المجلد الأول

أسس التنمية الاجتماعية في سورة الحجرات من خلال كتب التفسير

تعد التنمية الاجتماعية من أهم القضايا التي اعتنى بها القرآن الكريمُ؛ من حيث بيان حقيقة ما ترمي إليه من تحسينٍ لظروف الأفراد والجماعات البشرية، ومن حيث كونُها ناظمة للسلوك الاجتماعي والنفسي، راميةً إلى تجويد ظروف المعيشة الاجتماعية، وأسبابها. وترشدنا الآيات القرآنية، ولاسيما في سورة الحجرات، إلى تحسين هذا السلوك، في إرادته وتصوراته الفكرية والمعرفية والأخلاقية، نذكر منها: تحلي الفرد المسلم بالأدب مع الله ومع رسوله، والتثبت من الأخبار، والإصلاح بين المتقاتلين من المؤمنين، وأدب المؤمن مع إخوانه، والتعارف بين الناس. وتتمثل إشكالية هذا المقال في الآتي: كيف يمكن تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال تطبيق آيات القرآن الكريم عمليا؟ وما هي الحقائق والأسس التنموية التي تهدف إليها سورة الحجرات لتحقيق الازدهار الاجتماعي؟

أسس التنمية الاجتماعية في سورة الحجرات من خلال كتب التفسير قراءة المزيد »

نحو مقاربة فهمية تأويلية للجنوح

هل تحتاج ظاهرة جنوح الأحداث إلى مقاربة كمية أم مقاربة كيفية؟ وهل ينبغي إخضاعها للتفسير السببي، أم فهمها من الداخل كتجربة وجودية معيشة، بالإنصات إلى وجهة نظر الحدث كفاعل اجتماعي؟ أليس العالم الاجتماعي تشكيلا للفاعلين أكثر منه للقوانين الموضوعية؟ نتعامل في مؤسسات حماية الطفولة مع مراهقين يعيشون وضعية هشاشة في الرباط الاجتماعي، تتمظهر في اختيار علاقات بديلة عن العلاقات الأولية والاتفاقية، وفي ميلهم إلى الانعزال وتبني سلوكات مضادة للمجتمع، بحثا عن الهوية والتماسا للمعنى. وعليه، يشكل البراديغم الفهمي التأويلي مدخلا إبستيميا نحو إعادة بناء موضوع الجنوح بالمغرب، وسبيلا لاستقراء ما يعتور هذه الهوية من حالات النقص والتوتر والهدر الوجودي، عبر استثمار قوة الحكي والسير البيوغرافية للمراهقين الجانحين. وهذا ما ساعدنا على استجلاء أبعاد التجربة المعيشة لهؤلاء واستراتيجياتهم الهوياتية التي تعبر عن رغبتهم الجامحة في الخروج من دوائر القهر والإذلال إلى دوائر المرئية الاجتماعية والاعتراف.

نحو مقاربة فهمية تأويلية للجنوح قراءة المزيد »

انزياحات مفهوم التواصل في سياق التحول الرقمي

شهد مفهوم التواصل تحولات جذرية بفعل التحول الرقمي، فلم يعد مقتصراً على الحوار المباشر، بل توسع ليشمل منصات افتراضية ووسائط متعددة. أدت هذه الانزياحات إلى تسريع وتيرة تبادل المعلومات والمعرفة، وتجاوز الحواجز الجغرافية والزمانية. ومع ذلك، فإن هذا التوسع يطرح تحديات تتعلق بالخصوصية والأمان، ويستدعي إعادة النظر في الآليات التقليدية للتواصل.

انزياحات مفهوم التواصل في سياق التحول الرقمي قراءة المزيد »

طقوس السنة الفلاحية بالهضاب العليا شرق المغرب

في هذا المقال نتناول العلاقة الجدلية بين الإنسان ومحيطه الجغرافي بالتطرق إلى جانب من التراث الثقافي اللامادي المغربي في موضوع طقوس السنة الفلاحية بالهضاب العليا شرق المغرب التي شكلت مجالا للرعي الترحالي للوقوف على كيف حاول الفلاح تدبير الموسم الفلاحي والتأقلم مع المحيط الطبيعي الذي يعيش فيه والتفاعل مع قضاياه البيئية والاجتماعية في شكل ممارسات طقوسية تتقاطع فيها روافد ومكونات الثقافة المغربية بكل أبعادها الأمازيغية والعربية واليهودية والإفريقية.

طقوس السنة الفلاحية بالهضاب العليا شرق المغرب قراءة المزيد »

الاستعارةُ في الخطابِ السيَّاسي الفلسطيني والإسرائيلي:دراسةٌ لسانيةٌ معرفيةٌ تأسيسيَّةٌ

نروم من خلال هذا المقال إلى إبراز كائنية التصور في الخطاب السياسي الفلسطيني والإسرائيلي منذ انبثاقه باعتباره خطابا يخاطب العقل (الإقناع) والقلب (التأثير)، وذلك استنادا لنظرية الاستعارة التصورية. لقد تم الاشتغال بخطاب إسماعيل هنية وخطاب بنيامبن نتنياهو لبيان أن الاستعارة التصورية استراتيجية من استراتيجيات الخطاب السياسي التي يستند إليها الفاعل السياسي الفلسطيني والإسرائيلي، قصد تمرير مضامين عديدة توحي على الموقف الصارم للمقاومة الفلسطينية لإنصاف الشعب الفلسطيني على أساس التحرير من جهة، وعلى التنوير الإسرائيلي ضد دول مجموعات الظلام والحيوانات البشرية من جهة ثانية. سعى إسماعيل هنية وبنيامين نتنياهو في خطابيهما إلى تأسيس نسق تصوري بوعي أو بغير وعي، مبني على إيديولوجية وثقافة مسبقة.

الاستعارةُ في الخطابِ السيَّاسي الفلسطيني والإسرائيلي:دراسةٌ لسانيةٌ معرفيةٌ تأسيسيَّةٌ قراءة المزيد »

صناعة المعجم العربي الإلكتروني: التحديات والآفاق

وفي هذا السياق، لا يخفى أن قدرة الدارس على استيعاب مفردات اللغة، ومعرفة مختلف معانيها ودلالاتها، محدودة بمجال ثقافته ومستوى تحصيله؛ الأمر الذي يجعله في حاجة دائمة إلى استخدام المعجم اللغوي قصد إزالة الغموض الذي يكتنف هذه المفردات، وما يستتبعه من استجلاءٍ لمعانيها اللغوية في سياقات تخاطبية متنوعة. ولذلك، وجدنا علماء كثرًا، عبر التاريخ، انبروا لهذه المهمة؛ فشمّروا عن سواعد الجد، وسعوا، بكلّ جهدهم، إلى وضع رسائل ومعاجم لغوية، كان الهدف منها تلبية تلك الحاجة الماسّة، متّبعين مناهج متعددة ومختلفة في ترتيب المادّة اللغوية وتصنيفها؛ هذا التعدد الذي لا يشكّل، في الحقيقة، إلا وجها من وجوه التنوع الحضاري والثقافي للأمة العربية الإسلامية. غير أن الصناعة المعجمية بالمنظور التقليدي تثيرا سجالا بحثيا واسعا في زمننا هذا، ولاسيما بعد أن فرضت الثورة التكنولوجية نفسها على حاضر الأمة ومستقبلها؛ الشيء الذي يدفعنا إلى محاولة فتح نقاش واسع حول سبل الارتقاء بهذه الصناعة في ضوء مستجدّات واقع العصر الرقمي.

صناعة المعجم العربي الإلكتروني: التحديات والآفاق قراءة المزيد »

الرمز اللغوي في التفكير النحوي

تعترض عملية إرساء التربية الدامجة في المدرسة المغربية صعوبات وتحديات تحتاج إلى المزيد من المثابرة والحرص على تعبيد الطريق أمام تجويد تعلمات الأطفال في وضعية إعاقة، بمستوياتها المختلفة، وتيسير وتحفيز إدماجهم المدرسي والاجتماعي. ولتجاوز بعضا من هذه الإكراهات التي تحد من فعالية ونجاعة السيرورات الدامجة اقترحت الدراسة العمل على تفعيل إستراتيجية سوسيو-تربوية لضمان فعالية ونجاعة المشاريع المؤسساتية الدامجة والمندمجة بواسطة الانخراط في العمل التكاملي بين كل الفاعلين والمتدخلين، بما يقتضيه ذلك من عقد شراكات، وإرساء الفرق الطبية والتربوية المتعددة التخصصات، والوسائل والتجهيزات والولوجيات… وهو ما سيسهم لا محالة في الحد من ظاهرتي الوصم والاستبعاد الاجتماعي، وإرساء آليات الإنصاف وتكافؤ الفرص.

الرمز اللغوي في التفكير النحوي قراءة المزيد »

مقولة الحرف بين الوظيفة النحوية والوظيفة التأويلية عند أبي القاسم السهيلي

تهدف هذه المقالة إلى دراسة مقولة الحرف باعتبارها قسما من أقسام الكلام؛ وبيان وظيفتها النحوية من جهة ووظيفتها التأويلية من جهة أخرى؛ فمقولة الحرف تحفل بمحمولات دلالية متعددة تتفرع إلى معان كلية، وإلى معان جزئية؛ استنادا ما قدمه أبو القاسم السهيلي في تحليله للأمثلة والشواهد القرآنية؛ حيث ينطلق السهيلي من التحديد النحوي لمقولة الحرف ليصل إلى تعيين الوظيفة التأويلية المرتبطة بها؛ لكن هذا لا يعني انفصال المستوى النحوي عن المستوى الدلالي التأويلي؛ بل أجد السهيلي يتوسل ببعض المبادئ المستمدة من أصول النحو سواء كانت تتعلق بأصول الرواية أو أصول الدراية؛ وذلك لخدمة الدلالات المؤولة المستنبطة من الشاهد القرآني.

مقولة الحرف بين الوظيفة النحوية والوظيفة التأويلية عند أبي القاسم السهيلي قراءة المزيد »

سيميائية المسرح عند آن أوبرسفلد: كتاب “قراءة المسرح” نموذجا

تناولت هذه الدراسة الموسومة بـ ” سيميائية المسرح عند آن أوبرسفلد – قراءة المسرح – نموذجا-“، مراجعة كتاب “قراءة المسرح” الذي ترجمته الكاتبة مي التلمساني، ذيلناها بمقدمة تحدثنا فيها عن السيميائيات، وتاريخها، وجهود رواد هذا الحقل، وإرهاصاتها الأولى، وظهور سيميائيات المسرح. لننتقل بعد ذلك، إلى مراجعة ماورد في الكتاب السالف الذكر. حيث تحدثنا عن مميزات المسرح كالنص والعرض. ووجود المسرح رهين بوجود الجمهور. إذ هناك مجموعة من العناصر تتداخل فيما بينها لتشكل لنا عرضا مسرحيا كالشخصيات والمكان أو الفضاء المسرحي. ونجد أن الكاتبة استفادت من غريماص، وهلمسليف ودي سوسير

سيميائية المسرح عند آن أوبرسفلد: كتاب “قراءة المسرح” نموذجا قراءة المزيد »

شوقي وشعر الأطفال: حكاياته على ألسنة الحيوانات نموذجا

إن التراث الفكري العربي حَفِلَ بشخصيات عظيمة تركت معالم دامغة في الفكر العربي والإنساني عامة، وقد ارتقى بعض هذه الشخصيات بعطائها إلى درجة عالية من السمو والخلود. ولعل أهم هذه الشخصيات الخالدة في العصر الحديث شخصية أحمد شوقي.
فقد استطاع هذا الرجل الفذ أن يبعث نموذج الشعر العربي القديم ويجدّده عن طريق إحياء اللحظات الشعرية التراثية المشرقة، مع الانفتاح على الآداب الغربية، إذ زاوج بين عبقرية الأصالة وجاذبية المعاصرة في توازن عجيب بينهما.
ولكي نقترب أكثر من تجربة شوقي الشعرية، اخترنا موضوعًا لهذا البحث دراسة تجربته في كتابة الشعر للأطفال باعتبارها مَلمحًا من ملامح تجديده الشعري. وقد أخذنا نموذجًا على ذلك حكاياته من كتاب “أميّة الحكمة”، حيث درسنا جميع حِكَمه بتحليلها في جدول توضيحي، مع رصد الأبعاد الخَلقية والاجتماعية والسياسية.

وسيلحظ القارئ الكريم أن شوقي قد اتخذ من الحيوانات معادلًا موضوعيًّا ورمزًا لأوضاع بلاده السياسية والاجتماعية والأخلاقية، وتعامل مع حيواناته وفق ما هو متعارف عليه من صفاتها المعروفة.
وخلاصة القول: فإن شوقي قد فتح الباب على مصراعيه أمام الكتابة الشعرية للأطفال، وتُعد حكاياته على ألسنة الحيوانات قيمة عالية، ومظهرًا راقيًا من مظاهر التجديد في شعره.

شوقي وشعر الأطفال: حكاياته على ألسنة الحيوانات نموذجا قراءة المزيد »

Scroll to Top