الوقف على الحياة العلمية بالمغرب في العصر الوسيط من التصور إلى الأجرأة (النوازل الفقهية نموذجا)
نحاول في هذه المقالة معالجة مسألة الوقف التي عمل بها المغاربة لتنشيط الحياة العلمية في العصر الوسيط، وضمان استمرار العملية التعليمية في صفوف أبناء الفقراء الذين لم يكن بإمكانهم مواصلة تعليمهم بعد حفظهم للقرآن الكريم، واضطراراهم إلى التنقل خارج مدنهم، نحو مدينة فاس أو سبتة أو مراكش… لذا تدخل الفقهاء عبر ترغيب الناس في المساهمة في وقف الكتب والأراضي وغيرها من أجل ضمان استمرار التلاميذ في عملية التحصيل العلمي، والنهوض بالمجتمع.
وسنركز في هذه الورقة على مسألة وقف الكتب، وكيف كانت تتم؟ وكيف يمكن الاستفادة منها؟ وما هي الشروط التي وضعها العلماء لضمان استمرار الوقف؟ ومتى تتغير وظيفته؟ وهل يمكن بيع هذه الكتب؟ وكيف كانت الدولة تحمي هذه الكتب المحبسة؟
هذه الأسئلة هي التي سنحاول مناقشتها في هذه الورقة.









