حول التأريخ الشفهي: عرض كتاب “دراسة التاريخ من خلال الرواية الشفهية” تأليف: ديفيد هيونج – ترجمة: ميلاد المقرحي
يعرض هذا الكتاب القضايا المحورية المتعلقة بالطرق السليمة التي ينبغي الالتزام بها إذا أراد المؤرخ الشفهي الجدية في دراسة الأحداث التاريخية وتوثيقها بشكل علمي.
إن سرد أحداث الماضي من خلال المصادر الشفهية موضوع مهم للغاية، خاصة في بلادنا العربية التي تعاني من الانفلات المنهجي في دراسة التاريخ، وقد وقع بين أيدينا في السنوات القليلة الماضية عدة أعمال تناولت التاريخ الليبي الحديث – على سبيل المثال – بطابع شخصي، وفي أحيان كثيرة بدوافع اجتماعية وسياسية معينة، باعتبار أن أصحاب هذه الأعمال حصلوا على وثائق جديدة لم تكن متاحة لغيرهم من الباحثين في الماضي أو أنهم كشفوا النقاب عن أسرار وخفايا تتعلق بالكفاح الوطني، وملفات التجسس والخيانة في مرحلة النضال الشعبي ضد المحتل الأجنبي، لكن، هؤلاء الباحثين لم يتمكنوا من نقد مصادرهم بموضوعية تامة، وبالتالي، الاستفادة من المواد التي حصلوا عليها من أفواه الرواة، وتقديمها بشكل موضوعي، وتأسيسا على ذلك، رأيتُ من المناسب عرض هذا الكتاب ليكون عونا لكل من يحاول التصدي للكتابة التاريخية بالاستناد إلى المصادر الشفهية.









