نحو مقاربة فهمية تأويلية للجنوح
هل تحتاج ظاهرة جنوح الأحداث إلى مقاربة كمية أم مقاربة كيفية؟ وهل ينبغي إخضاعها للتفسير السببي، أم فهمها من الداخل كتجربة وجودية معيشة، بالإنصات إلى وجهة نظر الحدث كفاعل اجتماعي؟ أليس العالم الاجتماعي تشكيلا للفاعلين أكثر منه للقوانين الموضوعية؟ نتعامل في مؤسسات حماية الطفولة مع مراهقين يعيشون وضعية هشاشة في الرباط الاجتماعي، تتمظهر في اختيار علاقات بديلة عن العلاقات الأولية والاتفاقية، وفي ميلهم إلى الانعزال وتبني سلوكات مضادة للمجتمع، بحثا عن الهوية والتماسا للمعنى. وعليه، يشكل البراديغم الفهمي التأويلي مدخلا إبستيميا نحو إعادة بناء موضوع الجنوح بالمغرب، وسبيلا لاستقراء ما يعتور هذه الهوية من حالات النقص والتوتر والهدر الوجودي، عبر استثمار قوة الحكي والسير البيوغرافية للمراهقين الجانحين. وهذا ما ساعدنا على استجلاء أبعاد التجربة المعيشة لهؤلاء واستراتيجياتهم الهوياتية التي تعبر عن رغبتهم الجامحة في الخروج من دوائر القهر والإذلال إلى دوائر المرئية الاجتماعية والاعتراف.
نحو مقاربة فهمية تأويلية للجنوح قراءة المزيد »