2024

القانون العُرفي مِن مَنظور تَداوُلي

نسعى في هذا البحث إلى التعريف بالخطاب/ القانون العرفي (Discours coutumier) – بوصفه خطابا تداوليا بامتياز، الذي يُعد بمنزلة مصدر تشريعي رئيس لمختلف الأنماط اللغوية القانونية، ونقصد، تحديدا، الخطاب التشريعي والخطاب القضائي؛ إذ نجد الخطاب العرفي حاضرا بقوة في الخطابين معا، على الرغم من تباين بعض خصائصه؛ من قبيل: “الشّفاهية” (L’oralité)، والسّبق الزمني أو “الأقدمية” (L’ancienneté)؛ فهذا النمط الخطابي غير محدد من جانب الزمن، بالإضافة إلى اعتماده خَصيصة “الخيال” (L’imagination) بشكل كبير، عكْسَ بقية الخطابات القانونية… بيد أنه، على الرغم من التباين المذكور، إلا أنه خطاب يشترك مع غيره من الخطابات اللغوية القانونية الأخرى؛ من حيث كونُه “ملفوظا لغويا” (Énoncé linguistique)، و”خطابا توجيهيا” (Discours directif) بالدرجة الأولى، وخطابا يتبنى “الإيجاز اللّغوي” (La concision linguistique)، و”خطابا انتقائيا” (Discours sélectif)؛ أي إنه خطاب ينحو، في تشكيل خطابه وقواعده، منحًى انتقائيا؛ من خلال انتقاء مفرداته وعباراته… تجنُّبا للمصطلح الغامض والفضفاض والغريب، وعملية الانتقاء هذه -كما هو معلوم- ليست بالأمر السهل؛ فهي تنزل منزلة “الفن”؛ ومن ثم، فكلُّ من يستطيع انتقاء مفرداته، وإبداع مصطلحاته، وإنتاج خطابه (ولاسيما إذا كان هادفا)، فهو – بالضرورة – فنّان.

القانون العُرفي مِن مَنظور تَداوُلي قراءة المزيد »

دراسات في الرحلة الحجية المغربية (2): مصطلحات الدراسة

ترجع أسباب اهتمام المغاربة بالرحلة، وخاصة إلى الديار المقدسة، إلى أن الإسلام يجعل من الحج ركنا من أركانه. فالمسلم وهو يفكر في ماهية إسلامه، تنتصب في وجدانه ومخيلته مكة المكرمة والكعبة الشريفة، وما يحيط بها من البقاع المقدسة، وكذا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين بالقدس الشريف؛ فيكون الهدف الأسمى لكل مسلم هو تحقيق الأمل وبلوغ المراد، بزيارة تلك البقاع، حتى إنك تجدهم إلى يومنا هذا، في المناسبات والأعياد، يتبادلون الدعاء بأن يرزقهم الله حجة وزيارة… وإذا قمنا بمقارنة بين عدد الذين دونوا رحلاتهم على مستوى العالم الإسلامي، فإننا سنجد، وبدون مبالغة، أن المغاربة كانوا أكثر حظا من إخوانهم في هذا المجال. ولعل مرد ذلك تلك المسافة البعيدة التي تفصل المغاربة بالمشرق، وارتباطهم أكثر من غيرهم به. وعلى مقدار بعد الدار يكثر الحنين إلى الديار وساكنيها؛ كما هو الأمر عند المحبين والعاشقين

دراسات في الرحلة الحجية المغربية (2): مصطلحات الدراسة قراءة المزيد »

علاقة المجتمع الموحدي بالأولياء والأضرحة خلال فترة الأزمات

تروج هذه الدراسة تسليط الضوء على موضغ غاية في الأهمية وهو علاقة المجتمع االموحدي بالأولياء والاضرحة خاصة خلال فترة الأزمات، في محاولة الوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تقديس الأولياء بالمجتمع الموحدي ورصد أهم متصوفي هذا العصر، والوقوف على الدور الذي يلعبه المتصوفة خلال الأزمات والكوارث ثم استمرارية كرامة الولي بعد الموت، خاصة أن الأولياء خلال الفترة موضوع الدراسة أصبحت لهم مكانة كبيرة داخل المجتمع نظير الأدوار التي أصبحوا يطلعون بها على مستويات متعددة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت هذه الأدوار تزداد خلال فترة الأزمات التي يعرف المجتمع، وعندما تشتد الأزمة على الناس يتجهون إلى الأولياء، في محاول الاستنجاد بهم، على اعتبار امتلاكهم لكرامات تهم مختلف مناحي الحياة، وحسب كتب المناقب فكرامة الولي لا تنقطع بموته بل تستمر وهذا ما يفسر لجوء الناس إلى زيارة ضريحه خلال فترة الأزمات والكوارث.

علاقة المجتمع الموحدي بالأولياء والأضرحة خلال فترة الأزمات قراءة المزيد »

حفريات في بعض المعتقدات الشعبية عند المغاربة من خلال رحلة “وصف إفريقيا” للحسن الوزان

إن كتاب “وصف إفريقيا” يعد من بين الوثائق والسجلات التي استطاعت أن تنقل إلينا جانبا مهمّا من تاريخ المغرب؛ والأمر هنا، يتعلق بمعتقدات وذهنيات المغاربة، ومختلف تمثلاتهم وأفكارهم إزاء ظواهر عدة، وفي مواقف مختلفة، من هنا تنبع أهمية هذه الدراسة، التي تهدف بالأساس إلى محاولة استعراض بعض جوانب هذه المعتقدات وما يرتبط بها من أفكار و ذهنيات، من خلال ما رصده ووثقه الحسن الوزان في نص رحلته حول المغرب و المغاربة خلال القرن 16 الميلادي، دراسة تستعين بمنهج وصفي تحليلي يقف عن الشواهد النصية التي توثق لهذه المعتقدات، و محاولة استنطاقها و الكشف عن خصوصياتها و أبعادها.

حفريات في بعض المعتقدات الشعبية عند المغاربة من خلال رحلة “وصف إفريقيا” للحسن الوزان قراءة المزيد »

التحولات الاجتماعية والإيديولوجية للوجود الإسلامي بالأندلس من خلال كتاب “AL-Andalus et les andalousiens” للباحثة “Manuela Marín”

تعالج هذه الدراسة التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإيديولوجية للوجود الإسلامي بالأندلس من خلال كتاب “AL-Andalus et les andalousiens” للمستشرقة الإسبانية “Manuela Marín”. وفي خضم الحديث عن هذه التحولات تبرز الحدود التاريخية والكرونولوجية لهذه الفترة التاريخية لشبه الجزيرة الإيبيرية، وما صاحب ذلك من إشكاليات متعددة تتعلق بموضوع التسمية والهوية، مع إعادة النظر في النظريات التي رافقت الوجود الإسلامي بالأندلس وعلاقتها بتاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية، هل هي قطيعة أم استمرارية؟ وهنا يبرز ما طال هذا الموضوع من تأويلات متعددة، لها بليغ الأثر على مستقبل تاريخ المنطقة. دون إغفال الحديث عن تفاعلات المجتمع الأندلسي، وعلاقة التأثير والتأثر للأندلس بباقي الدول الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، ونخص بالذكر المشرق العربي من جهة وشمال إفريقيا من جهة ثانية.

التحولات الاجتماعية والإيديولوجية للوجود الإسلامي بالأندلس من خلال كتاب “AL-Andalus et les andalousiens” للباحثة “Manuela Marín” قراءة المزيد »

مفهوم “النص المترابط” في النقد الرقمي المغربي المعاصر

في هذا المقالة، سنحاول تسليط الضوء على مفهوم “النص المترابط” دون الخوض في مسألة التعريفات والأسماء، والكشف عن تجربة النقد الأدبي الرقمي وانفتاح النقاد المغاربة على البيئة الرقمية وظهور النصوص التي يجمع مؤلفوها بين الأدبي والتقني. وسنركز أيضًا على الناقدة المغربية زهور غرام، حيث لاحظنا في تجربتها تدرجًا في مستويات النقد بالتوازي مع الإبداع الرقمي الذي يزخر به المجال الأدبي.
تُعتبر زهور غرام من بين أول الباحثين الذين اقتربوا من إبداعات المرأة ومواضيعها الجديدة ذات الاهتمام الفكري والمعرفي المتعلق بالكتابة الإبداعية. بالإضافة إلى كل ذلك، فهي من أهم النقاد الذين دخلوا مجال الكتابة عن الأدب الرقمي وتأسيس مبادئ النقد في هذا المجال رغم الصعوبات التي واجهتها، سواء في الجامعات المغربية أو بين الباحثين، مع بعض الاستثناءات.

مفهوم “النص المترابط” في النقد الرقمي المغربي المعاصر قراءة المزيد »

ومضات حول المشهد اللغوي قبيل دخول المسلمين إلى المغرب الأقصى

إنّ الموقع الاستراتيجيّ الّذي حظيّ به المغرب في شمال إفريقيا، كان بمثابة إغراء للوافدين على مجاله الواسع، لتحقيق أطماع الشعوب والأمم التي خالطت الإنسان الأمازيغيّ، وترتّب عن ذلك مسألة التلاقح اللّغوي والمثاقفة بين المكونيّن المحلي والوافد، لذلك فإنّ ما نسعى الوصول إليه من خلال هذه الدّراسة البحثيّة الّتي تتناول مسألة المشهد اللّغوي بمجال المغرب الأقصى قبيل دخول المسلمين، النّبش في اللّغات الطارئة المحدّدة أساسا في اللّغتين -اللاتينية والعبرية. وقد قسمنا هذه الدّراسة بعد المقدمّة الأولية للغات إلى فرعين اثنين، أولهما مسألة اللّغة اللاتينية، وثانيهما مسألة اللغة العبرية، بوصفهما من اللغات الطارئة الّتي صاحبت تواجد الحضارات بالمغرب الأقصى. وقد خلص البحث في الختام إلى أنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال نفي طابع التأثير والتأثر اللّغويين على المجتمع المحلي، إذ شكّلت كلّ من اللّغتين -العبريّة واللاّتينية- همزة وصل وتلاقح لغويّ وثقافيّ في مجتمعات المغرب الكبير آنذاك.

ومضات حول المشهد اللغوي قبيل دخول المسلمين إلى المغرب الأقصى قراءة المزيد »

Scroll to Top