مصطفى الغلاييني: جامع الدروس العربية، دار الكوخ للطباعة والنشر، الطبعة الأولى2004، ج 1، ص135.

[93] فاضل صالح السامرائي: معاني الأبنية في العربية، صص52-53.

[94] سورة هود، الآية 103.

[95] سورة الواقعة، الآيات 29-30-31-32.

[96] لقد تساءل عبد العزيز العماري في مقال له بعنوان الزمن والجهة بمجلة مكناسة العدد 6، ص 50، عن حضور هذا المفهوم في اللغة العربية، الذي سماه نمطا موضحا أن بعض الباحثين في الميدان اللساني العربي يرون أن الجملة المصدرية المصدرة بـ (أن) التي يكون الفعل بعدها مضارعا منصوبا تعبر عن ” Subjonctif ” وأن الجملة المصدرية بأن تعتبر ” Indicatif” لكنه يرى أن هذه المقابلة فيها نوع من التعسف.  وقد حاول الفاسي الفهري في كتابه البناء الموازي، (ص 79) تجلية هذا المفهوم في اللغة العربية، مبينا أنه عنصر من العناصر الصرفية التي تلتصق بالفعل العربي، وهي بمثابة الإعراب بالنسبة للاسم، ولذلك حللها النحاة على أنها ضرب من الإعراب، ولم يفردوا لها مقولة نحوية خاصة بها. وقد ذكر الوجوه الآتية:

أ-الوجه البياني أو التعييني (indicatif): توظف له صيغة الماضي.

ب-الوجه الافتراضي (Subjonctif): كما في قولك: أريدك أن تأتي”.

ج-الوجه الطلبي (Jussif): في صيغة المضارع كما في قولك: “ليَخرجْ”.

د -الوجه الشرطي (Conditionnel): في قولك “إن تدخل القاعة تجد مالا يرضيكَ”.

و-الوجه التوكيدي (Energétique): وتعبر عنه نونا التوكيد التي تحمل دائما معنى المستقبل، وعموما هذه مجرد إشارة ذلك أن المسألة ينبغي أن تفرد ببحث مستقل وموسع.

[97] Larousse: Tout sur les verbes française 2006,p 241

[98] Jean Dubois et autres : Dictionnaire linguistique : Larousse, Bordas2002, p307.

[99] Larousse:Tout sur les verbes française op.cit, p241.

[100] Larousse:Tout sur les verbes française op.cit, p 241.

[101] مكتب تنسيق التعريب: المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، ص62.

[102] Martin Riegel, Jean-Christophe Pellat et René Rioul: Grammaire méthodique du français, Quadrige, France, 1994.p528.

[103] Ibid, p442.

[104] Jean Dubois et René Lagane: Larousse Grammaire, paris 2009, p103.

[105] Jean Dubois et René Lagane: Larousse Grammaire, paris 2009, pp104-105.

[106] Jean Dubois et René Lagane: Larousse Grammaire, p104.

[107] Jean Dubois et René Lagane, op.cit, pp 103-104.

[108] Martin Riegel, Jean-Christophe Pellat et René Rioul: Grammaire méthodique du français,p450.

[109] Maurice Grivisse et André Groosse ; le bon usage, grammaire francais, Boeck, Paris 2007, p1094.

[110] Jean Dubois et René Lagane, op.cit, p105.

[111] Ibid. pp 105-106.

[112] Jean Dubois et René Lagane: Larousse Grammaire,  p106.

[113] Maurice Grivisse et André Groosse ; le bon usage,grammaire francais,p1098.

[114] Jean Dubois et René Lagane, op.cit, p106.

[115] Maurice Grivisse et André Groosse ; le bon usage, grammaire francais, p1102.

[116] Martin Riegel, Jean-Christophe Pellat et René Rioul : Grammaire méthodique du français, p571

[117] Martin Riegel, Jean-Christophe Pellat et René Rioul : Grammaire méthodique du français, p571

[118] Martin Riegel, Jean-Christophe Pellat et René Rioul : Grammaire méthodique du français, pp 575-576.

[119] Maurice Grivisse et André Groosse, op.cit,p1102

[120] Jean Dubois et René Lagane, op.cit., p109.

[121] من الباحثين من يدرج (mode conditionnel) ضمن (mode indicatif) معتبرا إياه زمنا في حد ذاته، وقد تحدثت عنه مستقلا هنا بعيدا عن هذا الاختلاف، وللاستزادة ينظر:

Jean-Marie Merle. : Le conditionnel : temps ou mode ? Chapitre 1. Etude du conditionnel Français et de ses traductions en anglais, Ophrys, p. 10, https://halshs.archives-ouvertes.fr/halshs-00672522.

[122] Jean Dubois et René Lagane : Larousse Grammaire, p110.

[123] Martin Riegel, Jean-Christophe Pellat et René Rioul : Grammaire méthodique du français, p579.

[124] Jean Dubois et René Lagane : Larousse Grammaire, p11.2

[125] Ibid, p112.

[126] Jean Dubois et René Lagane: Larousse Grammaire p114.

[127] Jean Dubois et René Lagane: Larousse Grammaire, p114.

[128] Ibid, p114.

[129] مكتب تنسيق التعريب: المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، ص 62.

 

Scroll to Top